5- تحفظوا لصومكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
...
فإن الصوم كما عرفه العلماء :- إمساك بنية عن جميع المفطرات ، فينبغى أن نحقق الغاية من الصوم وهى
تحقيق التقوى " لعلكم تتقون " ويكون ذلك بحفظ الصيام عما حرمه الله فقد قال صلى الله عليه وسلم :-
"والصيام جنة ، فإن كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ، فإن سابه أحد فليقل إنى أمرؤ صائم "
رواه البخارى ومسلم
جنة :- أى وقاية كجنة المقاتل ، فالصوم وقاية يحتمى به المسلم من الشيطان ومن الأعمال المذمومة والأخلاق
السيئة .
والرفث من الكلام :- أى القبيح ، أى لا يقول قبحا ، فالمؤمن ليس بفاحش ولا متفحش كما جاء فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم
ولا يفسق :- أى لا يفعل الفسق وهى المعاصى التى يخرج بها العبد عن الطاعة .
- وقال صلى الله عليه وسلم :- " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخارى
-
قول الزور :- الكذب والجهل
- وروى عنه صلو الله عليه وسلم " من صام رمضان فعرف حدوده وتحفظ مما ينبغى أن يتحفظ منه كفر ذلك ما قبله " رواه أحمد وقال المنذرى سنده جيد وضعفه الألبانى ( الضعيفة 5083 )
- فالصوم كفارة كما قال صلى الله عليه وسلم :- "ورمضان إلى رمضان ...... مكفرات لما بينهم إذا اجتنبت الكبائر " الحديث . رواه مسلم
فكيف نريد تكفيرا لذنوبنا ونحن نصر على معصية ربتا فى رمضان ، ولا نتوقى المحرمات ، ولا نتحفظ لصومنا.
إن هذا ليس بطريقة الصادقين الصالحين ، وليس هذا هو الغاية من الصوم .
فثمرة الصوم التقوى ومراقبة الله تعالى فى السر والعلن ، وهو طريق للإحسان فى عبادة الله .
فينبغى عليك أخى الصائم أن تتحفظ لصومك ، وأن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ، فإذا تكلمت فهو بما يرضى الله ، وإذا نظرت فألى ما يرضى الله ، وإذا سمعت فإنما هو ما يحبه ويرضاه ، وإذا مددت يدك فهو لما أحاه الله ، وإذا مشيت فإلى مراضى الله تعالى ومباحاته ، وبذلك تتحقق عبودية الجوارح .
جعلنا الله وإياكم من العابدين الصادقين
كتبه
عصام حسنين