بتـــــاريخ : 11/6/2009 8:33:37 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 3425 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 191

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ

    القول في تأويل قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } يعني تعالى ذكره : واقتلوا أيها المؤمنون الذين يقاتلونكم من المشركين حيث أصبتم مقاتلهم وأمكنكم قتلهم , وذلك هو معنى قوله : { حيث ثقفتموهم } ومعنى الثقفة بالأمر : الحذق به والبصر , يقال : إنه لثقف لقف إذا كان جيد الحذر في القتال بصيرا بمواقع القتل . وأما التثقيف فمعنى غير هذا وهو التقويم ; فمعنى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } اقتلوهم في أي مكان تمكنتم من قتلهم وأبصرتم مقاتلهم .

    وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ

    وأما قوله : { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم } فإنه يعني بذلك المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم ومنازلهم بمكة , فقال لهم تعالى ذكره : أخرجوا هؤلاء الذين يقاتلونكم وقد أخرجوكم من دياركم من مساكنكم وديارهم كما أخرجوكم منها .

    وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { والفتنة أشد من القتل } يعني تعالى ذكره بقوله : { والفتنة أشد من القتل } والشرك بالله أشد من القتل . وقد بينت فيما مضى أن أصل الفتنة الابتلاء والاختبار فتأويل الكلام : وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركا بالله من بعد إسلامه أشد عليه وأضر من أن يقتل مقيما على دينه متمسكا عليه محقا فيه . كما : 2536 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله : { والفتنة أشد من القتل } قال : ارتداد المؤمن إلى الوثن أشد عليه من القتل . * حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد مثله . 2537 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : حدثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { والفتنة أشد من القتل } يقول : الشرك أشد من القتل . * حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة , مثله . 2538 - حدثت عن عمار بن الحسن , قال : حدثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع : { والفتنة أشد من القتل } يقول : الشرك أشد من القتل . 2539 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا أبو زهير , عن جويبر , عن الضحاك : { والفتنة أشد من القتل } قال : الشرك . 2540 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , قال : قال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن كثير , عن مجاهد في قوله : { والفتنة أشد من القتل } قال : الفتنة : الشرك . * حدثت عن الحسين بن الفرج , قال : سمعت الفضل بن خالد , قال : ثنا عبيد بن سليمان , عن الضحاك : { والفتنة أشد من القتل } قال : الشرك أشد من القتل . 2541 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله جل ذكره : { والفتنة أشد من القتل } قال : فتنة الكفر .

    وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين } والقراء مختلفة في قراءة ذلك , فقرأته عامة قراء المدينة ومكة : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم } بمعنى : ولا تبتدئوا أيها المؤمنون المشركين بالقتال عند المسجد الحرام حتى يبدءوكم به , فإن بدءوكم به هنالك عند المسجد الحرام في الحرم فاقتلوهم , فإن الله جعل ثواب الكافرين على كفرهم وأعمالهم السيئة القتل في الدنيا والخزي الطويل في الآخرة . كما : 2542 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه } كانوا لا يقاتلون فيه حتى يبدءوا بالقتال . ثم نسخ بعد ذلك فقال : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } حتى لا يكون شرك { ويكون الدين لله } أن يقال : لا إله إلا الله , عليها قاتل نبي الله وإليها دعا . 2543 - حدثني المثنى , قال : ثنا الحجاج بن المنهال , قال : ثنا همام , عن قتادة : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم } فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يقاتلهم عند المسجد الحرام إلا أن يبدءوا فيه بقتال , ثم نسخ الله ذلك بقوله : { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } 9 5 فأمر الله نبيه إذا انقضى الأجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت , حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله . 2544 - حدثت عن عمار بن الحسن , قال : ثنا عبد الله بن أبى جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه } فكانوا لا يقاتلونهم فيه , ثم نسخ ذلك بعد , فقال : { قاتلوهم حتى لا تكون فتنة } وقال بعضهم : هذه آية محكمة غير منسوخة . ذكر من قال ذلك : 2545 - حدثنا المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد : { فإن قاتلوكم } في الحرم , { فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين } لا تقاتل أحدا فيه أبدا , فمن عدا عليك فقاتلك فقاتله كما يقاتلك . وقرأ ذلك عظم قراء الكوفيين : " ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم " بمعنى : ولا تبدءوهم بقتل حتى يبدءوكم به . ذكر من قال ذلك : 2546 - حدثنا المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد , عن أبي حماد , عن حمزة الزيات قال : قلت للأعمش : أرأيت قراءتك : { ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم } إذا قتلوهم كيف يقتلونهم ؟ قال : إن العرب إذا قتل منهم رجل قالوا : قتلنا , وإذا ضرب منهم رجل قالوا ضربنا . وأولى هاتين القراءتين بالصواب قراءة من قرأ : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم } لأن الله تعالى ذكره لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه في حال إذا قاتلهم المشركون بالاستسلام لهم حتى يقتلوا منهم قتيلا بعد ما أذن له ولهم بقتالهم , فتكون القراءة بالإذن بقتلهم بعد أن يقتلوا منهم أولى من القراءة بما اخترنا . وإذا كان ذلك كذلك , فمعلوم أنه قد كان تعالى ذكره أذن لهم بقتالهم إذا كان ابتداء القتال من المشركين قبل أن يقتلوا منهم قتيلا , وبعد أن يقتلوا منهم قتيلا . وقد نسخ الله تعالى ذكره هذه الآية بقوله : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } وقوله : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } 9 5 ونحو ذلك من الآيات . وقد ذكرنا بعض قول من قال هي منسوخة , وسنذكر قول من حضرنا ذكره ممن لم يذكر . 2547 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : ثنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه } قال : نسخها قوله : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } 9 5 2548 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه } قال : حتى يبدءوكم كان هذا قد حرم , فأحل الله ذلك له , فلم يزل ثابتا حتى أمره الله بقتالهم بعد .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()