آية الليل
كان القمر كوكباً مشتعلاً في بداية خلقه ثم انطفأ ومُحيَ ضوؤه، وهذه حقيقة علمية اليوم، ولكن كيف تحدث القرآن عنها؟ لنقرأ....
لنذهب في رحلة خيالية إلى ذلك الكوكب الصغير الذي يسميه العلماء بتوأم الأرض ـ القمر ـ في هذه الرحلة نخترق حاجز الزمن الماضي لنرى شكل القمر منذ أربعة آلاف مليون سنة. لقد كان جرماً مشتعلاً تتدفق منه البراكين والحمم بل تغلفه تغليفاً.
لو بقي القمر مشتعلاً حتى الآن لم يكن للحياة وجود على الأرض، ولكن بنتيجة بُعد الأرض عن الشمس باستمرار وبُعد القمر معها تبردت قشرة القمر ومُحيَ ضوؤُه وأصبح يستمد نوره من الشمس ليعكسه إلى الأرض.
إن هذه الحقيقة استغرقت عشرات السنوات لكشفها، فالقمر كان يوماً ما ملتهباً وشديد الحرارة والضياء ثم انطفأ ضوؤه ومُحي تماماً.
وكدليل علمي على صدق هذا الكلام هو أن سطح القمر مليء بفوهات البراكين التي أثبتت التحاليل أنها كانت تقذف ملايين الأطنان من المواد المنصهرة ذات يوم. ودليل آخر وهو أن باطن القمر لا يزال ملتهباً، وهنالك دلائل علمية كثيرة على هذه الحقيقة.
القمر كان كوكباً مشتعلاً ومضيئاً ثم محى الله ضوءه وجعله جسماً بارداً على مر ملايين السنين، ولذلك وصف الله القمر بأنه منير، بينما نجد وصف الشمس في القرآن بأنها سراج، يقول تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا) [الفرقان: 61].
ومن لطائف القرآن حديث دقيق وجميل عن آيتين من آيات الله تعالى: الشمس والقمر، فالقمر هو آية الليل والشمس هي آية النهار، يقول عز وجل: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) [الإسراء: 12].
في هذه الآية تصريح من رب العزة تعالى أن القمر كان مضيئاً ثم مَحَا الله هذا الضوء، وهذه الحقيقة الكونية لم تُعرف إلا منذ عهد قريب فقط، أليس هذا إعجازاً علميّاً عجيباً؟
أسرار كسوف الشمس والقمر
وقمراً منيراً
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
1- Alley, David. Sky: All About Planets, Stars, Galaxies, Eclipses, and More, Firefly, 1993.
2- Branley, Franklyn. The Planets in Our Solar System, HarperCollins, 1999.