كيف تحدث المشاجرات الزوجية؟ وما أسبابها؟ وما أضرارها على الزوجين والأطفال؟
بالطبع تحدث المشاجرات إما نتيجة خلل في تكافؤ العلاقة الزوجية من حيث العطاء والتوازن في الوفاء والصدق أو بسبب، تقصير أحد الطرفين مثل ان تقصر الزوجة في واجبها تجاه الزوج والأبناء، أو يقصر الزوج في واجبه من نفقة أو تواجد بالقدر المطلوب مع أفراد الأسرة، فوجود الرجل بجوار زوجته وأبنائه بقدر مناسب يعطي الأسرة المزيد من الاستقرار والطمأنينة ويجعل الأطفال ينشأون في جو من السعادة والهدوء والاستقرار النفسي.
كما أن الزوج حينما يجد زوجته توليه جل اهتمامها يشعر بالسعادة والطمأنينة ويحس بأنه فعلا يعيش حياة زوجية هانئة يتكافأ أطرافها في المودة والعطاء المتبادل، حيث ان الحياة الزوجية لا تعني فقط أن يوفر الرجل المال والسكن والكساء ثم يبتعد عن الأسرة، ولا أن تقوم المرأة فقط بصنع الطعام والنظافة وترتيب البيت ثم تلوذ الى الفراش لتمارس هواية النوم أو تجلس ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز.
أما مخاطر المشاجرات الزوجية، ولو كانت خفيفة، فإنها تساعد في زعزعة ثقة الأبناء في والديهم، كما تشيع جوا من الفوضى والاضطراب في الأسرة، وتساهم في نشوء سوء التربية، فضلا عن أنها تنمي أرضية خصبة للمشاحنات والشقاق بين الزوجين وربما تؤدي الى الطلاق في المستقبل.
الشفافية في التعامل والصراحة في إبداء المشاعر النبيلة تجاه الآخر والحرص على عدم جرح مشاعر الشريك، واعطائه الاهتمام اللائق، وترك كل ما يثير الشكوك، وما يؤجج الغيرة بصورتها السلبية، كل ذلك يؤسس لعلاقات زوجية متينة، ويحصن الحياة الزوجية من مخاطر المشاجرات والخلافات التي قد تقوض صرحها.
فمثل هذه المشاجرات تبدأ صغيرة ومع الإهمال والإصرار تكبر، وتتولد عنها سلوكيات سلبية تزيد من خطورتها، وقد تفضي الى طريق يصعب الرجوع منه، وبذلك تعرض الحياة الزوجية الى مصاعب يكون الزوجان في غنى عنها، وربما تترك شروخا عميقة في جدار الأسرة يصبح ترميمها ليس بالأمر اليسير. وفي كثير من الأحيان تقود الى نهاية مأساوية تلقي بظلالها على حياة الأطفال المستقبلية.