وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
" وجحدوا بها" أي في ظاهر أمرهم " واستيقنتها أنفسهم " أي علموا في أنفسهم أنها حق من عند الله ولكن جحدوها وعاندوها وكابروها " ظلما وعلوا " أي ظلما من أنفسهم سجية ملعونة وعلوا أي استكبارا عن اتباع الحق ولهذا قال تعالى : " فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " أي انظر يا محمد كيف كان عاقبة أمرهم في إهلاك الله إياهم وإغراقهم عن آخرهم في صبيحة واحدة وفحوى الخطاب يقول احذروا أيها المكذبون لمحمد الجاحدون لما جاء به من ربه أن يصيبكم ما أصابهم بطريق الأولى والأحرى فإن محمدا صلى الله عليه وسلم أشرف وأعظم من موسى وبرهانه أدل وأقوى من برهان موسى بما آتاه الله من الدلائل المقترنة بوجوده في نفسه وشمائله وما سبقه من البشارات من الأنبياء به وأخذ المواثيق له عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.