اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا
ثم بين ذلك بقوله " استكبارا في الأرض " أي استكبروا عن اتباع آيات الله " ومكر السيئ " أي ومكروا بالناس في صدهم إياهم عن سبيل الله " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" أي وما يعود وبال ذلك إلا عليهم أنفسهم دون غيرهم . قال ابن أبي حاتم ذكر علي بن الحسين حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي زكريا الكوفي عن رجل حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إياك ومكر السيئ فإنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ولهم من الله طالب " وقال محمد بن كعب القرظي ثلاث من فعلهن لم ينج حتى ينزل به من مكر أو بغي أو نكث وتصديقها في كتاب الله تعالى " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " " إنما بغيكم على أنفسكم " " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه " وقوله عز وجل " فهل ينظرون إلا سنة الأولين " يعني عقوبة الله لهم على تكذيبهم رسله ومخالفتهم أمره " ولن تجد لسنة الله تبديلا" أي لا تغير ولا تبدل بل هي جارية كذلك في كل مكذب " ولن تجد لسنة الله تحويلا " أي " وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له " ولا يكشف ذلك عنهم ويحوله عنهم أحد والله أعلم .