3- لعـلكم تتقون
بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه وبعد.......
ففي قوله تعالي " يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون "
وكذلك قوله تعالي " يا أيها الناس كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
بيان الغايه من العباده وفرض الصلاه والصوم والحج وغيرها من الواجبات ، والغايه هي التقوي . والتقوي
من التوقي مما يكره ، فهي امتثال أمر الله تعالي واجتناب نهيه .
قال طلق بن حبيب رحمه الله:-
" التقوي : ان تعبدوا الله علي نور من الله ترجو ثواب الله ، وان تترك معصيه
الله علي نور من الله تخشي عقاب الله "
وقال علي رضي الله عنه عنها :-
هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"
وسأل عمر رضي الله عنه-أبيا رضي الله عنه عن التقوي
فقال له : أما سلكت طريقا ذا شوك؟
قال : بلي .
قال :فما عملت ؟
قال : شمرت واجتهدت.
قال : فذلك التقوي.
وأخذ هذا المعني ابن المعتز فقال :
خل الذنوب صغيرها وكبيرها فذاك التقي
واصنع كماشي فوق أر ض الشوك يحذرما يري
لا تحقرن صغيره ان الجبال من الحصي
ولنلاحظ هنا : ان هناك ارتباطا وثيقا بين الاعمال الظاهره والاعمال الباطنه ، فالباطن اذا زاد وكمل اثر
علي الظاهر ولابد ، وكثره الاعمال الظاهره باخلاص وتضرع الي الله وتعالي تزيد في الاعمال الباطنه .
فليكن هذا منا علي بال ، فلنجعل من صومنا وعبادتنا طريقا الي زياده حبنا لربنا تعالي ورجائنا واخلاصنا و
خشينا ، ولنجعل من هذه الاعمال الباطنه زياده في اعمالنا الظاهره .
والله المستعان
ولهذه التقوي ثمرات : من اعظم ذلك ان الله اخير أنه علي عباده المتقين معيه حقيقيه خاصه تقتضي تسديدا
وتوفيقا وحفظا ورعايه ونصره وحمايه قال تعالي :" واعملوا ان الله مع المتقين "
واخبر انهم أهل محبته : " ان الله يحب المتقين " والشأن كل الشان ان يحبك الله تعالي
وأخبر ان القرءان العظيم لا ينتفع به الا المتقون فقال تعالي : "هدي للمتقين " وقال " يا أيها الناس قد
جاءتكم موعظه من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمه للمؤمنين"
وأخبر أنه تعالي جعل مخرجا ورزقا وتيسيرا لمن اتقاه " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزق من حيث لا
يحتسب " " ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا"
فلنجنهد عباد الله في هذا الشهر الفضيل في تحقيق التقوي لنغيش سعداء في ظلال ثمارها لاسيما وان الصوم
عباده ظاهره وباطنه فهو امساك مع نيه فهو يربي عباده السر ويزيد في الاستسلام والعبوديه لله رب العالمين
فهو بحق مدرسه ايمانيه .
والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
كتبه
عصام حسنين