إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة فقال : " إن شر الدواب عند الله الصم " أي عن سماع الحق " البكم " عن فهمه ولهذا قال " الذين لا يعقلون " فهؤلاء شر البرية لأن كل دابة مما سواهم مطيعة لله فيما خلقها له وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا ولهذا شبههم بالأنعام في قوله " ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء " الآية وقال في الآية الأخرى " أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " وقيل المراد بهؤلاء المذكورين نفر من بني عبد الدار من قريش . روي عن ابن عباس ومجاهد واختاره ابن جرير . وقال محمد بن إسحاق هم المنافقون . قلت ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا لأن كلا منهم مسلوب الفهم الصحيح والقصد إلى العمل الصالح .