بتـــــاريخ : 10/10/2009 7:58:12 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 884 0


    وجــود الخــالق لا يحتــاج إلى دليـل

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : www.islamnoon.com

    كلمات مفتاحية  :
    وجود الخالق يحتاج دليل

    مضت الأيام التي كنا فيها نقدم الدليل تلو الدليل على وجود الخالق، ولم نعد نشعر بوجود الملاحدة، وهذا من فضل الله على الناس. لقد مرّت العاصفة، وعاد الناس إلى رشدهم، بل لقد انقضت عصور الإلحاد، وأصبح واضحاً أن الناس يستقبلون عصر الإيمان المستند إلى الوعي والفطرة السّوية.

    سألت عدداً من الناس:" كيف تدلل على وجود فنان وراء اللوحة الفنيّة ؟" وكان أن التقت الإجابات عند القول:" إن الأمر لا يحتاج إلى دليل، لأن اللوحة نفسها هي الدليل، فهي تخبرك أن الذي رسمها فنان". وما يقال في اللوحة يقال في القصر البديع، فهو يخبرك بالمهندس الذي أشرف على البناء.

    عادة يُطلب الدليل في المسائل التي لا تدرك بداهة، أمّا الأمور التي تدرك بداهة فلا نحتاج فيها إلى دليل، بل الدليل ينتهي عند الأمور البدهية، ولولا البدهيات لما أمكن تقديم الدليل، لأنّ الدليل يتسلسل حتى يستقرّ مستنداً إلى بدهية.

    سألت البعض: هل الريح عاقلة مدركة ؟ فكانت الإجابة لا ؟

    قلت: كيف نعرف ذلك ؟ قالوا: لم نر أثراً للريح تدل على أنها مدركة. وهذا صحيح؛ فآثار الريح تُثبت أنها قوة، وليس لدينا أثرُ يدل على أنّ هذه القوة مدركة ومريدة. في المقابل ليس لدينا دليل واحد على أنها غير مدركة.

    من ينظر إلى لوحة فنية بديعة يدرك على الفور أن وراء هذه اللوحة قوة مدركة ومريدة؛ فاللوحة تجعلك تجزم من غير تردد بأن وراءها قدرة، وعلماً، وإرادة. إن اللوحة تنطق بذلك، ولا مجال للزعم باحتمال فقدان صفة من الصفات الثلاث المذكورة، إذ لا مجال لخروج اللوحة إلى عالم الواقع من غير وجود قدرة، وكذلك لا مجال لأن تكون لوحة بديعة من غير وجود صفة العلم وصفة الإرادة، فلا بد من اجتماع الصفات الثلاث حتماً.

    ما يقال في اللوحة البديعة، أو القصر المنيف، يقال في الكون والمخلوقات؛ فأي ناظر إلى الإنسان، مثلاً، يلحظ بداهةً وجود القدرة، والعلم، والإرادة، في خلق الإنسان. وما يقال في الإنسان يقال في كل خلق.

    وعليه فوجود الخالق هو من الأمور البدهيّة، ولا يصح أن ندلل على وجوده، لأن الدليل يُطلب في الأمور التي لا تدرك بداهة. ومن هنا نجد أن القرآن الكريم يدعو الإنسان إلى النظر والتدبر، ويلفت انتباه الغافل إلى دلالات الخلق على صفات الخالق، بعيداً عن أسلوب الفلاسفة والمتحذلقين عندما يحاولون إقامة الدليل على ما هو بدهي.

    كلمات مفتاحية  :
    وجود الخالق يحتاج دليل

    تعليقات الزوار ()