تؤكد الاتجاهات التربوية المعاصرة على أهمية التعلم الفردي الذي ينقل محور اهتمام العملية التعليمية من المادة الدراسية إلى التلميذ نفسه ويسلط عليه الأضواء ليكشف عن ميوله واستعداداته وقدراته ومهاراته الذاتية بهدف التخطيط لتنميتها وتوجيهها وفقا لوصفة تربوية خاصة بكل تلميذ على حدة لتقابل ميوله الخاصة وتتمشى مع حاجاته الذاتية واستعدادات نموه ولتحفز دوافعه ورغباته الشخصية ليتمكن بذلك من الوصول إلى أقصى طاقاته وإمكاناته الخاصة به.
ومن شأن هذا الاتجاه التربوي الحديث أن يفسح المجال أمام إبراز الفروق الفردية الموجودة بين تلاميذ الصف الواحد وإتاحة الفرصة لكل منهم للانطلاق وفقا لسرعته الخاصة به في التعلم ويستلزم هذا الاتجاه تركيز مخططي العملية التربوية على ما يتمكن كل تلميذ من عمله وممارسته والاندماج فيه وإتقانه بدلا من التركيز على ما يجب أن يتعلمه أو يعرفه أو يحفظه من معارف ومعلومات جامدة لا يستطيع استخدامها كما كان يحدث في التعليم التقليدي.
وقد تطلب هذا النوع من التعليم بناء نظام تربوي جديد، يقوم على أساس من المعرفة الذاتية لكل تلميذ في جميع مجالات نموه العقلي المعرفي، والانفعالي الوجداني (النفسي) والبدني و الحركي، ليحدد له أهدافا مرحلية مناسبة تنبع من احتياجاته الخاصة به وتحقق مطالبه الذاتية، وتتيح له فرص الاختيار المتعدد، وتمكنه من ممارسة هذا الاختيار بحرية كاملة مما يساعده على السير قدما لتحقيق أهدافه وفقا لسرعته الخاصة به في التعلم مع عدم فرض أي ضغوط أو قيود عليه أو دفعه إلى تعلم غير ما هو مستعد له.
وتمثل الحقيبة التعليمية أحد نماذج التعلم الفردي، وتباينت حدود مفهوم في ما تطرقت إليه اهتمامات واجتهادات شخصية في أكثر من جهة في وزارة المعارف، مما دعا الأسرة الوطنية لوسائل وتقنيات التعليم إلى إعداد هذه الورقة التي ترمي من ورائها إلى جلاء مفهوم (الحقيبة التعليمية) وتحديد المعايير والضوابط التي قصدت لها لتكون مرجعا، لتقارن بها العروض والمنتجات التي تقدم وتفحص باعتبارها (حقيبة تعليمية).
تبلورت فكرة الحقائب / الرزم التعليمية مع تطور البرامج التي تهدف إلي مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، ومع تزايد إعمال التفكير بمدخل النظم في التربية والتعليم واستخدام الحاسب في حياتنا المعاصرة.
كانت أولى المحاولات المعاصرة لتفريد التعليم بأسلوب علمي [1] هي تلك المحاولة التي قام بها سكنر في الربط بين " علم التعلم وفن التعليم " وتبنى أسلوب التعلم الذاتي المبرمج وكان ذلك عام 1954 م، وفي أوائل الستينيّات من هذا القرن الميلادي ظهرت البادرة الأولى من الرزم / الحقائب التعليمية في مركز مصادر المعلومات بمتحف الأطفال في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما اخترع ما يسمى ب (صناديق الاستكشاف) Discovery Boxes، وهي عبارة عن صناديق جمعوا فيها مواد تعليمية متنوعة تعرض موضوعاً معيناً أو فكرة محددةً تتمركز محتويات الصندوق حولها لتبرزها بأسلوب يتميز بالترابط والتكامل، وقد عالجت الصناديق في مراحلها الأولى موضوعات تعلم الأطفال في ما يسمى بصندوق الدمى وصندوق الحيوانات المتنوعة وما إلى ذلك، ثم تطورت هذه الصناديق باستخدام المواد التعليمية ذات الأبعاد الثلاثة كالمجسمات والنماذج إضافة إلى كتيب للتعليمات وخرائط تحليلية توضح الهدف من استخدام الصندوق وأفضل الأساليب للوصول إليه حيث أطلق عليها مسمى (وحدات التقابل) Match Units وأصبحت تحوي مواد تعليمية متنوعة الاستخدام ومتعددة الأهداف إذ احتوت على الصور الثابتة والأفلام المتحركة والأشرطة المسجلة والنماذج، كما احتوى الصندوق على دليل للمعلم يوضح أهم الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها الطفل سواء بمحض إرادته أو بتوجيه من المدرس وعرض لأهم الخبرات والمهارات التي يمكن أن تنتج عن كل جزء من أجزاء الصندوق . ثم تركز الاهتمام حول جزء واحد محدد من أجزاء وحدة التقابل وأطلق عليها (وحدات التقابل المصغرة) (Mini Match Units) وبعد العديد من التجارب والاستفادة من آراء الكثير من المعلمين والتربويين والآباء للبحث عن أفضل الأساليب المساعدة لإدخال التعديلات والإضافات على هذه الوحدات مما أتاح إمكانية التطوير إلى الأفضل حتى خرجت الحقائب / الرزم التعليمية بمفهومها الحالي إلى حيز الوجود .
ومع استمرار التجريب وإدخال التعديلات على محتويات الحقائب / الرزم التعليمية أضيف إلى كتيب التعليمات جميع الأنشطة التي رغب الأطفال في ممارستها بشكل فردي حر دون تدخل الكبار كما أضيفت بطاقات عمل متنوعة لتوجيه كل طفل إلى القيام بأعمال خاصة به بمفرده، كما صممت بطاقات خاصة للمعلمين من أجل الاستمرار في تطوير الرزم - الحقائب - والارتفاع بمستواها " .
تعددت تعريفات الحقائب/الرزم التعليمية، تبعاً للاختلاف في أسلوب استخدامها وطريقته، إلا أنها تشترك جميعا في مفاهيمها العامة ومكوناتها الأساسية، وقد أقرت المنظمة العربية للتربية والثقافة التعريف التالي:
" الحقيبة/الرزمة التعليمية هي: وحدة تعليمية تعتمد نظام التعلم الذاتي وتوجه نشاط المتعلم، تحتوي على مادة معرفية ومواد تعليمية منوعة مرتبطة بأهداف سلوكية، ومعززة باختبارات قبلية وبعدية وذاتية، ومدعمة بنشاطات تعليمية متعددة تخدم المناهج الدراسية وتساندها " .
و الحقيبة/الرزمة التعليمية وحدة تعليمية:
- تتخذ من أسلوب النظم منهجا في إعدادها .
- محددة الأهداف بصورة سلوكية .
- التعلم من خلالها فرديا وذاتيا .
- تراعي الفروق الفردية .
- تشتمل على مواد تعليمية متعددة .
- تشتمل على أنشطة ومهارات هادفة متنوعة .
- تتنوع فيها أساليب التقويم وأوقاته .
- يتوافر فيها دليل استخدام مشتملا على المحتوى العلمي .
- مستوى التعلم المستهدف من خلالها هو الإتقان .
تتكون الحقيبة التعليمية من مجموعة من المكونات تختلف في عددها وترتيبها بحسب وجهة نظر المصمم والموقف التعليمي الذي يتبناه، وهي لا تخرج عادةً عن المكونات الرئيسية التالية: (الدليل - الأنشطة التدريسية - التقويم وأدواته)
الدليل:
يوضع على شكل كتيب صغير أو صفحات منفصلة ويتضمن معلومات واضحة عن موضوع الحقيبة ومحتوياتها وفئة المتعلمين المستهدفة ومستواهم التعليمي و يشتمل على معلومات عامة عن:
1. العنوان: الذي يوضح الفكرة الأساسية التي تعالجها الحقيبة، وبقدر ما يكون العنوان واضحاً ومحدداً يحقق الهدف منه .
2. التعليمات للمعلم والمتعلم: وهي تتضمن إرشادات توضح للمعلم والمتعلم - كل في النسخة المخصصة له - أسلوب التعامل مع الحقيبة وخطوات العمل فيها وطريقة استخدام الاختبارات ومواقيتها .
3. مسوغات استخدام الحقيبة: تبين للمتعلم الغرض من استخدام طريقة الحقيبة لدراسة الموضوع وتوضح له أهمية دراسة المحتوى، كذلك تهدف إلي الوصول لاقتناعه بأهميتها .
4. مكوناتها المطبوعة وغير المطبوعة: من أدوات وأجهزة ونماذج مجسمة وورقية وشفافيات وأفلام وأشرطة …. الخ .
5. الفئة المستهدفة: لتحديد نوع المتعلمين الذي يوجه إليهم برنامج الحقيبة كبيان حدود العمر والصف الدراسي …..الخ .
6.الأهداف السلوكية: التي تصف النتائج المتوقع تحقيقها في أداء المتعلم بعد كل مرحلة من برنامج الحقيبة وبعد إتمام البرنامج بكامله .
الأنشطة التدريسية:
تشتمل كل حقيبة تعليمية على مجموعة من الأنشطة والاختيارات التي توفر للمتعلم فرص الانتقاء بما يناسب اهتمامه ورصيده الثقافي، كما توفر هذه الأنشطة التفاعل الإيجابي بين المتعلم والمواد المقدمة له من أجل تحقيق الأهداف المحددة بإتقان عالٍ، ومن هذه الاختيارات:
1.وسائل تعليمية متنوعة: بحيث تحتوي الحقيبة على مجموعة من الوسائل الملائمة لتحقيق الأهداف المحددة وممارسة النشاطات المؤدية إليها .
2. أساليب وطرائق متنوعة: حسب نوع التعليم المتبع سواء كان فردياً أو جمعياً وبما يلائم طبيعة الموضوع وأنماط التعلم والفروق الفردية بين المستهدفين، كتنوع الأسئلة والاعتماد على الصور البصرية والسمعية أو المزج بين عدة طرق .
3. مستويات متعددة للمحتوى: من حيث التدرج بالمتعلم من السهل إلى الصعب.
التقويم وأدواته:
يعد التقويم من العناصر الأساسية في العملية التربوية بشكل عام وفي الحقائب التعليمية بشكل خاص، فهو يبين مدى نجاح الحقيبة في ما صممت من أجله، كما يشخص الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتطوير فيها . ويوضح التقويم أثر أساليب التدريس المتبعة ومدى فاعليتها و مدى تحقيق المتعلمين للأهداف المحددة بعد إنجازهم مختلف أنشطة الحقيبة .
ويتكون برنامج التقويم في الحقائب التعليمية من الاختبارات التالية:
1. الاختبار القبلي (المبدئي):
ويهدف إلى تحديد مدى استعداد المتعلم لتعلم مادة الرزمة و ما إذا كان يحتاج لدراسة الوحدة أم لا، و يساعد في تحديد نقطة البدء التي تبدأ منها دراسة موضوع الحقيبة، فقد يبدأ من أولها أو من قسمها الثاني أو الثالث وهكذا، كما يساعد المعلم على تنظيم المتعلمين وترتيبهم في مجموعات متقاربة، لتحقيق أكبر تفاعل مع البرنامج.
2. الاختبار البنائي:
مجموعة من الاختبارات المرحلية القصيرة تصاحب عملية التعلم باستمرار لتزويد المتعلم بتغذية راجعة وفورية تعزز تعلمه وتدفعه للتقدم بعد كل اجتياز صحيح لكل خطوة . ويكون التقويم بنائياً وتجميعياً وتكوينياً وفردياً ذاتياً، إذا اعتمد فيه المتعلم على نفسه تماماً.
3. الاختبار النهائي (البعدي):
ويتم بعد إكمال المتعلم لتنفيذ نشاطات الحقيبة والغرض منه تحديد مقدار إنجاز المتعلم للأهداف ومدى استعداده للبدء بحقيبة أخرى، فإذا ظهر من نتيجة هذا الاختبار أن المتعلم قد حقق المستوى المطلوب فإنه يمكن الانتقال به إلى حقيبة أخرى تالية، وإلا فيعود إلى البدائل الأخرى لاستكمال ما لم يتحقق .
تعددت خصائص الحقائب تبعاً لتصميمها، حسب الجهات التي قامت بذلك، وتعددت طرق تطبيقها ومكوناتها والفئة التي صممت من أجلها، ونورد هنا أهم هذه الخصائص:
- تشكل الحقيبة التعليمية برنامجاً تعليمياً متكاملاً:
وضع بموجب خطة مدروسة، وعملية منظمة تتيح للمتعلم دراسة ما يريده ويرغب فيه من معارف، بدافعيه كاملة، في جو محبب وبيئة تعليمية مشجعة، مكون من مجموعة من العناصر تتكامل، وتتفاعل مع بعضها البعض لتحقيق أهداف محددة تسمح لكل متعلم أن يسير وفق خصائصه وقدراته، لما تتمتع به من مرونة في التصميم والبدائل التعليمية.
- تشكل برنامجاً للتعلم الذاتي: نظراً لاعتبار المتعلم محور العملية التعليمية، وهو الذي يقرر متى يبدأ، وأين، وأي الوسائل يستخدم، فلا بد من إيجاد طريقة تعليم وتعلم تناسب احتياجاته وقدراته ليتسنى له التعلم بأفضل الطرق التي تنسجم وطبيعته، وبالرغم من ذلك، فلا يمكن تجاهل دور المعلم والاستغناء عنه، فهو يقوم بالتخطيط للعملية التعليمية، ويشخص حالة كل متعلم، ويصف الأنشطة المناسبة له، ويساعده في تذليل أية صعوبات تعترضه خلال تعلمه الذاتي، وفي النهاية يقوم بتقويم العملية التعليمية في ضوء الأهداف المرسومة، التي ينتظر تحقيقها من قبل الدارس بعد قيامه بالأنشطة المطلوبة، ويجري في العادة، عرض هذا النوع من الأهداف على نحو سلوكي يمكن قياس أدائه .
توافر التعلم من أجل الإتقان:
من ابرز سمات التعلم من أجل الإتقان مراعاة الفروق في سرعة التلاميذ كل حسب قدراته الخاصة، كما أنه يشترط إتقان الوحدة الدراسية معلومةً أو مهارةً - بمستوى ما بين 80 و95 % قبل انتقاله إلى وحدة تالية، وأن يكون هناك تسلسل في تعلم الوحدات التي يفترض وجودها بشكل مستقل، وذات أهداف سلوكية محددة وتتمثل في مراعاة الفروق الفردية في تعدد نقاط البدء، حيث تسمح الحقائب للمتعلم البدء في الدراسة وفق المهارات التي يتقنها مسبقاً والتي تظهر في الاختبارات القبلية وتبرز أهمية الاختبار الذاتي في عملية التقويم .
ولا شك في أن الحقائب التعليمية ذات التصميم الجيد، بخصائصها ومكوناتها، توفر شروط التعلم كافة من أجل الإتقان، وبالتالي، فهي تستوعب هذا النظام في التعليم والمساهمة في إنجاحه .
- تشعب المسارات:
تجمع الحقائب التعليمية بين التنظيم المحكم والمرونة الوظيفية، فهي تسمح لكل متعلم أن يحدد المسار الذي يناسبه في سعيه لتحقيق الأهداف المرسومة، فإذا كان الهدف يركز على دراسة نمط الحياة في المجتمعات البدائية مثلاً، فان المتعلم يستطيع أن يختار نمط حياة الإسكيمو في كندا، أو نمط حياة البوشمن في إفريقيا، أو سكان أستراليا الأصليين، وبهذا تبرز في الحقائب ظاهرة تعدد المسارات، والدروب، ولكنها في النهاية تحقق الغرض نفسه، وبذلك فإن مكونات الحقيبة تراعي إلى حد كبير ميول المتعلم.
- تنوع أنماط التعليم:
تتمتع الحقائب بطرق متعددة للمتعلم، فهناك حالة المجموعات الكبيرة باستخدام الأفلام وأجهزة العرض، والمشاهدة، و تعد المحاضرة أكفأ أساليب تقديم المعلومات لأعداد كبيرة من المتعلمين، لما توفره من اقتصاد وجهد، وكذلك نمط المجموعات الصغيرة، كالاشتراك في إجراء تجربة وتقاسم الأدوار لتنفيذها أو تكوين تقرير دراسي بتوزيع المهام أو مجموعات الاستماع وغيرها، وهناك استراتيجية التعلم الفردي الملازمة للحقيبة بما تمتاز به من مرونة.
- تراعي سرعة المتعلم:
إن المتحمسين لبرامج التعلم الذاتي، عموماً، وبرامج التعلم بالحقائب، على وجه الخصوص، يرون أن مراعاة السرعة الذاتية للمتعلم من أهم الخصائص المميزة لهذه البرامج، وبالتالي فإن عامل الزمن يصبح خاضعاً لظروف كل متعلم، فالمتعلم، بطئ التعلم، ليس ملزماً بأن يجاري أقرانه أو يلحق بمن سبقوه، كما أن سريع التعلم لا يضطر للانتظار حتى يلحق به غيره. وعامل الزمن ليس مطلقاً، وإنما يحدده زمن أعلى لتعلم بعض الأساسيات لاستبعاد أسباب التخلف الدراسي، باعتبار أن هناك حداً من التعليم يجب أن يصله كل متعلم حتى يبلغ المحك الذي تحدده الأهداف، ويؤكد ذلك (بلوم) حيث أشار إلى ضرورة أن يتم السماح للمتعلمين أن يأخذوا ما يحتاجون إليه من زمن للتعلم.
- توفر الأنشطة والوسائل المتعددة:
إن تعدد الأنشطة وتنوع البدائل من شأنه أن يزيد اهتمام المتعلمين، ويلبي احتياجاتهم، ويمكنهم من استخدام حواسهم، فقد يفضل المتعلم أن يشاهد فيلماً أو يستمع إلى شريط مسجل أو يجري تجربة أو أن يقرأ كتاباً لتحقيق بعض الأهداف المعينة.
- تلتزم التغذية الراجعة:
وهي المعلومات التي تعطى بعد أداء العمل وتقوم بضبط سلوك التعليم للوصول إلى الأهداف، ويبدأ دور التغذية الراجعة في الحقائب بعد عرض الخبرات وتعريض المتعلم لاختبار قبلي ليقوم بالاستجابة، كما تفيد في تقويم أداء المعلم مثلما هي تقويم لأداء المتعلم عن طريق مجموعة من الاختبارات البنائية المستمرة عقب كل نشاط، وهي التي تبين مدى نجاحه أي المعلم في أداء عمله وإدارته للعملية التعليمية بدلالة عدد المتعلمين الذين أتقنوا المهمات والمهارات المطلوبة عقب الانتهاء من التعلم مباشرة لتقوم التغذية الراجعة بتعزيزه أو تصحيح مساره قبل الانتقال إلى مهام أخرى، فإن تحققت الأهداف عزز التعلم السابق وإن لم تتحقق يصحح مسار التعلم
- الإيجابية في التعلم:
أي أن تحديد الأهداف وصياغتها بصورة سلوكية ووجود تعليمات خاصة لتحقيق كل هدف من هذه الأهداف، يوضح طريقة التعامل مع المواد التعليمية، و يفترض سلفاً أن المتعلم لن يكون في وضع سلبي يستقبل المعرفة، بل سوف يكون له دور إيجابي واضح في عملية التعلم، وكلما زاد هذا التجاوب ازدادت الفائدة التي تعود على المتعلم وتنوعت الخبرة التي يحصل عليها مما يؤدي إلى تكامل الخبرة. ووحدتها .
في ختام هذا العرض لمفهوم الحقيبة التعليمية، على أساس من معرفة تاريخ تطور المفهوم، والوصول إلى تعريف هذا الأسلوب في التعليم، ومكونات الحقيبة وخصائصها، تبين أن المفهوم المقصود هاهنا، (الحقيبة التعليمية) فقط، وليس أي مفهوم لنوع آخر من الحقائب التي تعد لغرض آخر، كالحقائب التدريبية أو الإرشادية أو غيرهما.
وفي هذا الإطار تقدم الأسرة الوطنية لوسائل وتقنيات التعليم (المعايير) والضوابط التي توصلت إليها، وتقترح أن تكون مرجعا للمقارنة بها عند الحاجة إلى الحكم على عروض أو منتجات تقدم باعتبارها تمثل (حقيبة تعليمية)، يفترض أنها مستوفية للمتطلبات التي سبق عرضها في الأقسام السابقة من هذه النشرة.