يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ
القول في تأويل قوله تعالى : { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } قال أبو جعفر : وتأويل ذلك في هذه الآية نظير تأويله في التي قبلها في قوله : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي } وقد ذكرته هنالك .
عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى
القول في تأويل قوله تعالى : { وأني فضلتكم على العالمين } قال أبو جعفر : وهذا أيضا مما ذكرهم جل ثناؤه من آلائه ونعمه عندهم . ويعني بقوله : { وأني فضلتكم على العالمين } : أني فضلت أسلافكم , فنسب نعمه على آبائهم وأسلافهم إلى أنها نعم منه عليهم , إذ كانت مآثر الآباء مآثر للأبناء , والنعم عند الآباء نعما عند الأبناء , لكون الأبناء من الآباء , وأخرج جل ذكره قوله : { وأني فضلتكم على العالمين } مخرج العموم , وهو يريد به خصوصا ; لأن المعنى : وأني فضلتكم على عالم من كنتم بين ظهريه وفي زمانه . كالذي : 727 - حدثنا به محمد بن عبد الأعلى الصنعاني , قال : حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , وحدثنا الحسن بن يحيى , قال : حدثنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة : { وأني فضلتكم على العالمين } قال : فضلهم على عالم ذلك الزمان . 728 - حدثني المثنى , قال : حدثنا آدم , قال : حدثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية : { وأني فضلتكم على العالمين } قال : بما أعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان , فإن لكل زمان عالما . 729 - حدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , قال : قال مجاهد في قوله : { وأني فضلتكم على العالمين } قال : على من هم بين ظهرانيه . * وحدثني محمد بن عمرو , قال : حدثنا أبو عاصم , قال : حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال : على من هم بين ظهرانيه . 730 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : سألت ابن زيد عن قول الله : { وأني فضلتكم على العالمين } قال : عالم أهل ذلك الزمان . وقرأ قول الله : { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } 44 32 قال : هذه لمن أطاعه واتبع أمره , وقد كان فيهم القردة وهم أبغض خلقه إليه , وقال لهذه الأمة : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } 3 110 قال : هذه لمن أطاع الله واتبع أمره واجتنب محارمه . قال أبو جعفر : والدليل على صحة ما قلنا من أن تأويل ذلك على الخصوص الذي وصفنا ما : 731 - حدثني به يعقوب بن إبراهيم , قال : حدثنا ابن علية , وحدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر جميعا , عن بهز بن حكيم , عن أبيه , عن جده , قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ألا إنكم وفيتم سبعين أمة " قال يعقوب في حديثه : " أنتم آخرها " . وقال الحسن : " أنتم خيرها وأكرمها على الله " . فقد أنبأ هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بني إسرائيل لم يكونوا مفضلين على أمة محمد عليه الصلاة والسلام , وأن معنى قوله : { وفضلناهم على العالمين } وقوله : { وأني فضلتكم على العالمين } 45 16 على ما بينا من تأويله . وقد أتينا على بيان تأويل قوله : { العالمين } بما فيه الكفاية في غير هذا الموضع , فأغنى ذلك عن إعادته .