وزير العمل يقدم لها درعاً تكريمياً
بي إيه إي سيستمز.. شراكة سعودية بريطانية عمرها 35 عاماً
تعتبر شركة بي إيه إي سيستمز من أكبر الشركات العالمية في القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر الشركة أحد أهم المصادر الرئيسية التي توفر الخدمات الهندسية والتقنية لعملائها. ويبرز هذا الدور من خلال العلاقة بين الشركة والعديد من المنشآت التي تعمل في القطاع الصناعي السعودي، والتي تعمل الشركة من خلالها على الإلتزام بنقل أحدث ما توصلت إليه تقنية صناعة الطيران والعلوم التقنية في مجالات الدفاع والأمن، كما هو الحال في تطبيق أنظمة مراقبة الأجواء باستخدام الحاسب الآلي.
وقد تطورت عمليات الشركة في المملكة العربية السعودية باعتبارها أحد أهم الأسواق الرئيسية بالنسبة لها على مستوى العالم. وكانت البداية الفعلية لهذا الاستثمار قد تمت من خلال نقل المعرفة والخبرات وتقديم الخدمات عبر المشاركة مع ثلاث شركات سعودية رائدة في مجالاتها، وهي شركة المعدات المكملة للطائرات بمحافظة جدة وتختص بالهندسة الميكانيكية وتجهيز الطائرات، وشركة الإلكترونيات المتقدمة وتختص بهندسة الإلكترونيات، والشركة الدولية لهندسة النظم وتختص بتطوير تكنولوچيا المعلومات.
البداية في السوق السعودية
قبل 35 عاماً بدأ تنفيذ اتفاق بين الحكومة السعودية والحكومة البريطانية لتزويد القوات الجوية الملكية السعودية بالطائرات المقاتلة «اللايتنينج» وطائرات التدريب «سترايك ماستر».
ومع بدء تنفيذ هذا الاتفاق، ظهرت شركة بي إيه إي سيستمز، والتي كانت تعرف سابقاً باسم «الشركة البريطانية للطيران والفضاء». وبدأ دور الشركة يظهر في تقديم منظومة جوية شاملة تهتم بتنفيذ التطلعات المناطة بها في الاهتمام بتدريب وتأهيل الشباب السعودي والعمل على نقل التقنية إلى المملكة العربية السعودية وإعداد وتجهيز مجموعة الدعم البشري اللازم لضمان تأهيل الشباب السعودي ليكونوا قادرين على استخدام وتشغيل تلك المنظومات على أكمل وجه.
وفي عام 1985م تم توقيع إتفاقية جديدة بين الحكومتين، لتوفير ودعم طائرات التورنيدو، والهوك، وطائرات بي سي 9، وتمت إضافة كاسحات الألغام في وقت لاحق. وتم تعيين شركة بي إيه إي سيستمز كمقاول رئيسي للعمل عن قرب مع القوات الجوية الملكية السعودية والقوات البحرية الملكية السعودية. ومن خلال الوفاء بالتزاماتها تمكنت الشركة من تقوية علاقاتها مع عملائها في المملكة العربية السعودية عبر إنجاز العديد من المشاريع في مجالات الدفاع والأمن.
وفي بداية عام 2007م تم تدشين إتفاقية «البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي» مما عمل على إرساء دعائم عهد جديد من الشراكة بين الحكومتين.
وفي شهر سبتمبر عام 2007م تم تدشين برنامج «مشروع سلام» الذي يتضمن امتلاك القوات الجوية الملكية السعودية لعدد 72 طائرة تايفون ضمن برنامج يهدف إلى تحديث القوات المسلحة السعودية. وبصفتها المقاول الرئيسي، تقدم الشركة خدماتها للحكومتين السعودية والبريطانية في هذا الجانب، حيث تقوم الشركة بدعم الأعمال ونقل الخبرات لتسهم في تطوير البنية الصناعية السعودية. ويشمل هذا تجميع وتركيب طائرات التايفون في المملكة العربية السعودية بأيد سعودية. ومن خلال تجميع طائرات التايفون وتأمين الدعم الصناعي اللازم، تصبح المملكة العربية السعودية إحدى الدول المحدودة التي تشارك في بناء وإنتاج الجيل الرابع من الطائرات النفاثة.
وفي عام 2008م بدأت الشركة تنفيذ برنامج تطوير وتعزيز قدرات طائرات التورنيدو الهجومية «آي دي إس» وذلك من خلال تنفيذ برنامج طموح ومكثف أطلق عليه اسم برنامج المحافظة على قدرات طائرات التورنيدو TSP بتزويدها بتقنية حديثة بما يكفل استمرارية العمليات القتالية لهذه الطائرات لما بعد عام 2020م.
برنامج نقل التقنية
تواصل الشركة سياسة نقل التكنولوچيا للشركات في المملكة العربية السعودية. ويتم تنفيذ برنامج المحافظة على قدرات طائرات التورنيدو وتطويرها الذي تقوم به شركة السلام للطائرات في العاصمة الرياض، بينما تتولى شركة المعدات المكملة للطائرات المحدودة في محافظة جدة إجراء عمليات الفحص الدقيق لعجلات الهبوط لطائرات التورنيدو. أما شركة الإلكترونيات المتقدمة فتعمل على تطوير أجهزة الحاسب الآلي الرئيسية لطائرات التورنيدو. كما أوكلت جميع عمليات تقنية المعلومات الخاصة بشركة بي إيه إي سيستمز إلى الشركة الدولية لهندسة النظم، فيما تتولى الشركة السعودية للتطوير والتدريب الإيفاء باحتياجات الشركة والعميل من خدمات التدريب، بينما تقدم الشركة السعودية للصيانة وإدارة خطوط الإمداد المحدودة المساندة اللوچستية للعملاء فيما يخص تأمين قطع الغيار والمعدات.
الإلتزام بنقل الخبرات
توظف الشركة حالياً نحو 4600 موظف في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى ذلك، فإن الشركة تعتبر أن نحو 10.000 موظف يعتمد على مشاريع الشركة من خلال عملياتها في السوق السعودية. كما أن نحو 2000 وظيفة أخرى تم توفيرها من خلال استثمارات الشركة في الشركات السعودية.
ويشكل السعوديون أكثر من نصف إجمالي القوى العاملة للشركة بموقعها في المملكة العربية السعودية وبنسبة تصل إلى 53? من عدد موظفيها، مما يجعل الشركة أحد أكبر الشركاء من حيث توظيف السعوديين في القطاع الخاص. وتتصاعد نسبة وعدد السعوديين في الشركة بشكل ثابت سنوياً، حيث كان عدد الموظفين السعوديين قبل 12 عاماً 700 موظف، وكانوا يمثلون 15? فقط من إجمالي موظفي الشركة.
إسهامات الشركة في المجال المالي
منذ أن بدأت الشركة عملياتها في المملكة العربية السعودية وحجم إنفاقها يعد كبيراً. فمع نهاية عام 2007م تم إنفاق 45 مليار ريال سعودي على شراء وتوريد بضائع وخدمات من شركات سعودية، ويتوقع أن يزيد هذا الرقم، لأن الشركة ملتزمة بإيجاد موردين محليين والاعتماد عليهم بدلاً من الاستيراد من الخارج.وبالإضافة إلى 10.2 مليار ريال سعودي، تصرف على قطاع الإنشاءات و10.3 مليار ريال سعودي على السكن و11.1 مليار ريال سعودي على المشتريات المحلية و13.3 مليار ريال سعودي على الدعم العام؛ فقد تم استثمار مليار ريال سعودي آخر في شركات هندسية سعودية في نهاية عام 2005م.
وبالإضافة إلى هذا المبلغ، تم دفع مئات الملايين كرواتب للموظفين السعوديين في كل عام خلال السنوات الماضية.
خطط تطوير مستقبلية
هناك حالياً عروض مرتبطة بوثيقة التفاهم الموقعة في ديسمبر عام 2005م، تتناول برامج تدريبية أكاديمية وتقنية ومهنية، مما يعزز التعاون الثنائي بين الحكومتين السعودية والبريطانية. كما يوجد المزيد من إتفاقيات التعاون التي تم الإتفاق عليها خلال الزيارات الرسمية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في أكتوبر عام 2007م إلى المملكة المتحدة، وتشمل:
تعليم وتدريب فني: تأسيس وتشغيل أكاديمية فضاء وكلية في مجال الصناعة والأعمال للسعوديين.
تعليم وتدريب صناعي ومهني من أجل تطوير المهارات وتقديم الدعم لنقل التقنية وتطوير الشركات إضافة إلى التطوير أثناء العمل.
تطوير أكاديمي ومهني: ويشمل التعاون بين المؤسسات التعليمية البريطانية من الدرجة الثالثة ومؤسسات التعليم المهني في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى التعاون بين الجامعات السعودية والبريطانية.
وهذه المشاريع ستقدم دعماً استراتيچياً لقطاعات مهمة في الصناعة السعودية وتهدف إلى التنمية الصناعية والنمو والتنوع وخلق وظائف للعمالة من الجنسين. وفي المقابل ستجد المشاريع الدعم عن طريق الاستثمار المباشر وغير المباشر.
المشاركة في برامج أخرى
تقوم شركة بي إيه إي سيستمز بلعب دور مهم في عدد من المبادرات الاجتماعية، حيث أسهمت الشركة في برنامج الحكومة السعودية للتدريب والمهارات المهنية الوطنية والمقررات الخاصة بها. وقد أدير هذا البرنامج من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من عام 2001م حتى نهاية عام 2005م.
وتم التدريب والتطوير لنحو 250 مهنة وتأليف 850 مقرراً كمجموعة تدريب، إضافة إلى قاعدة بيانات للبنية الأساسية الحالية والمستقبلية. وتمت الاستعانة ببرامج ذات مستويات عالية، مما أدى إلى اعتماد هذه المعايير من عدة دول منها بريطانيا وأستراليا وكندا.
وقامت شركة بي إيه إي سيستمز بتمويل هذا البرنامج وإعارة إخصائي تدريب مهني لمساعدة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في إدارة البرنامج. وقد وصف البرنامج بأنه أهم البرامج التي طبقت في سوق العمل السعودية، حيث يوفر التدريب لأكثر من 150 ألف شاب سعودي ينضمون إلى سوق العمل كل سنة.
وتعد شركة بي إيه إي سيستمز داعماً رئيسياً لبرنامج التوازن الاقتصادي السعودي، حيث قامت بتقديم قروض ميسرة، وعملت على تشجيع الاستثمار الأجنبي في السوق السعودية، إضافة إلى استثماراتها الخاصة.
أيضاً تدير شركة بي إيه إي سيستمز البرنامج السعودي البريطاني الخاص بالرياضة والتبادل الثقافي، حيث يعد هذا البرنامج من أنجح البرامج من نوعه على مستوى العالم. وكان من ثمار هذا البرنامج التطور الرياضي في البلدين وتقوية العلاقة بينهما.
ومنذ بداية البرنامج حصل أكثر من 1100 مدرب سعودي على مؤهل المستوى الأول لاتحاد التدريب الطبي البريطاني، إضافة إلى 250 مدرباً حصلوا على مؤهل المستوى الثاني، وكذلك تمكن 70 سعودياً وسعودية من تطوير خبراتهم في المجال الطبي عن طريق برنامج الماچستير في الطب الرياضي بالتعاون مع جامعات بريطانية، وقد تخرج 20 من المشاركين في هذا البرنامج.
أيضاً تعتبر شركة بي إيه إي سيستمز داعماً رئيسياً في المجال التعليمي. ومنذ بداية عام 1991م يلتحق سنوياً عدد من الأكاديمين السعوديين ببرامج تدريبية وتعليمية صممت لتحفيز التقدم البحثي، حيث تولى المجلس الثقافي البريطاني تقديم هذه البحوث بتمويل من الشركة. وقد أسهمت هذه البرامج في تأمين الدعم اللازم لهؤلاء الأكاديميين السعوديين مما أتاح لهم فرصة الدراسة في الجامعات البريطانية خلال الفترة الصيفية.
كذلك تعد جامعة الفيصل، التي تأسست عام 2008م بالعاصمة الرياض، أول مؤسسة تعليمية خاصة في المملكة العربية السعودية تتخصص في التعليم المتوسط، وتركز الجامعة على تأهيل الشباب السعودي في مجالات الهندسة وإدارة الأعمال والتخصصات الطبية. وتفخر شركة بي إيه إي سيستمز بأنها أحد الرعاة المؤسسين لهذه الجامعة. وفيما يتعلق بالعمل الخيري، يقوم موظفو الشركة بجمع الأموال وتقديمها للجمعيات الخيرية عن طريق برنامج «شريك الخير». وتقوم الشركة بمضاعفة المبالغ التي يجمعها الموظفون ومن ثم تقديمها للجهة المستفيدة، حيث يتم إرسال هذه التبرعات إلى عدد من المنظمات الخيرية مثل جمعية الأطفال المعوقين، مركز المئوية، جمعية سند، ومركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال.