بتـــــاريخ : 10/6/2009 7:48:56 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1027 0


    المخلص الذي ينتظره اليهود ليحكم العالم

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د محمد عبد الخالق شريبة | المصدر : www.55a.net

    كلمات مفتاحية  :
    المخلص ينتظرة اليهود يحكم العالم

    المخلص الذي ينتظره اليهود ليحكم العالم
     
    هو محمد صلى الله عليه وسلم!
     
    د محمد عبد الخالق شريبة
     
    Msh314@yahoo.com
     
    يؤمن اليهود بقدوم نبي يأتي في آخر الزمان لكي يدمر كل أعداء اليهود ويحكم العالم ويقيم مملكة اليهود في فلسطين.. وهم يؤمنون بأن ذلك النبي سوف يؤيده الله بالقوة الروحية والمادية فكما أنه نبي فإنه سيكون أيضا رجل حروب يقاتل الأعداء وينتصر عليهم، وهم يستمدون ذلك الإيمان من بعض النصوص التي لا تزال موجودة في التوراة وتتحدث عن قدوم ذلك المخلص الذي سيأتي في آخر الزمان وتتحدث تلك النصوص عن صفته وعن الأرض التي سيخرج منها وعن وصف قومه وأمته وخصائص دعوته، ومن النصوص التوراتية التي يبني عليها اليهود تلك العقيدة هوما ورد في سفر أشعياء  الإصحاح 59 – 63 ( أشعياء أحد أنبياء بني إسرائيل ولد قبل ميلاد المسيح بحوالي ثمانمائة عام )، والنص بالفعل يتحدث عن نبي سيبعثه الله في آخر الزمان ليصلح الأرض بعد فسادها وليبشر المساكين والضعفاء ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولكي ينتقم به الله من أعدائه ويكون وسيلته للتعبير عن سخطه وغضبه على الأمم التي تنكرت لربها واتبعت الباطل والإثم وزاغت عن طريق الحق.. لكن المتأمل لهذا النص جيدا سوف يدرك بسهولة أن كل النبوءات  التي وردت في النص وكل الإشارات التي تضمنها لا تشير لمخلص يهودي كما يزعم اليهود وإنما تشير لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم  ومكان دعوته ووصف أمته.. والنص يبدأ بإيضاح أن الظلم قد انتشر في الأرض، وأن الخراب قد عم ربوعها، ولم يبق بها إلا الشر والفساد، وأن الله قد غضب على الناس وعلى بني إسرائيل الذين حادوا عن الحق، واتكلوا على الباطل والإثم،  وكذبوا على الله.. ولذلك كان لابد من ظهور شمس أخرى، وبزوغ فجر جديد لإعلاء الحق في الأرض.. وفي وسط ذلك الجو العام من السخط الإلهي والغضب على شعب إسرائيل وعلى ما صار إليه حال الأمم نجد إقحاما غريبا يفيد بأن الله راض عليهم وعلى نسلهم من بعدهم للأبد..هكذا بدون مقدمات!!.
     
     
    ثم يبدأ النص في الحديث عن الأرض التي سيأتي نورها ويشرق عليها مجد الله بينما الظلام الدامس يغطي باقي الأرض.. ويستفيض النص بما لا يدع مجالاً للشك أن الكلام عن مكة، وفجأة أيضا بدون مقدمات تجد إقحاماً غريباً للفظ ابنة صهيون أوأورشليم!!.. وبرغم ذلك الإقحام المتعمد الذي قام به اليهود على النص لصرف الكلام عن النبي وعن مكة وحمله على القدس وعن مخلصهم المنتظر فإن الصفات الواردة في النص والتي يتبين بوضوح شديد أنها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم  وبمكة المكرمة  تكشف التزييف الذي قام به اليهود ليخدم أغراضهم ويؤكد عقيدتهم في أن النص يتحدث عن ذلك المخلص الذي ينتظرونه..  والنص كله يظهر بوضوح أنه يتحدث عن الأرض الجديدة التي ستصبح معقلاً للإيمان والصلاح على الأرض بعد خرابها وما حل عليها من ظلم وفساد وبعد عن طريق الله، وعن الشعب الذي سيرث الأرض، وعن نبي آخر الزمان الذي سيرسله الله مدعماً بالقوة الروحية والمادية لكي يقيم الحق والإيمان في الأرض وينتصر على أعداء الله.. وسوف نعرض لكم النص كاملاً ثم نعلق عليه لنبين صدق ما نقول: 
     
     
     59:1 ها أن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع                             
     
     
    59: 2 بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم  حتى لا يسمع  
     
     
    59: 3 لأن أيديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالآثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر
     
     
    59: 4 ليس من يدعوبالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب قد حبلوا بتعب وولدوا اثما
     
     
    59: 5 فقسوا بيض أفعى ونسجوا خيوط العنكبوت الأكل من بيضهم  يموت والتي تكسر تخرج أفعى
     
     
    59: 6 خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون بأعمالهم أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم
     
     
    59: 7 أرجلهم  إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم الزكي أفكارهم أفكار إثم في طرقهم اغتصاب وسحق
     
     
    59: 8 طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل جعلوا لأنفسهم سبلا معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاما
     
     
    59: 9 من اجل ذلك ابتعد الحق عنا ولم يدركنا العدل ننتظر نوراً فإذا ظلام ضياء فنسير في ظلام دامس
     
     
    59: 10 نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا أعين نتجسس قد عثرنا في الظهر كما في العتمة في الضباب كموتى
     
     
    59: 11نزار كلنا كدبة وكحمام هدرا نهدر ننتظر عدلا وليس هووخلاصا فيبتعد عنا         
     
     
    59: 12 لان معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا لان معاصينا معنا واثامنا نعرفها     
     
     
    59: 13 تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء الهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب
     
     
    59: 14 وقد ارتد الحق إلى الوراء والعدل يقف بعيدا لان الصدق سقط في الشارع  والاستقامة لا تستطيع الدخول 
     
     
    59: 15 وصار الصدق معدوماً والحائد عن الشر يسلب فرأى الرب وساء في عينيه انه ليس عدل
     
     
    59: 16 فرأى انه ليس إنسان وتحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه وبره هوعضده
     
     
    59: 17 فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على رأسه ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء
     
     
    59: 18 حسب الأعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا وأعداءه عقابا جزاء يجازي الجزائر             
     
     
    59: 19 فيخافون من المغرب اسم الرب ومن مشرق الشمس مجده عندما يأتي العدوكنهر فنفخة الرب تدفعه
     
     
    59: 20 ويأتي الفادي إلى صهيون وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب(!!!)           
     
     
    59: 21 أما أنا فهذا عهدي معهم قال الرب روحي الذي عليك وكلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك ولا من فم نسل نسلك قال الرب من الآن والى الأبد            
     
     
    60: 1 قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك
     
     
      60: 2 لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب ومجده  عليك يرى
     
     
    60: 3 فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك
     
     
    60: 4 ارفعي عينيك حواليك وانظري قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك يأتي بنوك من بعيد وتحمل  بناتك على الأيدي
     
     
    60: 5 حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم
     
     
    60: 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر  بتسابيح الرب
     
     
    60: 7 كل غنم قيدار تجتمع اليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي وازين بيت جمالي
     
     
    60: 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها
     
     
    60: 9 إن الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم لاسم الرب إلهك
     
     
    60: 10 وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك لأني بغضبي ضربتك وبرضواني  رحمتك
     
     
    60: 11 وتنفتح أبوابك دائما نهاراً وليلاً لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم              
     
     
    60: 12 لان الأمة والمملكة التي لا تخدمك تبيد وخراباً تخرب الأمم                                  
     
     
    60: 13 مجد لبنان إليك يأتي السرو والسنديان والشربين معا لزينة مكان مقدسي وامجد موضع رجلي
     
     
    60: 14 وبنو الذين قهروك يسيرون اليك خاضعين وكل الذين اهانوك يسجدون لدى باطن قدميك ويدعونك مدينة الرب صهيون قدوس اسرائيل(!!!)                                       
     
     
    60: 15 عوضا عن كونك مهجورة ومبغضة بلا عابر بك اجعلك فخرا ابديا فرح دور فدور 
     
     
    60: 16 وترضعين لبن الأمم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين أني انأ الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب(!!!)
     
     
    60: 17 عوضا عن النحاس آتي بالذهب وعوضا عن الحديد آتي بالفضة وعوضا عن الخشب بالنحاس وعوضا عن الحجارة بالحديد واجعل وكلاءك سلاما وولاتك برا                   
     
     
    60: 18 لا يسمع بعد ظلم في أرضك ولا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين  أسوارك خلاصا وأبوابك تسبيحا
     
     
    60: 19 لا تكون لك بعد الشمس نورا في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نورا ابديا والهك زينتك
     
     
    60: 20 لا تغيب بعد شمسك وقمرك لا ينقص لان الرب يكون لك نورا ابديا وتكمل ايام وحك
     
     
    60: 21 وشعبك كلهم ابرار الى الابد يرثون الأرض غصن غرسي عمل يدي سأتمجد             
     
     
    60: 22 الصغير يصير الفا والحقير امة قوية انا الرب في وقته أسرع به                              
     
     
    61: 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لاعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق
     
     
    61: 2 لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين
     
     
    61: 3 لأجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد                           
     
     
    61: 4 ويبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الاول ويجددون المدن الخربة موحشات دور فدور
     
     
    61: 5 ويقف الاجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم                     
     
     
    61: 6 اما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام الهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون    
     
     
    61: 7 عوضاً عن خزيكم ضعفان وعوضاً عن الخجل يبتهجون بنصيبهم لذلك يرثون في أرضهم ضعفين بهجة أبدية تكون لهم                                                                          
     
     
    61: 8 لأني أنا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم واجعل أجرتهم أمينة واقطع لهم عهدا أبدياً
     
     
    61: 9 ويعرف بين الأمم نسلهم وذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم انهم نسل باركه الرب
     
     
    61: 10 فرحاً افرح بالرب تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها
     
     
    61: 11 لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا وتسبيحا أمام كل الأمم                                                                                  
     
     
    62: 1 من اجل صهيون لا اسكت ومن اجل أورشليم لا اهدأ (!!!)حتى يخرج برها كضياء وخلاصها كمصباح يتقد                                                                             
     
     
    62: 2 فترى الأمم برك وكل الملوك مجدك وتسمين باسم جديد يعينه فم الرب            
     
     
    62: 3 وتكونين  أكليل جمال بيد الرب وتاجا ملكيا بكف إلهك                             
     
     
    62: 4 لا يقال بعد لك مهجورة ولا يقال بعد لأرضك موحشة بل تدعين حفصيبة وارضك  تدعى بعولة لان الرب يسر بك وأرضك تصير ذات بعل                                                       
     
     
    62: 5 لأنه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك وكفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك    
     
     
    62: 6 على اسوارك يا اورشليم(!!!)اقمت حراسا لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام يا ذاكري الرب لا تسكتوا                                                                               
     
     
    62: 7 ولا تدعوه يسكت حتى يثبت ويجعل أورشليم تسبيحه في الأرض                           
     
     
    62: 8 حلف الرب بيمينه وبذراع عزته قائلا إني لا ادفع بعد قمحك ماكلا لاعدائك ولا يشرب بنو الغرباء خمرك التي تعبت فيها                                                                                
     
     
    62: 9 بل ياكله الذين جنوه ويسبحون الرب ويشربه جامعوه في ديار قدسي                       
     
     
    62: 10 اعبروا اعبروا بالابواب هيئوا طريق الشعب اعدوا اعدوا السبيل نقوه من الحجارة  ارفعوا الراية للشعب
     
     
    62: 11 هوذا الرب قد اخبر إلى اقصى الأرض قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك ات ها اجرته معه وجزاؤه امامه
     
     
    62: 12ويسمونهم شعبا مقدسا مفديي الرب وانت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة              
     
     
    63: 1 من ذا الاتي من ادوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته انا  المتكلم بالبر العظيم للخلاص..
     
     
    63: 2 ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة  
     
     
    63: 3 قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي                                                          
     
     
    63: 4 لان يوم النقمة في قلبي وسنة مفديي قد اتت                                               
     
     
    63: 5 فنظرت ولم يكن معين وتحيرت اذ لم يكن عاضد فخلصت لي ذراعي وغيظي عضدني
     
     
    63: 6 فدست شعوبا بغضبي واسكرتهم بغيظي واجريت على الارض عصيرهم.              
     
     
    والنص كله كما ترون يتكلم عن أرض  الله الجديدة، وعن نبي آخر الزمان الذي سيبعثه الله ليرث الأرض هو وأمته ويقيم الحق فيها بعد انتشار الظلم والفساد.. ويخرج الناس من الظلمات إلى النور.. وينتقم به الله من أعدائه .. 
     
     
    والنص يستفيض في شرح الأحوال والظروف التي كانت تسود الأرض والتي سبقت بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – ( آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم.. أيديكم تنجست بالدم..حبلوا بتعب وولدوا إثما.. فقسوا بيض أفعى..أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم..ليس من يدعو بالعدل ويحاكم بالحق..أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم الزكي..طريق السلام لم يعرفوه..تعدينا وكذبنا على الرب..ارتد الحق إلى الوراء.. وصار الصدق معدوماً.. معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا.. ننتظر نورا فإذا ظلام ضياء فإذا ظلام دامس.. فرأى أنه ليس إنسان وتحير من أنه ليس شفيع… )  وتلك الأحوال والظروف لم تجتمع كلها معا، ولم تكن بهذا السوء إلا قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بعد فترة من انقطاع الرسل على الأرض.
     
     
    وفي النص إشارة واضحة لما قام به علماء بني إسرائيل من تحريف الكتاب والكذب على الله 59: 13(تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب)..
     
    وفي النص إشارة إلى النور الذي سيشرق على الأميين في هذه الأرض 60: 3 ( فتسير الأمم في نورك ) والأمم هنا ليست ترجمة لكلمة  nations كما هو متوقع ولكن ترجمة لكلمة gentiles  وتترجم بالعربية إلى الأميين، ويقول قاموس الكتاب المقدس عن هذا اللفظ( أن اليهود يستخدمونه على الأمم الأخرى من غيرهم، فهم يعتبرون أنفسهم حملة الرسالات وشعب الله المختار، ويقول أيضا أن اليهود يستخدمونه كمصطلح لاحتقار الأمم الأخرى من غير اليهود باعتبارها أمم وثنية )..
     
     
     وهذا اللفظ ( الأميين ) كان يستخدم لوصف الأمم من غير أهل الكتاب قبل ظهور الإسلام كما يخبرنا القرآن الكريم:
     
     
    (وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا). آل عمران 20.. (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) آل عمران: 75..وهم الذين بعث فيهم النبي –صلى الله عليه وسلم- ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوعليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) الجمعة 2..(الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)..الأعراف 157.. (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)  الأعراف 158..
     
    ونجد في النص أيضا إشارة واضحة إلى قوافل الإبل التي كانت تأتي من جنوب الجزيرة العربية ومشار إليه بمملكة سبأ (شبا) ومن شمال الجزيرة العربية ومشار إليه بمديان وعيفة وهما إسمان لمكانين في شمال الجزيرة العربية قديما  60: 6  ( تغطيك كثرة الجمال: بكران مديان وعيفة.. كلها تأتي من شبا ) وهذه النبوءة لم تتحقق للقدس، بل تحققت لمكة التي تقع بين شمال الجزيرة وجنوبها، ولابد لهذه النبوءة أن تكون قد حدثت بالفعل في الماضي ؛ فقد انتهى عصر الإبل وعصر القوافل..إذن فهذه النبوءة لابد أن تكون تحققت وهذا يدحض الأكذوبة اليهودية التي تقول أن هذه النبوءة سوف تتحقق عند قدوم مخلصهم المنتظر.
     
    وكذلك نجد في نص أشعياء السابق إشارة واضحة إلى الأضاحي ونحر الذبائح التي تعتبر خاصية إسلامية وشعيرة أساسية من شعائر الحج (كل غنم قيدار تجبى إليك،كباش نبايوت تخدمك، تصعد مقبولة على مذبحي). وذلك يؤكد أن الكلام عن مكة وليس بيت المقدس؛ لأن القدس ليس لها علاقة بغنم قيدار بن إسماعيل الذي تنسب إليه قبائل مكة كما تخبرنا المصادر التاريخية الإسلامية، والذي يخبرنا الكتاب المقدس أيضاً في موضع آخر في نفس السفر أنه قد سكن في بلاد العرب ( وحي من جهة بلاد العرب…يفنى كل مجد قيدار ).. كما أن نبايوت وهو أحد أبناء إسماعيل سكن في شمال الجزيرة..
     
     
    وفي النص السابق نجد إشارة واضحة إلى الطرق التي يسلكها الحجاج لأداء فريضة الحج:
     
    60: 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتى من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب.
     
     
    60: 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها.
     
    60: 9 إن الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم لاسم الرب إلهك.
     
    فالأولى تتحدث عن الجمال، والثانية يتعجب المتحدث من هؤلاء الطائرين كسحاب أو حمام ولا يعرف ما هم وهو إشارة واضحة إلى الطائرات، والثالثة تشير إلى السفن.. و(ترشيش) كما يقول قاموس الكتاب المقدس اسم كان يطلق على مكان في أسبانيا أثناء الحكم الإسلامي..
     
     
    وفي النص أيضا إشارة لصفة الصحابة رضي الله عنهم
     
     
     61: 9( ويعرف بين الأمم نسلهم وذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم انهم نسل باركه الرب )
     
     61: 11 ( لأنه كما أن الأرض تخرج نباتهاً وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا وتسبيحا أمام كل الأمم) وهي الصفة التي ذكرها القرآن في سورة الفتح: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ، كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه )..
     
    ونجد في النص إشارة إلى حدوث النصر والفتح على يد آبائنا الأوائل من المسلمين، وإلى ما فعلوه من تطهير الأرض وتنقيتها من الحجارة والأصنام
     
     
     62: 10(اعبروا اعبروا بالأبواب هيئوا طريق الشعب أعدوا أعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب)..   
     
    ونجد في النص إشارة إلى غير العرب الذين يبنون أسوار مكة
     
     
     60:10 ( وبنو الغريب يبنون أسوارك )، وكم من الأيدي العاملة الآن وذوي الخبرات من مختلف الأقطار يعملون فيها، ويشيدون قلاعها تحت الأرض وفوق الأرض..
     
     
    ونجد إشارة واضحة إلى كثرة  الثروات والكنوز التي سيمن الله بها على هذه الأرض
     
     
    60: 5 ( تتحول إليك ثروة البحر ويؤتى إليك غنى الأمم )، والثروات والكنوز لم تكن للقدس أبداً، وإنما لمكة التي تعد من أغنى بقاع الأرض.. وأحسب أن ثروة البحر يقصد بها الثروة البترولية الضخمة النائمة في قاع البحر الأحمر والخليج العربي، والتي حولت الجزيرة العربية من صحراء قاحلة إلى بقعة تعج بالكنوز والثروات..
     
     
    وفي النص السابق أيضا إشارة إلى انتشار دولة الإسلام وتحولها من الضعف والقلة إلى القوة والكثرة ؛ فالأمة التي بدأت برجل ضعيف يدعو إلى ربه سراً متخفياً من أعدائه قد صار أمة قوية وملك الأرض من مشرقها إلى مغربها.. وبشر المساكين وأخرج من الحبس المأسورين.. وأخرج الناس جميعا من ظلمات الكفر والشرك إلى عبادة الله الحق.. وانتقم به الله من أعدائه وعزى به كل النائحين..
     
     
     60: 22 ( الصغير يصير ألفا والحقير أمة قوية أنا الرب في وقته أسرع به، روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي المسبيين بالعتق والمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين)..
     
    وليخبرنا أهل الكتاب عن نبي اجتمعت فيه صفات التحول إلى القوة والكثرة بعد الضعف والقلة وجمع بين القوة الروحية المتمثلة في تبشير المساكين وتعزية النائحين وبين القوة المادية المتمثلة في الانتقام من أعداء الله غير نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم..
     
     
    ونجد إشارة إلى ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى
     
     
    61: 6 (أما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون).. وليس أدل على ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى من أن أرض المشرق التي تشمل بلاد الشام والبلاد العربية وبلاد فارس ؛ تلك الأرض التي كانت معقلا لنشأة وانتشار الرسالات السابقة، وتكاد تخلو الأرض الآن من عبادة الله إلا منها، وتكاد تغطي الأرض نزعات الإلحاد والمادية والطبيعية فيما سواها، والتي يكاد ينحصر كلام الكتاب المقدس نفسه بعهديه القديم والجديد عليها وعلى تاريخ الأمم والأنبياء بها.. قد صارت كلها إسلامية!!!..
     
    (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )!!  
     
     
    وفي النص أيضاً إشارة واضحة إلى أن الناس سوف يقصدون هذه الأرض ويطلبون زيارتها، وأنها ستكون الأرض المعمورة !
     
     
     62: 12(وأنت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة)..
     
    وليخبرنا الذين يحملون النبوءة على القدس: متى تحققت تلك الصفات للقدس في يوم من الأيام؟!!
     
     
    وهذه الصفات لا بد أن تكون قد تحققت بالفعل كما أوضحنا.. ولا معنى لما يدعيه اليهود من أن هذه النبؤة لم تتحقق بعد، وأن هذا  المخلص الذي سينتصر لهم، ويهزم العالم، ويحكم الأرض، لم يأت بعد!!..وما زالوا منتظرين!! 
     
     
    ويعتقد  اليهود أن هذا المخلص سوف يخرج من أرض إدوم وذلك وفقا لما جاء في النص (من ذا الآتي من إدوم،  بثياب حمر من بصرة، هذا البهي بملابسه المتعظم في كثرة قوته )
     
    ولكن ما هي إدوم ؟
     
    يقول معجم الطرق القديمة (إنشنت تراد روتس)تحت عنوان إمبراطوريات(إمبيرز):
     
    (إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضي جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر..والجزء الجنوبي من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا).
     
     
    إذن فمملكة إدوم كانت تشمل أجزاء من الجزيرة العربية، كما أن ( بصرة ) الواردة في النص ( وتقرأ بضم الباء ) هي مدينة بالشام كان يستورد منها أهل مكة الملابس والبضائع كما تخبرنا كتب السير..
     
     
    وتجمع كتب الحديث على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يلبس حلة حمراء لم ير أجمل منه ولا أبهى منه أحد قط، بل لم ير أجمل منه شيء قط!!..فقد روي عن البراء رضي الله عنه أنه قال في صفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (لقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه) متفق عليه..
     
    ولا يختلف أحد من الأولين والآخرين في أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يخرج في غزواته بنفسه وحوله قوته من الصحب الكرام رضي الله عنهم..
     
     
    وبذلك فإذا عدنا لطرح  نفس الأسئلة التي وردت  في النص: من ذا الآتي من ادوم ؟  بثياب حمر من بصرة ؟ من هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته ؟ فإن الإجابة بوضوح هو نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم ! ؛ فهو قد أتى من الجزيرة العربية، كما  أنه كان يلبس ملابس من بصرة مثل باقي أهل مكة، كما أنه كان يخرج في قواته بنفسه لقتال أعداء الله..
     
     
    كما أن  النص يؤكد أن الأمن والسلام هما شعار هذه الأرض ؛ فيخبر أن أبوابها تفتح ولا تغلق، وأنها لا يظلم فيها أحد ولا يحل بها خراب:
     
    60: 11 وتنفتح أبوابك دائماً نهارا وليلا لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم.
     
    60: 18 لا يسمع بعد ظلم في أرضك ولا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصاً وأبوابك تسبيحاً.
     
    وهذا الكلام لا ينطبق أبدا علي القدس.. أليست القدس هي أرض الظلم، وأرض الخراب، وأرض الحروب والنزاعات إلى اليوم؟!!
     
     
    أليست تهدم البيوت بالدبابات، ويقتل الغلمان بالرشاشات، ولا تكاد تسمع فيها سوى صوت الانفجاريات ؟!!
     
     
    أليست القدس حتى الآن تعاني الجراح وتشتكي الآلام ولا زال الشعار المرفوع دائما هو الأرض ( مقابل السلام ) ؟!!
     
    أما مكة المكرمة: فهي الأرض المطمئنة، والبلد المعمورة، التي لا تقام فيها الحروب، ولا تسفك فيها الدماء، ولا تغلق أبوابها.. ولن تغلق أبدا ؛ لأنها الأرض التي وطأتها خير قدم، واستظل بسمائها أكرم بشر، وعاش عليها النبي المحمد، الذي رفع الله قدره،  وأعلى شأنه.. حتى قبل أن يبعثه..حتى قبل أن يخلقه ..حتى قبل أن يخلق العالم.. 
                 
     
     
    ومن النصوص التوراتية التي تتحدث أيضا عن قدوم نبي آخر الزمان مدعما بالقوة الروحية والمادية لكي يقيم الحق في الأرض هو ما ورد في سفر أشعياء الإصحاح 41: 29 والإصحاح 42: 1 – 17، والمتأمل في النص أيضا يجد أن صفات ذلك النبي مطابقة تماماً لصفات النبي صلى الله عليه وسلم ولا تشير لواحد سواه.. بل إن الصفات الواردة في ذلك النص أشد وضوحا من سابقه لأن يد التحريف اليهودية  قد غفلت عنه فبقى كما هو برهان ساطع ودليل قاطع على أن المقصود في هذا النص هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم: 
     
     
    41:29 ها هم كلهم باطل وأعمالهم عدم ومسبوكاتهم ريح وخواء (يتحدث الله عن قوم يصفهم ويصف أعمالهم بالباطل والضلال و( المسبوكات ) إشارة إلى الأصنام التي يصنعوها بأيديهم).
     
    42: 1 هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.( يتحدث الله عن عبده ومختاره الذي سيؤيده ويؤازره حتى يخرج الحق للأمم )
     
    42: 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.(إشارة إلى حسن أخلاقه وأنه لا يتحدث بصوت مرتفع )
     
    42: 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفيء إلى الأمان يخرج الحق ( إشارة إلى رحمته بالضعيف وتواضعه ).
     
    42: 4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته (الجزائر جمع جزيرة ويقصد بها القرى في نصوص الكتاب المقدس ويقول قاموس الكتاب المقدس عنها أنها تعني الأراضي الجافة التي تطل على مياه).
     
     
    42: 5 هكذا يقول الله الرب خالق السماوات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين عليها روحا.
     
    42: 6 أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم.
     
    42: 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
     
    42: 8 أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات  ( المنحوتات هي الأصنام المنحوتة ).
     
    42: 9 هو ذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها قبل أن تنبت أعلمكم بها ( يبين الله أنه هنا يتكلم عن أشياء مستقبلية يخبر بها قبل أن تحدث ).
     
     
    42: 10 غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحة من أقصى الأرض أيها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها.( إشارة إلى رسالة جديدة تخرج من أقصى الأرض ( بالنسبة للقدس ).
     
     
    42: 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا.  (البرية هي الصحراء وقيدار أحد أبناء إسماعيل ووفقا للتأريخ العربي كان يسكن مكة وهو الذي تنسب إليه القبائل المكية -راجع كتاب الرحيق المختوم باب الحكم والإمارة في بلاد العرب وباب نسب النبي  أو أي مصدر تاريخي يتحدث عن الجزيرة العربية قبل الإسلام- وسالع  هو جبل بالمدينة ذكر في كتب السيرة ومازال موجوداً حتى الآن بالمدينة)
     
     
    42: 12 ليعطوا الرب مجداً ويخبرواً بتسبيحه في الجزائر.
     
    42: 13 الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه.
     
    42: 14 قد صمت منذ الدهر((في النسخة الإنجليزية: أمسكت (سلامي) منذ زمن طويل، ويقول القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس أنها مكتوبة في النسخة العبرية (شيلاميم)، ومن المعلوم أن حروف كلمة شيلاميم أوشالوم بالعبرية هي نفس الحروف التي تشتق منها كلمة الإسلام  )).
     
     
    42: 15 اخرب الجبال والآكام وأجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا وانشف الآجام.
     
    42: 16 وأسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم اجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الأمور افعلها ولا اتركهم.
     
    42: 17 قد ارتدوا إلى الوراء يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن آلهتنا.( يؤكد الله مرة أخرى أن هؤلاء العمي كانوا قبل هدايتهم من عبدة الأصنام ).
     
    والنص كما ترون قد بدأ بالحديث عن قوم من عبدة الأصنام(ها هم كلهم باطل وأعمالهم عدم ومسبوكاتهم ريح وخواء ) ثم بدأ النص يتحدث عن عبد الله ومختاره الذي سيخرج الحق للناس ويقيم العدل في الأرض وكل الصفات كما قلنا منطبقة تمام الانطباق على النبي صلى الله عليه وسلم:
     
     
     فهو عبد الله ومختاره الذي أخرج الحق للأمم، ولم يكل ولم ينكسر حتى وضع الحق في الأرض وأرشد الناس إلى جميع الحق، فهوصاحب الشريعة الكاملة التي أتمها الله في عهده، ولم يقبضه إلا بعد اكتمالها( لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض )، ولذلك يقول الله تعالى في سورة المائدة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
     
     
    والنبي- صلى الله عليه وسلم-هو الذي أخرج الحق لكل الأمم فهو صاحب الرسالة العالمية لجميع أهل الأرض،  ولذلك يقول الله تعالى للنبي في قرآنه (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)…ويقول أيضا (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. وهو الذي عصمه الله من المشركين حتى بلغ رسالته، وأدى أمانته (فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم).. ولذلك يقول الله في قرآنه مخاطبا نبيه(والله يعصمك من الناس).. والنبي-صلى الله عليه وسلم- هوالذي أخرج الناس من ظلمة الشرك وعبادة الأصنام والمنحوتات إلي عبادة الله الواحد (أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات).
     
    وكلمة (وضعت روحي عليه) تعنى النصرة والتأييد من الله، وهى عامة لجميع الأنبياء، ومثال ذلك ما جاء في الكتاب المقدس (وكان روح الله على عزريا بن عوديد)، (يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذا وضع الله روحه عليهم)..والمفاجأة التي وجدناها في النص عند قراءته في النسخة الإنجليزية هو أن كلمة ( الأمم ) الواردة في هذا النص أيضا ليست ترجمة لكلمةnations  ولكنها ترجمة لكلمة gentiles  والتي تعني الأميين في اللغة العربية كما ذكرنا، ومن المعلوم أن صفة النبي الأمي خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم بل إن القرآن الكريم يؤكد أن هذه هي صفته التي ذكر بها في التوراة والإنجيل..(الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) الأعراف 157 ..والصفات السابقة هي تقريبا نفس الصفات التي وردت في النص الذي رواه الإمام البخاري في صحيحة عن عطاء بن ياسر أنه قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني عن صفة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ).
     
    وتحدث النص أيضا عن العمى الذين سيخرجهم ذلك النبي من الظلمات إلى النور، هؤلاء الذين أبصروا في نور الإسلام، بعد أن كانوا عميا في الجاهلية التي زاغوا فيها عن التوحيد، وعبدوا فيها المنحوتات(الأصنام)..( لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة. أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات ).
     
    وبعد أن تحدث النص عن ذلك النبي الذي سيبعث في قوم من عبدة الأصنام بدأ يتحدث  عن الرسالة الخاصة بذلك النبي معلنا أنها رسالة جديدة مكانها هو أقصى الأرض ( تسبيحة من أقصى الأرض ).. وأقصى الأرض بالنسبة للقدس هو الجزيرة العربية، إذ أن أقصى القدس جزيرة العرب، وأقصى جزيرة العرب القدس، لذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا).. وأقصى الأرض كما هو واضح من النص هو مكان خروج هذه الرسالة وليس مجرد مكان تصل إليه.
     
     
    ثم يتحدث النص عن أماكن عربية ( لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع ) والبرية هي الصحراء، والديار التي سكنها قيدار هي مكة، وسكان سالع هم سكان جبل سلع بالمدينة المنورة(لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال)..وذلك وفقا للتأريخ العربي..ووفقا لقاموس الكتاب المقدس فقيدار وسالع شمال الجزيرة وفي كلتا الحالتين  تشيران لأماكن إسلامية.. والنص أيضا يشير إلى رفع الصحراء صوتها (لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رءوس الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر ) ورفع الصحراء صوتها لم يحدث إلا من خلال الأذان، والنداء (الله اكبر الله اكبر) يسمعها سكان الصحراء وما حولها..و( الجزائر ) كما ذكرنا هي الأراضي الجافة التي تطل على مياه، وهذا يتوافق مع أراضي الجزيرة العربية التي يحيط بها البحر الأحمر والخليج العربي، ومن سياق الكلام لابد أن تكون هذه الجزر عربية لأن الصوت سيصلها من أماكن عربية أيضا (قيدار وسالع)..كما أن الهتاف والتكبير من رءوس الجبال لم يعرف في أي رسالة سوى الإسلام.
     
    ثم يتحدث النص عن الحروب والغزوات وعن فتح البلدان عن طريق هؤلاء العمى ( الرب كالجبار يخرج كرجل حروب... اخرب الجبال والآكام وأجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا وانشف الآجام, وأسير العمى في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم اجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الأمور افعلها ولا اتركهم) والحروب والغزوات والفتوحات كلها خصائص مميزة للرسالة الإسلامية دون سواها.. 
     
     
    ونجد في النص أيضا إشارة إلى عودة الإسلام مرة أخرى بعد انقطاعه من الأرض زمنا طويلا ( أمسكت سلامي (شيلاميم)  منذ زمن طويل ) والإسلام هو دين التوحيد الذي بعث الله به جميع الأنبياء إلى البشر،  فزاغوا عنه، وأشركوا مع الله آلهة أخرى ؛ فكان لابد من بعثه ونشره مرة أخرى بعد ضلال الناس عنه، وانقطاعه من على الأرض زمنا طويلا..وحمل كلمة (شيلاميم ) التي  وردت  في النص على ( الإسلام ) هو الأظهر للنص، والأوضح للمعنى، ولا يستقيم السياق إلا به ؛ فالله يقول: أمسكت الإسلام منذ زمن طويل وغاب التوحيد عن الأرض، لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام من أجل إظهاره مرة أخرى، وأما حملها على (السلام) فإنه يكون مناقضا للمعنى،  ومخالفا للنص ؛ فكيف يقول الله: أمسكت السلام منذ زمن طويل لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام ؟!!
     
     
     ثم يعود النص في النهاية ليؤكد أن هؤلاء العمي أوالأميين الذين ستخرجهم هذه الرسالة من الظلمات إلى النور كانوا قبلها من عبدة الأصنام ( قد ارتدوا إلى الوراء يخزي خزيا المتكلون على المنحوتات القائلين للمسبوكات أنتن آلهتنا )..
     
    وهناك نص آخر يتحدث عن مخلص آخر الزمان الذي سيأتي مدعما بالقوة الروحية المتمثلة في هداية الناس وبالقوة المادية المتمثلة في الحروب والغزوات والفتوحات، وهو ما ورد في سفر حبوق (حبوق أحد أنبياء بني إسرائيل ولد قبل ميلاد المسيح بحوالي ستمائة عام) الإصحاح الثالث:
     
    3:3 الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران، جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه.( تيمان كلمة عبرية معناها الجنوب ومن المعلوم أن الجنوب بالنسبة للقدس الذي نزل فيها هذا النص هو الجزيرة العربية، وفاران يقول عنها معجم البلدان الذي وضعه ياقوت الحموي وهو أقدم مصدر تاريخي للأماكن أنها كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة المكرمة ).
     
     
    3: 4 وكان لمعان كالنور له من يده شعاع ( في النسخة الإنجليزية في يده قوة عظيمة ) وهناك استتار قدرته.
     
    3: 5 قدامه ذهب الوبا وعند رجليه خرجت الحمى.
     
    3: 6 وقف وقاس الأرض نظر فرجف الأمم ودكت الجبال الدهرية وخسفت آكام القدم مسالك الأزل له.
     
    3: 7 رأيت خيام كوشان تحت بلية، رجفت شقق أرض مديان ( يقول قاموس الكتاب المقدس أن خيام كوشان  هو إشارة لقبائل كوش العربية، ومن المعلوم أنها قبائل كانت تستوطن إثيوبيا وبلاد النوبة وامتدت لتشمل أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، وأرض مديان كانت تقع في شمال الجزيرة العربية، والفقرة كلها إشارة صريحة لجنوب وشمال الجزيرة )
     
     
    3: 8 هل على الأنهار حمى يا رب، هل على الأنهار غضبك أو على البحر سخطك، حتى أنك ركبت خيلك، مركباتك مركبات الخلاص
     
    3: 9 عريت قوسك تعرية، سباعيات سهام كلمتك، شققت الأرض أنهارا
     
    3: 10 أبصرتك ففزعت الجبال، سيل المياه طما، أعطت اللجة صوتها، رفعت يديها إلى العلاء
     
    3: 11 الشمس والقمر وقفا في بروجهما، لنور سهامك الطائرة، للمعان برق مجدك ( للمعان برق رماحك في النسخة الإنجليزية )
     
    3: 12 بغضب خطرت في الأرض، بسخط دست الأمم ( بسخط دست الوثنيين في النسخة الإنجليزية )..
     
     
    والنص السابق واضح وقاطع في أن النبي المقصود هو محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أشار في البداية إلى أرض ذلك النبي ( تيمان وفاران ) وتيمان كما قلنا تعني الجنوب بل إن اليهود يطلقون هذا الاسم حاليا على اليمن لأنها تقع في جنوب الجزيرة العربية.
     
     
     وفي إنجيل متى 12: 42 عندما تحدث عن ملكة سبأ (ملكة التيمان ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان ).. ومن المعلوم أن سبأ كانت في جنوب الجزيرة العربية  إذن فتيمان التي وردت في هذا النص وأقصى الأرض التي وردت في النص السابق (غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحة من أقصى الأرض ) كلاهما يشير لأرض الجزيرة العربية..  ثم بدأ في الحديث عن خصائص هذا النبي وأشار إلى القوة الروحية التي أشار إليها النص بقوله ( جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه ) وإلى القوة المادية التي أشار إليها باقي النص بالحديث عن السهام والرماح والحروب وسحق الوثنيين ..ومن المعلوم أن كل هذه الصفات لا يمكن أن تشير سوى لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم..
     
     
    من كل ما سبق نجد أنفسنا أمام نصوص قاطعة في إشارتها للنبي صلى الله عليه وسلم على أنه نبي ومخلص آخر الزمان الذي سيؤيده الله بالقوة الروحية المتمثلة في إخراج الناس من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد وبالقوة المادية المتمثلة في قتاله لأعداء الله وظهوره عليهم وانتصاره على الباطل والضلال، ومن هنا يتبين لنا زيف الفرية اليهودية الكبرى التي يبنون عليها أحلامهم الكاذبة، ويقيمون عليها أمانيهم الباطلة، تلك الأحلام التي لن تتحقق أبدا، فالمخلص الذي لا زالوا ينتظرونه قد أتى بالفعل.. أتى ليخلص العالم من شرورهم، ويرحم المساكين من ظلمهم .. أتى ليعلن لكل الأمم أن الإسلام صرح عال  لا ينهدم.. وملك باق  لا يزول.. أتى ليعلن أن  أمة الإسلام.. أمة لا تموت..
     
     
     ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون ) التوبة 32، 33
     
    يمكن مراسلة المؤلف على الإيميل التالي:      

    كلمات مفتاحية  :
    المخلص ينتظرة اليهود يحكم العالم

    تعليقات الزوار ()