بتـــــاريخ : 11/6/2009 9:43:27 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1158 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 202

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب } يعني بقوله جل ثناؤه : أولئك الذين يقولون بعد قضاء مناسكهم : { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } رغبة منهم إلى الله جل ثناؤه فيما عنده , وعلما منهم بأن الخير كله من عنده , وأن الفضل بيده يؤتيه من يشاء . فأعلم جل ثناؤه أن لهم نصيبا وحظا من حجهم ومناسكهم وثوابا جزيلا على عملهم الذي كسبوه , وباشروا معاناته بأموالهم وأنفسهم خاصا ذلك لهم دون الفريق الآخر الذين عانوا ما عانوا من نصب أعمالهم وتعبها , وتكلفوا ما تكلفوا من أسفارهم بغير رغبة منهم فيما عند ربهم من الأجر والثواب , ولكن رجاء خسيس من عرض الدنيا وابتغاء عاجل حطامها . كما : 3084 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سعيد , عن قتادة في قوله : { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } قال : فهذا عبد نوى الدنيا لها عمل ولها نصب , { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا } أي حظ من أعمالهم . 3085 - وحدثني يونس , قال أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في : { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } إنما حجوا للدنيا والمسألة , لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها , { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } قال : فهؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب } لهؤلاء الأجر بما عملوا في الدنيا . وأما قوله : { والله سريع الحساب } فإنه يعني جل ثناؤه : أنه محيط بعمل الفريقين كليهما اللذين من مسألة أحدهما : ربنا آتنا في الدنيا ; ومن مسألة الآخرة : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ; فمحص له بأسرع الحساب , ثم إنه مجاز كلا الفريقين على عمله . وإنما وصف جل ثناؤه نفسه بسرعة الحساب , لأنه جل ذكره يحصي ما يحصي من أعمال عباده بغير عقد أصابع ولا فكر ولا روية فعل العجزة الضعفة من الخلق , ولكنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء , ولا يعزب عنه مثقال ذرة فيهما , ثم هو مجاز عباده على كل ذلك ; فلذلك جل ذكره امتدح بسرعة الحساب , وأخبر خلقه أنه ليس لهم بمثل فيحتاج في حسابه إلى عقد كف أو وعي صدر .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()