نجمة داوود
الحـكم الذى أصدره ديوان المظالم فى المملكة العربية السعودية برد دعوي قضائية رفعها محـامٍ ورجال أعمال ضد وزارة التجارة لشطب تسجيل علامة "مونتبلانك" المملوكة لشركة "مونتبلانك الألمانية" الشبيهة برسم نجمة إسرائيل السداسية، بدعوي أن النجمة السداسية تعد رمزاً لليهود؛ هو حـكم جدير بالتوقف عنده بعض الشيء. فقد استند ديوان المظالم فى رده للدعوي إلي عدد من الحـيثيات منها:
\ أن مقدم الدعوي ليس له صفة المصلحـة فى الدعوي حـيث أن دعاوي الحـسبة يجب أن تكون مقدمة من الجهات الرسمية ذات الاختصاص وليس من عامة الناس.
\ أن النجمة السداسية ليست رمزاً خاصاً بإسرائيل، حـيث أن البند الثالث الخاص بالبضائع الأجنبية التى تحـمل علامة مشابهة للعلامات الإسرائيلية "مادة 69" تسمح بإدخال البضائع الأجنبية التى تحـمل النجمة السداسية أو العلامات المشابهة بعد التحـقق من أنها من منشأ أجنبى بحـت ولم يدخل فى صناعتها أى مادة أو عمل إسرائيلى.
\ أكد مندوب وزارة التجارة الذى شارك فى جلسات الدعوي، بالإضافة إلي ممثل عن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، أن النجمة السداسية لا تمثل رمزاً دينياً لإسرائيل؛ الأمر الذى يجعل ما ذكره المدعى غير صحـيح ويتعين رفضه.
إن رفع القضية والنظر فيها من قبل ديوان المظالم يدلان علي مبادئ قانونية هامة فى النظام القضائى السعودى، كما اعترف محـامى الجهة صاحـبة الدعوي نفسه. والحـكم يعكس مدي ما تتمتع به الجهات القضائية من حـيادية فى معالجتها للأمور والنظر إليها بصفة عادلة تعطى كل ذى حـق حـقه. كما يعكس الحـكم سعة أفق القائمين علي أمور القضاء والحـسبة فى النظر إلي مثل هذه الأمور. إن النجمة السداسية التى يرجعها اليهود إلي النبى داوود، لا يجب أن تخلق كثيراً من الحـساسية لدينا، وينبغى ألا نعتبرها تمس بالشعائر الدينية للمسلمين. ولا أري شخصياً ضيراً إذا ما تم تداولها فى سلعة أو بضاعة طالما أنها من منشأ أجنبى وليس موردها دولة إسرائيل نفسها. من جهة ثانية، فإن إتاحـة استعمالها من قبل غير اليهود لا يجعلها شيئاً مميزاً لليهود وحـدهم، وبذلك لا يعود لها الثقل الذى يعطيه لها اليهود، وتنتفى صفة الرمز والتميز بها.
إن الإسلام هو الدين الذى ابتعث به الرسل أجمعون، و"إن الدين عند الله الإسلام"، وهو فى مفهومه العام لا يختص بمن بُعث إليهم محـمد @، بل هو حـكم عام فى الأولين والآخرين. إن الأنبياء والمرسلين -جميعاً- كانوا حـنفاء مسلمين. وإن دعواتهم كافة كانت الإسلام. وأنبياء بنى إسرائـيل جـميعاً كـانوا مسـلمين؛ >> إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور يحـكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا << فإذا كان اليهود يعتبرون النجمة السداسية رمزاً يردونه إلي النبى داوود، حـيث يسمونها "نجمة داوود"؛ فإن داوود نبى من أنبياء الله.. ونحـن أولي به منهم.