بتـــــاريخ : 11/8/2009 5:54:58 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1958 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 267

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا

    القول في تأويل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } يعني جل ثناؤه بقوله : يا أيها الذين آمنوا صدقوا بالله ورسوله وآي كتابه . ويعني بقوله : { أنفقوا } زكوا وتصدقوا . كما : 4794 - حدثني المثنى , قال : ثنا عبد الله , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس قوله : { أنفقوا من طيبات ما كسبتم } يقول : تصدقوا . القول في تأويل قوله تعالى : { من طيبات ما كسبتم } . يعني بذلك جل ثناؤه : زكوا من طيب ما كسبتم بتصرفكم إما بتجارة , وإما بصناعة من الذهب والفضة , ويعني بالطيبات : الجياد . يقول : زكوا أموالكم التي اكتسبتموها حلالا , وأعطوا في زكاتكم الذهب والفضة , الجياد منها دون الرديء . كما : 4795 - حدثنا محمد بن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , عن شعبة , عن الحكم , عن مجاهد في هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } قال : من التجارة . * - حدثني موسى بن عبد الرحمن , قال : ثنا زيد بن الحباب , قال : وأخبرني شعبة , عن الحكم , عن مجاهد , مثله . * - حدثني حاتم بن بكر الضبي , قال : ثنا وهب , عن شعبة , عن الحكم , عن مجاهد , مثله . * - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , قال : ثنا شعبة , عن الحكم , عن مجاهد في قوله : { أنفقوا من طيبات ما كسبتم } قال : التجارة الحلال . 4796 - حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن عطاء بن السائب , عن عبد الله بن معقل : { أنفقوا من طيبات ما كسبتم } قال : ليس في مال المؤمن من خبيث , ولكن لا تيمموا الخبيث منه تنفقون . 4797 - حدثني عصام بن رواد بن الجراح , قال : ثنا أبي , قال : ثنا أبو بكر الهذلي , عن محمد بن سيرين , عن عبيدة , قال : سألت علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن قوله : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } قال : من الذهب والفضة . * - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله : { من طيبات ما كسبتم } قال : التجارة . * - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 4798 - حدثني المثنى , قال : ثنا عبد الله بن صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس قوله : { أنفقوا من طيبات ما كسبتم } يقول : من أطيب أموالكم وأنفسه . 4799 - حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } قال : من الذهب والفضة .

    كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ومما أخرجنا لكم من الأرض } . يعني بذلك جل ثناؤه : وأنفقوا أيضا مما أخرجنا لكم من الأرض , فتصدقوا وزكوا من النخل والكرم والحنطة والشعير , وما أوجبت فيه الصدقة من نبات الأرض . كما : 4800 - حدثني عصام بن رواد , قال : ثني أبي , قال : ثنا أبو بكر الهذلي , عن محمد بن سيرين , عن عبيدة , قال : سألت عليا صلوات الله عليه عن قول الله عز وجل : { ومما أخرجنا لكم من الأرض } قال : يعني من الحب والثمر وكل شيء عليه زكاة . 4801 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قوله : { ومما أخرجنا لكم من الأرض } قال : النخل . * - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد : { ومما أخرجنا لكم من الأرض } قال : من ثمر النخل . 4802 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا هشيم , قال : ثنا شعبة , عن الحكم , عن مجاهد قوله : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } قال : من التجارة , { ومما أخرجنا لكم من الأرض } من الثمار . 4803 - حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { ومما أخرجنا لكم من الأرض } قال : هذا في التمر والحب .

    الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولا تيمموا الخبيث } . يعني بقوله جل ثناؤه { ولا تيمموا الخبيث } ولا تعمدوا ولا تقصدوا . وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله : " ولا تأمموا " , من أممت , وهذه من تيممت , والمعنى واحد وإن اختلفت الألفاظ , يقال : تأممت فلانا وتيممته وأممته , بمعنى : قصدته وتعمدته , كما قال ميمون بن قيس الأعشى : تيممت قيسا وكم دونه من الأرض من مهمه ذي شزن 4804 - وكما حدثنا موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { ولا تيمموا الخبيث } ولا تعمدوا . 4805 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة : { ولا تيمموا } لا تعمدوا . * - حدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن قتادة , مثله . القول في تأويل قوله تعالى : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } . يعني جل ثناؤه بالخبيث : الرديء غير الجيد , يقول : لا تعمدوا الرديء من أموالكم في صدقاتكم , فتصدقوا منه , ولكن تصدقوا من الطيب الجيد . وذلك أن هذه الآية نزلت في سبب رجل من الأنصار علق قنوا من حشف في الموضع الذي كان المسلمون يعلقون صدقة ثمارهم صدقة من تمره . ذكر من قال ذلك : 4806 - حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي , قال : ثنا أبي , عن أسباط , عن السدي , عن عدي بن ثابت , عن البراء بن عازب في قول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض } إلى قوله : { والله غني حميد } قال : نزلت في الأنصار , كانت الأنصار إذا كان أيام جذاذ النخل أخرجت من حيطانها أقناء البسر , فعلقوه على حبل بين الأسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فيأكل فقراء المهاجرين منه , فيعمد الرجل منهم إلى الحشف فيدخله مع أقناء البسر , يظن أن ذلك جائز , فأنزل الله عز وجل فيمن فعل ذلك : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال لا تيمموا الحشف منه تنفقون . * - حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , زعم السدي , عن عدي بن ثابت , عن البراء بن عازب بنحوه , إلا أنه قال : فكان يعمد بعضهم , فيدخل قنو الحشف , ويظن أنه جائز عنه في كثرة ما يوضع من الأقناء , فنزل فيمن فعل ذلك : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } القنو الذي قد حشف , ولو أهدي إليكم ما قبلتموه . 4807 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا مؤمل , قال : ثنا سفيان , عن السدي , عن أبي مالك , عن البراء بن عازب , قال : كانوا يجيئون في الصدقة بأردأ تمرهم وأردأ طعامهم , فنزلت : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم . .. } الآية . 4808 - حدثني عصام بن رواد , قال : ثنا أبي , قال : ثنا أبو بكر الهذلي , عن ابن سيرين , عن عبيدة السلماني , قال : سألت عليا عن قول الله : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال : فقال علي : نزلت هذه الآية في الزكاة المفروضة , كان الرجل يعمد إلى التمر فيصرمه , فيعزل الجيد ناحية , فإذا جاء صاحب الصدقة أعطاه من الرديء , فقال عز وجل : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } . 4809 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : ثني عبد الجليل بن حميد اليحصبي , أن ابن شهاب حدثه , قال : ثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف في الآية التي قال الله عز وجل : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال : هو الجعرور , ولون حبيق , فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ في الصدقة . 4810 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال : كانوا يتصدقون , يعني من النخل بحشفه وشراره , فنهوا عن ذلك وأمروا أن يتصدقوا بطيبه . 4811 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } إلى قوله : { واعلموا أن الله غني حميد } ذكر لنا أن الرجل كان يكون له الحائطان على عهد نبي الله صلى الله عليه وسلم , فيعمد إلى أردئهما تمرا فيتصدق به ويخلط فيه من الحشف , فعاب الله ذلك عليهم ونهاهم عنه . 4812 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال : تعمد إلى رذالة مالك فتصدق به , ولست بآخذه إلا أن تغمض فيه . 4813 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا أبي , عن يزيد بن إبراهيم , عن الحسن قال : كان الرجل يتصدق برذالة ماله , فنزلت : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } . 4814 - حدثنا المثنى , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال : أخبرنا عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال : في الأقناء التي تعلق , فرأى فيها حشفا , فقال : " ما هذا ؟ " . قال ابن جريج : سمعت عطاء يقول : علق إنسان حشفا في الأقناء التي تعلق بالمدينة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما هذا ؟ بئسما علق هذا ! " فنزلت : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } . وقال آخرون : معنى ذلك : ولا تيمموا الخبيث من الحرام منه تنفقون , وتدعوا أن تنفقوا الحلال الطيب . ذكر من قال ذلك : 4815 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : وسألته عن قول الله عز وجل : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال : الخبيث : الحرام , لا تتيممه : تنفق منه , فإن الله عز وجل لا يقبله . وتأويل الآية : هو التأويل الذي حكيناه عمن حكينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفاق أهل التأويل في ذلك دون الذي قاله ابن زيد .

    تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } . يعني بذلك جل ثناؤه : ولستم بآخذي الخبيث في حقوقكم . والهاء في قوله : { بآخذيه } من ذكر الخبيث . { إلا أن تغمضوا فيه } يعني إلا أن تتجافوا في أخذكم إياه عن بعض الواجب لكم من حقكم , فترخصوا فيه لأنفسكم , يقال منه : أغمض فلان لفلان عن بعض حقه فهو يغمض , ومن ذلك قول الطرماح بن حكيم : لم يفتنا بالوتر قوم وللضي يم رجال يرضون بالإغماض واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك , فقال بعضهم : معنى ذلك : ولستم بآخذي الرديء من غرمائكم في واجب حقوقكم قبلهم إلا عن إغماض منكم لهم في الواجب لكم عليهم . ذكر من قال ذلك : 4816 - حدثنا عصام بن رواد . قال : ثنا أبي , قال : ثنا أبو بكر الهذلي , عن محمد بن سيرين , عن عبيدة قال : سألت عليا عنه , فقال : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } يقول : ولا يأخذ أحدكم هذا الرديء حتى يهضم له . 4817 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا مؤمل , قال : ثنا سفيان , عن السدي , عن أبي مالك , عن البراء بن عازب : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } يقول : لو كان لرجل على رجل فأعطاه ذلك لم يأخذه إلا أن يرى أنه قد نقصه من حقه . 4818 - حدثني المثنى , قال : ثنا عبد الله , قال : ثنا معاوية , عن علي , عن ابن عباس قوله : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } . يقول : لو كان لكم على أحد حق فجاءكم بحق دون حقكم , لم تأخذوا بحساب الجيد حتى تنقصوه , فذلك قوله : { إلا أن تغمضوا فيه } فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم , وحقي عليكم من أطيب أموالكم وأنفسها ؟ وهو قوله : { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } . 3 92 4819 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } قال : لا تأخذونه من غرمائكم ولا في بيوعكم إلا بزيادة على الطيب في الكيل . * - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثنا أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } وذلك أن رجالا كانوا يعطون زكاة أموالهم من التمر , فكانوا يعطون الحشف في الزكاة , فقال : لو كان بعضهم يطلب بعضا ثم قضاه لم يأخذه إلا أن يرى أنه قد أغمض عنه حقه . 4820 - حدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } يقول : لو كان لك على رجل دين فقضاك أردأ مما كان لك عليه هل كنت تأخذ ذلك منه إلا وأنت له كاره ؟ 4821 - حدثني يحيى بن أبي طالب , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا جويبر , عن الضحاك في قوله : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم } إلى قوله : { إلا أن تغمضوا فيه } قال : كانوا حين أمر الله أن يؤدوا الزكاة يجيء الرجل من المنافقين بأردأ طعام له من تمر وغيره , فكره الله ذلك , وقال : { أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض } يقول : لستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه . يقول : لم يكن رجل منكم له حق على رجل فيعطيه دون حقه فيأخذه إلا وهو يعلم أنه قد نقصه , فلا ترضوا لي ما لا ترضون لأنفسكم , فيأخذ شيئا وهو مغمض عليه أنقص من حقه . وقال آخرون : معنى ذلك : ولستم بآخذي هذا الرديء الخبيث إذا اشتريتموه من أهله بسعر الجيد إلا بإغماض منهم لكم في ثمنه . ذكر من قال ذلك : 4822 - حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا أبي , عن عمران بن حدير , عن الحسن : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } قال : لو وجدتموه في السوق يباع ما أخذتموه حتى يهضم لكم من ثمنه . 4823 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } يقول : لستم بآخذي هذا الرديء بسعر هذا الطيب إلا أن يغمض لكم فيه . وقال آخرون : معناه : ولستم بآخذي هذا الرديء الخبيث لو أهدي لكم إلا أن تغمضوا فيه , فتأخذوه وأنتم له كارهون على استحياء منكم ممن أهداه لكم . ذكر من قال ذلك : 4824 - حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي , قال : ثنا أبي , عن أسباط , عن السدي , عن عدي بن ثابت , عن البراء بن عازب : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } قال : لو أهدي لكم ما قبلتموه إلا على استحياء من صاحبه أنه بعث إليك بما لم يكن له فيه حاجة . * - حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , قال : زعم السدي , عن عدي بن ثابت , عن البراء نحوه , إلا أنه قال : إلا على استحياء من صاحبه وغيظا أنه بعث إليك بما لم يكن له فيه حاجة . وقال آخرون : معنى ذلك : ولستم بآخذي هذا الرديء من حقكم إلا أن تغمضوا من حقكم . ذكر من قال ذلك : 4825 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن عطاء , عن ابن معقل : { ولستم بآخذيه } يقول : ولستم بآخذيه من حق هو لكم , إلا أن تغمضوا فيه , يقول : أغمض لك من حقك . وقال آخرون : معنى ذلك : ولستم بآخذي الحرام إلا أن تغمضوا على ما فيه من الإثم عليكم في أخذه . ذكر من قال ذلك : 4826 - حدثني يونس , قال : ثنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : وسألته عن قوله : { ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } قال : يقول : لست آخذا ذلك الحرام حتى تغمض على ما فيه من الإثم - قال : وفي كلام العرب : أما والله لقد أخذه ولقد أغمض على ما فيه - وهو يعلم أنه حرام باطل . والذي هو أولى بتأويل ذلك عندنا أن يقال : إن الله عز وجل حث عباده على الصدقة وأداء الزكاة من أموالهم وفرضها عليهم فيها , فصار ما فرض من ذلك في أموالهم حقا لأهل سهمان الصدقة , ثم أمرهم تعالى ذكره أن يخرجوا من الطيب , وهو الجيد من أموالهم , الطيب , وذلك أن أهل السهمان شركاء أرباب الأموال في أموالهم بما وجب لهم فيها من الصدقة بعد وجوبها , فلا شك أن كل شريكين في مال فلكل واحد منهما بقدر ملكه , وليس لأحدهما منع شريكه من حقه من الملك الذي هو فيه شريكه بإعطائه بمقدار حقه منه من غيره , مما هو أردأ منه أو أخس , فكذلك المزكي ماله حرم الله عليه أن يعطي أهل السهمان مما وجب لهم في ماله من الطيب الجيد من الحق , فصاروا فيه شركاء من الخبيث الرديء غيره , ويمنعهم ما هو لهم من حقوقهم في الطيب من ماله الجيد , كما لو كان مال رب المال رديئا كله غير جيد , فوجبت فيه الزكاة وصار أهل سهمان الصدقة فيه شركاء بما أوجب الله لهم فيه لم يكن عليه أن يعطيهم الطيب الجيد من غير ماله الذي منه حقهم , فقال تبارك وتعالى لأرباب الأموال : زكوا من جيد أموالكم الجيد , ولا تيمموا الخبيث الرديء , تعطونه أهل سهمان الصدقة , وتمنعونهم الواجب لهم من الجيد الطيب في أموالكم , ولستم بآخذي الرديء لأنفسكم مكان الجيد الواجب لكم قبل من وجب لكم عليه ذلك من شركائكم وغرمائكم وغيرهم إلا عن إغماض منكم وهضم لهم وكراهة منكم لأخذه . يقول : ولا تأتوا من الفعل إلى من وجب له في أموالكم حق ما لا ترضون من غيركم أن يأتيه إليكم في حقوقكم الواجبة لكم في أموالهم ; فأما إذا تطوع الرجل بصدقة غير مفروضة فإني وإن كرهت له أن يعطي فيها إلا أجود ماله وأطيبه ; لأن الله عز وجل أحق من تقرب إليه بأكرم الأموال وأطيبها , والصدقة قربان المؤمن , فلست أحرم عليه أن يعطي فيها غير الجيد , لأن ما دون الجيد ربما كان أعم نفعا لكثرته , أو لعظم خطره , وأحسن موقعا من المسكين , وممن أعطيه قربة إلى الله عز وجل من الجيد , لقلته أو لصغر خطره وقلة جدوى نفعه على من أعطيه . وبمثل ما قلنا في ذلك قال جماعة أهل العلم . ذكر من قال ذلك : 4827 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سلمة بن علقمة , عن محمد بن سيرين , قال : سألت عبيدة عن هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه } قال : ذلك في الزكاة , الدرهم الزائف أحب إلي من التمرة . * - حدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , قال : ثنا سلمة بن علقمة , عن محمد بن سيرين , قال : سألت عبيدة عن ذلك , فقال : إنما ذلك في الزكاة , والدرهم الزائف أحب إلي من التمرة . * - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا ابن إدريس , عن هشام , عن ابن سيرين , قال : سألت عبيدة عن هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه } فقال عبيدة : إنما هذا في الواجب , ولا بأس أن يتطوع الرجل بالتمرة , والدرهم الزائف خير من التمرة . 4828 - حدثني أبو السائب , قال : ثنا ابن إدريس , عن هشام , عن ابن سيرين في قوله : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } قال : إنما هذا في الزكاة المفروضة , فأما التطوع فلا بأس أن يتصدق الرجل بالدرهم الزائف , والدرهم الزائف خير من التمرة .

    فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ

    القول في تأويل قوله تعالى : { واعلموا أن الله غني حميد } . يعني بذلك جل ثناؤه : واعلموا أيها الناس أن الله عز وجل غني عن صدقاتكم وعن غيرها , وإنما أمركم بها , وفرضها في أموالكم , رحمة منه لكم ليغني بها عائلكم , ويقوي بها ضعيفكم , ويجزل لكم عليها في الآخرة مثوبتكم , لا من حاجة به فيها إليكم . ويعني بقوله : { حميد } أنه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه , وبسط لهم من فضله . كما : 4829 - حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي , قال : ثنا أبي , عن أسباط , عن السدي , عن عدي بن ثابت , عن البراء بن عازب في قوله : { والله غني حميد } عن صدقاتكم .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()