بتـــــاريخ : 11/6/2009 10:14:57 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1995 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 208

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي

    القول في تأويل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم } اختلف أهل التأويل في معنى السلم في هذا الموضع , فقال بعضهم : معناه : الإسلام . ذكر من قال ذلك : 3181 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { ادخلوا في السلم } قال : ادخلوا في الإسلام . 3182 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة قوله : { ادخلوا في السلم } قال : ادخلوا في الإسلام . 3183 - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { ادخلوا في السلم كافة } قال : السلم : الإسلام . 3184 - حدثني موسى بن هارون , قال : أخبرنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { ادخلوا في السلم } يقول : في الإسلام . * حدثنا أبو كريب , قال : ثنا وكيع , عن النضر بن عربي , عن مجاهد : ادخلوا في الإسلام . 3185 - حدثنا يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { ادخلوا في السلم } قال : السلم : الإسلام . 3186 - حدثت عن الحسين بن فرج , قال : سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد , قال : ثنا عبيد بن سليمان , قال : سمعت الضحاك يقول : { ادخلوا في السلم } : في الإسلام . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ادخلوا في الطاعة . ذكر من قال ذلك : 3187 - حدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع : { ادخلوا في السلم } يقول : ادخلوا في الطاعة . وقد اختلف القراء في قراءة ذلك , فقرأته عامة قراء أهل الحجاز : " ادخلوا في السلم " بفتح السين . وقرأته عامة قراء الكوفيين بكسر السين . فأما الذين فتحوا السين من " السلم " , فإنهم وجهوا تأويلها إلى المسالمة , بمعنى : ادخلوا في الصلح والمساومة وترك الحرب وإعطاء الجزية . وأما الذين قرءوا ذلك بالكسر من السين فإنهم مختلفون في تأويله ; فمنهم من يوجهه إلى الإسلام , بمعنى ادخلوا في الإسلام كافة , ومنهم من يوجهه إلى الصلح , بمعنى : ادخلوا في الصلح , ويستشهد على أن السين تكسر , وهي بمعنى الصلح بقول زهير ابن أبي سلمى : وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من الأمر نسلم وأولى التأويلات بقوله : { ادخلوا في السلم } قول من قال : معناه : ادخلوا في الإسلام كافة . وأما الذي هو أولى القراءتين بالصواب في قراءة ذلك , فقراءة من قرأ بكسر السين ; لأن ذلك إذا قرئ كذلك وإن كان قد يحتمل معنى الصلح , فإن معنى الإسلام : ودوام الأمر الصالح عند العرب , أغلب عليه من الصلح والمسالمة , وينشد بيت أخي كندة : دعوت عشيرتي للسلم لما رأيتهم تولوا مدبرينا بكسر السين , بمعنى : دعوتهم للإسلام لما ارتدوا , وكان ذلك حين ارتدت كندة مع الأشعث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد كان أبو عمرو بن العلاء يقرأ سائر ما في القرآن من ذكر السلم بالفتح سوى هذه التي في سورة البقرة , فإنه كان يخصها بكسر سينها توجيها منه لمعناها إلى الإسلام دون ما سواها . وإنما اخترنا ما اخترنا من التأويل في قوله : { ادخلوا في السلم } وصرفنا معناه إلى الإسلام , لأن الآية مخاطب بها المؤمنون , فلن يعدو الخطاب إذ كان خطابا للمؤمنين من أحد أمرين , إما أن يكون خطابا للمؤمنين بمحمد المصدقين به وبما جاء به , فإن يكن ذلك كذلك , فلا معنى أن يقال لهم وهم أهل الإيمان : ادخلوا في صلح المؤمنين ومسالمتهم , لأن المسالمة والمصالحة إنما يؤمر بها من كان حربا بترك الحرب . فأما الموالي فلا يجوز أن يقال له : صالح فلانا , ولا حرب بينهما ولا عداوة . أو يكون خطابا لأهل الإيمان بمن قبل محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء المصدقين بهم , وبما جاءوا به من عند الله المنكرين محمدا ونبوته , فقيل لهم : ادخلوا في السلم ; يعني به الإسلام لا الصلح . لأن الله عز وجل إنما أمر عباده بالإيمان به وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به , وإلى الذي دعاهم دون المسالمة والمصالحة ; بل نهى نبيه صلى الله عليه وسلم في بعض الأحوال عن دعاء أهل الكفر إلى الإسلام , فقال : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم } 47 35 وإنما أباح له في بعض الأحوال إذا دعوه إلى الصلح ابتداء المصالحة , فقال له جل ثناؤه : { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } 8 61 فأما دعاؤهم إلى الصلح ابتداء فغير موجود في القرآن , فيجوز توجيه قوله : { ادخلوا في السلم } إلى ذلك . فإن قال لنا قائل : فأي هذين الفريقين دعي إلى الإسلام كافة ؟ قيل قد اختلف في تأويل ذلك , فقال بعضهم : دعي إليه المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم , وما جاء به . وقال آخرون : قيل : دعي إليه المؤمنون بمن قبل محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء المكذبون بمحمد . فإن قال : فما وجه دعاء المؤمن بمحمد وبما جاء به إلى الإسلام ؟ قيل : وجه دعائه إلى ذلك الأمر له بالعمل بجميع شرائعه , وإقامة جميع أحكامه وحدوده , دون تضييع بعضه والعمل ببعضه . وإذا كان ذلك معناه , كان قوله { كافة } من صفة السلم , ويكون تأويله : ادخلوا في العمل بجميع معاني السلم , ولا تضيعوا شيئا منه يا أهل الإيمان بمحمد وما جاء به . وبنحو هذا المعنى كان يقول عكرمة في تأويل ذلك . 3188 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن عكرمة قوله : { ادخلوا في السلم كافة } قال : نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد ابني كعب وشعبة بن عمرو وقيس بن زيد , كلهم من يهود , قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا فلنسبت فيه , وإن التوراة كتاب الله , فدعنا فلنقم بها بالليل ! فنزلت : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان } فقد صرح عكرمة بمعنى ما قلنا في ذلك من أن تأويل ذلك دعاء للمؤمنين إلى رفض جميع المعاني التي ليست من حكم الإسلام , والعمل بجميع شرائع الإسلام , والنهي عن تضييع شيء من حدوده . وقال آخرون : بل الفريق الذي دعي إلى السلم فقيل لهم ادخلوا فيه بهذه الآية هم أهل الكتاب , أمروا بالدخول في الإسلام . ذكر من قال ذلك : 3189 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , قال . قال ابن عباس في قوله : { ادخلوا في السلم كافة } يعني أهل الكتاب . 3190 - حدثت عن الحسين بن الفرج , قال : سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد يقول : أخبرنا عبيد بن سليمان , قال : سمعت الضحاك يقول في قول الله عز وجل : { ادخلوا في السلم كافة } قال : يعني أهل الكتاب . والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال إن الله جل ثناؤه أمر الذين آمنوا بالدخول في العمل بشرائع الإسلام كلها , وقد يدخل في الذين آمنوا المصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم , وبما جاء به , والمصدقون بمن قبله من الأنبياء والرسل , وما جاءوا به , وقد دعا الله عز وجل كلا الفريقين إلى العمل بشرائع الإسلام وحدوده , والمحافظة على فرائضه التي فرضها , ونهاهم عن تضييع شيء من ذلك , فالآية عامة لكل من شمله اسم الإيمان , فلا وجه لخصوص بعض بها دون بعض . وبمثل التأويل الذي قلنا في ذلك كان مجاهد يقول . 3191 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , عن عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { ادخلوا في السلم كافة } قال : ادخلوا في الإسلام كافة , ادخلوا في الأعمال كافة .

    السِّلْمِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { كافة } يعني جل ثناؤه { كافة } عامة جميعا . كما : 3192 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة قوله : { في السلم كافة } قال : جميعا . 3193 - حدثنا موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { في السلم كافة } قال : جميعا . 3194 - وحدثت عن عمار , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع { في السلم كافة } قال : جميعا , وعن أبيه , عن قتادة , مثله . 3195 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا وكيع بن الجراح , عن النضر , عن مجاهد , ادخلوا في الإسلام جميعا . 3196 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , قال : قال ابن جريج , قال ابن عباس : { كافة } : جميعا . 3197 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : { كافة } 9 36 جميعا , وقرأ . { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوكم كافة } جميعا . 3198 - حدثت عن الحسين , قال . سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد , قال : أخبرنا عبيد بن سليمان , قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { ادخلوا في السلم كافة } قال : جميعا .

    كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ

    القول في تأويل قوله تعالى . { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين } يعني جل ثناؤه . بذلك : اعملوا أيها المؤمنون بشرائع الإسلام كلها , وادخلوا في التصديق به قولا وعملا , ودعوا طرائق الشيطان وآثاره أن تتبعوها فإنه لكم عدو مبين لكم عداوته . وطريق الشيطان الذي نهاهم أن يتبعوه هو ما خالف حكم الإسلام وشرائعه , ومنه تسبيت السبت وسائر سنن أهل الملل التي تخالف ملة الإسلام . وقد بينت معنى الخطوات بالأدلة الشاهدة على صحته فيما مضى , فكرهت إعادته في هذا المكان .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()