بتـــــاريخ : 11/1/2009 8:00:41 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1372 0


    تفسير - بن كثير - سورة البقرة - الآية 14

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : quran.al-islam.com

    كلمات مفتاحية  :

    وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا

    القول في تأويل قوله تعالى : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } قال أبو جعفر : وهذه الآية نظير الآية الأخرى التي أخبر الله جل ثناؤه فيها عن المنافقين بخداعهم الله ورسوله والمؤمنين , فقال : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } ثم أكذبهم تعالى ذكره بقوله : { وما هم بمؤمنين } وأنهم بقيلهم ذلك يخادعون الله والذين آمنوا . وكذلك أخبر عنهم في هذه الآية أنهم يقولون للمؤمنين المصدقين بالله وكتابه ورسوله بألسنتهم : آمنا وصدقنا بمحمد وبما جاء به من عند الله , خداعا عن دمائهم وأموالهم وذراريهم , ودرءا لهم عنها , وأنهم إذا خلوا إلى مردتهم وأهل العتو والشر والخبث منهم ومن سائر أهل الشرك الذين هم على مثل الذي هم عليه من الكفر بالله وبكتابه ورسوله - وهم شياطينهم . وقد دللنا فيما مضى من كتابنا على أن شياطين كل شيء مردته - قالوا لهم : { إنا معكم } أي إنا معكم على دينكم , وظهراؤكم على من خالفكم فيه , وأولياؤكم دون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , إنما نحن مستهزئون بالله وبكتابه ورسوله وأصحابه . كالذي : 296 - حدثنا محمد بن العلاء : قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال حدثنا بشر بن عمار عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس في قوله : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } قال : كان رجال من اليهود إذا لقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو بعضهم , قالوا : إنا على دينكم , وإذا خلوا إلى أصحابهم وهم شياطينهم { قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون } * حدثنا ابن حميد , قال : حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم } قال : إذا خلوا إلى شياطينهم من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب , وخلاف ما جاء به الرسول { قالوا إنا معكم } أي إنا على مثل ما أنتم عليه { إنما نحن مستهزئون } 297 - حدثني موسى بن هارون , قال : حدثنا عمرو بن حماد , قال : حدثنا أسباط , عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك , وعن أبي صالح , عن ابن عباس , وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود , وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } أما شياطينهم , فهم رءوسهم في الكفر . 298 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي , قال : حدثنا يزيد بن زريع , عن سعيد , عن قتادة قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } أي رؤسائهم وقادتهم في الشر , { قالوا إنما نحن مستهزئون }

    وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ

    299 - حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أنبأنا معمر , عن قتادة في قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } قال المشركون . 300 - حدثني محمد بن عمرو الباهلي , قال : حدثنا أبو عاصم , قال : حدثنا عيسى بن ميمون , قال : حدثنا عبد الله بن أبي نجيح , عن مجاهد في قول الله عز وجل : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } قال : إذا خلا المنافقون إلى أصحابهم من الكفار . * حدثني المثنى بن إبراهيم , قال : حدثنا أبو حذيفة , عن شبل بن عباد , عن عبد الله بن أبي نجيح , عن مجاهد : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } قال : أصحابهم من المنافقين والمشركين . 301 - حدثني المثنى , قال : حدثنا إسحاق بن الحجاج , عن عبد الله بن أبي جعفر , عن أبيه , عن الربيع بن أنس : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } قال إخوانهم من المشركين , { قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون } 302 - حدثنا القاسم بن الحسن , قال : حدثنا الحسين بن داود , قال : حدثني حجاج قال : قال ابن جريج في قوله : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } قال : إذا أصاب المؤمنين رخاء , قالوا إنا نحن معكم إنما نحن إخوانكم , وإذا خلوا إلى شياطينهم استهزءوا بالمؤمنين . * حدثنا القاسم , قال : حدثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , قال : قال مجاهد : شياطينهم : أصحابهم من المنافقين والمشركين . فإن قال لنا قائل : أرأيت قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } فكيف قيل " خلوا إلى شياطينهم " ولم يقل " خلوا بشياطينهم " ؟ فقد علمت أن الجاري بين الناس في كلامهم " خلوت بفلان " أكثر وأفشى من " خلوت إلى فلان " , ومن قولك : إن القرآن أفصح البيان ! قيل : قد اختلف في ذلك أهل العلم بلغة العرب , فكان بعض نحويي البصرة يقول : يقال خلوت إلى فلان , إذا أريد به : خلوت إليه في حاجة خاصة ; لا يحتمل إذا قيل كذلك إلا الخلاء إليه في قضاء الحاجة . فأما إذا قيل : خلوت به احتمل معنيين : أحدهما الخلاء به في الحاجة , والآخر : في السخرية به , فعلى هذا القول { وإذا خلوا إلى شياطينهم } لا شك أفصح منه لو قيل : " وإذا خلوا بشياطينهم " لما في قول القائل : " إذا خلوا بشياطينهم " من التباس المعنى على سامعيه الذي هو منتف عن قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } ; فهذا أحد الأقوال . والقول الآخر أن توجه معنى قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } أي إذا خلوا مع شياطينهم , إذ كانت حروف الصفات يعاقب بعضها بعضا كما قال الله مخبرا عن عيسى ابن مريم أنه قال للحواريين : { من أنصاري إلى الله } 61 14 يريد مع الله , وكما توضع " على " في موضع " من " و " في " و " عن " و " الباء " , كما قال الشاعر : إذا رضيت علي بنو قشير لعمر الله أعجبني رضاها بمعنى " عني " . وأما بعض نحويي أهل الكوفة فإنه كان يتأول أن ذلك بمعنى : { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } وإذا صرفوا خلاءهم إلى شياطينهم ; فيزعم أن الجالب " إلى " المعنى الذي دل عليه الكلام : من انصراف المنافقين عن لقاء المؤمنين إلى شياطينهم خالين بهم , لا قوله " خلوا " . وعلى هذا التأويل لا يصلح في موضع " إلى " غيرها لتغير الكلام بدخول غيرها من الحروف مكانها . وهذا القول عندي أولى بالصواب , لأن لكل حرف من حروف المعاني وجها هو به أولى من غيره , فلا يصلح تحويل ذلك عنه إلى غيره إلا بحجة يجب التسليم لها . ول " إلى " في كل موضع دخلت من الكلام حكم وغير جائز سلبها معانيها في أماكنها .

    إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ

    القول في تأويل قوله تعالى : { إنما نحن مستهزئون } أجمع أهل التأويل جميعا لا خلاف بينهم , على أن معنى قوله : { إنما نحن مستهزئون } : إنما نحن ساخرون . فمعنى الكلام إذا : وإذا انصرف المنافقون خالين إلى مردتهم من المنافقين والمشركين قالوا : إنا معكم عن ما أنتم عليه من التكذيب محمد صلى الله عليه وسلم , وبما جاء به ومعاداته ومعاداة أتباعه , إنما نحن ساخرون بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في قيلنا لهم إذا لقيناهم { آمنا بالله وباليوم الآخر } كما : 303 - حدثنا محمد بن العلاء , قال : حدثنا عثمان بن سعيد , قال : حدثنا بشر بن عمار عن أبي روق , عن الضحاك , عن ابن عباس : { قالوا إنما نحن مستهزئون } ساخرون بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . 304 - حدثنا ابن حميد , قال : حدثنا سلمة , عن محمد بن إسحاق , عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت , عن عكرمة , أو عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس : { إنما نحن مستهزئون } : أي إنما نحن نستهزئ بالقوم ونلعب بهم . 305 - حدثنا بشر بن معاذ العقدي , قال : حدثنا يزيد بن زريع , عن سعيد , عن قتادة : { إنما نحن مستهزئون } : إنما نستهزئ بهؤلاء القوم ونسخر بهم . 306 - حدثني المثنى , قال : حدثنا إسحاق بن الحجاج , عن عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه , عن الربيع : { إنما نحن مستهزئون } أي نستهزئ بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()