إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله.. أدَّى الأمانةَ، وبَلَّغَ الرسالةَ، ونَصَحَ الأمةَ، وكشف الله به الغمة ، جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته وصلى اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين...
أما بعـد:-
فحيَّا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وذكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور.
طبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.
حياكم الله جميعاً وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمعنى وإياكم في الدنيا دائما وأبداً على طاعته وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار كرامته.
إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شىء قدير..
أما بعـد:-
فإن أصدق الحديث كتاب الله ،وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ونحن اليوم بحول اللـه ومدده على موعد مع اللقاء الثامن عشر من لقاءات هذه السلسلة الكريمة، وكنا قد توقفنا في اللقاءات الخمسة الماضية على التوالي مع البشرية كلها وهي تقف كلها على بساط العدل فى ساحة الحساب بين يدى الملك جل جلاله، وتعرفنا على أهم قواعد العدل التي يحاسب بها اللـه في ساحة الحساب، وتعرفنا على أول أمة ينادى عليها لتحاسب بين يدي اللـه جل وعلا، وتعرفنا على أول من يقضي اللـه بينهم وعلى أول ما يحاسب عليه العبد، وعلى أول حق من حقوق العباد يقضي اللـه فيه بين الخلق، ثم تعرفنا فى اللقاء الماضي على أصناف الناس فقلنا بأن من الناس من يأخذ كتابه بيمينه ويحاسبه اللـه حساباً يسيراً، ومن الناس من يأخذ كتابه بشماله وراء ظهره ويحاسبه اللـه حساباً عسيراً.
ومن الناس من يدخل مباشرة من غير حساب ولا عذاب.
هل يا ترى بانتهاء الحساب تنتهي أهوال القيامة؟!!
كلا..!! كلا..!!
بل إذا انقضى الحساب أمر اللـه جلا وعلا أن ينصب الميزان فإن الحساب لتقرير الأعمال، وإن الوزن لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بحسابه وليظهر عدل اللـه للبشرية كلها في ساحة الحساب فتوزن أعمال المؤمن لإظهار فضله، وتوزن أعمال الكافر لإظهار خزيه وذله على رؤوس الأشهاد وما ربك بظلام للعبيد.
والآن نسأل...
ما هو الميزان ؟!
ما الذى يوزن فيه؟!!
ما هي الأعمال التى تثقل فى الميزان يوم القيامة؟!!!
هذه الأسئلة الثلاثة هي موضوع لقاءنا مع حضراتكم، واللـه أسأل أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أولاً: ما هو الميزان؟!
الميزان على صورته وكيفيته التى يوجد عليها الآن من الغيب الذى أمر الصادق المصدوق أن نؤمن به من غير زيادة ولا نقصان، وهذه هى حقيقة الإيمان، فيا خسران من كذب بالغيب وأنكر وضع الميزان، و قدح فى آيات الرحيم الرحمن واستهزاء بكلام سيد ولد عدنان، ثم تطاول فقال قول ملحد خبيث جبان: " لا يحتاج إلى الميزان إلا البقال أو الفوال " وما أحراه بأن يكون من الذين لا يقيم اللـه لهم يوم القيامة وزناً([1]).
لأنه بجهله وغبائه وانغلاق قلبه ظن أن ميزان الآخرة كميزان الدنيا، ومن البدهي أن جميع أحوال الآخرة لا تكيف أبداً ولا تقاس البتة بأحوال الدنيا، ولقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه اللـه إجماع أهل السنة على: الإيمان بالميزان وأن الميزان له لسان وكِـَـفتان - بكسر الكاف وفتحها واللغتان صحيحتان - وأن أعمال العباد توزن به يوم القيامة.
وقال الإمام بن أبى العز الحنفى فى شرح العقيدة الطحاوية المشهورة قال: " والذى دلت عليه السنة أن الميزان الذى توزن به الأعمال يوم القيامة له كفتان حسيتان مشاهدتان "أ.هـ([2]).
والله أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات.
أيها المسلم لا يعلم حقيقة الميزان وطبيعة الميزان وكيفية الميزان إلا الملك الرحمن، وإلا فهل تستطيع أن تتصور ميزانا يوضع فى يوم القيامة يقول فيه المصطفى : ((لو وزنت فيه السموات والأرض لوزنها)).
كيف تصور هذا الميزان؟!
ففى الحديث الذى رواه الحاكم فى المستدرك وصححه على شرط مسلم وأقر الحاكم الذهبى بل وصحح إسناد الحديث الألبانى فى السلسلة الصحيحة من حديث سلمان الفارسى أن الحبيب النبى قال: ((يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوزنهما، فإذا رأته الملائكة قالت: يارب لمن يزن هذا؟ قال: لمن شئت من خلقى، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك)).
تأمل.. لقد عرفت الملائكة أنها ما عبدت الرحمن حق عبادته من شدة الهول والرعب، فإن مشهد الميزان من أرهب مشاهد القيامة فالميزان حق، قال جل وعلا وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47].
بين اللـه تعالى أنه يضع الموازين بالقسط (أى بالعدل) وكفى باللـه جل وعلا حسيبا، والراجح من أقول أهل العلم أن الميزان يوم القيامة ميزان واحد.
فما جوابك على الجمع فى قوله تعالى ونضع الموازين الراجح من أقوال العلماء أن الجمع فى الآية باعتبار تعدد الأوزان أو الموزون، لأن الميزان يوزن فيه أشياء كثيرة، وبين الملك العدل أن الميزان إن ثقل لو بحسنة واحدة فقد سعد صاحبها سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خف الميزان ولو بسيئة واحدة فقد شقى صاحبه شقاوة لا يسعد بعدها أبداً، قال جل وعلا: فَإذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ [المؤمنون:101-104].
انظر إلى دقة عدل الملك وسعة فضله؛ من ثقل ميزانه ولو بحسنة واحدة سعد سعادة لا شقاوة بعدها أبداً، ومن خف ميزانه بأن كان من أهل الشسرك شقي شقاوة لا سعادة بعدها أبداً، أما من استوت موازينه، أي استوت حسناته مع سيئاته، فهو على الراجح من أقوال العلماء من أهل الأعراف الذين قصرت بهم سيئاتهم فلم يدخلوا الجنة ومنعتهم حسناتهم من أن يدخلوا النار، يحبسون على قنطره بين الجنة والنار، إذا التفت أهل الأعراف إلى أهل الجنة سلموا عليهم سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ [الأعراف: 46 ].
أى لم يدخلوا أهل الأعراف الجنة وهم يرجون رحمه اللـه، ويطمعون أن يدخلوا الجنة، وإذا التفتوا إلى الناحية الأخرى ورأوا أهل الجحيم تضرعوا إلى الملك العليم ألا يجعلهم مع القوم الظالمين.
قال جل وعلا: وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإذا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأعراف:46-47].
إذا أيها المسلم الموحد حرى بك إذا ما تعرفت على أقسام الموازين الثلاثة ألا تحتقر أى عمل صالح ولو قل، وألا تستهين بمعصية واحدة ولو صغيرة، فاعلم أنه بحسنة واحدة يثقل الميزان وبسيئة واحدة يخف الميزان، بل بكلمة واحدة نقاد إلى رضا الرحمن، وبكلمة واحدة ننال سخط الجبار.
ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة أن النبى قال: ((إن العبد ليتكلم بكلمة من رضوان اللـه لا يلقى لها بالاً يرفعه اللـه بها فى الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللـه لا يلقى لها بالاً فيهوى بها فى جهنم))([3]).
قد يستهين كثير منا بخطورة الكلمة، وكم من كلمات أشعلت حروباً بين أمم ودول !! وكم من كلمات أطفأت حروباً بين أمم ودول.
يا صاحب الكلمة اعلم علم اليقين أن كلمة تدخل المرء فى دين اللـه، وكلمة تبنى بيتاً وكلمة تهدم بيتاً، وكلمة تحل فرج امرأة لرجل، وكلمة تحرم فرج امرأة لرجل.
فالكلمة لها خطرها الجسيم فى دين اللـه فبكلمة تنال الرضوان، وبكلمة تتعرض لسخط الرحمن، فحسنة تثقل ميزان العبد وتدخله الجنة وسيئة تخف ميزان العبد وتدخله النار، لذا ثبت فى صحيح مسلم من حديث أبى ذر أن النبى قال: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقَ أخاك بوجه طلق))([4]).
لا تقل هذا عمل بسيط، هذه طاعة صغيرة أو حقيرة، فكم من عمل صغير عظمته النية !! وكم من عمل عظيم حقرته النية!!
فلا تحقرن من المعروف شيئاً فإن عجزت فإنك لن تعجز أيها المسلم أن تهش وتبش فى وجه إخوانك، فما من بيت تخلو منه المشاكل، فابتسامتك هذه التى تحتقرها من الممكن أن تسعد قلب حزين، فابتسامتك هذه ممكن أن تزيل ألم أخيك النفسى، فما ذنب أخيك أن تلقاه بوجه عبوس كئيب.
بل لقد أخبرنا الصادق المصدوق ، كما فى الصحيحين من حديث أبى هريرة: ((أن امرأة بغياً رأت كلباً فى يوم حار يطوف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها (أى أنها استقت له من البئر، والموق هنا هو الخف) فغُفِر لها))([5]).
أود أن أقول: إذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا فكيف تصنع الرحمة بمن وحد رب البرايا؟!
نعم نحتاج إلى رحمة، نحتاج إلى رفق، فالرحمة والرفق لا يهدمان ولا يفسدان أبداً، والشدة والعنف يهدمان ويفسدان، هذه سنة اللـه فى خلقه، ما كان الرفق فى شىء إلا زانه وما نزع الرفق من شئ إلا شانه.
ففى الصحيحين البخارى ومسلم من حديث ابن عمر رضى اللـه عنهما قال : ((عذبت امرأة فى هرة حبستها حتى ماتت جوعاً، فدخلت فيها النار قال: فقال – واللـه أعلم – لا هى أطعمتها ولا سقتها حين حبستها ولا هى أرسلتها تأكل من خشاش الأرض))([6]).
لذا يأمرنا الصادق المصدوق كما فى الصحيحين من حديث عدى بن حاتم يقول : ((اتقوا النار، ولو بشق تمره))([7]).
فقد ينجو العبد من النار بشق تمرة، فإن ثقل الميزان بحسنة سعد العبد بعدها سعادة لا شقاوة بعدها أبداً، وإن خف الميزان ولو بسيئة شقى العبد شقاوة لا سعادة بعدها أبداً، وإن تساوت الموازين فهو من أهل الأعراف والراجح من أقوال أكثر أهل العلم أن اللـه جل وعلا يتغمدهم برحمته فيدخلهم الجنة.
ثانياً: ما الذى يوزن فى الميزان؟
أيها الأحبة فى اللـه:
لقد اختلف أهل العلم فى الجواب على هذا السؤال على ثلاثة أقوال، فأعرنى قلبك وسمعك جيداً فإن الموضوع منهجى دقيق يحتاج إلى حسن متابعة.
أولاً: القول الأول
إن الذى يوزن فى الميزان هو الأعمال ذاتها - أى أعمال العبد من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وبر وصدقة وغير ذلك من الطيبات الصالحات.
ولكن رفض البعض وقالوا: هذه الأعمال أعراض لا أجسام، والأعراض لا توزن ولا توضع فى الميزان، فكيف توزن الصلاة وهى ليست حجم؟! وكيف توزن الزكاة وهى كذلك؟! فكيف تقولون بأن الأعمال هى التى توزن يوم القيامة؟!
والجواب: أن اللـه جل وعلا يوم القيامة يحول الأعراض إلى أجسام توضع فى الميزان يخف الميزان ويثقل بحسب الحسنات والسيئات.
والأدلة على ذلك من السنة الصحيحة كثيرة فتدبر معى، أزف إليك سيلاً من الأدلة الصحيحة من السنة.
روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة أن النبى قال: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان فى الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان اللـه وبحمده سبحان اللـه العظيم))([8]).
انتبه يا مسلم الرسول يقول كلمتان عرض وليس جسماً بهما يثقل الميزان.
بل فى الحديث الذى رواه أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن حبان وصححه شيخنا الألبانى فى مشكاة المصابيح من حديث أبى الدرداء رضى اللـه عنه أن النبى قال: ((ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق))([9])
فحسن الخلق أثقل شىء فى ميزان العبد يوم القيامة، بل وأخبرنا الصادق المصدوق أن القرآن الكريم يأتى يوم القيامة ليقف أمام العبد بين يدى اللـه جل وعلا على هيئه غمامة، أى على هيئه ظلة على رأس العبد يوم القيامة ليشفع له أمام اللـه، بل ويحاج القرآن عن العبد بين يدى الحق تبارك وتعالى.
اسمع ماذا قال المصطفى والحديث رواه مسلم من حديث أبى أمامه الباهلى يقول الصادق المصدوق : ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طيرصواف، تحجان عن صاحبهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركه وتركها حسره ولا تستطيعها البطله (السحرة)))([10]).
وفى صحيح مسلم يقول المصطفى : ((يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به فى الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غيايتان وبينهما شرف أو كأنهما غمامتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما ظلة من طيرصواف تحاجان عن صاحبهما))([11])، أى بين يدى اللـه جل وعلا.
كل هذه أدلة من السنة الصحيحة على أن الأعراض تتحول يوم القيامة إلى أجسام وما استطعنا أن نعى كل هذه الحقائق إلا لأننا أردنا أن نحكم قوانين الآخرة الغيبية بقوانين الدنيا الحسية فعجزنا.
أيها المسلم لا تعطل ولا تكيف ولا تمثل ولا تشبه، فلا يستطيع أحداً منا الآن أن يعاند أو يكابر أو يمتنع عن الاعتراف بعالم يعيش بيننا، آلا وهو عالم النحل، بل ولا يستطيع أحد منا أن ينكر أن النمل يتكلم بدليل أن اللـه لما فك رموز لغة النمل لسليمان عليه السلام، فهم سليمان لغة النمل وتجاوب مع النمل، فقد سجل اللـه فى قرآنه العظيم: حَتَّى إذا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [ النمل: 18 - 19 ].
إذاً لا يستطيع أحدا منا أن ينكر وجود عالم النمل، بل لا يستطيع أحد منا أن ينكر أن النمل يتحدث ويتكلم، ومع ذلك ما رأينا واحداً قد جاء بمكبرات صوت دقيقة جداً وقربها إلى مجموعة نمل ليسمع كلامها مع أنه يعلم أن النمل يتكلم، لماذا؟!!
لأنه ما أعطى لعقله العنان فى أن يدرك كيفية لغة النمل لأن اللـه ما فك له رموز هذه اللغة، والنمل خلق من خلق اللـه.
فكيف لعقلك أن يدرك الذات الإلهية؟!
لا تكيف ولا تمثل ولا تعطل ولا تشبه، فعالم الآخرة ليس كعالم الدنيا، الظلم عين الظلم أن نحكم عالم الآخرة الغيبى وقوانينه بعالم الدنيا وقوانينه وهو عالم حسى، فاللـه سبحانه بقدرته يحول الأعراض إلى أجسام توضع فى الميزان، يثقل الميزان ويخف بحسب الحسنات والسيئات بل أخبرنا الصادق أيضاً: ((أن العمل يأتى لصاحبه فى القبر على هيئة رجل))، نعم والحديث رواه أحمد فى مسنده وأبو داود والنسائى والحاكم والترمذى وابن حبان وغيرهم وصحح الحديث ابن القيم وأطال النفس فى الرد على من أعل الحديث وصحح الحديث الألبانى من حديث البراء بن عازب رضى اللـه عنه وفيه أن النبى ذكر العبد المؤمن إذا وضع فى قبره فقال: ((ويأتيه ملكان فيجلسانه ويقولان له: من ربك؟، فيقول: ربى اللـه، ما دينك؟ فيقول: الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الذى بعث فيكم؟ فيقول: محمد ، فيقولان: ما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب اللـه وآمنت به وصدقت، فينادى منادٍ من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً من الجنة يأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له قبره مد البصر، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول صاحب القبر له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذى يجىء بالخير، فيقول: أبشر بالذى يسرك هذا يومك الذى كنت توعد أنا عملك الصالح)).
وقال المصطفى عن الكافر: ((ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، من نبيك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، ما دينك؟ فيقول: هاه.. هاه.. لا أدرى، فينادى مناد من السماء أن كذب عبدى فافرشوا له فراشاً من النار وألبسوه لباساً من النار، وافتحوا له باب من النار يأتيه من روحها وسمومها ثم يضيق عليه قبره فتختلف أضلاعه، ويأتيه رجل أسود الوجه قبيح المنظر نتن الريح فيقول: من أنت؟ فوجهك الذى يأتى بشرّ، فيقول: أبشر بالذى يسوؤك أنا عملك الخبيث))([12]).
أرأيت يا مسـلم كيــف يكون العمل فى هيئة جسم إنسان وكيف يتكلـم؟
إياك!! إياك!! أن يشوش عليك كلام العلمانين ممن يريدون أن يجعلوا من سلطان العقل والمادة قانوناً يحكمونه فى صريح القرآن وصحيح السنة، فإننا نشهد الآن نبتة سوء ينكر أصحابها عذاب القبر، إن غداً لناظره قريب، هذا كلام الصادق الذى لا ينطق عن الهوى، بل ولقد أخبر الصادق أن الموت نفسه يأتى يوم القيامة كهيئة كبش أملح.
والحديث فى الصحيحين من حديث أبى سعيد الخدرى أن النبى قال: ((يؤتى يوم القيامة بالموت كهيئة كبش أملح فينادى مناد: يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادى مناد: يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم، وكلهم قد رآه، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ: وأنذرهم يوم الحسرة إذا قضى الأمر، وهم فى غفلة وهم لا يؤمنون [مريم:39]. وأشار بيده إلى الدنيا))([13]).
إذاً ثُبت بالأدلة الصحيحة التى ذكرت الآن أن الأعراض تتحول إلى أجسام توضع فى الميزان يوم القيامة ويثقل الميزان ويخف بحسب الحسنات والسيئات، هذه أدله أصحاب القول الأول الذين قالوا بأن الأعمال التى توزن فى الميزان يوم القيامة.
ثانياً: القول الثانى
قالوا: بل إن الذى يوزن فى الميزان هو العامل وليس الأعمال.
واستدل أصحاب هذا القول بأدلة صحيحة كذلك منها ما رواه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة أن النبى قال: ((إنه ليأتى الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند اللـه جناح بعوضه، وقال: اقرؤوا فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ))([14]).
رجل سمين عظيم منتفخ منتفش يأتى يوم القيامة فيوضع فى الميزان فلا يزن عند اللـه جناح بعوضة، إذ أن الموازين إذا وضع فيها العباد لا تخف ولا تثقل بحسب ضخامة الأبدان وكثرة الشحم والدهن إنما تخف وتثقل بحسب الحسنات والسيئات، ألم أقل لك: عين الظلم أن نحكم قوانين الدنيا فى قوانين الآخرة وفى عالم الآخرة، وفى المقابل يؤتى بساقين ضعيفتين لرجل نحيف ضعيف فإن وضعتا فى الميزان فى كفة، وجبل أحد فى كفة أخرى لرجحت كفة هذا الرجل، من هو؟!!
إنه عبد اللـه بن مسعود رضى اللـه عنه، إنه رجل ضعيف البنية قوى الإيمان رجل خفيف الجسم ثقيل الأعمال، يقول المصطفى والحديث تفرد به الإمام أحمد فى مسنده بسند جيد قوى كما قال الحافظ ابن كثير وغيره، يقول على بن أبى طالب رضى اللـه عنه: " صعد ابن مسعود رضى اللـه عنه يوماً على شجرة آراك يجنى سواكاً فجعلت الريح تكفأه فضحك القوم، فقال المصطفى : ((مما تضحكون؟)) قالوا: نضحك من دقة ساقيه يا رسول اللـه فقال المصطفى : ((والذى نفسي بيده لهما أثقل فى الميزان من جبل أحد))([15]).
هذه أدله أصحاب القول الثانى ممن قالوا بأن الذى يوزن فى الميزان هو العبد.
ثالثاً: الرأى الثالث
قالوا بل إن الذى يوزن فى ميزان العبد يوم القيامة هو الصحف.
واستدلوا على ذلك أيضا بحديث صحيح رواه أحمد فى مسنده والحاكم فى المستدرك وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبى ورواه ابن حبان وأبو داود وغيرهم وصحح الحديث شيخنا الألبانى من حديث عبد اللـه بن عمر رضى اللـه عنهما أن النبى قال: ((إن اللـه تعالى سيخلص رجلاً من أمتى يوم القيامة على رؤوس الخلائق فينشر عليه تسعه وتسعون سجلاً كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتى الحافظون؟ فيقول: لا يارب فيقول: ألك عذر أو حسنة؟ فيقول: لايارب فيقول اللـه جل وعلا: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم، فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا اللـه وأشهد أن محمداً رسول اللـه، فيقول: احضروه، فيقول: يارب ما تفعل هذه البطاقة مع هذه السجلات؟، فيقول: إنك لا تظلم، فوضعت السجلات فى كفة والبطاقة فى كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم اللـه شىء))([16]).
وهذا ما استدل به أصحاب الرأى الثالث. وبعدما تجولنا سوياً حول الآراء الثلاث الماضية.
ترى ما هو القول الراجح من هذه الأقوال وما هى الأعمال التى تثقل الميزان؟ هذا ما سنعرفه بعد جلسة الاستراحة.
أقول قولى هذا وأستغفر اللـه لى ولكم
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده اللـه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد أن لا إله إلا اللـه وأشهد أن محمداً رسول اللـه
أما بعد.. أيها الأحبة الكرام:
القول الراجح واللـه أعلى وأعلم أن الأعمال والعامل والصحف كل ذلك يوضع فى الميزان يوزن العامل بأعماله وبصحفه وهذا ما رجحه صاحب القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد وهذا ما أميل إليه.
لذا أرى أنه من الواجب علىَّ أن أذكر نفسى وأحبابى ببعض الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة.
ثالثاً: ما هى الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة؟
من أعظم الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة كما قال المصطفى حسن الخلق ففى الحديث الذى خرجته فى أول اللقاء من حديث أبى الدرداء أن النبى قال: ((ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن اللـه يبغض الفاحش البذىء))([1]).
نعم حسن الخلق وآه من الحديث عن حسن الخلق، واللـه ما أحوج الأمة بحكامها وعلمائها وشيوخها ودعاتها ورجالها ونسائها وشبابها وأطفالها إلى حسن الخلق، فإن حسن الخلق لمنهج نظري منير، فإنا نرى بوناً شاسعاً رهيباً بينه وبين سوء الخلق كمنهج واقعى عملى.
أين أخلاق الإسلام؟!! أين أخلاق محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام؟!! فما أيسر التنظير.
إن أرفف المكتبات فى بيوتنا وفى مدارسنا وفى جامعتنا تئن بأطنان المجلدات التى سطر فيها المنهج النظرى المشرق المنير، ولكن لو نقبت فى واقع الأمة ونظرت نظرة سريعة إلى أحوال الناس، لرأيت بوناً شاسعاً بين هذا المنهج النظرى المنير وبين الواقع المؤلم المر المرير.
يا أمة الإسلام يا أمة سيد ولد عدنان!!
أين الصدق؟! أين الإخلاص؟! أين الرفق؟! أين الحلم؟! أين العفو؟! أين البر؟! أين الحياء؟! أين الرجولة؟! أين الشهامة؟! أين الكرامة؟!
بل أين أين أين............؟؟!!
أين أخلاق محمد بن عبد اللـه .
واللـه واللـه إنى لأتهم نفسى وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس والطبيب عليل
فأسأل اللـه أن يستر على وعليكم وأن يردنى وأن يردكم وأن يرد الأمة جمعاء إلى الخلق الجميل رداً جميلاً إنه ولى ذلك والقادر عليه.
يا شباب الأمة ما أحوجنا إلى محاسن الخلق ما أحوجنا إلى مكارم الأخلاق، إننى أقول دوماً وأبداً، لقد نجح المصطفى فى أن يقيم للإسلام دولة من فتات متناثرة وسط صحراء تموج بالكفر موجاً، فإذا دولة الإسلام بناء شامخ لا يطاوله بناء، نجح المصطفى فى ذلك يوم أن طبع عشرات الآلاف من النسخ من المنهج التربوى الإسلامى العظيم، ولكنه لم يطبعها بالحبر على صحائف الأوراق، وإنما طبعها على صحائف القلوب بمداد من النور، فحول أصحاب النبى المنهج الأخلاقى الإسلامى إلى واقع عملى يتألق سمواً وروعةً وجلالاً فى دنيا البشر أذهل البشرية - لكنى أقول إن أعظم حجر يقف الآن فى سبيل الإسلام فى الشرق والغرب هو أخلاق المسلمين إلا من رحم اللـه، فإن الرجل فى الشرق والغرب ينظر إلى المسلمين هناك فيرى المسلم يزنى ويشرب الخمر ويبيع الخنزير ولا يحافظ على الصلوات، فينظر الرجل إلى المسلم الذى يتغنى بالإسلام فلا يرى أنه يفوقه خلقاً، فالحجر العاثر والعقبة الكئود فى طريق الزحف الإسلامى فى الشرق والغرب هو أخلاقنا إلا من رحم اللـه.
نسأل اللـه أن يجعلنا جميعا ممن رحم، ولذلك يقول المصطفى : ((ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق)) وأرجو أن نعلم أن النبى قال فى ميزان المؤمن، إذ أن الإيمان أصل سابق، أرجو أن ننتبه لهذه اللطيفة، إذ أن الإيمان أصل سابق بل لقد أخبر الصادق المصدوق كما فى الحديث الذى رواه أحمد والترمذى بسند صحيح قال حينما سئل عن أكمل المؤمنين إيمانا قال: ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا))([2]).
لقد أخبر الصادق المصدوق كما فى الحديث الذى رواه أبو داود وابن حبان وغيرهما من حديث عائشة بسند صحيح قال المصطفى : (( إن العبـد الـمـؤمــن ليـــدرك بحســن خلقـه درجة الصائم القائـــم))([3]).
وهؤلاء أصحاب الأخلاق العليا من أقرب الناس إلى رسول اللـه يوم القيامة قال المصطفى : ((إن من أحبكم إلىّ وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقا))([4]).
ومن أعظم الأعمال التى تثقل الميزان يوم القيامة أيضاً ((الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان اللـه والحمد لله تملأن ما بين السماء والأرض))([5]).
هل تعجز - أُخىَّ فى اللـه - عن هذا الطهور؟! هل تعجز أن تحمد اللـه وتسبحه بقلبك قبل لسانك؟!
واسمع ماذا يقـول المصطفى ؟! يقول: ((لأن أقول سبحان اللـه والحمد لله ولا إله إلا اللـه واللـه أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس))([6]).
يقول المصطفى : ((من قال سبحان اللـه وبحمده فى يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) ([7]).
لكن أحبتى فى اللـه أهمس فى كل أذن تسمعنى أن يردد اللسان ويصدق الجنان، وأن تترجم الجوارح والأركان.
---------------------------------
([1]) شرح الطحاوية بتحقيق الألبانى : ص : 419 .
([2]) شرح الطحاوية بتحقيق الألبانى ص 417 .
([3]) رواه البخارى رقم (6478) فى الرقاق ، باب حفظ اللسان ، ومسلم رقم (2988) فى الذهد ، باب التكلم بالكلمة يهوى بها فى النار ، والترمذى فى الذهد .
([4]) رواه مسلم رقم (2626) فى البر والصلاة ، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء .
([5]) رواه البخارى رقم (3321) بدء الخلق ، باب إذا وقع الذباب فى شراب أحدكم رقم (2245) فى السلام ، فضل سقى البهائم المحتبسة ، واللفظ له ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2550) فى الجهاد .
([6]) رواه البخارى رقم (2365) فى المساقاة ، باب فضل سقى الماء ، واللفظ له ، ومسلم (2619) فى البر والصلاة ، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها .
([7]) رواه البخارى رقم (1417) فى الزكاة ، باب اتقوا النار ولو بشق تمره ، ومسلم رقم (1016) فى الزكاة باب الحث على الصدق ولو بشق تمرة ، والنسائى (5/ 74 ، 75) فى الزكاة .
([8]) رواه البخارى رقم (6406) فى الدعوات ، باب فضل التسبيح ، ومسلم رقم (2694) فى الذكر والدعاء ، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء .
([9]) رواه الترمذى رقم(2003،2004) فى البر والصلة ، باب ما جاء فى حسن الخلق ،وأبو داود رقم (4799) فى الأدب ، باب حسن الخلق ، وهو فى صحيح الجامع رقم (5721) .
([10]) رواه مسلم رقم (804) فى صلاة المسافرين ، باب فضل قرأة القرآن وسورة البقرة .
الغياية : كل شىء أظل الإنسان وغيره من فوق ، وهى كالسحابة .
الفرق : الجماعة المنفردة من الغنم والطير وغير ذلك .
صواف : جمع صافة ، وهى التى تصف أجنحتها عند الطيران .
([11]) رواه مسلم رقم (805) فى صلاة المسافرين ، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، والترمذى رقم (2886) فى ثواب القرآن ، باب ما جاء فى سورة آل عمران .
([12]) رواه البخارى رقم (1374) فى الجنائز ، باب ما جاء فى عذاب القبر ، ومسلم رقم (2870) فى الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة
والنار ، وأبو داود رقم (3231) فى الجنائز ، والنسائى (4/97، 98) فى الجنائز .
([13]) رواه البخارى رقم ( 6548) فى الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (2850) فى الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون .
([14]) رواه البخارى رقم ( 4729) فى تفسير سورة الكهف ، باب أولئك الذين كفروا بربهم ، ومسلم رقم (2785) فى صفة القيامة .
([15]) رواه أحمد فى المسند رقم (920) وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .
([16]) رواه الترمذى رقم (2641) فى الإيمان ، باب ما جاء فى من يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله ، وصححه الشيخ الألبانى فى الصحيحة رقم (135)
---------------------------------------------------
([1]) سبق تخريجه .
([2]) أخرجه أبو داود رقم ( 4682) والترمذى رقم ( 1162) وقال : حسن صحيح وهو فى صحيح الجامع رقم (1230) .
([3]) رواه أبو داود رقم ( 4798) فى الأدب وأحمد فى المسند رقم ( 24236، 24476).
([4]) رواه الترمذى رقم (2019) فى البر والصلة ، باب ما جاء فى معالى الأخلاق ، وللحديث شواهد يثق بها ، وخرجه الشيخ الألبانى فى الصحيحة (791) ، وهو فى صحيح الجامع (2201)
([5]) رواه مسلم رقم (223) فى الطهارة باب فضل الوضوء ، والترمذى رقم (3512) فى الدعوات والنسائى (5/5،6) فى الزكاة وهو فى صحيح الجامع (3957) .
([6]) رواه مسلم رقم (2695) فى الزكاة والدعاء ، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء ، والترمذى رقم (3591) فى الدعوات .
([7]) رواه الترمذى رقم (3462) فى الدعوات ، وقال: حسن صحيح وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (2691) .