وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
القول في تأويل قوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } يعني جل ثناؤه بقوله : { ومن حيث خرجت } ومن أي موضع خرجت إلى أي موضع وجهت فول يا محمد وجهك يقول : حول وجهك . وقد دللنا على أن التولية في هذا الموضع شطر المسجد الحرام , إنما هي الإقبال بالوجه نحوه ; وقد بينا معنى الشطر فيما مضى .
وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
وأما قوله : { وإنه للحق من ربك } فإنه يعني تعالى ذكره : وإن التوجه شطره للحق الذي لا شك فيه من عند ربك , فحافظوا عليه , وأطيعوا الله في توجهكم قبله .
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
وأما قوله : { وما الله بغافل عما تعملون } فإنه يقول : فإن الله تعالى ذكره ليس بساه عن أعمالكم ولا بغافل عنها , ولكنه محصيها لكم حتى يجازيكم بها يوم القيامة .