وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ
وقوله " وهو القاهر فوق عباده " أي وهو الذي قهر كل شيء وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء " ويرسل عليكم حفظة " أي من الملائكة يحفظون بدن الإنسان كقوله " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " وحفظة يحفظون عمله ويحصونه كقوله " وإن عليكم لحافظين" الآية وكقوله " عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " وقوله " إذ يتلقى المتلقيان " الآية وقوله " حتى إذا جاء أحدكم الموت " أي احتضر وحان أجله " توفته رسلنا " أي ملائكة موكلون بذلك قال ابن عباس وغير واحد : لملك الموت أعوان من الملائكة يخرجون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم وسيأتي عند قوله تعالى " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " الأحاديث المتعلقة بذلك الشاهدة لهذا المروي عن ابن عباس وغيره بالصحة وقوله " وهم لا يفرطون " أي في حفظ روح المتوفى بل يحفظونها وينزلونها حيث شاء الله عز وجل إن كان من الأبرار ففي عليين وإن كان من الفجار ففي سجين عياذا بالله من ذلك.