إن الحمد لله رب العالمين، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلفه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمة، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته، ورسولا عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله واصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس وشرح الله هذه الصدور، وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً ، وأسأل الله جل وعلا بأسمائه الجسنى وصفاته العلا أن يجمعنا فى هذه الدنيا دائماً وأبدا على طاعته أن يجمعنا فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار مقامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه...
أحبتى فى الله ... مهلا يا دعاة الهزيمة
هذا هو عنوان محاضرتنا مع حضراتكم فى هذه الليلة الطبية وكعادتى فى مثل هذه المحاضرات المنهجية حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا فسوف ينتظم حديثى مع حضراتكم فى هذا الموضوع المهم فى العناصر المحددة التالية:
أولاً: أعراض الهزيمة.
ثانياً: أسباب الهزيمة.
ثالثا: فما الحل؟
وأخيراً: لا تيأسوا: فالصبح من رحم الظلماء مسراه
فأعيرونى القلوب والأسماع جيداً، والله أسأل أن يقر أعيننا جميعا بنصره الإسلام وعز الموحدين إنه ولى ذلك والقادر عليه.
أولاً: أسباب الهزيمة:
أحبتى فى الله إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض والأيام دول، قا تعالى: { وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } (140) سورة آل عمران ولاشك أن الدولة الآن للباطل وأهله يوم أن تخلى عن الحق أهله، فلقد ابتليت الأمة بنكبات وأزمات كثيرة ابتداء بأزمة الشرك ومروراً بأزمة الردة الحادة والهجمات التترية الغاشمة، والحروب الصليبية الطاحنة، وزوال ظل الخلافة واغتصاب القدس وضياع الأندلس وضياع كثير من أراضى المسلمين، ومع ذلك فأنا أؤكد لحضراتكم بأن أخطر هزيمة قد بليت بها الأمة فى العصر الحديث هى الهزيمة النفسية، لأن المهزوم نفسياً مشلول الفكر والحركة، واستطيع أن أقف الليلة مع حضراتكم مع أهم أعراض هذه الهزيمة النفسية التى تشكل واقعاً مريراً أليما للمسلمين الآن.
وهذا هو عنصرنا الأول من عناصر هذه المحاضرة أعراض الهزيمة النفسية:
أول عرض من هذه الأعراض الواقع الأليم واليأس من إمكانية التغيير، أنا لا أجهل الواقع الذى تحياه أمتنا الآن لكن الذى يؤلم القلب أن كثيراً من المسلمين قد هبت عليهم رياح عاتية من القنوط واليأس وهزموا هزيمة نفسية أمام هذا الواقع حتى راحت هذه الهزيمة النفسية تمثل معتقداً جديداً عند الكثيرين ممن صاروا يرددون هذه الكلمات التى تقول: لا فائدة أنت تؤذن فى خرابة، أنت تصرخ فى صحراء مقفرة، أنت تنفخ فى قربة مقطوعة (عش عصرك) رب أولادك، لن يسمعك أحد لن تغير شيئاً دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله بل ومنهم من يقول دع ما لله لقيصر.
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولو نارا نفخت بها أضاءت
|
|
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولكن أنت تنفسخ فى رماد
|
وقد وصف الصادق الذى لا ينطق عن الهوى هذه النفسية المهزومة وصفاً دقيقاً كما فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى قال: (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم" ([1]) وفى
لفظ : "فهو أهلكهك" بالضم والفتح والضم أشهر كما قال النووى: فهو أهلكهم أى: حكم عليهم بالهلاك.. وقد اتفق أهل العلم أن من قال ذلك على سبيل الإزدارء والتحقير فهو مذموم، أما من قال ذلك على سبيل أنه ينظر تقصيراً فى نفسه وعند إخوانه وهو يقول ذلك من باب أنه يحفز الهمم للعمل بدين الله تبارك وتعالى فهذا لا بأس به ، لكن الهزيمة النفسية التى صارت تمثل معتقداً عند الكثيرين الآن من يقولون: إن هذا الواقع لا يمكن أبداً أن يتغير هذا عرض خطير.
العرض الثانى: بإيجاز شديد، لأن المحاضرة طويلة، العرض الثانى من أعراض هذه الهزيمة النفسية السلبية الشديدة عند كثير من المسلمين وذلك من منطلق مقلوب لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (105) سورة المائدة وقديماً خشى الصديق رضى الله عنه هذا الفهم المقلوب للآية فارتقى المنبر وقال: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها فى غير موضعها فإنى سمعت رسول الله يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه يوشك الله أن يعمهم جميعاً بعقاب من عنده".. وفى لفظ " ثم يدعونه فلا يستجاب لهم".([2]) والحديث رواه أحمد والترمذى وغيرهما بسند صحيح صار المسلم الآن ينظر إلى الباطل وإلى المنكرات تصبح بها مجتمعات المسلمين فيهز كتفيه ويمضى كأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من عبيد مع أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو القطب الأعظم فى هذا الدين وهو شرط من شروط خيرية أمة سيد المرسلين: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ } (110) سورة آل عمران وفى صحيح البخارى من حديث عبد الله بن عمرو أن النبى قال: " بلغوا عنى ولو آية"([3]) ... وفى صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى قال: " ما من نبى بعثه الله فى أمة قبلى إلا وكان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، فمن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" ([4]) وفى صحيحمسلم من حديث أبى سعيد الخدرى أن النبى
قال: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"([5]) . بالضوابط الشرعية المعلومة بشرط ألا يترتب على المنكر الأصلى ما هو أنكر منه.
قال ابن القيم: إن النبى قد شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله، فإن كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر يمنكر وسعى فى معصية الله ورسوله، ولقد كان النبى يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها، بل لما فتح الله عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزه على هدم بيت الله الحرام ورده على قواعد إبراهيم لم يفعل النبى ذلك مع قدرته على فعل ذلك، لأن قريشاً كانت حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام فنحن نشهد الآن سلبية قاتلة خيمت فى سماء الأمة كانت عرضا خطيراً من أعراض هذه الهزيمة النفسية القاتلة.
العرض الثالث: الدفاع عن الإسلام كمتهم: وإن الغرب يثير شبهات خطيرة حقيرة على الإسلام، من بين هذه الشبهات أن الإسلام دين إرهاب ودين تطرف، وأن الإسلام ظلم المرأة والمرأة فى الإسلام مهملة وثروة معطلة، والأمومة تكاثر حيوانى والزوج سجان قاهر، والقرار فى البيت سجن مؤبد، ثم لماذا تزوج النبى تسعا ثم لماذا يتزوج الرجل المسلم أربعا ؟ لماذا لا تتزوج المرأة هى الأخرى أربعة من الرجال ؟ ثم لماذا حرم الإسلام الخلوه؟ ثم لماذا حرم الإسلام الاختلاط؟ ثم لماذا فرض الإسلام الحجاب على المرأة المسلمة؟ يثيرون شبهات حول هذه القضايا يطعنون فى ثوابت هذا الدين.
مكمن الخطر أيها الأفاضل أنه قد انبرى للرد على هذه الشبهات فريق من أهل العلم لكنه انبرى للدفاع عن الإسلام من منطلق أن الإسلام متهم فى قفص أتهام، ومن ثم جاءت الردود هزيلة، لأنها خرجت من مهزوم نفسياً والله جل وعلا يقول:" {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } (29) سورة الكهف فكان من الواجب أن تخرج الردود على هذه الشبهات قوية بقوة الإسلام عظيمة بعظمة هذا الدين هذا عرض آخر من أعراض الهزيمة النفسية.
العرض الرابع: الاستجياء من إظهار الهوية الإسلامية. كم من المسلمين الآن يستحى أن يظهر هويته إن كان بين غير المسلمين، إن سافر إلى بلاد الشرق وإلى بلاد الغرب يستحى أن يظهر هويته فى الوقت الذى نرى فيه اليهود والنصارى والبوذيين والمسيحيين- فى الوقت الذى نرى فيه أهل الكفر- يعتز أحدهم بإظهار دينه وإظهار هويته وإظهار عقيدته، فترى كثيراً من المسلمين الآن قد انصهروا فى بوتقة المناهج الغربية وراحوا يقلدون الغرب تقليداً أعمى النظر.
أنظر إلى الكثير من شبابنا فى بلاد المسلمين أنظر إلى قصة الشعر، أنظر إلى المظهر، أنظر إلى الزى، أنظر إلى الأغانى التى يستمع إليها شبابنا، بل لو قدمت الآن استمارة استبيان لعينة عشوائية من شباب المسلمين ، وخرجت مجموعة من الأسئلة ، وطرحت نفس الأسئلة على عينة عشوائية من شباب الغرب، سنيقلب إليك بصرك خاسئاً وهو حسير، لأنك سترى الإجابات متشابهة إلى حد كبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله وصدق البشير النذير إذ يقول كما فى الصحيحين من حديث أبى سعيد الخدرى: " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب".. فى لفظ: " حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لتبعتموهم" قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟! قال: " فمن"([6]) ومن أخطر هذه الأعراض للهزيمة النفسية تنحية الشريعة الربانية والذوبان فى بوتقة المناهج الغربية.
استبدلت الأمة بالعبير بعرا ، وبالثريا ثرى وبالرحيق المختوم حريقا محرقا مدمراً وظنت الأمة المهزومة عسكريا واقتصاديا ونفسيا أنها بتقليدها للغرب الذى انتصر فى الجولة الأخيرة ستخرج من حالة الذل والهوان هذه إلى حالة العزة والكرامة ، فنحت شريعة الله جل وعلا بالجملة وراحت تحكم شريعة الغرب فى الأعراض والدماء والفروج والله جل وعلا يقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء والله جل وعلا يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب والله عز وجل يقول: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} (60،61) سورة النساء وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات .
فمن أخطر أعراض الهزيمة النفسية أن نحت الأمة شريعة رب البرية ومنهج سيد البشرية حتى قرأت لأستاذ كبير فى هذه الأمة – لأن الأمة الآن تخطو على غير الموازين السوية – قرأت له يقول: لقد عزمنا على أن نأخذ كل ما عند الغربيين الالتهابات التى فى رئاتهم والنجاسات التى فى أمعائهم ليته قال: لقد غزمنا على أن نأخذ أروع ما وصل إليه الغربيون من تكتيك علمى تقنى مذهل فنحن لا ننكر ذلك لا حرج أن تنقل الأمة أروع ما وصل إليه الغرب فى الجانب العلمى والمادى ما دام هذا لا يصطدم اصطدام مباشراً مع عقيدتنا وأخلاقنا وديننا لكن الأمة بكل أسف راحت لتنقل أعفن ما وصل إليه الغرب فى الجانب العقدى والإيمانى والروحى والأخلاقى وتركت منهج ربها ومنهج نبيها والله جل وعلا يقول: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (11)
سورة الرعد.
وقال أستاذ دكتور آخر: إن تطبيق الشريعة الإسلامية ردة حضارية بكل المقاييس، وقال آخر
هبونى عيدا يجعل العرب أمة
أى: على دين إبراهيم
|
|
وسيروا بجسمانى على دين برهم
|
هبونى عيدا يجعل العرب أمة
سلام على كفر يوحد بيننا
|
|
وسيروا بجسمانى على دين برهم
أهلا وسهلا بعده بجهنم
|
هذه أخطر الأعراض وإلا فأنا لا أريد الإطالة مع كل عنصر من عناصر المحاضرة والسؤال الآن أليست هذه الأعراض نتيجة حتمية لمجموعة من الأسباب الداخلية والخارجية؟
والجواب: بلى! فما هى أخطر هذه الأسباب لهذه الهزيمة النفسية القاتلة؟ والجواب فى عنصرنا الثانى من عناصر هذه المحاضرة أسباب الهزيمة وأنا أقسم الأسباب إلى قسمين: أسباب داخلية وأسباب خارجية.
الأسباب الداخلية كثيرة وأخطرها وأهمها ما يلى:
ضعف الإيمان بالله عز وجل ، بل أنا أرى هذا السبب هو أخطر أسباب الذل والهوان، فالإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة كل شؤون الحياة ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلا إذا صحت عقيدتهم، اعلموا أيها الأفاضل أن الله وعد بالنصر والعز والتمكين لكن للمؤمنين فإن لم تجد نصرة ولا عزة ولا استخلافاً ولا تمكيناً فكن على يقين مطلق أن الإيمان الذى يستحق به المؤمنون هذا لم يتحقق بعد { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (47) سورة الروم { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } (8) سورة المنافقون {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النــور .
وإذا أردت حبيبى فى الله أن تعرف عظمة الإيمان وكيف يكون الإيمان من أعظم الأسباب للتغلب على الهزيمة النفسية القاتلة؟ وكيف كان ضعف الإيمان من أخطر الأسباب للوقوع فى الهزيمة النفسية القاتلة؟ إن أردت أن تتعرف على ذلك، فانظر إلى واقع الصحابة رضى الله عنهم الذى حولهم هذا الإيمان من رعاة الإبل والغنم إلى سادة وقادة لجميع الدول الأمم، استطاعوا بهذا الإيمان أن يتغلبوا على العالم القديم كله بصولجانه وجبروته وأن يحولوا إمبراطورياته العظيمة القوية إلى ركام فى ركام وإلى تراب فى تراب، استطاع الصحابة بهذا الإيمان أن يأتى أحدهم بتاج كسرى بن هرمز بكل درره وجواهره ولآلئه ليضع هذا التاج فى حجر عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو الأسد القابع فى عرين فى مدينة المصطفى بهذا الإيمان أذل كسرى، وبهذا الإيمان أهين قيصر، وبهذا الإيمان استطاع المصطفى بهذا الايمان أذل كسرى، وبهذا الإيمان أهين قيصر، وبهذا الإيمان استطاع المصطفى مع أصحابه أن يقيم للإسلام دولة وسط صحراء تموج بالكفر موجاً، فإذا هى بناء شامخ لا يطاوله بناء، وذلك في فترة لا تساوى فى حساب الزمن شيئاً على الإطلاق فالإيمان ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب، كلا هذا إيمان المرجئة الذى دمر الأمة تدميرا، ولكن الإيمان كما هو معلوم لكل طالب علم وينبغى أن يعلم ذلك كل مسلم الإيمان عند أهل السنة: قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصى والزلات، قال رب الأرض والسماوات: " {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ } (4) سورة الفتح فأثبت زيادة فى إيمانهم بتنزل السكينة على قلوبهم، وفى الحديث الذى رواه الطبرانى بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو أن النبى قال: "إن الإيمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب- أى: كما يبلى الثوب- فاسألوا الله أن يجدد الإيمان فى قلوبكم"([7]) . والله ما ذلت الأمة إلا يوم أن ضعف الإيمان وما هانت الأمة إلا يوم أن
ذبحت العقيدة فى الأمة شر ذبحة، كانت العقيدة بالأمس إذا مس جانبها سمعت الصديق يتوعد والفاروق يزمجر وخالد بن الوليد يهرول، رأيت الصادقين المخلصين من اصحاب سيد المرسلين يبذلون من أجل نصرتها الغالى والرخيص أين العقيدة الآن فى أمة تسأل غير الله؟ بل أين العقيدة الآن فى أمة تثق فى بعض دول الأرض أكثر من ثقتها فى رب السماء والأرض؟ هذا أخطر الأسباب.
السبب الثانى: من الأسباب الداخلية الجهل بطبيعة الطريق إلى الله
تبارك وتعالى:
كثير من إخواننا وأحبابنا يهزم نفسيا إذا سمع أزمة من الأزمات فى فلسطين وفى الشيشان أو فى كشمير أو طاجكستان أو فى ليبيريا أو فى أريتريا يصدم وربما
ينحرف وينعطف عن الطريق لماذا؟ لأنه لا يعلم طبيعة الطريق يجهل هذه الطبيعة
فلابد أن نعلم أيها المسلمون ان الطريق إلى الله تبارك وتعالى ليس ممهداً بالورود
ولا مفروشاً بالزهور والرياحين، لو كان الأمر كذلك لكان أولى الناس بذلك
هو المصطفى :
ماذا فُعل برسول الله ؟! وضعت النجاسة على ظهره ووضع التراب على رأسهن وخنق المصطفى كادت أنفاسه أن تخرج وطرد من بلده وأتهم بالكهانة والشعر والجنون هذا هو الطريق: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (2، 3) سورة العنكبوت {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (214) سورة البقرة {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) سورة آل عمران. فمن المسلمين من يردد كلمة الإيمان وهو يحسبها هينة المؤنة خفيفة الحمل فإن تعرض لمحنة أو لفتنة أو لأزمة على الطريق انحرف، ولقد وصف الله هذا الضعف وصفا دقيقا فى قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (11) سورة الحـج. الإيمان ليس كلمة تقال باللسان فحسب لكنه قول وتصديق وعمل أمانة ذات تكاليف وحمل كبير، فلا تظنوا السير على هذا الطريق مفروشاً بالورود والزهور والرياحين، فالذى يجهل طبيعة الطريق مع أول محنة ربما ينحرف عن الطريق، ربما ينهزم قد يقول لى كثير من شبابنا وطلابنا كنت قبل الالتزام أتمنى أن أنظر إلى فتاة وبعد ما شرح الله لى صدرى وأطلقت اللحية، وإذ بالفتيات يتعرضن إلى فى كل وقت وحين.
إنها الفتن للتمحيص للابتلاء من الذى يثبت ومن الذى سينحرف؟ ولا تظنوا أن المحنة التى يشهدها إخواننا هنالك الآن فى فلسطين شر محض كلا بل أذكر بقول الله تعالى: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } (11) سورة النــور. وقد نزلت الآية فى أحلك فتنة تعرض لها المصطفى ألا وهى فتنة حادثة الإفك أو حادثة الإفك يوم أتهم المنافقون رسول الله فى عرضه فى طهارة بيته وهو الطاهر الذى فاضت طهارته على العالمين يوم اتهم فى صيانة حرمته، وهو القائم على صيانة الحرمات فى أمته يوم رمى فى عائشة وهى أحب نسائه إلى قلبة ونزلت الآيات ومنها: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } .
وقد سأل الآن أخ فاضل أى الخير فى فتنة حالكة كهذه؟ أقول: لو لم يكن فى هذه الفتنة التى أمتنع فيها الوحى شهراً كاملاً عن رسول الله حتى حطم الألم فؤاد المصطفى وكاد الحزن أن يفتت كبده حتى قام ليسأل عن عائشة جاريتها وليسأل عنها أسامة وليسأل عنها عليا رضى الله عنه.
أقول: لو لم يكن فى هذه الفتنة من الدروس إلا أن الله أراد أن يعلم الأمة أن النبى لا يعلم الغيب لكفى.
إلى غير ذلك من الدروس فلا تحسبوه شرا لكم لا تنظروا إلى كل ابتلاء أو إلى كل محنة على أنهها انتقام من الله جل وعلا كلا كلا: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (3) سورة العنكبوت. فالجهل بطبيعة الطريق من أخطر أسباب الوقوع فى الهزيمة النفسية.
ثالثاً: النظرة الضيقة للزمان والمكان: يأتى شاب من شبابنا، كثر التبرج البناطيل الإسترتش، قل حفاظ القرآن، انتهت الكتاتيب التى تحفظ القرآن ضاع الدين، ضاع الإسلام، نظر نظرة ضيقة فى حدود المكان الذى يعيش فيه فأصيب بهذه الحالة من اليأس والهزيمة والقنوط مع أنه لو نظر نظرة أوسع لعلم علم اليقين أن أبناء الطائفة المنصورة لا يخلو منها زمان بموعود الصادق الذى لا ينطق عن الهوى كما فى صحيح مسلم من حديث معاوية/ لا تزال طائفة من أمتى قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهو ظاهرون على الناس"([8]) وفى لفظ :" وهم كذلك"([9]).
ثم تأتى النظرة الضيفة للزمان التى تصيب إخواننا وأحبابنا بهزيمة نفسية قاتله يقول: الآن سيطر اليهود واستولى الروس على الشيشان وضاعت الأندلس وهزمت الأمة: إنا لله وإنا إليه راجعون انتهت الأمة كفنت الأمة دفنت الآمة، لا حياة لمن تنادى لقد أسمعت لو ناديت حيا ... إلى آخر هذه الكلمات، مع أنك لو نظرت نظرة أوسع للزمان ما أصبت بهذه الحالة، فلقد ابتليت الأمة بنكبات اشد وبأزمات أخطر هل تعلمون أن التتار قد هجموا على الأمة ودمروا عاصمة الخلافة بغداد، وذبحوا المسلمين أربعين يوما متتالية حتى منعت صلاة الجماعة أربعين يوما فى كل المساجد فى بغداد لم يرفع مؤذن واحد الأذان فى اى مسجد من مساجد المسلمين فى بغداد وهى عاصمة الخلافة فى هذا الوقت، هل استمر الحال.
لا يا أخى بل غير الله الحال وسيغير الله الحال إن شاء الله غير الله الحال ونصر الله عز وجل المسلمين على التتريين الغاشمين، ثم اشتعلت شرارة الصراع الصليبى الحاقد، واستولى الصليبيون على القدس الشريف، ومنعوا الصلاة فى المسجد الأقصى واحداً وتسعين عاما، لابد أن تتعرفوا على هذا التاريخ حتى تنظروا نظرة أوسع إلى الزمان، لقد سيطر الصليبيون على الأقصى ومنعوا الصلاة فى الأقصى واحداً وتسعين عاماً ، ووضعت الصلبان على كل جدران الأقصى، ونصر الله المسلمين ثم فى صحن الحرم.
جاء أبو طاهر القرمطى المجرم الخبيث فاقتلع الحجر الأسود من الكعبة، وظل يصرخ فى بيت الله وهو يقول باستهزاء: أين الطير الأبابيل؟! أين الحجارة من سجيل؟! وظل الحجر الأسود يا إخوة بعيداً عن الكعبة المشرفة واحداً وعشرين عاما، ظل الحجر الأسود بعيداً عن الكعبة واحدا وعشرين عاماً، كان الطائفون ف هذا الوقت يطوفون والحجر الأسود ليس موجوداً فى موضعة، وغير الله الحال ورد الحجر الأسود إلى موضعه، واستولى اليهود الآن على الأقصى لكن المسلمين يصلون، والله الذى جعل القدس مدينة وسكنا للأنبياء لن يديمها أبداً سكنا لقتلة الأنبياء.
ومن أخطر هذه الأسباب أيضاً تجاهل الطاقات والإمكانيات الهائلة لدى الأمة التى تملك أدمغة، ابحثوا عنها فى بلاد الغرب وأسألوا عنها فى بلاد الغرب كيف برعت؟ يوم أن شعروا بأن نكبت الطاقات وتقتل المواهب، هربوا لكنها أدمغة رجالنا فى كل الميادين وفى كل المجالات، الأمة هى التى علمت الغرب يا إخوة.
اقرأوا التاريخ عند المنصفين حتى فى علمائهم يوم أن كانت فرنسا لا تعرف الضوء الكهربائى كانت الأندلس مضاءة بالكهرباءن أضيئت الأندلس بالكهرباء فى ظل الإسلام فى الوقت الى كانت فرنسا تعيش فى الظلام، والأمة تملك من الطاقات العلمية والمادية والعددية والعقلية والفكرية والاقتصادية والمناخية ما تستطيع به أن تسترد مكانتها وكرامتها لكنها الهزيمة النفسية كما أقول.
الأمة قد حباها الله بمناخ تغبط عليه، وقد حباها الله بموقع استراتيجي خطير وقد رزقها الله عز وجل بالبترول الذى لو استعملته مرة ثانية لغيرت الدفة وقلبت الموازين بالكلية كما استخدم فى إطار محدود فى حرب العاشر من رمضان فغير الدفة وقلب الموازين إن كانت الأمة الآن لا تقدر على إعلان الحرب أو على إعلان الجهاد، فإنها تملك من الخيارات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية ما تستطيع به ان تسترد مكانتها وكرامتها فى عالم لا يحترم الان إلا الأقوياء كما قال الإرهابى مناحم بيجن: إننا نحارب إذا نحن موجودون.
الأمة ليست فقيرة بل إن أموال الأمة الآن تحرك الشرق والغرب، وقفت على رقم الفائدة البنكية لأموال المسلمين فى بنوك الغرب، والله ما استطعت أن أقرأ الرقم، والله ما استطعت أن أقرأ رقم الفائدة فضلا عن رؤوس الأموال، فالأمة تمتلك من الطاقات الكثير لكن بكل أسف الأمة تتجاهل هذه الطاقات والقدرات الهائلة الجبارة وهذا من أخطر أسباب الله وأنا أدين لربى جل وعلا: أن الأمة ما ذلت إلا يوم أن تركت العقيدة والجهاد قال كما فى مسند احمد بسند صحيح من حديث أبى عمر: "غذا تبايعتهم بالعينة، ورضيتم بالزرع، وتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد فى سبيل الله سلط الله عليكم ذلالا ينزعة عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم"([10])
هذه أخطر الأسباب الداخلية للهزيمة النفسية وقد تعمدت أن أبدأ بها لأننا فى الغالب نعلق هزيمتنا عسكريا واقتصادية وسياسياً وثقافياً وفكريا ونفسيا على أعدائنا وقد حذر الله من مثل هذا المسلك الخطير فقد قال جل وعلا: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (165) سورة آل عمران
أما الأسباب الخارجية فتتمثل يا إخوة فى المبالغة فى التضخيم والتهويل من شأن قوة الأعداء تسمعوا إرجافا خطيراً يقول لك دا عندهم صاروخ لو وضعت قطعة فضية على يدك الصاروخ قادر أن يأتى ليصيب القطعة المعدنية فى كفك دون أن يصيب كفك بأذى أنظر إلى الإرجاف، ظن بعض المسلمين الآن أن أعداءنا يتحكمون فى الكون كله، وردد كثير منهم كلمات خطيرة تحمل هذا المعنى وقد شاء الله جل وعلا أن نرى بأعيننا كيف وضع الفيتناميون أنف أمريكا فى التراب وكيف وضع الأفغانيون أنف الدب الروسى الغبى الوقح فى التراب يوم أن صدقوا مع الله، وشاء الله أن نرى بأعيننا كيف مرغ الشيشانيون مرة أخرى أنف الدب الروسى الغبى فى التراب، فلقد كان الروس يعلنون أن جولتهم فى الشيشان ما هى إلا نزهة حربية انظر إلى حجم الخسائر التى تكبدهم الجيش الروسى فى الشيشان بعد أفغانستان، وانظر إلى التآمر العالمى على المسلمين فى البوسنة ما هى نتيجته، وشاء الله جل وعلا أن نرى فى أيامنا هذه كيف يفر الجندى اليهودى المدجج بالسلاح، بل بأحدث السلاح أمام شاب فلسطينى مسلم يبذل نفسه لدين الله جل وعلان ولتسقط عندنا هذه الأسطورة التى أصابتنا بالإرجاف وملأت قلوبنا بالخوف والرعب، وشاء الله أن نرى سقوطاً مزريا مدوبا لما يسمونه بالديمقراطية المزعومة فى أمريكا فى المهزلة الانتخابية الأخيرة التى لازالت حلقاتها مستمرة ، وأنا المح وراءها شيئاً
آخر ولا تؤاخذونى إن قلت: بأننى أرى فى هذه الحبكة، وفى هذه التمثيلية التى
ستطول بعض الشئ حتى وإن كرر الإعلام ما كرر أى أن فى هذه الحبكة الإعلامية الانتخابية صرفا لأنظار وكالات الأنباء العالمية عن واقع فلسطين سقطت
أسطورة الديمقراطية الأمريكية.
ومنهم الآن من بدأ يرسم الكاريكاتير ليتندر وليهزأ وليسخر، فأنت ترى تمثال الحرية فى إحدى الصور قد تناثر تناجه هنا وهنالك وسقطت منه الشعلة وهو يحاول أن يأتى بها أو يلاحقها ولكنه لا يستطيع فلماذا التضخيم والتهويل والمبالغة فى الوقت الذى نقلل فيه من شأننا؟
إنه الإرجاف إرجاف أصاب الأمة الهزيمة، إرجاف قتل الأمل فى كثير من القلوب يجب علينا أيها الأخيار الكرام أن ننتبه إليه والسؤال الآن فما الحل؟
وهذا هو عنصرنا الثالث من عناصر المحاضرة والحل فى نقاط محددة حتى لا ينسى أخ أو أخت الخطوة الأولى على طريق الحل وعلى طريق الخروج من هذه الهزيمة
النفسية المدمرة.
الخطوة الأولى: العودة الصادقة الجادة إلى العقيدة الصحيحة بشمولها وكمالها العودة الصادقة الجادة إلى العقيدة الصحيحة بشمولها وكمالها فأنا أتذكر لما ظهرت الطائرات لأول مرة وقالوا بأن بريطانيا وكانت الدولة العظمى تملك الآن طائرات فقال رجل من آبائنا الأفاضل فى منطقة القصيم تلك المنطقة التى أحبها من كل قلبى، أسأل الله أن يجعل بلاد المسلمين أمنا وأمانا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين إنه عل كل شئ قدير قيل لهذا الوالد الفاضل الشيخ الكبير الربانى قالوا: الآن فيه طائرات قال: شو يا خويا الطائرات ، لا تعرف شيئاً عن الطائرات ولو حدثتك عن الطائرة قبل أن تراها ما عرفت عنها شيئاً ما تصورناها فقال : ما هى الطائرات فأراد أخ أن يبسط له المسألة فقال: شئ يطير فى السماء ينزل ناراً فيحرق البيوت ويهدم البيوت ويقتل الأشخاص قال: فى السماء، قال له: نعم : قال هذا الرجل المبارك: (طيب يا خويا الطيارات ذى فى السماء هى فوق ربنا اللى أعلى منها هى أعلى ولا ربنا أعلى قالوا: لأ الله أعلى قال: خلاص) انظروا إلى الفطرة قد يظن بعض العلمانيين الآن حينما يسمع مثل هذا إننا دراويش، لأنهم لا يحسبون أبدا ولا يضعون ضمن خطة خمسية أو سنوية لا يضعون ضمن خطة خمسية أو سنوية لا يضعون ضمن خطة واحدة أبدا قدرة وعظمة رب البرية: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} (31) سورة المدثر. رأيتم الفيضانات التى كادت ان تفصل بريطانيا عن العالم كله فى الأيام الماضية ورأيتم الحرائق التى كادت أن تدمر الأخضر واليابس فى أمريكا ورأيتم كيف دمر زالزل مدينة المكسيك أو سان فرانسيسكو { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } لكننا لا نثق فى الله ولا تصدق فى التوكل على الله يردد أحدنا بلسانة: توكلنا على الله بل ستعجب إذا سمعت هذه الكلمة ممن خرج ليسرق خرج فى الصباح ليسرق ثم يقول: توكلنا على الله، يارب ارزؤنا برزء العيال) طبعا هذا فعل. والرزء هو المصيبة، لكن الرزق يختلف، فنحن لم نصدق فى التوكل على الله جلا وعلا، فالعودة الصادقة إلى العقيدة- أدين لربى بأن الخطوة الأولى على الطريق- هى العودة إلى العقيدة هى العودة إلى العقيدة بمفهومها الشامل بمفهومها المتكامل لا أريد أيضا أن تقول بأن العودة إلى العقيدة هى العودة إلى شرك القبور فحسب أو هى العودة إلى الحاكمية فحسب، أو هى العودة إلى عقيدة الولاء والبراء فحسب، بل هى العودة إلى كل هذا وإلى أكثر من هذا العودة إلى العقيدة بشمولها وكمالها.
ثانياً: الاعتزاز بهذا الدين، ارفع رأسك أيها الموحد، سبحان الله أيها العملاق قم ودثر العالم كله بعز واستعلاء، دثره ببردتك ذات العبق المحمدى الطاهر قم وضم العالم كله إلى صدرك وأسمعه خفقات قلبك الذى وحد الله جل وعلا، لم الهزيمة لم الخوف، لم الاستحياء؟ اعتز بدينك فأنت تدين بدين الحق الذى من أجله خلق الله السماوات والأرض، ومن أجله خلق الله لجنة والنار ، ومن أجله أنزل الله كل الكتب ومن أجله أرسل الله كل الرسل، ومن أجله خلق الله الجنة وخلق النار فريق فى الجنة وفريق فى السعير من أجل دينك أنت أيها الموحد. إن الدين عند الله الإسلام كيف لا تعتز بهذا الدين، كيف لا نرفع رؤوسنا لتعانق رؤوسنا كواكب الجوزاء أو إن شئت فقل: إن صدقنا لتتنزل كواكب الجوزاء لتتوج رؤوسنا إن وحدنا ربنا جل وعلا لماذا لا نعتز بهذا الدين؟
أين نحن الآن من الصحابة الذين افتخروا واعتزوا بدينهم؟ هذا ربعى بن عامر- والله ذكرنى الله به الآن- هذا ربعى بن عامر رضوان الله عليه الذى يدخل على قائد الجيوش الكسروية رستم قال كسرى حينما هزمت جيوش كسرى أمام جيوش المسلمين: والله لأرمين المسلمين بقائدى الذى ادخرته ليوم الكربهة وولى كسرى رستم قيادة الجيوش الكسروية الجرارة وهزم رستم، فطلب رستم من قائد الجيوش سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه أن يرسل إليه رسلا ليسمعوا منهم وليسمعوهم، فأرسل سعد ربعى بن عامر وذهب ربعى يركب جواده وعليه ثيابه المتواضعة، ولا أريد أن أقف مع الجزئيات فأرادوا أن يمنعوه فقال لهم: بعزة واستعلاء المؤمنين : {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (139) سورة آل عمران . فشتان شتان بين استعلاء المؤمنين وتكبر المتكبرين- فقال لهم ربعى: أنا لم آتكم وإنما جئتكم فإن تركتمونى وإلا سأرجع . قال لهم رستم: ائذنوا له- إرهاب- فدخل ربعى فقال له رستم: من أنتم وما الذى جاءبكم – انظر إلى ربعى الذى فهم الغاية وعرف الهدف- قال ربعى: نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
فمن حال بيننا وبين دعوة الناس لدين الله قاتلناه حتى نفضى إلى موعود الله.
قال رستم: وما موعود الله: قال ربعى: الجنة لمن مات منا والنصر لمن
بقى من إخواننا.
قال رستم: لقد سمعت قولك فهل لكم أن تؤخرونا لننظر فى أمرنا؟! ولتنظروا فى أمركم قال ربعى: ما سن لنا رسول الله أن نؤجل الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ليال فانظر فى أمرك وأمرهم واختر لنفسك واحدة من ثلاث قال رستم: ما هى؟ الإسلام نقبله ونرجع عنك قال رستم: والثانية؟ قال: الجزية- التى تدفعها الأمة الآن كاملة غير منقوصة- قال: الجزية وإن احتجت إلينا نصرناك. وما الثالثة؟ قال ربعى : القتال. لن نبدأك بالقتال فيما بيننا وبين اليوم الثالث إلا أن بدأتنا أنت فقال رستم: أسيدهم أنت؟ هل أنت القائد؟ قال: لا ولكن المسلمين كالجسد الواحد يسعى بذمتهم أدناهم
على أعلاهم.
إنها العزة بالإسلام، اللهم ارزقنا العزة بك وبدينك فاعتز بهذا الدين لا تضع رأسك أبدا، لأنك موحد لرب العالمين فافخر بإسلامك واعتز بدينك وأظهر هويتك.
ثالثاً: الخطوة الثالثة على طريق الخروج من هذه الهزيمة النفسية بل على طريق النصر نبذ الفرقة وتوحيد الصف:
لقد تحولت الأمة إلى غثاء من النفايات البشرية تعيش على ضفاف مجرى الحياة الإنسانية كدول أو كدويلات متناثرة متصارعة متحاربة تفصل بينها حدود جغرافية مصطنعة وترفرف على سمائها رايات القومية والوطنية، وتحكم الأمة قوانين الغرب العلمانية إلا من رحم رب البرية فتشتت الشمل وتشرذمت، والله جل وعلا يقول: { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ } فالفشل قرين التنازع { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } (46) سورة الأنفال .
ولكن أرجو أن يحفظ أحبابنا وإخواننا منى ذلك إن كنت الآن أدعو إلى وحدة الصف، فإنى لا أريدها وحدة تجمع شتاتاً متناقضا ناشزا على غير حق وسنة وهدى، وإنما أريدها وحدة على كتاب الله وعلى سنة رسول الله فإن وحدة على غير القرآن والسنة تشتت ولا تجمع وتفرق ولا تضم وتجرح ولا تضمد، وهذا هو الواقع لابد من أن تتحد الصفوف على كلمة التوحيد فكلمة التوحيد هى التى ستوحد الكلمة.
رابعاً: العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت وإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
سامحونى إن قلت يحسن الكثير منا الكلام الآن لكن أين العمل؟ إننا نرى فجوة رهيبة بين القول والعمل فى الأمة وأنا أقول لإخواناً فى أمريكا أو فى أوربا حينما أسافر إليهم أقول: إن اخطر عقبة فى طريق انتشار الإسلام فى الشرق والغرب هى كثير من المسلمين ممن انحرفوا خلقيا عن منهج رب العالمين فالكافر ينظر إلى المسلم فيراه يزنى ويشرب الخمر ويتعامل بالربا ويتأخر فى عمله ولا يصدق فى مواعيده ولا يتقى الله فى عهوده، بالله عليك هل هذا المسلم يمثل رسولا لدينه يمثل داعية لإسلامة، لا والله بل إنه يشكل حجر عثرة فى طريق الإسلام، ولذلك أقول: أن أعظم خدمة تقدمها اليوم للإسلام هى أن تشهد له شهادة عملية على أرض الواقع بعد أن شهدنا له جميعا شهادة قولية بألسنتنا قال تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (2،3) سورة الصف
خامسا: على طريق الحل والعودة إعداد المسلمين المتخصصين فى كل المجالات العلمية والمادية والدعوية:
نريد المسلم الذى يفهم الإسلام بشمولة وكماله ثم ينطلق ليحول هذا الإسلام فى موقع عمله وموقع إنتاجه إلى منهج الحياة، نحن لا نريد هذا الجمع المبارك أن يتحول إلى دعاة على المنابر لكن نريد أن تتحول الأمة كلها إلى دعاة لدين الله جل وعلا، كل فى موقع إنتاجه وموطن عطائه حينما نفهم الإسلام بشموله وكماله، وينطلق كل مسلم صادق ليحول هذا الإسلام فى موقعه أيا كان إلى واقع عملى وإلى منهج الحياة.
وأخيراً النقطة الأخيرة على طريق الحل ايضاً والعودة هى الجهاد كما ذكرت ، لكن فلنبدأ بالجهاد فى ميدان النفس والهوى والشيطان، ثم بعد ذلك يأتى الجهاد الذى به عز الأمة الذى جعله النبى ذروة سنام الإسلام، فلابد أن نتربى على جهادنا لأنفسنا وأهوائنا وشهواتنا ونزواتنا، لابد من أن ينتصر كل مسلم على شيطانه وهواه، فإنك ترى الآن طحنا بين الإخوة من الصفوة، وترى كثيرا ممن ينسبون إلى العلم يتطاول أحدهم على العلماء الأخيار الأطهار فكيف لا ينتصر أحدنا على نفسه فى هذا الميدان ثم يزعم أنه قادر على أن يجاهد فى سبيل الله؟!.
أنا أسأل وسامحونى فى هذا السؤال من منا يدعو الله عز وجل فى كل صلاة لإخواننا الفلسطنيين؟ والله وأنا إن شاء الله لا أحنت لو صدقنا الله فى الجواب على هذا السؤال لرأينا أن نسبة قليلة جداً فى الأمة هى التى تتضرع إلى الله فى كل صلاة بصدق لينصر الله لإخواننا فى فلسطين أو فى أى مكان، وأنا أسأل بعد هذا وأقول: بخلت بالدعاء فهل تجود بالأموال فالأمر يحتاج إلى صدق.
وأخيرا لا تيأسوا:
فالصبح من رحم الظلماء مسراه
بعد هذا الطرح أقول:
لأن عرف التاريخ أوسا وخزرجا
وإن كنوز الغيب تخفي طلائعا
|
|
فلله أوس قادمون وخزرج
حرة رغم المكائد نخرج
|
أيها الأحبة إن الذى وعد بنصرة دينه هو الله الحى الذى لا يموت: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (8 ، 9) سورة الصف وقال: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (171 ، 173) سورة الصافات . قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } (110) سورة يوسف وقال كما فى صحيح مسلم من حديث ثوبان:" إن الله تعالى زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زوى لى منها". ([11])
وفى الحديث الذى رواه أحمد وغيره بسند حسن من حديث حذيفة بن اليمان أنه قال: " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها". وها نحن نعيش هذه المرحلة قال بعدها:" ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"([12]) .. وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة:" لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودى وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم"([13]) .. لن يقول: يا
عربى يا وطنى يا قومى." يا مسلم يا بعد الله ورائى يهودى تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".
وفى رواية البزار بسند رجاله ثقات قال الهيثمى فى مجمع الزوائد: ورجالها رجال الصحيح ومن أهل العلم من باب الأمانة العلمية من ضعف سند هذه الرواية أن النبى حدد موقع المعركة فقال :" أنتم – يقصد المسلمين- أنتم شرقى الأردن وهم غربيه". ولم تكن هنالك ويوم قال المصطفى دولة تعرف بدولة الأردن ولكنها النبوة : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (5) سورة النجم ثم يأتى الواقع فى البشريات ليؤكد أيضاً أن الجولة المقبلة بإذن الله تعالى
لدين محمد .
لقد قرأت بنفسى وثيقة التنصير الكنسى التى تتكون من مائة وخمس صفحات وتعد عبر كوادر متخصصة فى الفاتيكان وتوقع بتوقيع جون بول الثانى وفى خلاصتها ينادى باب الفاتيكان ويقول: ايها المبشرون.. يقصد المنصرين .. أيها المبشرون هيا تحركوا وبسرعة، لماذا؟ يقول: لوقت الزحف الإسلامى الهائل فى أنحاء أوروبا. الإسلام الذى يتحرك بجهود فردية متواضعة لكن الله يباركها، لأن الإسلام دين الفطرة.. حضرت
مؤتمرا فى أمريكا فى أكبر صالة مغطاة فى العالم (الماتسن سكوير جاردن) وكان
هذا المؤتمر لغير المسلمين وحضره أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة يريدون أن يتعرفوا على الإسلام دفع أحدهم خمسة وعشرين دولاراً للتذكرة لمجرد أنه يريد أن يتعرف
على الإسلام.
انتشرت المراكز الإسلامية والمدارس الإسلامية والمساجد فى أمريكا بصورة ملفتة لجميع الأنظار فى السنوات القليلة الماضية.. وقف رئيس أمريكا ليهنئ المسلمين بعيدهم وبرمضان فى العام الماضى وفى هذا العام، وأنا أعلم أنه لا ينبغى أن اقول هذا لاسيما وأنا أتحدث عن الهزيمة النفسية لكننى أقرر واقعاً أنا لا أقول ذلك على سبيل الشرف ، وإنى أقرر ذلك على سبيل تقرير الواقع...
(1) رواه مسلم فى البر والصلة والآداب (2623).
(2) رواه الترمذى فى التفسير (3057) وقال: حديث حسن صحيح ، وأحمد (1/2) وسنده صحيح.
(1) رواه البخارى فى أحاديث الأنبياء (3461).
(2) رواه مسلم فى الإيمان (50 /80).
(3) رواه مسلم فى الإيمان (49).
(1) رواه البخارى فى الاعتصام بالكتاب والسنة (7320) ومسلم فى العلم (2669).
(1) رواه الحاكم (1/4) وصححه، وقال الذهبى: رجاله ثقاب، وقال الهيثمى فى المجمع (1/52): رواه الطبرانى فى الكبير وغسناده حسن.
(1) رواه مسلم فى الإمارة (1027 / 174).
(2) رواه مسلم فى الإمارة (1920 / 170 ، 1924 / 176).
(1) رواه أحمد (2/84) وأبو داود فى البيوع (3462) وسنده صحيح.
(1) رواه مسلم فى الفتن وأشراط الساعة (2889 / 19).
(2) رواه أحمد (4/273) وسنده حسن.