بتـــــاريخ : 9/24/2009 9:43:43 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 609 0


    باب من أبواب الجنة .. وبالوالدين أحسانا

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد العزيز سعد الدواس | المصدر : www.islamlight.net

    كلمات مفتاحية  :
    بر الوالدين

    قال تعالى:{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً}

    إننا لا نعرف قيمة الشيء من حولنا ولا ندركه إلا حين يذهب منا فبعض الذين فقدوا والديه أو أحد منهما يتمنى وجود والديه أو أحد منهما في تلك اللحظة تجد الذاكرة تعود بك إلى الوراء ويبدأ شريط الذكريات يعيد نفسه معك وماذا قدمت لوالديك ؟
    كيف كان تعاملك معهما ؟
    هل قمت بحقهما, وأديت حقوقهما عليك؟
    هل ماتوا وهم راضون عنك ؟
    أسئلة كثيرة سوف تطرحه وكم ستتمنى أنك قدمت كل ما لديك من أجلهما
    إنهما الوالدان أكبر النعم التي من الله بها علينا.
    أخي القارئ تخيل نفسك وأنت بعيد عنهما لاشك أنك ستفقد جزء من الأمن النفسي والراحة لديك.
    جعل الله سبحانه وتعالى عقوقهم من المحرمات وجاء عقوقهم في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله قال تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} أين هم أولئك الذين يعقون والديهم هذه الأيام من هذه الآية العظيمة سبحان الله كيف يهدأ لك بال وتهنئ بنومك وأنت عاق لوالديك ؟!
    قال الرسول صلى الله علية وسلم (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...) [متفق عليه].
    الوالدان هما من سهر عليك وتعبا من أجلك ليشاهدوك في أفضل المناصب والأحوال هما من لم يبخلا عليك بحنانهما وعطفهما وأنت صغير فماذا قدمت لهما وأنت كبير؟
    أخي القارئ دعنا نعود إلى تلك النماذج الرائعة من سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين كيف كانت سيرتهم مع والديهم :
    هاهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده.
    سبحان الله انظر إلى البر ممن في هذه الأيام سوف يقف على رأس أمه حتى الصباح كي تشرب الماء أين هذا البر من ذلك الذي يدع والده أو تدع والدتها في المستشفى وهو في أشد الحاجة إليهما بين يدي خادم أو خادمة أين هو البر من بر عبد الله بن مسعود.
    وانظر إلى\"الفضل بن يحي\" وكيف كان بره بأبيه فقد كان أبوه لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فلما دخلا السجن منعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة فلما نام أبوه قام الفضل وأخذ إناء الماء وأدناه من المصباح فلم يزل قائماً به حتى طلع الفجر، فقام أبوه فصب عليه الماء الدافئ، فلما كانت الليلة الأخرى أخفى السجان المصباح فقام الفضل فأخذ الإناء فأدخله تحت ثيابه ووضعه على بطنه حتى يدفأ بحرارة بطنه متحملاً بذلك برودة الماء والجو. ما أعظمه من بر.
    إننا في هذا الزمان نرى ونسمع من القصص التي يشيب لها شعر الرأس من العقوق فهاهو رجل محروم لا حول له ولا قوة حرم أجر عظيم وفضل كبير حرم باب من أبواب الجنة عندما خططت الزوجة ودبرت فقامت بطرد أمه من المنزل فلم تجد الأم المسكينة ملاذا في حر الصيف وقت الظهير إلا منزل الجيران استقبلتها صاحبة المنزل وخففت من مصابها وقالت لها من المؤكد عندما يأتي ابنك سوف يكون له قرار آخر ولن يرضى أبداً بهذا الوضع وسوف يعيدك إلى المنزل ويطرد زوجته وبعد عودة الابن من عمله ذهب الجار إليه ليخبره بوجود أمه لديه وماذا عملت زوجته لوالدته فماذا كان ردة فعل الابن؟!
    نعم إنه محروم قال للجار وبكل بهدوء أعصاب أنا أعلم بكل ما ذكرت وما فعلت زوجتي هو من حقها ولا أستطيع أن أجبرها على أن تبقي أمي فالمنزل فهذا منزلها وهي تريد أن تعيش به لوحدها!
    أين هذا المحروم من ابن الحسن التميمي رحمه الله عندما كان يهمُّ بقتل عقرب، فلم يدركها حتى دخلت في جحر في المنزل، فأدخل يده خلفها وسد الجحر بأصابعه، فلدغته، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها. انه البر وأي بر ؟ الله سبحانه وتعالى- يعَجِّل عقوبة العاقِّ لوالديه في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
    أخي القارئ : لا تحرم نفسك باب من أبواب الجنة ولا تفوتك فرصة عظيمة ربما فاتت على الكثير غيرك وهما والديك أبحث عن رضاهم, وأجعل لهما من يومك وقت مخصص إذا كنت قريب منهما بالزيارة أو الاتصال عليهما إذا كنت بعيد, أحرص على دعوة منهما تنير دربك وتسهل أمرك وتفتح أبواب رزقك فم أكثرهم من تيسرت له أمور مغلقة بسبب دعاء الوالدين ورضاهما عنه, تلمس حاجتهما وقف عليه بنفسك تذكر عندما كانا يتلمسا حاجتك ويقفا عليها, تذكر عند مرضك ماذا يفعلنا فماذا أنت فاعل عند مرضهما, تذكر حاجتك لهما عندما كنت صغير فماذا أنت مقدم عندما يحتاجا إليك.
    وأنا كان فاتك بعض البر بموتهما فإن البر لا ينقطع ولا يقف بل هو مستمر إلى يوم القيامة جاء رجل من بني سلمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه].
    وفي الختام أسأل الله أن يرزقني وإياكم رضاهما وبرهما بما يرضي رب العزة والجلال
    كلمات مفتاحية  :
    بر الوالدين

    تعليقات الزوار ()