بتـــــاريخ : 11/4/2009 3:34:32 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2658 0


    تفسير بن كثير - سورة البقرة - الآية 115

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ

    القول في تأويل قوله تعالى : { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } يعني جل ثناؤه بقوله : { ولله المشرق والمغرب } لله ملكهما وتدبيرهما , كما يقال : لفلان هذه الدار , يعني بها أنها له ملكا , فذلك قوله : { ولله المشرق والمغرب } يعني أنهما له ملكا وخلقا . والمشرق : هو موضع شروق الشمس , وهو موضع طلوعها , كما يقال لموضع طلوعها منه مطلع بكسر اللام , وكما بينا في معنى المساجد آنفا . فإن قال قائل : أو ما كان لله إلا مشرق واحد ومغرب واحد حتى قيل : { ولله المشرق والمغرب } ؟ قيل : إن معنى ذلك غير الذي ذهبت إليه , وإنما معنى ذلك : ولله المشرق الذي تشرق منه الشمس كل يوم , والمغرب الذي تغرب فيه كل يوم . فتأويله إذا كان ذلك معناه : ولله ما بين قطري المشرق , وما بين قطري المغرب , إذ كان شروق الشمس كل يوم من موضع منه لا تعود لشروقها منه إلى الحول الذي بعده , وكذلك غروبها كل يوم . فإن قال : أو ليس وإن كان تأويل ذلك ما ذكرت فلله كل ما دونه الخلق خلقه ؟ قيل : بلى . فإن قال : فكيف خص المشارق والمغارب بالخبر عنها أنها له في هذا الموضع دون سائر الأشياء غيرها ؟ قيل : قد اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله خص الله ذكر ذلك بما خصه به في هذا الموضع , ونحن مبينو الذي هو أولى بتأويل الآية بعد ذكرنا أقوالهم في ذلك . فقال بعضهم : خص الله جل ثناؤه ذلك بالخبر من أجل أن اليهود كانت توجه في صلاتها وجوهها قبل بيت المقدس , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مدة , ثم حولوا إلى الكعبة , فاستنكرت اليهود ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } فقال الله تبارك وتعالى لهم : المشارق والمغارب كلها لي أصرف وجوه عبادي كيف أشاء منها , فحيثما تولوا فثم وجه الله . ذكر من قال ذلك : 1519 - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو صالح , قال : حدثني معاوية بن صالح , عن علي , عن ابن عباس , قال : كان أول ما نسخ من القرآن القبلة , وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة . وكان أكثر أهلها اليهود , أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس , ففرحت اليهود , فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا , فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام فكان يدعو وينظر إلى السماء , فأنزل الله تبارك وتعالى : { قد نرى تقلب وجهك في السماء } 2 144 إلى قوله : { فولوا وجوهكم شطره } 2 144 - 150 فارتاب من ذلك اليهود , وقالوا : { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } 2 142 فأنزل الله عز وجل : { قل لله المشرق والمغرب } وقال : { أينما تولوا فثم وجه الله } . * حدثني موسى , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي نحوه . وقال آخرون : بل أنزل الله هذه الآية قبل أن يفرض على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين به التوجه شطر المسجد الحرام . وإنما أنزلها عليه معلما نبيه عليه الصلاة والسلام بذلك وأصحابه أن لهم التوجه بوجوههم للصلاة حيث شاءوا من نواحي المشرق والمغرب , لأنهم لا يوجهون وجوههم وجها من ذلك وناحية , إلا كان جل ثناؤه في ذلك الوجه وتلك الناحية ; لأن له المشارق والمغارب , وأنه لا يخلو منه مكان , كما قال جل وعز : { ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا } 58 7 قالوا : ثم نسخ ذلك بالفرض الذي فرض عليهم في التوجه شطر المسجد الحرام . ذكر من قال ذلك : 1520 - حدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد بن زريع , قال : ثنا سعيد عن قتادة : قوله جل وعز : { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } ثم نسخ ذلك بعد ذلك , فقال الله : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام } . 2 149 - 150 1521 - حدثت عن الحسن قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { فأينما تولوا فثم وجه الله } قال : هي القبلة , ثم نسختها القبلة إلى المسجد الحرام . 1522 - حدثني المثنى , قال : ثنا الحجاج بن المنهال , قال : ثنا همام , قال : ثنا يحيى , قال : سمعت قتادة في قول الله : { فأينما تولوا فثم وجه الله } قال : كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة , وبعد ما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا , ثم وجه بعد ذلك نحو الكعبة البيت الحرام , فنسخها الله في آية أخرى : { فلنولينك قبلة ترضاها } إلى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره } 2 144 قال : فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من أمر القبلة . 1523 - حدثنا يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : سمعته - يعني زيدا - يقول : قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم } قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هؤلاء قوم يهود يستقبلون بيتا من بيوت الله لو أنا استقبلناه " فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهرا . فبلغه أن يهود تقول : والله ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم ! فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم , ورفع وجهه إلى السماء , فقال الله عز وجل : { قد نرى تقلب وجهك في السماء } 2 144 الآية . وقال آخرون : نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم إذنا من الله عز وجل له أن يصلي التطوع حيث توجه وجهه من شرق أو غرب , في مسيره في سفره , وفي حال المسايفة , وفي شدة الخوف , والتقاء الزحوف في الفرائض . وأعلمه أنه حيث وجه وجهه فهو هنالك , بقوله : { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } . ذكر من قال ذلك : 1524 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا ابن إدريس , قال : ثنا عبد الملك , عن سعيد بن جبير , عن ابن عمر أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته , ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك , ويتأول هذه الآية : { أينما تولوا فثم وجه الله } . 1525 - حدثني أبو السائب , قال : ثنا ابن فضيل , عن عبد الملك بن أبي سليمان , عن سعيد بن جبير , عن ابن عمر أنه قال : " إنما نزلت هذه الآية : { أينما تولوا فثم وجه الله } أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في السفر تطوعا , كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من مكة يصلي على راحلته تطوعا يومئ برأسه نحو المدينة " . وقال آخرون : بل نزلت هذه الآية في قوم عميت عليهم القبلة فلم يعرفوا شطرها , فصلوا على أنحاء مختلفة , فقال الله عز وجل لهم : لي المشارق والمغارب , فأنى وليتم وجوهكم فهنالك وجهي , وهو قبلتكم ; معلمهم بذلك أن صلاتهم ماضية . ذكر من قال ذلك : 1526 - حدثنا أحمد , قال : ثنا أبو أحمد , قال : ثنا أبو الربيع السمان , عن عاصم بن عبيد الله , عن عبد الله بن عامر بن ربيعة , عن أبيه , قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة سوداء مظلمة , فنزلنا منزلا , فجعل الرجل يأخذ الأحجار فيعمل مسجدا يصلي فيه . فلما أصبحنا , إذا نحن قد صلينا على غير القبلة , فقلنا : يا رسول الله لقد صلينا ليلتنا هذه لغير القبلة ! فأنزل الله عز وجل : { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم } " . 1527 - حدثني المثنى , قال : حدثني الحجاج , قال : ثنا حماد , قال : قلت للنخعي : إني كنت استيقظت - أو قال أوقظت , شك الطبري - فكان في السماء سحاب , فصليت لغير القبلة . قال : مضت صلاتك , يقول الله عز وجل : { فأينما تولوا فثم وجه الله } . 1528 - حدثنا سفيان بن وكيع , قال : ثنا أبي عن أشعث السمان , عن عاصم بن عبيد الله , عن عبد الله بن عامر بن ربيعة , عن أبيه , قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة في سفر , فلم ندر أين القبلة فصلينا , فصلى كل واحد منا على حياله . ثم أصبحنا فذكرنا للنبي صلى الله عليه وسلم , فأنزل الله عز وجل : { فأينما تولوا فثم وجه الله } . وقال آخرون : بل نزلت هذه الآية في سبب النجاشي ; لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تنازعوا في أمره من أجل أنه مات قبل أن يصلي إلى القبلة , فقال الله عز وجل : المشارق والمغارب كلها لي , فمن وجه وجهه نحو شيء منها يريدني به ويبتغي به طاعتي , وجدني هنالك . يعني بذلك أن النجاشي وإن لم يكن صلى إلى القبلة , فإنه قد كان يوجه إلى بعض وجوه المشارق والمغارب وجهه , يبتغي بذلك رضا الله عز وجل في صلاته . ذكر من قال ذلك : 1529 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا هشام بن معاذ , قال : حدثني أبي , عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه " قالوا : نصلي على رجل ليس بمسلم ! قال : فنزلت : { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله } 3 199 قال قتادة : فقالوا إنه كان لا يصلي إلى القبلة , فأنزل الله عز وجل : { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } . قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك : أن الله تعالى ذكره إنما خص الخبر عن المشرق والمغرب في هذه الآية بأنهما له ملكا وإن كان لا شيء إلا وهو له ملك ; إعلاما منه عباده المؤمنين أن له ملكهما وملك ما بينهما من الخلق , وأن على جميعهم إذ كان له ملكهم طاعته فيما أمرهم ونهاهم , وفيما فرض عليهم من الفرائض , والتوجه نحو الوجه الذي وجهوا إليه , إذ كان من حكم المماليك طاعة مالكهم . فأخرج الخبر عن المشرق والمغرب , والمراد به من بينهما من الخلق , على النحو الذي قد بينت من الاكتفاء بالخبر عن سبب الشيء من ذكره والخبر عنه , كما قيل : { وأشربوا في قلوبهم العجل } وما أشبه ذلك . ومعنى الآية إذا : ولله ملك الخلق الذي بين المشرق والمغرب يتعبدهم بما شاء , ويحكم فيهم ما يريد عليهم طاعته ; فولوا وجوهكم أيها المؤمنون نحو وجهي , فإنكم أينما تولوا وجوهكم فهنالك وجهي . فأما القول في هذه الآية ناسخة أم منسوخة , أم لا هي ناسخة ولا منسوخة ؟ فالصواب فيه من القول أن يقال : إنها جاءت مجيء العموم , والمراد الخاص ; وذلك أن قوله : { فأينما تولوا فثم وجه الله } محتمل : أينما تولوا في حال سيركم في أسفاركم , في صلاتكم التطوع , وفي حال مسايفتكم عدوكم , في تطوعكم ومكتوبتكم , فثم وجه الله ; كما قال ابن عمر والنخعي ومن قال ذلك ممن ذكرنا عنه آنفا . ومحتمل : فأينما تولوا من أرض الله فتكونوا بها فثم قبلة الله التي توجهون وجوهكم إليها ; لأن الكعبة ممكن لكم التوجه إليها منها . كما قال أبو كريب : 1530 - قال ثنا وكيع , عن أبي سنان , عن الضحاك , والنضر بن عربي , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { فأينما تولوا فثم وجه الله } قال : قبلة الله , فأينما كنت من شرق أو غرب فاستقبلها . 1531 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثنا حجاج , عن ابن جريج , قال : أخبرني إبراهيم , عن ابن أبي بكر , عن مجاهد , قال : حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلونها , قال : الكعبة . ومحتمل : فأينما تولوا وجوهكم في دعائكم فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم . كما : 1532 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , قال : قال ابن جريج , قال مجاهد : لما نزلت : { ادعوني أستجب لكم } 40 60 قالوا : إلى أين ؟ فنزلت : { فأينما تولوا فثم وجه الله } . فإذا كان قوله عز وجل : { فأينما تولوا فثم وجه الله } محتملا ما ذكرنا من الأوجه , لم يكن لأحد أن يزعم أنها ناسخة أو منسوخة إلا بحجة يجب التسليم لها ; لأن الناسخ لا يكون إلا بمنسوخ , ولم تقم حجة يجب التسليم لها بأن قوله : { فأينما تولوا فثم وجه الله } معني به : فأينما توجهوا وجوهكم في صلاتكم فثم قبلتكم . ولا أنها نزلت بعد صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه نحو بيت المقدس أمرا من الله عز وجل لهم بها أن يتوجهوا نحو الكعبة , فيجوز أن يقال : هي ناسخة الصلاة نحو بيت المقدس ; إذ كان من أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة التابعين , من ينكر أن تكون نزلت في ذلك المعنى . ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بأنها نزلت فيه , وكان الاختلاف في أمرها موجودا على ما وصفت . ولا هي إذ لم تكن ناسخة لما وصفنا قامت حجتها بأنها منسوخة , إذ كانت محتملة ما وصفنا بأن تكون جاءت بعموم , ومعناها : في حال دون حال إن كان عني بها التوجه في الصلاة , وفي كل حال إن كان عني بها الدعاء , وغير ذلك من المعاني التي ذكرنا . وقد دللنا في كتابنا : " كتاب البيان عن أصول الأحكام " , على أن لا ناسخ من آي القرآن وأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما نفى حكما ثابتا , وألزم العباد فرضه غير محتمل بظاهره وباطنه غير ذلك . فأما إذا ما احتمل غير ذلك من أن يكون بمعنى الاستثناء أو الخصوص والعموم , أو المجمل , أو المفسر , فمن الناسخ والمنسوخ بمعزل , بما أغنى عن تكريره في هذا الموضع . ولا منسوخ إلا المنفي الذي كان قد ثبت حكمه وفرضه , ولم يصح واحد من هذين المعنيين لقوله : { فأينما تولوا فثم وجه الله } بحجة يجب التسليم لها , فيقال فيه : هو ناسخ أو منسوخ . وأما قوله : { فأينما } فإن معناه : حيثما . وأما قوله : { تولوا } فإن الذي هو أولى بتأويله أن يكون تولون نحوه وإليه , كما يقول القائل : وليت وجهي نحوه ووليته إليه , بمعنى : قابلته وواجهته . وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية لإجماع الحجة على أن ذلك تأويله وشذوذ من تأوله بمعنى : تولون عنه فتستدبرونه , فالذي تتوجهون إليه وجه الله , بمعنى قبلة الله . وأما قوله : { فثم } فإنه بمعنى : هنالك . واختلف في تأويل قوله : { فثم وجه الله } فقال بعضهم : تأويل ذلك : فثم قبلة الله , يعني بذلك : وجهه الذي وجههم إليه . ذكر من قال ذلك : 1533 - حدثنا أبو كريب , قال : ثنا وكيع , عن النضر بن عربي , عن مجاهد : { فثم وجه الله } قال : قبلة الله . * حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , قال : أخبرني إبراهيم , عن مجاهد , قال : حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلونها . وقال آخرون : معنى قول الله عز وجل { فثم وجه الله } فثم الله تبارك وتعالى . وقال آخرون : معنى قوله : { فثم وجه الله } فثم تدركون بالتوجه إليه رضا الله الذي له الوجه الكريم . وقال آخرون : عنى بالوجه : ذا الوجه , وقال قائلو هذه المقالة : وجه الله صفة له . فإن قال قائل : وما هذه الآية من التي قبلها ؟ قيل : هي لها مواصلة , وإنما معنى ذلك : ومن أظلم من النصارى الذين منعوا عباد الله مساجده أن يذكر فيها اسمه , وسعوا في خرابها , ولله المشرق والمغرب , فأينما توجهوا وجوهكم فاذكروه , فإن وجهه هنالك يسعكم فضله وأرضه وبلاده , ويعلم ما تعملون , ولا يمنعكم تخريب من خرب مسجد بيت المقدس , ومنعهم من منعوا من ذكر الله فيه أن تذكروا الله حيث كنتم من أرض الله تبتغون به وجهه .

    إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

    القول في تأويل قوله تعالى : { إن الله واسع عليم } . يعني جل ثناؤه بقوله : { واسع } يسع خلقه كلهم بالكفاية والأفضال والجود والتدبير . وأما قوله : { عليم } فإنه يعني أنه عليم بأفعالهم لا يغيب عنه منها شيء ولا يعزب عن علمه , بل هو بجميعها عليم .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()