بسم الله الرحمن الرحيم
إلى راغبي المال والجمال
أيها المسلم الحبيب:
ألك الرغبة في أن تتزوج بامرأة مضيئة؟
- فما بالك بامرأة وضيئة وغنية ؟
- وما بالك بامرأة وضيئة وغنية وذات حسب ونسب ؟
- لعلك تقول وكيف السبيل؟
- كيف السبيل إلى امرأة بهذه الأوصاف ؟
- قلنا لك تخير المرأة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم للشباب المسلم المرأة الدينة لربها .
- فلقد قال لنا رسولنا وحبيبنا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم :
(( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ودينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ))
والمرأة الدينة هي امرأة قد جمعت تلك الخصال .
أتدري أين مالها وغناها ؟.
قلنا لك : أن تنصت بكل جوارحك إلى كلام رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال :
(( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس )).
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر :
(( يا أبا ذر ، أترى كثرة المال هو الغنى؟)) قلت نعم. قال : (( وترى قلة المال هو الفقر ؟)) قلت : نعم، يا رسول الله ،
قال : (( إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب )).
فلتعلم أيها الحبيب :
- ليس حقيقة الغنى كثرة المال ؛ لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع ، بما أوتي ، فهو يجتهد في الازدياد ، ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير لشدة حرصه ، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس وهو من استغنى بما أوتي ، وقنع به ، ورضي ، ولم يحرص على الازدياد، ولا ألح في الطلب ، فكأنه غني .
فلما استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت .
ولذا صحح لنا النبي صلى الله عليه وسلم مفهوم الإفلاس فقال صلى الله عليه وسلم:
(( أتدرون من المفلس ؟)) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال صلى الله عليه وسلم:
(( المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، وقد شتم هذا ، واكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم ، فطرحت عليه ثم طرح في النار )).
إن من غناها أن تكسب في كل يوم آلاف .
فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟)) فسأله سائل من جلسائه ، كيف يكسب ألف حسنة ؟.
قال : (( يسبح مئة تسبيحه : فيكتب له ألف حسنة ، أو يحط عنه ألف خطيئة )).
فما بالك بامرأة لايفطر لسانها عن تسبيح ربها ، فكم تكسب في اليوم الواحد؟!.
ومن غناها أنها تقوم في كل يوم بعتق الرقاب !
فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول :
(( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات ، كان كمن عتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل )).
فما بالك بامرأة إن تحركت شفتاها تتحرك بهذا التهليل ، فكم من رقاب ستقوم بعتقها في كل يوم ؟!.
أتدري أين جمالها ؟
فالمرأة تستعمل الأصباغ على وجهها ، لتكون وضيئة وتظهر في صورة جميلة للناظرين !!.
أما جمال هذه المرأة الدينة الطائعة لربها ، فإنها تتزين بوضوئها ، وبهذا الماء الذي تصبه على وجهها في أثناء وضوئها ، لتعود نضارتها وضائتها أفضل مما كانت .
هذا الوضوء الذي من أثره الغل والتحجيل ، وهي العلامة التي يتعرف بها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته يوم القيامة .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء )).
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
(( إذا توضأ العبد المسلم – أو المؤمن – فغسل وجهه ، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء – أو مع آخر قطر الماء0- فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء – أو مع آخر قطر الماء – فإذا غسل رجليه ، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء – أو مع آخر قطر الماء – حتى يخرج نقياً من الذنوب )).
ما بالك بامرأة جعل الله في قلبها نوراً ، وفي سمعها نوراً وفي بصرها نوراً ، وفي لسانها نورا, وقد أحيطت بالنور من كل الجهات؟!
فهي إن قامت من ليلها لكي تقف وتركع وتسجد في جوف الليل,في الظلمة, بين يدي ربها تناجيه0
فقالت في صلاتها وسجودها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( اللهم اجعل في قلبي نورا,وفي لساني نورا,وفي سمعي نورا,وفي بصري نورا,وعن يميني نورا,وعن شمالي نورا,وأمامي نورا,وخلفي نورا,وفوقي نورا,وتحتي نورا,واجعل لي نورا,واجعلني نورا))
ما بالك بامرأة لا تأكل ولا تشرب إلا وهي مبتدئة طعامها وشرابها بسم الله,وإذا انتهت من طعامها وشرابها,قالت الحمد لله0
فما بالك بطعام وشراب يدخل إلى جوفها, وقد ذكر اسم الله عليه,فحري إن تحول إلى دماء لكانت هذه الكرات التي تتكون منها الدماء لمسبحة ربها0
أتدري أين حسبها ونسبها؟
فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:
(( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ))0
فنسبها الحقيقي هي الأعمال والطاعات التي تتقرب بها إلى ربها, فمن أبطأ به عمله أن يبلغ به المنازل العالية عند الله تعالى لم يسرع به نسبه,فيبلغه تلك الدرجات , فإن الله تعالى رتب الجزاء على الأعمال0
﴿)فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ﴾[ المؤمنون: 101 ]0
والإنسان ينتفع بنسبه أن يستنصر بهم فهم أهل قوته وبأسه الذين يدفعون عنه0
وكذلك الأعمال الصالحة تحرس الإنسان في قبره, وتدفع عنه0
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه, فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه ,وكان الصيام عن يمينه,وكانت الزكاة عن يساره ,وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه, فيؤتي من قبل رأسه, فتقول الصلاة:ما قبلي مدخل ,ثم يؤتى عن يمينه,فيقول الصيام:ما قبلي مدخل0 ثم يؤتى عن يساره ,فتقول الزكاة ماقبلي مدخل,ثم يؤتى من قبل رجليه,فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس:ما قبلي مدخل ))0
بل انظر إلى دفاع القرآن عنها,هذا الذي منعها النوم من الليل0
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا,تتقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما))0
بل انظر إلى منزلتها عند ربها يوم القيامة0
((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق,ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها))0
أرأيت أيها المسلم الحبيب نسبا أنفع من ذلك النسب, فإنها امرأة حسيبة ,نسبها لا ينفك عنها حتى يوم القيامة0
وهي امرأة كما علمت دينة لله تعالى0
أتدري لماذا الدينة؟
﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ﴾[ النساء: 34 ]
فهي مسرعة في إجابة طلب زوجها إذا دعاها إلى فراشه,شفقة على نفسها من لعنة الملائكة0
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها,لعنتها الملائكة حتى تصبح))0
تعلم حق زوجها ,فهي لا تصوم تطوعا إلا بإذنه,فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه,ولا تأذن في بيته إلا بإذنه))
وهي تعلم مسئوليتها في بيتها0
((والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ))0
تسعى لتحصل على رضا زوجها؛لأنها تعرف أن الطريق إلى الجنة0
فلقد قال صلى الله عليه وسلم :
((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة))0
وهي تخشى من إيذاء زوجها؛حتى لا تتعرض لعقوبة ربها؛وذلك لأنها تعلم من قول رسولنا صلى الله عليه وسلم :
((لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله,فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك))
وفوق كل ذلك تعلم حق زوجها عليها ,كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد,لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها))0
وحسبك أيها المسلم:
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا متاع,وخير متاعها المرأة الصالحة))0
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خير آله من زوجة صالحة,أن أمرها أطاعته, وإن نظر إليها سرته, وإن أقسم عليها أبرته,وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله))0
كتبه
سعيد محمد السواح
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.