يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ
القول في تأويل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون } يعني تعالى ذكره بقوله : { يا أيها الذين آمنوا } يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله , وأقروا لله بالعبودية , وأذعنوا له بالطاعة . كما : 2041 - حدثني المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا أبو زهير عن جويبر , عن الضحاك في قوله : { يا أيها الذين آمنوا } يقول : صدقوا . { كلوا من طيبات ما رزقناكم } يعني : اطعموا من حلال الرزق الذي أحللناه لكم , فطاب لكم بتحليلي إياه لكم مما كنتم تحرمون أنتم ولم أكن حرمته عليكم من المطاعم والمشارب . { واشكروا لله } يقول : وأثنوا على الله بما هو أهله منكم على النعم التي رزقك وطيبها لكم , { إن كنتم إياه تعبدون } يقول : إن كنتم منقادين لأمره سامعين مطيعين , فكلوا مما أباح لكم أكله وحلله وطيبه لكم , ودعوا في تحريمه خطوات الشيطان . وقد ذكرنا بعض ما كانوا في جاهليتهم يحرمونه من المطاعم , وهو الذي ندبهم إلى أكله ونهاهم عن اعتقاد تحريمه , إذ كان تحريمهم إياه في الجاهلية طاعة منهم للشيطان واتباعا لأهل الكفر منهم بالله من الآباء والأسلاف . ثم بين لهم تعالى ذكره ما حرم عليهم , وفصله لهم مفسرا .