بتـــــاريخ : 9/25/2009 3:34:09 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1081 0


    الأنماط القيادية الأربع

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : فريد مناع | المصدر : www.islamlight.net

    كلمات مفتاحية  :

    إن لكل إنسان طبيعته الخاصة والتي يميل إليها ولا يتكلفها، ويمارسها بشكل طبيعي). د.طارق السويدان.

              (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) [رواه الترمذي وصححه الألباني]، حديث نبوي شريف نخلص منه إلى أن البشر ليسوا سواءً في أنماطهم وصفاتهم، فقد كانوا جميع الصحابة في الحديث قادة، كلٌّ في مجاله، ما بين قائد دولة، وقائد جيش، وقائد في العلم والمعرفة، وفي نفس الوقت كان لكل منهم نمطه الخاص.
              وعلى الرغم من تلك الاختلافات فإنهم كانت تجمعهم صفات مشتركة، فالقيادة في الإسلام تتميز بقوة الإيمان بالهدف والحرص والإصرار على الوصول إلى الغاية المرسومة عن طريق مجموعة من الأفراد المؤمنين برسالتهم المدركين لمسئولياتهم.
              وقبل أن نذكر الأنماط القيادية، فإن الهدف من ذكر هذه الأنماط ليس الاكتفاء على ما تتمتع به كل شخصية من إمكانيات تؤهلها لعملية القيادة دونما بحث حول أسباب الضعف وتقويمها، وإنما سنذكرها حتى يتعرف كل شخص على أسلوبه في الحياة، ومواطن القوة التي لابد أن يستغلها، ومواطن الضعف التي عليه تقويمها، ولا شك أن الصفات والمهارات التي سنبحثها يختلف معدل التفوق فيها من شخص لآخر، فبينما يبرع نمط ما في جانب التحفيز، تكون القدرة عن البحث عن الحلول للمشكلات هي ميزة نمط آخر وهكذا.
              كما أن الاختلاف بين البشر يسبب كثيرًا من المشكلات، فبالرغم من أن غالبيتنا يقدر الخصائص والقدرات المختلفة، فإن البعض يفشل في إدارك قيمة الاختلافات.
    أولًا ـ النمط الناري:
    ·       هذا النوع من الشخصيات يتشابه في مكوناته مع النار، والنار تتميز بالحركة والطاقة والإحراق، وهذا النمط يستمد منها هذه الصفات، وتبرز في أفعاله وأقواله.
    -       أبرز الصفات المتعلقة بهذه الشخصية:
    1.   تتميز هذه الشخصية بالحماسة المتقدة والقدرة على بثها للأشخاص من حوله وهي في ذلك الصدد تأخذ عنصر الطاقة من النار.
    2.   يميل هذا النوع من الشخصيات إلى حب السيطرة على من حولهم، وهم دائمًا ما يسعون لتحمل المسؤوليات وتقلد السلطات.
    3.   يتمتع هذا النوع بطاقة جبارة للعمل، فهم لا يكلون ولا يملون عن شغل أوقاتهم بالمزيد من الأعمال، وتمتد هذه الطاقة التي بداخلهم لتدفعهم باستمرار نحو الطموح والتقدم، ونحو تحقيق الأهداف والسعي إلى بسط النفوذ والسيطرة، وهم يأبون بحكم طبيعتهم أن ينتظروا القمة انتظارًا طويلًا، وهم بحكم طباعهم لا يرضون بالقليل على الإطلاق.
    4.   دائمًا ما يرتبط إنجاز الأعمال عندهم بمفاهيم الغلبة والانتصار والفوز؛ فهم دائمًا ما يتوقون إلى كل جديد يرفعهم إلى القمة.
    5.   كلمة السرعة في قاموس العنصر الناري لها مكان كبير إذ  تسيطر عليه، وتجعل رضاه عن أداء أعماله يتوقف على سرعة إنجازها، وفي هذا الشأن يعاني الأمرين وهو يتعامل مع من يسميهم أصحاب الهمم المنخفضة، ودائمًا ما ينتقد عليهم البطء في العمل.
    6.   مبادر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهو يسعى دائمًا إلى إصدار القرارات وتفويض المسؤوليات.
    7.   تنبع الديناميكية التي يتحلى بها هذا العنصر من الحركة التي تميز النار عن غيرها، وهو في هذا الأمر لا يتخذ مكانًا معينًا لقيادة الناس، إنما ينزل إلى ساحات الأعمال وأماكن الموظفين.
    -       أبرز السلبيات:
    1.   إن قدرة النار على إحراق ما حولها دون تفرقة تعد أبرز سلبيات هذا العنصر؛ إذ يفتقد الضبط المناسب لهذه الطاقة بداخله، وينعكس ذلك على علاقاته الاجتماعية، بنعت الناس له بأنه هجومي صدامي يحب النزاعات وهو سريع الغضب.
    2.   يعيبه دائمًا عدم الصبر وهو دائم التأفف من بطء من يعمل تحت إمرته، وفي أحيان كثيرة يكلفه هذا التسرع خسارة أشخاص، أو الدخول في مواقف ما كان ينبغي له أن يولج نفسه فيها.
    3.   نظرًا لمركزية الهدف أمام عينه، وتمحور حول تحقيقها، كثيرًا ما يتهم بأنه استغلالي ويستخدم الأشخاص لمصلحته.
    -       كيف يقود العنصر الناري؟
             يتميز العنصر الناري – كما سبق  وبيَّنا– بالطاقة التي يحلمها بين جانبيه، وهي التي تعطي لشخصيته النكهة المميزة له، ومن هنا ينبع الأسلوب المثالي لقيادته للناس، فالعنصر الناري بما له من قدرة على إثارة حماسة من حوله، وإلهاب مشاعرهم وتحفيز إراداتهم واستخراج مكنونات عزائمهم، يجب أن يلعب على هذا الوتر الحساس، وهو أقدر الأنماط الأخرى على استغلال مهارات التحفيز المطلوب توفرها لدى القائد.
             كما أن السرعة التي يتميز بها العنصر الناري تعتبر من مميزاته الأساسية وعليه أن يستغلها في سرعة إنجاح المقودين حوله على إنجاز أعمالهم.
    ثانيًا ـ النمط المائي:
    ·       هذا النمط من الشخصيات يقترب في تكوينه من الماء، والماء تتسم باللين، ولذا تراه يمتلك قدرة عجيبة على تجاوز العقبات بصورة لينة رقيقة، لا تحمل أي ضجيج حولها، وهذه الصفات هي السمات المميزة للنمط المائي، وتظهر عليه في جميع صفاته وأفعاله.
    -       أبرز الإيجابيات المتعلقة بهذا النمط:
    1.   يتميز هذا النوع من الشخصيات بالحس المرهف والعواطف الجياشة، ويحمل بين جنباته أحاسيس وجدانية عميقة؛ مما تسهم في سرعة إقامة علاقات اجتماعية عميقة.
    2.   يستطيع بناء علاقات ذات مصداقية وثقة مرتفعة بينه وبين مقوديه، عندما يكون في موقع القيادة، وهم يثقون فيه لما يظهر عليه من الحب الشديد لهم  وقدرته على إقامة علاقات قوية معهم.
    3.   يمتلك من الحنكة والمهارة لعدم الدخول في صدامات ولا نزاعات مع الآخرين؛ ما يجعله يكسب معظم الناس ولا يفتعل عدوات بدون سبب.
    4.   لا يشعر من معه بقهر المدراء والقياديين ـ كمثل العنصر الناري مثلًا ـ بل يقود الناس من ورائهم، فيدفعهم دفعًا نحو تحقيق أهدافهم.
    5.   يستطيع التغلب على المعوقات التي تواجهه خصوصًا المتعلقة بالأفراد، وذلك عن طريق أساليب لا تحمل في طياتها الصدام ولا التنازع، وهو يأخذ من الماء قدرته على التغلب على أعتى الصخور والحواجز بسهولة ويسر، ودون ضجيج ولا صخب.
    6.   يبحث هذا العنصر دائمًا عن الانسجام مع  نفسه ومع محيطه، وهو يبتعد بذلك عن أجواء المنافسة والتحدي والعنف.
    7.   يتعامل مع الأفكار من منطلق عاطفي معنوي، وهو بخلاف العنصر الناري لا يعتمد على ردود الأفعال المباشرة، وإنما سياسة النفس الطويل المتمثلة في العمل الهادئ والتفكير المتزن.
    -       أبرز السلبيات:
    1.   إن إخفاء هذا العنصر لمعاناته داخل نفسه ومحاولته دائمًا عدم الصدام مع الآخرين وإقامة علاقات قوية معهم وتحمل مشاكلهم وإقالة عثراتهم، تحمله بجموعة من الأحاسيس السلبية فتجعله في أحيان كثيرة عرضة للاضطراب والتشتتت.
    2.   يضعف عنده عنصر المبادرة؛ مما يكسب عمله القيادي صفة الروتينية وغياب الإبداع، ويؤثر الخوف عليه فيصيبه بالاكتئاب أحيانًا؛ مما يؤثر على إنتاجه العملي.
    3.   ميله دائمًا للحلول الوسط واهتمامه بالأجواء المحيطة، وعدم إحراج الآخرين ربما يعتبر البعض هذا ضعفًا في شخصيته.
    -       كيف يقود النمط المائي؟
    إن أهم ميزة لابد أن يوليها هذا النمط اهتمامه، هي قدرته على إقامة علاقات متوازنة وإدراك المشاعر العاطفية للآخرين، فهم يضعون فيه كامل ثقتهم؛ لأنه لا يشعرون معه بأنه يستخدمهم لأغراضه الشخصية ولا للتحقيق أهداف المؤسسة دون النظر لحاجاتهم وأغراضهم الإنسانية، وهم بذلك يسلمون له قيادتهم دون أدنى مجهود، ولذلك عليه أن يستغل هذه الموهبة الجبلية في قيادته لتحقيق الأهداف.
    إن قدرة هذا النمط على تفهم الحاجات الشخصية للمقودين تمنعه من الوقوع في براثن الفراغ القيادي، وهي حالة تحصل لدى القيادين والمديرين عندما تتكاثر عليهم الأعباء، فيتناقص اهتمامهم بالعلاقات الخارجية، ودائمًا ما تتحول إلى قائمة المؤجلات؛ مما يضعف الحماس، ويكسر روح الجماعية المرادة لإتناج وإنجاز الأعمال.
    تكمن الطريقة الثانية التي تتوافق مع هذا النمط، وتعتبر من الأهمية بمكان بحيث لا ينبغي له تركها ولا إهمالها، وهي قدرته الفائقة على تدريب من معه، وإكسابهم المهارات المطلوبة لتسيير الأعمال، وينبع ذلك من حرصه على العاملين معه، وهذا الحرص ينتقل للمقودين؛ مما يجعلهم يتفانون في تقديم المجهودات لصالح المؤسسة.
    ثالثًا ـ النمط الهوائي:
    ·   تنبع صفات هذا النموذج من صفات الهواء، والهواء لا يمكن المسك به كما أنه موجود رغم عدم رؤيتنا له، وفي نفس الوقت فإن المرونة التي تميز عنصر الهواء تظلل على هذا النمط من الشخصيات؛ فتكسبهم نوعًا من أنواع الإبداع المطلوب.
    -       أهم الإيجابيات التي تميز هذا النوع من الشخصيات:
    1.   يستولي على اهتمامه الأشكال والمظاهر الخارجية، وهو يشبه في ذلك الفراشة، وهي تتنقل من زهرة إلى زهرة أخرى.
    2.   يعتمد هذا العنصر على ملكة الوعي التي تميزه، والتي تمكنه من القدرة على الحدس الذي يُسَيِّر حياته بشكل كبير؛ فبينما ينشغل الناس بالحقائق والأرقام وآخرون بالأسباب الخفية والمعاني الكامنة، ينشغل هو بهذا الحدس عبر القاعدة الكبيرة من المظاهر والأشكال.
    3.   يهتم بجمع قدر كبير من المعلومات لاتخاذ القرار، فكل متغير عنده يمكن الاستفادة منه.
    4.   نظرًا لكثرة وتنوع الأفكار والقرارات التي تتصارع في ذهنه، يكون اتخاذه للقرار بطيئًا، ويفضل طريقة المحاولة والخطأ للوصول إلى الحل الأمثل.
    5.   يحب الأفكار الإبداعية والنظريات التطويرية.
    -       أهم سلبيات هذا النموذج:
    1.   أهم السلبيات هذا النموذج هي عدم الاستقرار في آرائه، حيث تمثل له المعلومات الكثيرة التي يجمعها سبيلًا للاضطراب الظاهري في الأراء.
    2.   يدفعه ميله للإبداع في أحيان أن يُدخِل إلى المؤسسات التي يعمل فيها أنواعًا من القفزات والاضطرابات التي لا تخدم مصلحة المؤسسة.
    3.   يفتقد في أحوال إلى تحليل المواقف بمنطقية وعقلانية متأثرًا بالحدس الذي يسيره.
    -       كيف يقود العنصر الهوائي؟
    تعتبر ميزة الإبداع والتطوير والتغيير التي تطبع أفكار وأعمال العنصر الهوائي من أهم الأدوات التي لابد أن يستغلها هذا النموذج في قيادته، وتعبر قدرته على خلق مناخ التغيير والتطوير من أبرز الأمور التي يستخدمها هذا العنصر لتحفيز مقوديه نحو تحقيق الأهداف.
    ويملك هذا العنصر المقدرة على إحداث التغييرات المرادة في المؤسسات التي يعمل بها، ويعد رجل التغيير والتطوير الأول لقدرته على خلق الأفكار الإبداعية، القادرة على إحداث التغييرات المطلوبة، وهو يملك القدرة على تسويق هذه الأفكار بمقدرة وقدرة عالية.
    إن صناعة الرؤية الملهمة هي من سمات هذا العنصر بما يمتلكه من مقدرة على جمع المعلومات وتخزين الأنماط المختلفة والأشكال المتباينة، وعليه أن يستغل هذه الميزة بأحسن ما يكون.
    رابعًا ـ النمط الترابي:
    · يستمد هذا العنصر صفاته من التراب، والتراب يتصف بالرسوخ والثبات الذي يطبع على هذا الشخص بشيء من أوصافه.
    -       أهم الصفات التي يتصف بها هذا العنصر:
    1.   يتميز هذا العنصر بالثبات والاستقرار العاليين، وهو ما يناسب قيادة المؤسسات الكبيرة، ويتميز هذا النموذج بالقدرة الفائقة على التنظيم والترتيب وهو ما يمنح المؤسسة التي يعمل بها شكلها التنظيمي.
    2.   العقلانية والموضوعية هي لسان حال هذ النموذج في ظل خلوها من أيَّة مشاعر متبادلة وعواطف جياشة.
    3.   يعتمد على الحقائق والمعلومات القابلة للقياس كوسيلة لإدراك الواقع المحيط به، ولذلك هو يعمد إلى صياغة العلاقات المترابطة في شكل جداول وقوانين ومعادلات.
    4.   يتبنى مبدأ التحليل المنطقي كوسيلة لإيجاد العلاقات وتكوين النظريات والحكم على الأشياء.
    -       أهم سلبيات هذا النموذج:
    1.   يتصف بالبطء في اتخاذ القرارات وإحداث التغييرات داخل المؤسسات التي يعمل بها.
    2.   لا يحب التطوير الكثير، ولا يميل إلى الإبداع.
    -       كيف يقود النمط الترابي؟
             إن الميزة التي ينبغي على النمط الترابي إحسان استغلالها هي القدرة  الفائقة على التخطيط والتنظيم، وهي تُكسِب من يعمل معه ثباتًا في الأنظمة الإدارية واستقرارًا في القرارات القيادية، بحيث يصبح وضوح الأدوار وثبات التخصصات فرصة لعدم تضارب الأعمال، والتعرف على المسؤوليات الملقاة على عاتق كل فرد داخل المؤسسة.
             يستطيع تحفيز مقوديه بقدرته الفائقة على صياغة الأهداف والتخطيط لها بأسلوب محكم مدروس ووضع الخطوات الموصلة لتلك الأهداف بصورة واضحة ومؤقتة بتوقيت محكم.
    أهم المراجع:
    1.   القيادة تحد، كوزس وبوسنر.
    2.   صناعة القائد، د.طارق السويدان وفيصل عمر باشراحيل.
    3.   فن القيادة، وليام كوهين.
    4.   بوصلة الشخصية، دايان تيرنر وثلما جريكو.
    5.   موسوعة القيادة في الإسلام، د.محمد فتحي
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()