وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ
قوله عز وجل " وتراهم يعرضون عليها " أي على النار " خاشعين من الذل " أي الذي قد اعتراهم بما أسلفوا من عصيان الله تعالى" ينظرون من طرف خفي " قال مجاهد يعني ذليل أي ينظرون إليها مسارقة خوفا منها والذي يحذرون منه واقع بهم لا محالة وما هو أعظم مما في نفوسهم أجارنا الله من ذلك " وقال الذين آمنوا " أي يقولون يوم القيامة " إن الخاسرين " أي الخسار الأكبر" الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة " أي ذهب بهم إلى النار فعدموا لذتهم في دار الأبد وخسروا أنفسهم وفرق بينهم وبين أحبابهم وأصحابهم وأهاليهم وقراباتهم فخسروهم " ألا إن الظالمين في عذاب مقيم " أي دائم سرمدي أبدي لا خروج لهم منها ولا محيد لهم عنها .