--الصحبة....فوائدها وأثرها--
في تقلبات الحياة وتغيرات الزمن بالإضافة إلى انفتاح أبواب المعاصي والشهوات على مصارعها يصعب على الإنسان (وأقولها بكل صراح ) أن يتفادى الوقوع في بعضها،ولكن هناك طبعاً ما يرد عن الإنسان هذه الأشياء وسأكتب عن فرع واحد من هذه الأشياء، ألا وهي ((الرفقة الصالحة))وسأتناول جوانب من أنواع الصحبة وأثارها.
قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"،لقد صار من مستلزمات الحياة الواعية في أيامنا هذا أن يحيط الإنسان نفسه بصحبة صالحة،إذا وجدوه على خطأ قوموه،وإذا وجدوه على خير أعانوه،وإذا هجرهم عادوه،فكما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق....فحتى الذئب المعروف بمكره وقوته يصعب عليه أن يهجم على غنمة وهي وسط مجموعة من الأغنام،فكذلك الشيطان لا يستطيع أن يهاجم الإنسان ويفترسه إذا كان وسط مجموعة ورفقة تحميه وتقيه -بعد الله- من الوقوع في المعاصي أما
إذا جاد عن الطريق وابتعد عن الرفيق صار فريسة سهلة لشياطين الإنس والجن.
بالإضافة إلى ذلك فإن الإنسان يبني ذاته مع رفقة سواءً إذا كانت صالحة أو سيئة فهو قد يبني جزءً من حياته في بيته ومدرسته ولكن لا ننسى أن جزءً كبيراً من مكونات شخصيته وذاته يكونها مع صحبته.
فإذا كانت صحبته سيئة ،فلابد أن صحبته سيفسدونه كما أفسدوا غيره وسيأتي يوم القيامة وهو يعض على أصابعه يقول بكل حرقه..قال تعالى((يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا قَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي..))فتدارك نفسك يا من وقعت في مصاحبة رفقاء السوء وأنقذ نفسك قبل فوات الأوان واتخذ لك صحبة صالحة تفرحك في الدنيا وتنجيك في الآخرة.
وإذا كانت صبته من الذين يتدفق الإيمان من قلوبهم،ومن الذين يتمسكون بكتاب ربهم وسنة نبيهم فلا ريب أنهم سيقودونه في الدنيا إلى كل خير وصلة،وفي الآخر إلى جنات النعيم هو معهم على سرر متقابلين وفي بحبوحة الجنة لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال"من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة.."
ولا ننسى ختاماً تذكير الله تعالى لنا بالإتزام بالجماعة الطيبة والرفقة الصالحة والابتعاد عن رفقاء السوء عندما قال في كتابه العظيم"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا"،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.