بتـــــاريخ : 10/4/2009 8:34:57 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1840 0


    الحج آيات وأحكام

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد حسان | المصدر : www.mohamedhassan.org

    كلمات مفتاحية  :
    الحج آيات احكام


    الحج آيات وأحكام

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريط له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [1])
     
             يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  ([2])
     
            يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ([3])
    أما بعد:
            فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار. ([4])
    أما بعد:
     
    أحبتى فى الله:
     
    رحلة إيمانية كريمة مباركة .. تغفر فيها الذنوب .. وتمحى فيها العيوب .. وتطمئن فيها القلوب، رحلة تسكب فيها العبرات .. وتستجاب فيها الدعوات .. وتتجلى فيها الرحمات . ويرجع أصحابها إن صدقوا بمغفرة رب الأرض والسموات .. وقد طهروا من كل ذنب وعيب كيوم ولدتهم الأمهات.
    تلكم هى رحلة الحج لبيت الله الحرم .. فتعالوا بنا لنعيش هذا الوقت القليل مع هذه الرحلة الكريمة المباركة والتى اخترت لها هذا العنوان:
     
    (رحلة الحج آيات وأحكام)
    يقول الله عز وجل:  إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ([5]
    وفى الصحيحين من حديث أبى ذر رضى الله عنه قال: قلت: يارسول الله أى مسجد وضع أول؟ قال المسجد الحرام، قلت : ثم أى . قال: المسجد الأقصى قلت: كم بينهما قال: أربعون سنة قلت: ثم أى. قال: ثم حيث أدركت الصلاة فصل (فالأرض) كلها مسجد"([6])
    فأول بيت وضعه الله للعبادة فى هذه الأرض هو بيت الله الحرام.
    واختلف الناس فى أول من بناه فقيل: الملائكة.
    وقيل: إن أول من بناه هو آدم عليه السلام.
    وقيل: إن أول من بناه هو إبراهيم عليه السلام.
    والراجح أن قواعد البيت قديمة وأمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يرفعا هذه القواعد.
    كما فى قول الله عز وجل: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ([7])
    وفى الحديث الطويل الذى رواه البخارى  ([8]) من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال: "أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتعفى أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبإبنها إسماعيل وهى ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحه فوق زمزم فى أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقاً (أى عائداً فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى ليس فيه أنس ولا شئ، فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له: الله أمرك بهذا، قال:نعم، قالت إذن لا يضيعنا.
    وفى رواية صحيحة قالت  هاجر عليها السلام (قد رضيت بالله) ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ([9]) وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء
     
    حتى إذا نفد ما فى السقاء، عطشت، وعطش ابنها، وجعلت اتنظر إليه يتلوى- أو قال: يتلبط- فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها، فقامت عليه ثم استقبلت الوادى تنظر هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى غذا بلغت الوادى رفعت طرف درعها، ثم سعت سعى الإنسان المجهود، حتى جاوزت الوادى، ثم أتت المروة، فقامت عليها، فنظرت، هل ترى أحداً؟ فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات- قال ابن عباس: قال النبى :" فذلك سعى الناس بينهما- فلما شرفت على المروة سمعت صوتاً، فقالت صه – تريد نفسها- فإذا هى بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبة- أو قال بجناحه – حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء فى سقائها، وهو يفور بعدما تغرف، قال ابن عباس : قال النبى
    :" يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال-: لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً:، قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن هاهنا بيت الله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعاً من الأرض.
    (وفى حديث على عند الطبرى بإسناد حسنه الحافظ ابن حجر فى فتح البارى فناداها جبريل فقال: من أنت، قالت: أنا هاجر أو أم ولد إبراهيم، قال: فإلى من وكلكما، قالت: إلى الله، فقال: وكلكما إلى كاف.
    ... وبعد ذلك جاء إبراهيم إلى إسماعيل بعد ما بلغ إسماعيل مبلغ الشباب وقال إبراهيم: "يا إسماعيل إن الله أو فى بأمر قال: فاصنع ما أمرك ربك قال وتعيننى قال وأعينك قال: فإن الله أمرنى أن أبنى هاهنا بيتاً وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال ابن عباس: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتى بالحجارة وإبراهيم يبنى حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه إبراهيم وهو يبنى وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان:  وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ([10])
    وهذا الحجر الذى قام عليه إبراهيم ليتم البناء هو المقام وكان لصيقاً بالكعبة حتى أخره إلى موضعه عمر بن الخطاب حتى لا يعوق الطواف.
    وهكذا بنى إبراهيم البيت وبقى موضع الحجر الأسود فقال إبراهيم لإسماعيل اذهب فالتمس لى حجراً وضعه ههنا.
    كما فى الحديث الذى أخرجه ابن أبى شيبة وإسحاق بن راهوية فى مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والأزرقى ورواه الحاكم فى المستدرك وصححه ورواه البيهقى فى الدلائل من حديث على بن أبى طالب (فذهب إسماهيل يطوف فى الجبال فنزل جبريل بالحجر فوضعه، فجاء إسماعيل فقال لأبيه: من أين هذا الحجر؟ قال: جاء به من لم يتكل على بنائى ولا بنائك فلما فرغ إبراهيم من بناء البيت أمره الله عز وجل أن يأذن فى الناس بالحج فقال إبراهيم: رب وما يبلغ صوتى فقال أذن وعلينا البلاغ قال إبراهيم: كيف؟ فماذا أقول؟ قال: قل يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق، فسمعه من بين السماء والأرض ألا ترى أنهم يجيئون من أقصى الأرض يلبون) أى يقولون لبيك اللهم لبيك.
    والحديث رواه عبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم والبيهقى عن ابن عباس بأسانيد قوية كما قال الحافظ ابن حجر فى الفتح فى كتاب الحج. وذكر الإمام السيوطى فى الدر المنثور كل هذه الروايات لمن أراد أن يراجعها.
    * هذه هى قصة بناء البيت بإيجاز شديد فى قوله جل وعلا:  إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ([11])
    وبكة هى مكة، وسميت مكة ببكة لشدة الزحام، فالبك هو الازدحام. والبك أيضاً دق العنق. وقيل سميت بذلك لأن مكة تدق فيها رقاب الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم.
    كما قال عبد الله بن الزيد لم يقصدها جبار بسوء قط إلا كسره ودقه وحادثة الفيل لا يجهلها مسلم بحال وقد جعلها الله قرآنا يتلى إلى يوم القيامة كما قال الله عز وجل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ([12])
    أقول قولى هذا واستغفر اله لى ولكم.
     
    *       *       *

    الخطبة الثانية:
            إن الحمد لله ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    أما بعد:
    أحبتى فى الله:
            إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ([13])
    والبركة كثرة الخير وقد جعل الله البيت مباركاً لتضاعف الأعمال الصالحة فيه كما فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة أن النبى قال: " صلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام".([14])
     
    {فيه آيات بينات مقام إبراهيم}
    والمقام فى اللغة موضع القدمين.
    والقول الصحيح كما ذكرنا أنه الحجر الذى قام عليه إبراهيم لتم البناء فغاصت فيه قدماه، وهو الذى نراه اليوم مواجهاً لباب الكعبة شرفها الله، وكان المقام لصيقاً بالبيت حتى أخره إلى مكانه الذى فيه الآن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ليسهل للطائفين طوافهم.
    {ومن دخله كا آمنا}
    قال قتادة: وذلك أيضاً من الآيات لأن الناس كانوا يتخطفوا من حواليه وأهل الحرام آمنون بفضل الله، كما أمتن الله عليهم بذلك فى قوله:  أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }([15]) وفى قوله تعالى:  فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ([16]) ، وقال بعض أهل اللغة فى قوله تعالى: ٍ{ومن دخله كان آمنا} صورة الآية خبر
     
    ومعناها أمر فتقديرها ومن دخله فأمنوا كقوله تعالى: فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي
    الْحَجِّ (
    [17]) أى لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا فى الحج.
     
    وقال الإمام القرطبى فى الجامع لأحكام القرآن الكريم:
     
    وإنما يكون آمنا من النار من دخله لقضاء النسك معظماً له عارفاً بحقه متقرباً بذلك إلى الله عز وجل وقال أحدهم: من دخله على الصفاء كما دخله الأنبياء والأولياء كان آمناً من عذاب الله وهذا معنى قوله : كما فى الحديث الصحيح:
    "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"([18])
    وفى رواية صحيحة أخرى: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"([19])
     
     فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ([20])
     
    وهذه الآية الكريمة من أبلغ الآيات فى فرضية الحج فاللام فى قوله تعالى: {ولله} هى لام الإيجاب، والإلزام، ثم أكد الله الأمر بقوله {على الناس} ولا خلاف فى فرضيته، فهذا أحد أركان الدين وقواعد الإسلام.
    ومن رحمة الله بهذه الأمة أن الحج لا يجب فى العمر إلا مرة واحدة لمن استطاع.
    كما فى الحديث الذى رواه مسلم وأحمد وغيرهما عن ابى هريرة قال: خطبنا رسول الله فقال:
    " يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا " فقال رجل: أفى كل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال النبى:" لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال: ذرونى ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه"([21])
    ( وهذا لفظ مسلم).
    {لمن استطاع إليه سبيلا}
    فمن يسر الله له الاستطاعة وجب عليه أن يعجل، وأن يبادر بحج بيت الله عز وجل، كما فى الحديث الذى رواه أحمد وأبن ماجه من حديث ابن عباس أن
    النبى قال:
    "من أراد الحج فيتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتعرض" ([22])
     وفى رواية لأحمد قا رسول الله :
    "تعجلوا إلى الحج (يعنى الفريضة) فإن أحدكم لا يدرى ما يعرض له"([23])
     
    ومن حدود الاستطاعة للمرأة المسلمة أن يوجد المحرم حتى ولو كانت تحج حجة الفريضة.
    فلقد نهى النبى نهياً صريحاً شديداً أن تسافر المرأة المسلمة إلا مع ذى محرم. ومن عظيم اهتمام النبى بهذا الأمر أن رجلاً خرج مجاهداً فى سبيل الله وخرجت امرأته حاجه وحدها بغير محرم وجاء يسأل النبى فأمره النبى أن يرجع عن الجهاد وأن يخرج ليحج مع امرأته حتى لا تذهب بغير محرم ففى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه سمع النبى يخطب، يقول:
    "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم" فقال رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتى خرجت حاجة، وإنى اكتتبت فى غزوة كذا وكذا، قال:" انطلق فحج مع امرأتك"([24])
    وفى البخارى ومسلم عن أبى هريرة عن النبى .
    " لا يحل لأمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تسافر مسيرة يوم وليلة وليس معها ذو حرمة منها".([25])
    وقد ضيع المسلمون والمسلمات إلا من رحم الله هذا الأمر النبوى الكريم ..!! ومنهم والعياذ بالله من جادلك فى هذا الأمر فى عصر الحضارة والمدنية الزائفة الذى تسمح فيه للمرأة أن تخرج للعمل أو للسفر بدون محرم ..!! وإنا لله وإليه راجعون.
    ويختم الله الآيات بقوله:
     
    وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ قال ابن عباس ومن كفر بفرض الحج ولم يره واجباً فإن الله غنى عن العالمين لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية.
    *       *       *


    (*)ألقيت هذه الخطبة بمسجد الراجحى – بالقصيم . المملكة العربية السعودية.
    (1) سورة آل عمران: 102.
    (2) سورة النساء: 1
    (3) سورة الأحزاب: 70 ، 71.
    (4) هذه خطبة الحاجة التى كان النبى يستفتح بها خطبة ودروسه ومواعظه، وللعلامة الألبانى رسالة نافعة فيها فراجعها.
    (1) سورة آل عمران: 96 ، 97.
    (2) متفق عليه: رواه البخارى ومسلم رقم (520) فى المساجد.
    (1) سورة البقرة : 127 ، 128.
    (2) صحيح: {6/282 – 288} فى الأنبياء.
    (3) سورة إبراهيم: 37.
    (1) سورة البقرة: 127.
    (1) سور آل عمران : 96.
    (1) سورة الفيل.
    (1) سور آل عمران : 96.
    (2) متفق عليه: {ص.ج.: 3839}، رواه البخارى (3/54) فى التطوع ، ومسلم رقم (394) فى الحج، والموطأ (1/196) فى القبلة، والترمذى رقم (325) فى الصلاة ، والنسائى (2/35) فى المساجد.
    (1) سورة العنكبوت: 67.
    (2) سورة قريش: 3، 4
    (3) سورة البقرة : 197. 
    (4) صحيح: {ص.ج.: 6197}، رواه أحمد (2/229) ، ورواه البخارى (1521) فى الحج، ورواه مسلم رقم (1350) فى الحج، والترمذى رقم (811) فى الحج.
    (5) حسن: {ص.ج.: 3170} رواه أحمد والطبرانى.
    (6) سورة آل عمران: 97.
    (1) صحيح: {الإرواء: 980} رواه مسلم (4/102)، والنسائى (2/2)، والدار قطنى (281)، وأحمد (2/508)، والبيهقى (4/326). 
    (2) حسن: {ص.ج.: 6004) رواه أحمد فى السمند رقم (1973)، (1974)، والحاكم (1/448)، والترمذى رقم 1732) فى الحج، والبيهقى فى سننه (4/740).
    (3) حسن: {الارواء: 990}، رواه أحمد (1/314، 323، 355)، وابن ماجه رقم (3883)، وأبو نعيم (1/114)، والخطيب فى الموضح (1/232، 4/340).
    (1) متفق عليه: رواه البخارى (4/64 ، 65) فى الحج، ومسلم رقم (1341) فى الحج.
     
    (2) متفق عليه: رواه البخارى (2/468) فى تقصير الصلاة ، ومسلم رقم (1339) فى الحج، والموطأ (2/979) فى الاستئذان، وأبو دواد رقم (1723)، (1724)، (1725)، والترمذى رقم (1170).

    كلمات مفتاحية  :
    الحج آيات احكام

    تعليقات الزوار ()