بتـــــاريخ : 11/6/2009 8:29:38 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 3839 3


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 189

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ

    القول في تأويل قوله تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن زيادة الأهلة ونقصانها واختلاف أحوالها , فأنزل الله تعالى ذكره هذه الآية جوابا لهم فيما سألوا عنه . ذكر الأخبار بذلك : 2510 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } قال قتادة : سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك : لم جعلت هذه الأهلة ؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون : { هي مواقيت للناس } فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء , والله أعلم بما يصلح خلقه . 2511 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا ابن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع , قال : ذكر لنا أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لم خلقت الأهلة ؟ فأنزل الله تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم ولحجهم ومناسكهم وعدة نسائهم وحل ديونهم . 2512 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { مواقيت للناس والحج } قال : هي مواقيت للناس في حجهم وصومهم وفطرهم ونسكهم . 2513 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , قال : قال الناس : لم خلقت الأهلة ؟ فنزلت : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } لصومهم وإفطارهم وحجهم ومناسكهم . قال : قال ابن عباس : ووقت حجهم , وعدة نسائهم , وحل دينهم . 2514 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } فهي مواقيت الطلاق والحيض والحج . 2515 - حدثت عن الحسين بن الفرج , قال : ثنا الفضل بن خالد , قال : ثنا عبيد بن سليمان , عن الضحاك : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } يعني حل دينهم , ووقت حجهم , وعدة نسائهم . 2516 - حدثني محمد بن سعد , قال : حدثني أبي , قال : حدثني عمي , قال : حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قال : سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة , فنزلت هذه الآية : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس } يعلمون بها حل دينهم , وعدة نسائهم , ووقت حجهم . 2517 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال : ثنا أبو أحمد عن شريك , عن جابر , عن عبد الله بن يحيى , عن علي أنه سئل عن قوله : { مواقيت للناس } قال : هي مواقيت الشهر هكذا وهكذا وهكذا - وقبض إبهامه - فإذا رأيتموه فصوموا , وإذا رأيتموه فأفطروا , فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين . فتأويل الآية إذا كان الأمر على ما ذكرنا عمن ذكرنا عنه قوله في ذلك : يسألونك يا محمد عن الأهلة ومحاقها وسرارها وتمامها واستوائها وتغير أحوالها بزيادة ونقصان ومحاق واستسرار , وما المعنى الذي خالف بينه وبين الشمس التي هي دائمة أبدا على حال واحدة لا تتغير بزيادة ولا نقصان , فقل يا محمد خالف بين ذلك ربكم لتصييره الأهلة التي سألتم عن أمرها ومخالفة ما بينها وبين غيرها فيما خالف بينها وبينه مواقيت لكم ولغيركم من بني آدم في معايشهم , ترقبون بزيادتها ونقصانها ومحاقها واستسرارها وإهلالكم إياها أوقات حل ديونكم , وانقضاء مدة إجارة من استأجرتموه , وتصرم عدة نسائكم , ووقت صومكم وإفطاركم , فجعلها مواقيت للناس . وأما قوله : { والحج } فإنه يعني وللحج , يقول : وجعلها أيضا ميقاتا لحجكم تعرفون بها وقت مناسككم وحجكم .

    وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا

    القول في تأويل قوله تعالى : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها } قيل : نزلت هذه الآية في قوم كانوا لا يدخلون إذا أحزموا بيوتهم من قبل أبوابها . ذكر من قال ذلك : 2518 - حدثنا محمد بن المثنى , قال : ثنا محمد بن جعفر , عن شعبة , عن أبي إسحاق , قال : سمعت البراء يقول : كانت الأنصار إذا حجوا ورجعوا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها . قال : فجاء رجل من الأنصار فدخل من بابه , فقيل له في ذلك , فنزلت هذه الآية : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } 2519 - حدثني سفيان بن وكيع , قال : حدثني أبي , عن إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن البراء قال : كانوا في الجاهلية إذا أحرموا أتوا البيوت من ظهورها , ولم يأتوا من أبوابها , فنزلت : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } . . الآية . 2520 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال : ثنا المعتمر بن سليمان , قال : سمعت داود , عن قيس بن حبتر : أن ناسا كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطا من بابه ولا دارا من بابها أو بيتا , فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دارا . وكان رجل من الأنصار يقال له رفاعة بن تابوت , فجاء فتسور الحائط , ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما خرج من باب الدار - أو قال من باب البيت - خرج معه رفاعة , قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما حملك على ذلك ؟ " قال : يا رسول الله رأيتك خرجت منه , فخرجت منه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني رجل أحمس " , فقال : إن تكن رجلا أحمس فإن ديننا واحد . فأنزل الله تعالى ذكره : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها } 2521 - حدثنا محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } يقول : ليس البر بأن تأتوا البيوت من كوات في ظهور البيوت وأبواب في جنوبها تجعلها أهل الجاهلية . فنهوا أن يدخلوا منها وأمروا أن يدخلوا من أبوابها . حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 2522 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن مغيرة , عن إبراهيم , قال : كان ناس من أهل الحجاز إذا أحرموا لم يدخلوا من أبواب بيوتهم ودخلوا من ظهورها , فنزلت : { ولكن البر من اتقى } الآية . 2523 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن منصور , عن مجاهد في قوله : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها } قال : كان المشركون إذا أحرم الرجل منهم نقب كوة في ظهر بيته فجعل سلما فجعل يدخل منها . قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ومعه رجل من المشركين , قال : فأتى الباب ليدخل , فدخل منه . قال : فانطلق الرجل ليدخل من الكوة . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما شأنك ؟ " فقال : إني أحمس , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأنا أحمس " . 2524 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن الزهري , قال : كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء يتحرجون من ذلك , وكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدو له الحاجة بعد ما يخرج من بيته فيرجع ولا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف الباب أن يحول بينه وبين السماء , فيفتح الجدار من ورائه , ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته فتخرج إليه من بيته . حتى بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل زمن الحديبية بالعمرة , فدخل حجرة , فدخل رجل على أثره من الأنصار من بني سلمة , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " إني أحمس " . قال الزهري : وكانت الحمس لا يبالون ذلك . فقال الأنصاري : وأنا أحمس , يقول : وأنا على دينك . فأنزل الله تعالى ذكره : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } 2525 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { وليس البر بأن تأتوا البيوت } الآية كلها . قال قتادة : كان هذا الحي من الأنصار في الجاهلية إذا أهل أحدهم بحج أو عمرة لا يدخل دارا من بابها إلا أن يتسور حائطا تسورا , وأسلموا وهم كذلك . فأنزل الله تعالى ذكره في ذلك ما تسمعون , ونهاهم عن صنيعهم ذلك , وأخبرهم أنه ليس من البر صنيعهم ذلك , وأمرهم أن يأتوا البيوت من أبوابها . 2526 - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو بن حماد , قال : ثنا أسباط , عن السدي قوله : { وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها } فإن ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها كانوا ينقبون في أدبارها , فلما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك وهو مسلم . فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم باب البيت احتبس الرجل خلفه وأبى أن يدخل قال : يا رسول الله إني أحمس - يقول : إني محرم - وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأنا أيضا أحمس فادخل ! " فدخل الرجل , فأنزل الله تعالى ذكره : { وأتوا البيوت من أبوابها } 2527 - حدثني محمد بن سعد , قال : حدثني أبي , قال : حدثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها } وإن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن , فإذا أحرم لم يلج من باب بيته واتخذ نقبا من ظهر بيته . فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كان بها رجل محرم كذلك , وأن أهل المدينة كانوا يسمون البستان : الحش . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بستانا , فدخله من بابه , ودخل معه ذلك المحرم , فناداه رجل من ورائه : يا فلان إنك محرم وقد دخلت ! فقال : " أنا أحمس " , فقال : يا رسول الله إن كنت محرما فأنا محرم , وإن كنت أحمس فأنا أحمس . فأنزل الله تعالى ذكره : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } إلى آخر الآية . فأحل الله للمؤمنين أن يدخلوا البيوت من أبوابها . 2528 - حدثت عن عمار بن الحسن , قال ثنا عبد الله بن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع قوله : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها } قال : كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها , وذلك أن يتسوروها , فكان إذا أحرم أحدهم لا يدخل البيت إلا أن يتسوره من قبل ظهره . وإن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم بيتا لبعض الأنصار , فدخل رجل على أثره ممن قد أحرم , فأنكروا ذلك عليه , وقالوا : هذا رجل فاجر ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لم دخلت من الباب وقد أحرمت ؟ " فقال : رأيتك يا رسول الله دخلت فدخلت على أثرك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني أحمس " وقريش يومئذ تدعي الحمس ; فلما أن قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنصاري : إن ديني دينك . فأنزل الله تعالى ذكره : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } . .. الآية . 2529 - حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , قال : قال ابن جريج , قلت لعطاء قوله : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } قال : كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من ظهورها ويرونه برا , فقال " البر " , ثم نعت البر , وأمر بأن يأتوا البيوت من أبوابها . قال ابن جريج : وأخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول : كانت هذه الآية في الأنصار يأتون البيوت من ظهورها يتبررون بذلك . فتأويل الآية إذا : وليس البر أيها الناس بأن تأتوا البيوت في حال إحرامكم من ظهورها , ولكن البر من اتقى الله فخافه , وتجنب محارمه , وأطاعه بأداء فرائضه التي أمره بها , فأما إتيان البيوت من ظهورها فلا بر لله فيه , فأتوها من حيث شئتم من أبوابها وغير أبوابها , ما لم تعتقدوا تحريم إتيانها من أبوابها في حال من الأحوال , فإن ذلك غير جائز لكم اعتقاده , لأنه مما لم أحرمه عليكم .

    وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { واتقوا الله لعلكم تفلحون } يعني تعالى ذكره بذلك : واتقوا الله أيها الناس فاحذروه وارهبوه بطاعته فيما أمركم من فرائضه واجتناب ما نهاكم عنه لتفلحوا فتنجحوا في طلباتكم لديه وتدركوا به البقاء في جناته والخلود في نعيمه . وقد بينا معنى الفلاح فيما مضى قبل بما يدل عليه .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()