بتـــــاريخ : 10/5/2009 7:58:29 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1469 2


    تفسير سورة الزلزلة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد حسان | المصدر : www.mohamedhassan.org

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير سورة الزلزلة خطب مكتوبة


    تفسير سورة الزلزلة

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
     
     يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ  [آل عمران:102]
     
        يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَ لُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]
     
        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً  [الأحزاب:70-71]
     
    أما بعد
     
    فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار .
     
    فحيَّا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وذكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور.
    طبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا
    ً.
    حياكم الله جميعاً وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمعنى وإياكم في الدنيا دائما وأبداً على طاعته وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار كرامته.  
    إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شىء قدير..
     
    أحبتي في الله :
    نحن اليوم مع سورة تهز القلوب الغافلة ، وتزلزل القلوب القاسية الجامدة ، وتأخذ الناس
    أخذاً من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة . إن لقاءنا اليوم أيها الأحباب مع سورة"الزلزلة" .
    حقا والله إنها زلزلة للقلوب القاسية ، والله إنها زلزلة للقلوب الغافلة .
    هذه السورة التي تقل كلماتها كثيراً كثيراً .. ولكنها تحمل من المعاني ما يخشع لها الجبال وتهتز لها القلوب في الصدور هذه السورة التي قال الله تبارك وتعالى فيها إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا  وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ الزلزلة
    إنها زلزلة للقلوب القاسية أيها الأحباب
      إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا
    متى يحدث هذا المشهد ؟ ومتى سيكون ذلك ؟
    إذا أراد الله تبارك وتعالى إحياء خلقه من يوم أن خلقهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها يأتي الله تعالى تبارك وتعالى بهذه العَظْمَة الصغيرة التي توجد في آخر السلسلة الفَقَريَة لكل إنسان خلقه الله جل وعلا .. هذه العظمة تسمى " عجب الذنب " هذه العظمة الصغيرة الدقيقة هى التي لا تبلى من أي إنسان ، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن النبي قال :" كل ابن آدم يَبلَى إلا عجب الذَنَبٍ ، منه خلق ، ومنه يُرَكب " (1)
    يأتي الله بهذه العظمة ويركب من حولها جسد صاحبها .
    ما ذهب من جسده في البحار !! وما ضاع من جسده في الأنهار !! وما راح غذاءٍ للأشجار !! يأتي الله جل وعلا بهذا كله ليكتمل بدن الإنسان كما كان .
    فإذا ما اكتملت الأجساد في القبور أمر الله جل وعلا بالأرواح فتلقى الأرواح في الصور .
    والصور : هو البوق الذي يأمر الله اسرافيل بالنفخ فيه .
    يأمر الله جل وعلا اسرافيل أن ينفخ في الصور نفخة البعث قال تعالى ثم نفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون
    فإذا نفخ اسرافيل في الصور خرجت الأرواح لها دَوِيُ كَدَوِيَ النحل فيقول ربنا جل وعلا :" وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده "
    كما ورد في حديث الصور الطويل الذي رواه الإمام الطبراني والبيهقي وأبويعلى الموصلي وذكره الإمام أبي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية وضعفه الحافظ بن كثير :
    تسري الأرواح في الأجساد كما يسري السم في الديغ ، وهنا إذا ما اكتملت الأجساد في القبور – يأمر الله جل وعلا بأن تزلزل الأرض وأن تنشق الأرض .
    إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا
     
    تنفض الأرض لتخرج ما في جوفها إخراجاً ولتلفظ ما في بطنها لفظاً
     وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ق 41 – 44
    أيها الأحباب : إنه يوم القيامة .. إنه يوم الآزفة.. إنه يوم القارعة ..إنه يوم الحاقة.. إنه يوم الصيحة.. إنه يوم الإنقلاب الكامل .
    لكل مشهود ومعهود كما قال النبي في الحديث الذي رواه الإمام الترمذي بسند حسن من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال " من سره أن ينظر إلى هذا اليوم كأمه رأى عين فليقرأ" إذا الشمش كورت " و "إذا السماء انفطرت " و " إذا السماء انشقت " (2)
    إنه يوم القيامة أيها الأحباب :
     إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ   وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ  وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ                      الإنشقاق 1 : 5
    أي حُقَ عليها وحقُ لها أن تخضع وأن تخشع لأمر ربها جل وعلا .
    أيها الأحباب : يبدأ أول مشهد من مشاهد يوم القيامة بخروج الناس من القبور حفاةً عراةً غرلاَ.!! وهنا فزعت أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما قال النبي في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم " يُحْشَر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غُرْلاً ، فقالت عائشة : يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ، قال :" الأمر أشد من أن يٌهمهَم ذلك "(3)
    يخرج الناس من القبور.. الأرض تتشقق هنا وهناك !!
     
    تذكر وقوفك يوم العرض عرياناً
    والنار تلهب من غيظ ومن حنق
    اقــرأ كتابك ياعبد على مهل
    فلما قرأت ولم تنكر قراءته أقررت
    نادى الجليل خذوه يا ملائكتي
    المشــركون غداً في النار يلتهبوا
     
    مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا
    على العصاة ورب العرش غضبانا
    فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانا
    إقرار من عرف الأشياء عرفانا
    وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
    والمؤمنون بدار الخلــــد سكانا
     
    يبعث الناس من هنا وهناك .. إنه مشهد لا عهد للبشرية به .. إنه مشهد الخروج من القبور يا عباد الله .
    من هنا تتشقق الأرض ... ومن هنالك تتشقق الأرض .. ويخرج الناس من القبور فإذا ما خرج العبد من قبره لا ينظر عن يمينه ، ولا ينظر عن شماله ، ولا ينظر خلفه ، وإنما أخذ بصره وامتدت رقبته وأخذ يتتبع هذا الداعي الذي جاء بأمر الله جل وعلا ليقود الناس إلى أرض المحشر
    (( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا طه 108
    أينأصحاب الأصوات العالية ؟ أين أصحاب الكلمات الرنانة ؟!
    أين الذين حاربوا الإسلام ؟.. وأين الذين امتلأت قلوبهم غيظاً وحقداً على دين الله ؟ أين الذين قالوا، وقالوا ، وقالوا ، وقالوا ؟
     وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا
    ما الذي جرى ؟! ، وما الذي حدث ؟!
    إن الأرض كانت آمنة !! وكانت هادئة !!
    ما الذي غَيَرها ؟! وما الذي بدَلها ؟ وما الذي حول أمنها واستقرارها إلى هذه الزلزلة وهذا الدوار.... ما لها ؟!
    إنها أوامر الله جل وعلا الذي يقول للشئ كن فيكون
     وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَ
    أتدرون ما أخبارها يا عباد الله ؟!
    ورد في الحديث الذي رواه الترمذي بسند حسن صحيح أن النبي قرأ هذه الآية يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا فقال أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " إن أخبارها أن تشهد على كل عبد ، وعلى كل آمة بما عمل على ظهرها ، فتقول عمل فلان كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها "(4)
    نسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يسترنا وإياكم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض إنه ولي ذلك ومولاه .
     
     يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ الزلزلة 6
    إنه مشهد من أرهب مشاهد القيامة با عياد الله .. من الناس من يبعث ونورُ يشرق من وجهه وأعضائه ففي الحديث الذي رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله أن النبي قال :
    " يُبعث كل عبد على ما مات عليه "(5)
    قال الحافظ بن كثير رحمه الله : لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شئ مات عليه ومن مات على شئ بُعثَ عليه .
    قال عبد الله بن مسعود : " منهم من يكون نوره كالجبل .. ومنهم من يكون نوره كالنخلة.. ومنهم من يكون نوره كالرجل القائم .. ومنهم من يكون نوره على إبهامه يتَقدُ مرة ويُطفأ مرة "(6)
     
    ·       ومنهم من يٌبعث والظلمة تحيط به من كل جانب
     يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ                                                              الحديد 13
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    ·       ومنهم من يٌبعث والدم يندفع منه ، له رائحة كرائحة المسك وهؤلاء هم الشهداء الذين ماتوا في سبيل الله كما رواه البخاري ومسلم
    ·       ومنهم من ينبعث وهو ينطلق في أرض المحشر وهو يقول : " لبيك اللهم لبيك " وهؤلاء هم الذين ماتوا بلباس الإحرام كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري
    ·       ومنهم من يٌبعث وكأس الخمر معلق في رقبته
    ·       ومنهم من يُبعث وقد التف الأطفال من حوله في أرض المحشر يتعلقون به وبرقبته أتدرون من هو ؟ إنه الذي أكل أموال اليتامى ظلماً
     إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا                                                    النساء : 10
    ·       ومنهم من يُبعث في أرض المحشر وقد التف الناس من حوله هذا يتعلق في رقبته !! وهذ يجره من ذراعه !! وهذا يتعلق به !!
    من هؤلاء ؟! إنهم أصحاب المظالم الذي ظلموا عباد الله في الدنيا .. الذين ظلموا خلق الله في الدنيا .. الذين غرتهم قدرتهم على ظلم العباد ونسوا قدرة رب العباد جل وعلا فظلموا خلق الله وأكلوا حقوق عباد الله تبارك وتعالى
     ·       ومنهم من يبعث وقد حمل على كتفيه حملاً كثيراً .!!
    إن هذا هو الذي سرقه وغله في هذه الحياة .. يأتي من سرق بنكاً ، ويأتي من سرق أمه !! ويأتي من سرق دولة !! ويأتي من سرق بيضة !!
    قال تعالى وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ         آل عمران : 161
    إنه يوم الفضائح يا عباد الله .. إنه يوم الذل والخزي والعار للمجرمين العاصين نسأل العزيز الغفار جل وعلا أن يسترنا وإياكم بمنه وكرمه :
     يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ
    وهذا ينطلق الناس في أرض المحشر فإذا ما وصلوا إلى الأرض التي حددها الله جل وعلا اقتربت الشمس من الرؤوس كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم من حديث المقداد بن الأسود أن النبي قال :" تُدني الشمس يوم القيامة يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل " – زاد الترمذي : أو اثنين ، قال سُليم بن عامر : فو الله ما أدرى ما يعني الميل : أمسافة الأرض ؟ ، أو الميل الذي تُكتَحل به العين؟- قال : " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه "(7)
    هكذا يا عباد الله يقف الناس ويطول الموقف بل ويزداد الهم والغم ويزداد الكرب إذا ما وقف الناس في أرض المحشر وأُمِر بجهنم " فيؤتي بها لها سبعون ألف زمام ، ومع كل زمام     سبعون ألف ملك يجرونها "(8)
    فإذا ما رأت الخلائق زفرت ، وجئت الأمم على رُكَبِها قال تعالى " يوم ترى كل أمية جاثية " .
    فتحيط جهنم بالخلائق من كل ناحيه ، ومن كل جانب فيزداد الهم ويزداد الغم والكرب .
    وهنا ينطلق الناس من هول هذا الموقف ويقول بعضهم لبعض : ألا ترون ما نحن فيه ألا ترون ما قد بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ، وينطلق الناس إلى أنبياء الله ورسله ، إلى آدم ، إلى الخليل إبراهيم ، إلى موسى ، إلى عيسى ويقول كل واحد منهم نفسي نفسي !! إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، نفسي ، نفسي !! حتى يذهبون إلى النبي ويقولون : يا رسول الله لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت خاتم رسل الله ألا ترى ما نحن فيه ؟! ألا ترى ما قد بلغنا ؟! ألا تشفع لنا إلى ربك ؟! فيقول أنا لها .. أنا لها ، قال رسول الله فاستأذن على ربي ، فيؤذن لي ، فإذا أنا رأيته وقعت ساجداً ، فَيَدعُني ما شاء الله ، فيقال : يا محمد ، ارفه ، قُلْ يُسْمَع ، سَلْ تُعْطَه ، اشفع تشفع ، فارفع رأسي ، فأحمد ربي بتحميد يُعَلَمُنيه ربي ، ثم اشفع (9)
    هذا هو المقام المحمود الذي قال الله تعالى
     عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا الإسراء : 79
    وهذا ما قاله الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية : هذه هى الشفاعة الأولى والشفاعة العظمى .
    ثم تتنزل الملائكة يا عباد الله من أهل السموات وبعدها يتنزل الحق جل وعلا تنزلاً يليق بكماله وجلاله فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك ليس كمثله شئ وهو السميع البصير لا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل .
    قال تعالى : وجاء ربك والملك صفا صفا لا تقولو جاء أمر الله ، ولا تقولوا جاءت قدرة الله وإنما  وجاء ربك مجيئاً يليق بكماله وجلاله (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ البقرة : 210
    يأتي الحق تبارك وتعالى إتياناً يليق بذاته جل وعلا ليس كمثله شئ وهو السميع البصير وهنا يقول ربنا تبارك وتعالى : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ يس 60 - 67
    لا مجال للنفاق هنا .. ولا مجال للمماراة الكلامية الكاذبة
    ستتكلم الأيدي التي كتبت .! ستتكلم الأيدي التي بشطت .! ستتكلم الأرجل التي سعت لمعصية الله .! ستنطق الجوارح وتشهد.! ستشهد الجلود .! أنطقها الله الذي أنطق كل شئ .
    وبعد كل هذا الهول يبدأ الحساب .. بعد كل هذا الرعب والفزع بقي الحساب ؟! يبدأ الحساب بالعرض على الله
    فمن الناس من يأخذ الكتاب بيمينه ، ومنهم من يأخذ الكتاب بشماله أو من وراء ظهره .
    ويقف الناس في هذا الموقف الرهيب ، وينادى على كل أحد بإسمه كما ورد في حديث عدي بن حاتم الذي رواه البخاري أنه قال :
    ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة(10)
    سيكلمك الله يا عبد الله ليس بينك وبينه ترجمان ، ينادى عليك : أين فلان بن فلان ؟
    أنا ؟! هذا هو اسمي ؟! أنا صاحب هذا النداء ؟! ماذا تريدون يا ملائكة الله ؟!
    أقبل للمثول بين يدي الله جل وعلا !
    فتتخطى الصفوف وسط هذا الزحام ..صفوف الملائكة وصفوف البشر وصفوف الجن لترى نفسك بين يدى ملك الملوك جل وعلا ..
    لتقف بين يدي العليم الحكيم الخبير .
    ويقرع النداء قلبك .. فيصفر وجهك.. وترتعد فرائصك..وتضطرب جوارحك وأنت تتقدم لتعطى كتابك ، هذا الكتاب الذي لا يغادر بلية كتمتها ولا مخبأةَ أسررتها .
    فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكَرك الله إياها؟!
    كم من مصيبة قد أخفيتها أظهرها الله لك وأبداها ؟!
    فيا حسرة قلبك وقتها على ما فرطت في دنياك من طاعة مولاك .
    فإذا كان العبد من المؤمنين الموحدين الصادقين – جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه – يقربه الله عز وجل منه كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ‏يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه ( كنف الإنسان ظله وجانبه والمراد به قرب الله تعالى ودنو رحمته وفضله على العبد ، تقول أنا في كنف فلان أي : في ظله وجانبه ) فيقرره بذنوبه فيقول هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟  فيقول أعرف رب، أعرف – مرتين فيقول: سترٌتها عليك في الدنيا وأغفرها لك ثم تطوىصحيفة حسناته وأما الآخرون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذينكذبوا على ربهم ، ألا لعنة الله على الظالمين(11)
    عباد الله : إن المؤمن إذا أتى ربه بقراب الأرض خطايا ثم لقى ربه لا يشرك به شيئاً غفر له كما جاء عن رسول الله فيما رواه الترمذي بسند صحيح : " ..... يا ابن آدم لة أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة "(12)
    فيعطى المؤمن كتابه بيمينه وينطلق في أرض المحشر وقد نجح في الإمتحان وفاز في الإختبار الحقيقي.
    فينطلق وقد أشرق وجهه .. وأنارت أعضائه ..
    ينطلق في أرض المحشر ليبشر المؤمنين .. ليبشر الموحدين ..
    ينطلق وكتابه بيمينه فيمر على الناس ويقول لهم ألا تعرفونني ؟!
    فيقولون : من أنت؟! من أنت غمرتك كرامة الله .
    فيقول: انظروا.... هذا كتابي بيميني شاركوني الفرحة.. شاركوني السعادة...شاركوني البهجة... اقرأوا معي هذا الكتاب... انظروا هذا توحيدي.. وهذه صلاتي.. وهذا صيامي..وهذا زكاتي...وهذا حجي...وهذا بَري...وهذه صدقتي... هذه أعمالي الصالحات..
    انظروا فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ                          الحاقة 19 : 24
    يا لها من سعادة ، ويا لها من فرحة ، ويا له من فوز .. اللهم اجعلنا من الفائزين .
    وإن كانت الأخرى والعياذ بالله وأخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره اسْوَدَ وجهه ، وكسي من سرابيل القطران !! وانطلق في أرض المحشر وهو يصرخ ويقول : وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ  وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ  مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ الحاقة 25 : 29
    أين المال ؟! أين السلطان ؟! أين الجاه ؟!
    ذهب كل شئ ، وضاع كل شئ !!!
    احتضر هارون الرشيد وقام على فراش الموت فقال : أنشدكم الله أريد أن أرى قبري الذي سأدفن فيه !! فحملول هارون الرشيد إلى قبره ، فنظر هارون إلى قبره وبكى وازداد البكاء وارتفع النشيج ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه .. ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه !!
    أيا عبد كم يراك الله عاصياً                  حريصاً على الدنيا وللموت ناسياً
           أنسيت لقاءَ الله واللحدَ والثرى              ويوماً عبوساً تشيب فيه النواصيا
           لو أن المرء لم يلبس ثياباً من التُقَّى         تجرد عرياناً ولو كان كاسياً
           ولو أن الدنيا تدوم لأهلها                    لكان  رسول حياً وباقياً
          ولكنها تفنى ويقنى نعيما                      وتبقى الذنوب والمعاصي كما هى
    ********************
    النفس تبكي على الدنيا وقد علمت    أن السعادة فيها ترك مافيها

    لا دار للمرء بعد الموت بسكنها .. إلا التي كان قبل الموت بانيها

    فإن بناها بخير طاب مسكنه .. وإن بناها بشر خاب بانيها

    أموالنا لذوي الميراث نجمعها .. ودورنا لخراب الدهر نبنيها

    أين الملوك التي مسلطنة .. حتي ساها بكأس الموت ساقيها

    فكم مدائن في الافاق قد بنيت .. امسكت خرابا وأفنى الموت أهليها

    لاتركنن إلى الدنيا ومافيها .. فالموت لاشك يفنينا ويفنيها

    لكل نفس وان كانت على وجل .. من المنية آمال تقويها

    المرء يبسطها والدهر يقبضها.. والنفس تنشرها والموت يطويها

    إنما المكارم أخلاق مطهرة .. الين أولها والعقل ثانيها

    والعلم ثالثها والحكم رابعها .. والجود خامسها والفضل سادسها

    والبر سابعها والشكر ثامنها .. والصبر تاسعها واللين باقيها

    والنفس تعلم أنى لا أصادقها .. ولست ارشد إلاحين اعصيها

    واعمل لدار غدا رضوان خازنها .. والجارؤ احمد والرحمن ناشيها

    قطورها ذهب والمسك طينتها .. والزعفران حشيش نابت فيها

    أنهارها لبن محض ومن العسل .. والخمر يجري رحيقا في مجاريها

    والطير تجري على الاغضان عاكفة .. تسبح الله جهرا في مغانيها

    من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ..
                   بركعة في ظلام الليل يحييها
     مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ الحاقة : 28 - 30
    خذوه وهو المعاند لله جا وعلا !! خذوه وهو المحارب لشرع الله !! خذوه وهو القائم على المعاصي والذنوب !!
    وبعد ذلك كله تنصب الموازين .. بعد هذا كله ؟! نعم
    قال الإمام ابن أبي العز في الطحاوية (13) قال القرطبي :
    قال العلماء : إن الحساب لتقرير الأعمال وأن الميزان لبيان مقدارها ليكون الجزاء بحسبها .
     فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ المؤمنون 102 - 102
    ونحن نؤمن بالميزان ولا ننكر ذلك كما أنكره بعض من يدعي العلم .
    وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أنه  قال : يؤتى بالرجل العظيم الثمين فلا يزن عند الله جناح بعوضة " ثم قال اقرؤوا إن شئتم ((فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا )) (14)
    وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح أن عبد الله بن مسعود صعد يوماً ليجني سواكاً من الأراك ، وكان دقيق الساقين ، فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه فقال رسول الله  ممً تضحكون : ؟ قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه ، فقال والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد (15)
    وقال عمر رضي الله عنه " لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر(16)
    ونكمل إن شاء الله بعد جلسة الإستراحة لنرى ما الذي سيحدث أسأل الله جل وعلا أن يسترنا وإياكم في الدنيا والآخرة وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
     
    الخطبة الثانية :
    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم
    أما بعد : فيا أيها الأحباب
    بعد هذا كله ينصب الصراط بين ظهراني جهنم كما قال ربنا جل وعلا : وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا مريم 71 – 72
    ويمر الناس على الصراط كلُ بحسب عمله في هذه الحياة ، فمنهم من يمر على الصراط كالبرق !! ومنهم من يمر عليه كالريح !! ومنهم من يمر عليه كأجاود الخيل !! ومنهممن يمر عليه يمشي !! ومنهم من يمر عليه يزحف على يديه وقدميه !! ومنهم من ينكب في نار جهنم والعياذ بالله !! ومنهم من يعبر الصراط إلى جنات النعيم !!
    أتدرون ما جنات النعيم قال عنها النبي
    في الحديث الذي رواه مسلم منحديث أبي هريرة
    قال الله تعالى : )) أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (((17)
    نسأل الله جل وعلا أن نكون وإياكم من أهل الجنة وأن يمتعنا الله بالنظر إلى وجهه الكريم إنه وليُ ذلك والقادر عليه .
     
    الدعاء
    (1)    رواه البخاري رقم (4814) في تفسير سورة الزمر باب قوله " ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا ما شاء الله " وفي تفسير سورة "عم يتساءلون" ومسلم رقم (2955) في الفتن باب ما بين النفختين ، والموطأ (1/239) في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، وأبو داود رقم (4743) في السنة ، باب في ذكر البعث والصور ، والنسائي (4/111) في الجنائز ، باب أرواح المؤمنين .
    (2)    أخرجه الترمذي رقم (3330) في التفسير ، باب ومن سورة " إذا الشمس كورت " ورواه أيضاً أحمد في المسند رقم (4816،4934،4941،5855) والحاكم (2/515) وصححه ، ووافقه الذهبي وهو كما قالا ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6293) .
    (3)    رواه البخاري (11/334) في الرقائق ، باب الحشر ، ومسلم رقم (2859) في الجنة ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ، والنسائي (4/114) في الجنائز ، باب البعث .
    (4)    أخرجه الترمذي رقم (3350) في التفسير ، باب ومن سورة إذا زلزلت ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح غريب ، وأخرجه أحمد في مسنده (2/374) والحاكم في مستدركه (2/532) وقال: حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي .
    (5)    أخرجه مسلم رقم (3878) في الجنة ، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت .
    (6)    ذكره الإمام السيوطي في الدر المنثور وعزاه لابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وتعقبه الإمام الذهبي فقال : بل هو صحيح على شرط البخاري .
    (7)    رواه مسلم رقم (2864) في صفة الجنة ، باب صفة يوم القيامة ، والترمذي رقم 2423 في صفة القيامة باب رقم (3) والحقو : مشدُ اِلإزار عند الخصر .
    (8)    رواه مسلم رقم (2842) في صفة الجنة ، باب في شدة حر نار جهنم ، والترمذي رقم (2576) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة النار .
    (9)    رواه الترمذي رقم (3147) في التفسير ، باب من سورة بني اسرائيل ، وقال الترمذي هذا حديث حسن وحديث الشفاعة بطوله في البخاري (6/264/265) ومسلم رقم (194) في الإيمان وليس في الشفاعة العامة ( راجع شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص 231 ط المكتب الإسلامي الطبعة التاسعة ) .
    (10)رواه البخاري (17/254،255) في التوحيد ، باب كلام الرب عز وجل ، ومسلم رقم (1061) في الزكاة ، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ، والترمذي رقم (2427) في صفة القيامة في شأن القصاث .
    (11) رواه البخاري(5/70) في المظالم ، باب قول الله تعالى :" ألا لعنة الله على الظالمين " وفي تفسير سورة هود ، باب قوله تعالى: " ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " ، وفي الأدب ، باب ستر المؤمن على نفسه ، وفي التوحيد باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ، ومسلم رقم (2868) في التوبة ، باب توبة القاتل وإن كثر قتله .
    (12) رواه أحمد (5/172) والترمذي (2/270) ، والدارمي (2/322) وصححه شيخنا الألباني في الصحيحة رقم (127) .
    (13) شرح العقيدة الطحاوية ص 417 ط المكتب الإسلامي
    (14) متفق عليه
    (15) حسنه شيخنا الألباني في تخريج الطحاوية وقال : رواه الإمام أحمد في المسند (1/450) بسند صحيح .
    (16) رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة وعبدالله بن مسعود ، الإمام أحمد بسند حسن في كتاب السنة .
     
     
    (17) رواه البخاري(6/230) في بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، ومسلم رقم(2824) في الجنة في فاتحته ، والترمذي رقم (3195) في التفسير ، باب ومن سورة السجدة .

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير سورة الزلزلة خطب مكتوبة

    تعليقات الزوار ()