بتـــــاريخ : 7/3/2009 7:36:11 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 5438 0


    طرق وأساليب وأصول البحث العلمي

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ناصر عبدالله ناصر المعيلي | المصدر : www.ecoworld-mag.com

    كلمات مفتاحية  :
    طرق وأساليب وأصول البحث العلمي
    الدكتور/ ناصر عبدالله ناصر المعيلي
    nasser_almuayli@yahoo.com
    الدكتور/ ناصر عبدالله ناصر المعيلي
    الدكتور/ ناصر عبدالله ناصر المعيلي
    إن الحاجة إلى الدراسات والبحوث العلمية والتعلم أصبحت اليوم مهمة أكثر من أي وقت مضى، وأضحى العالم في سباق للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل الرفاهية للإنسان. وإذا كانت الدول المتقدمة تولي اهتماماً كبيراً للبحث العلمي، فذلك يرجع إلى أنها أدركت أن عظمة الأمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية. والبحث العلمي ميدان خصب ودعامة أساسية لاقتصاد الدول وتطورها، وبالتالي يحقق الرفاهية لشعوبها ويمكِّنها من المحافظة على مكانتها الدولية.
    وقد أصبحت طرق البحث العلمي وأساليب القيام بها من الأمور المسلم بها في المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث، بالإضافة إلى انتشار استخدامها في معالجة المشكلات التي تواجه المجتمع بصفة عامة، حيث لم يعد البحث العلمي قاصراً على ميادين العلوم الطبيعية وحدها، بل إن البحث العلمي يحتل في الوضع الراهن، مكاناً بارزاً في النهضة العلمية وتطورها، من خلال إسهام الباحثين بإضافاتهم المبتكرة في رصيد المعرفة الإنسانية، حيث تعتبر المؤسسات الأكاديمية هي المراكز الرئيسية لهذا النشاط العلمي الحيوي، بما لها من وظيفة أساسية في تشجيع البحث العلمي وتنشيطه وإثارة الحوافز العلمية لدى الطالب والدارس حتى يتمكن من القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
    ونظراً لأن البحث العلمي يعد من أهم وأعقد أوجه النشاط الفكري، فإن الجامعات تبذل جهوداً جبارة في تدريب الطلاب على إتقانه أثناء دراستهم الجامعية لتمكنهم من اكتساب مهارات بحثية تجعلهم قادرين على إضافة معرفة جديدة إلى رصيد الفكر الإنساني. كما تعمل الجامعات على إظهار قدرة الطلاب في البحث العلمي عن طريق جمع وتقويم المعلومات وعرضها بطريقة علمية سليمة في إطار واضح المعالم، يبرهن على قدرة الطالب على اتباع الأساليب الصحيحة للبحث وإصدار الأحكام النقدية التي تكشف عن مستواه العلمي ونضجه الفكري التي تمثل الميزة الأساسية للدراسة الأكاديمية.
    أنواع البحوث

    حسب جهات تنفيذها
    البحوث الأكاديمية: وهي التي تجرى في الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية، وتصنف إلى المستويات التالية:
    البحوث الجامعية الأولية: وهي أقرب ما تكون إلى التقارير منها إلى البحوث، حيث يتطلب من طلبة المراحل الجامعية الأولية خاصة الصفوف المنتهية كتابة بحث للتخرج.
    بحوث الدراسات العليا: وهي على أنواع منها رسائل الدبلوم العالي، والماجستير، والدكتوراة، والتي يقوم فيها الطالب باختيار موضوع الأطروحة لبحثه ووضع الأسس اللازمة له، واختيار من يشرف على بحثه المتفق عليه قبل البدء في خطة البحث.
    بحوث الأكاديميين: يتوجب على أساتذة الجامعات والمعاهد كتابة بحوث لغرض تقييمهم وترقياتهم ولغرض اشتراكهم في مؤتمرات علمية.
    البحوث غير الأكاديمية: وهي بحوث متخصصة تنفذ في المؤسسات والدوائر لغرض تطوير أعمالها ومعالجة المشاكل والاختناقات التي تعترض طريقها، فهي أقرب ما يكون إلى البحوث التطبيقية.
    المنهجية العلمية

    هي مجموعة من القواعد والإجراءات يعتمد عليها طريق البحث، وهذا النسق لا هو بالمغلق ولا هو بالمنزه عن الخطأ، ويقوم العلماء بالبحث عن المناهج والأساليب الفنية الجديدة للمشاهدة والاستدلال والتعميم والتحليل. فالمنهج هو خطوات منظمة يتبعها الباحث أو الدارس في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة.
    وهناك عدة خطوات للمنهج العلمي في البحث، وهي:
    تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً.
    جمع المعلومات عن هذه المشكلة.
    وضع الفروض المقترحة لحل المشكلة.
    اختبار صحة الفرض.
    التوصل إلى نتائج يمكن تعميمها.
    ولكي يصبح البحث علمياً يجب على الباحث أن يلتزم بخطوات وطرق المنهج العلمي في البحث، كالتالي:
    تحديد المشكلة: ويعتبر تحديد المشكلة أهم الخطوات على الإطلاق، ويحتاج تحديد المشكلة إلى خبرة ودراية من الباحث وهي أمور تكتسب بالممارسة العلمية والعملية للبحوث ومن القراءات المتعمقة، وقد يتضح لنا أن المشكلة محل البحث، يمكن تجزئتها إلى عدة أجزاء ومواضيع، بحيث كل موضوع باحث أو مجموعة بحاثة يتولى حسب قدراتهم واستعدادهم وبذلك يمكن ترشيد الوقت والجهد والتكلفة.
    جمع المعلومات: يقوم الباحث بجمع المعلومات المتاحة عن المشكلة، وتختلف مصادر المعلومات باختلاف طبيعة البحث نفسه، فقد تكون:
    الكتب ذات المرجعية.
    تجارب يجريها الباحث ليحصل منها على بيانات ويستخلص منها نتائج.
    إحصاءات يجمعها الباحث بنفسه.
    بيانات أعدها باحثون سابقون.
    سجلات.
    أجوبة وأسئلة في شكل استبيان. ومقابلات شخصية وأحاديث وخطب وجرائد وتقارير صحفية.
    وضع الفروض:
    وهي مرحلة الربط بين هذه المعلومات لمعرفة الأسباب الحقيقية وليست الظاهرية للمشكلة.
    والفروض هي أحد ضرورات الحياة العلمية، وهي عبارة عن حلول مقترحة لعلاج أسباب مشكلة تحت الدراسة. وتنشأ الفروض، أي الحلول المقترحة كنتيجة لملاحظات الباحث وما حصل عليه من معلومات بخصوص تلك المشكلة.
    ولكي يكون الفرض العلمي المقترح سليماً يجب توافر شروط أساسية هي:
    أن يكون الفرض موجزاً وواضحاً.
    أن يكون بسيطاً.
    أن يكون قابلاً للاختبار والتحقق من صحته بالأدوات البحثية المتاحة، وتعتبر النظريات الفرضية الخطأ منها والصواب ذات فائدة كبيرة فكم من نظريات ثبت عدم صحتها ورفضت فسبب ذلك تقدماً كبيراً للعلم، وإذا لم تساند التجارب الفرض المقترح فإنه يعدل أو يستبدل بآخر.
    ومن أمثلة الفروض والنظريات الخاطئة «نظرية التوالد الذاتي للميكروبات» حيث هدم هذه النظرية العالم الفرنسي لويس باستور (1822م - 1895م) وأثبت أن الميكروبات لا بد لها من أصل حي حتى تتكاثر وبذلك فتح المجال لتقدم كبير في مجال علوم الحياة. ويُنصح الباحث بوضع أكبر عدد ممكن من الفروض بصرف النظر عن درجة تحقيقها وذلك حتى لا يغفل أي جانب من جوانب المشكلة.
    ويتم اختبار صحة الفرض بالعمل التجريبي وأخذ الملاحظات وباستخدام أدوات التحليل المختلفة فتستبعد الفروض عديمة الأثر وتستبقى الفروض التي ثبتت قدرتها على التأثير في أسباب المشكلة وعلاجها.
    الوصول إلى نتائج يمكن تعميمها: وعندها يكون البحث قد ساهم في حل المشكلة وأضاف جديداً للبناء العلمي.
    أساليب البحث العلمي

    هناك أسلوب استنتاجي وآخر استدلالي للبحث العلمي، ويعتمد الأسلوب الاستنتاجي على الإطلاع والتفكير والمنطق للتوصل إلى حقائق المعارف والروابط القائمة بينها، ويعتمد الأسلوب الاستدلالي على نتائج التجارب والقياسات العلمية وذلك لتحقيق نفس الأغراض السابقة.
    إن ما حدث من تقدم كبير في العلوم جعل البحث العلمي المفيد في حاجة إلى الاستعانة بالأسلوبين معاً لأنهما في حقيقة الأمر لازمين ومكملين لبعضهما وإن كان مدى الاحتياج يتفاوت تفاوتاً كبيراً من علم لآخر.
    ويتميز الأسلوب العلمي عن بقية الأساليب الفكرية بعدة خصائص أساسية، وأهمها:
    الموضوعية: وتعني الموضوعية هنا، أن الباحث يلتزم في بحثه المقاييس العلمية الدقيقة، ويقوم بإدراج الحقائق والوقائع التي تدعم وجهة نظره، وكذلك الحقائق التي تتضارب مع منطلقاته وتصوراته.
    استخدام الطريقة الصحيحة والهادفة: ويقصد بذلك، أن الباحث عندما يقوم بدراسة موضوع معين ويبحث عن حل، يجب أن يستخدم طريقة علمية صحيحة وهادفة للتوصل إلى النتائج المطلوبة لحل هذه المشكلة.
    الاعتماد على القواعد العلمية: حيث أن تجاهل أو إغفال أي عنصر من عناصر البحث العلمي، يقود إلى نتائج خاطئة أو مخالفة للواقع.
    الانفتاح الفكري: ويقصد بذلك، أنه يتعين على الباحث الحرص على التمسك بالروح العلمية والتطلع دائما إلى معرفة الحقيقة فقط، والابتعاد قدر الإمكان عن التزمت والتشبث بالرؤية الأحادية.
    الابتعاد عن إصدار الأحكام النهائية: وهي من أهم خصائص الأسلوب العلمي في البحث التي ينبغي على الباحث التقيد بها، أي بمعنى أدق، ضرورة اعتماد الباحث على أدلة كافية قبل إصدار أي حكم أو التحدث عن نتائج تم التوصل إليها.
    المناهج المستخدمة
    في البحث العلمي

    لكل بحث منهج يسير عليه لدراسة المشكلة فمنهج البحث هو طريقة موضوعية يتبعها الباحث لدراسة ظاهرة من الظواهر بقصد تشخيصها وتحديد أبعادها ومعرفة أسبابها وطرق علاجها والوصول إلى نتائج عامة يمكن تطبيقها، وتدين الحضارة الغربية الراهنة بما وصلت إليه لاستخدامها منهج البحث العلمي كوسيلة للتفكير.
    وعموماً فإن المناهج الأساسية المستخدمة في البحث العلمي أربعة هي:
    المنهج التجريبي لدراسة الظاهرة.
    المنهج الوصفي التحليلي، لوصف الظاهرة.
    المنهج التاريخي، لتتبع الظاهرة.
    المنهج المتكامل في البحوث التطبيقية، للدراسة والتطبيق.
    وأياً كان المنهج البحثي المستخدم فإنه يتم وفق الخطوات الأساسية التي سبق الكلام عنها.
    المنهج التجريبي: ويقوم هذا المنهج على إجراء ما يسمى «بالتجربة العلمية» فعن طريق التجربة يتم اختبار أثر عامل متغير لمعرفة أثره وذلك قبل تعميم استخدامه ويسمى العامل المتغير المطلوب دراسة أثره بالمتغير التجريبي وهو يمثل الفرض المطلوب اختبار صحته، وتتم التجربة وفق شروط معينة يتم التحكم فيها، ولسلامة التجربة تُثبت العوامل الأخرى المتعلقة بالتجربة حتى يمكن معرفة أثر العامل المتغير.
    المنهج الوصفي التحليلي: ويقوم هذا المنهج على وصف ظاهرة من الظواهر للوصول إلى أسباب هذه الظاهرة والعوامل التي تتحكم فيها، واستخلاص النتائج لتعميمها. ويشمل المنهج الوصفي أكثر من طريقة، منها:
    طريقة المسح (الحصر): وفي هذه الطريقة تتم دراسة الظاهرة بشكل عام محيطين بكافة عواملها وأسبابها مهما كان عدد هذه العوامل والأسباب (يختبر عدد كبير من الحالات). ويراعى في طريقة المسح أن تكون العينات التي ستدرس ممثلة للمجتمع لتكون النتائج أيضاً ممثلة للمجتمع، ويراعى أيضاً أن تفسر الإحصائيات التي يُحصل عليها تفسيراً سليماً.
    طريقة الحالة: وتتضمن هذه الطريقة دراسة حالة واحدة أو بضع حالات دراسة متعمقة مع تحليل كل عامل من العوامل المؤثرة والاهتمام بكل شيء عن الحالة المدروسة. وتحتاج هذه الطريقة لخبرة وجهد من الباحث، كما أنه ينبغي تفسير النتائج التي يتم الحصول عليها بكل عناية مع تجنب الحالات غير العادية أو غير الممثلة وعموماً تقل الأخطاء بزيادة عدد الحالات المدروسة. وقد تستخدم في الدراسة طريقة الحالة بمفردها أو بالتعاون مع طريقة المسح فيبدأ الباحث الدراسة حسب طريقة الحالة ثم يدرس بطريقة المسح مدى انطباق النتائج على العدد الأكبر من الوحدات. ومن الأمثلة المشهورة لطريقة الحالة في البحث التي أقيمت على فرد واحد: الدراسة التي قام بها الجراح الأمريكي Baumount 1785 - 1853 على مريض أصيب بطلق ناري في بطنه نتج عنه ثقب بالبطن أمكن علاج المريض ولكن فتحة البطن ظلت موجودة وتمكن الطبيب من إدخال الطعام وإخراجه على فترات وتحليله ومن خلال 238 تجربة أجراها أمكن الوصول إلى أول فهم حقيقي للعصير المعدي وعملية فيزيولوچيا الهضم.
    المنهج التاريخي: يقوم هذا المنهج على تتبع ظاهرة تاريخية من خلال أحداث أثبتها المؤرخون أو ذكرها أفراد على أن يُخضع الباحث ما حصل عليه من بيانات وأدلة تاريخية للتحليل النقدي للتعرف على أصالتها وصدقها، وهي ليست فقط من أجل فهم الماضي بل وللتخطيط المستقبلي أيضاً. وفي البحوث التاريخية عن الأحداث والشخصيات، يجب أن يلتزم الكاتب بعرض المادة التاريخية عرضاً أميناً وموضوعياً مبتعداً عن الأسلوب الأدبي من حيث المبالغة والتهويل والربط الموضوعي بين الأحداث.
    المنهج المتكامل في البحوث التطبيقية: وهو أحدث الطرق، وهذا المنهج مُستحدث لدراسة الظواهر الإنسانية والاجتماعية. ويستند هذا المنهج على حقيقة وجود ارتباط وتلازم بين الإطار العلمي للبحث (أي الفكر النظري) وبين الواقع العملي (أي المجال التطبيقي) مما يسمح بالمزج بين النظريات التي تفسر الظواهر مع التطبيق العملي. ويتيح هذا المنهج للدراسة التي يقوم بها الباحث مزايا عديدة منها تحقيق العمق باستخدام المنهج التاريخي والشمول باستخدام المنهج الوصفي التحليلي والتوازن باستخدام أدوات التحليل الإحصائي. ويستخدم هذا المنهج في الدراسات التطبيقية التي تدرس ظاهرة من الظواهر ويسمح بدراسة كافة العوامل والمتغيرات بنفس الوقت مما يزيد من إمكانية تعميم النتائج والتوصيات.
    طرق أخرى غير منهجية

    وهناك طرق أخرى لا تخضع للمنهج البحثي أي غير منهجية ولكنها ذات أهمية لإجراء بعض جوانب البحث، ومنها:
    طريقة المحاولة والخطأ: وتتضمن هذه الطريقة أخذ ملاحظات وإجراء تجارب بدون نظرية فرضية لإثباتها أو رفضها، كما يحدث عند اختبار مادة جديدة من المواد المختلفة تمتاز عن غيرها من المواد فتجرى تجربة مقارنة لهذه المادة الجديدة مع غيرها من المواد المعروفة القريبة منها في الاستعمال كمواد الحشو أو مواد البناء أو حتى الزراعات المختلفة. ورغم أن طريقة المحاولة والخطأ غير مكتملة المنهج كما في الطرق السابقة إلا أنها استخدمت على نطاق واسع وأفادت في كثير من الحالات. وقد يجمع الباحث طريقة المحاولة والخطأ مع غيرها من طرق البحث كالطريقة التجريبية الاستدلالية فيبدأ الطريقة بتجميع الملاحظات ثم يضع نظرية فرضية ويختبر صحتها.
    الطرق الإحصائية: إن الإحصاء نظام رياضي وهو علم يساعد على تجميع البيانات الخاصة بظاهرة ما ودراستها دراسة منتظمة. ويُستخدم الإحصاء لدراسة نتائج التجارب العملية. وقد أحدثت الطرق الإحصائية ثورة في طرق البحث في الخمسين عاماً الماضية وأصبحت تستخدم من قبل معظم الباحثين حيثما دعت الحاجة لذلك.
    صفات الباحث الجيد

    ينبغي أن تتوفر بعض السمات في الباحث العلمي كي يكون ناجحاً في إنجاز بحثه وإعداده وكتابته بشكل جيد، ومن أهم هذه السمات ما يلي:
    توفر الرغبة في موضوع البحث: تعتبر رغبة الباحث في مجال وموضوع البحث وميله نحوه عامل مهم في إنجاح عمله وبحثه. فالرغبة الشخصية دائماً هي عامل مساعد ودافع فاعل يؤدي للنجاح.
    القابلية على التحمل والصبر: الباحث الناجح بحاجه إلى تحمل المشاق في التفتيش المستمر والطويل أحياناً عن مصادر المعلومات المناسبة والتعايش معها بذكاء وصبر وتأني.
    التواضع: يجب أن يتصف الباحث العلمي بالتواضع. ومهما وصل إلى مرتبة متقدمة في علمه وبحثه ومعرفته في مجال وموضوع محدد، فإنه يبقى بحاجة إلى الاستزادة من العلم والمعرفة. لذا فإنه يحتاج إلى التواضع أمام نتاجات وأعمال الآخرين، وعدم استخدام عبارة «أنا» في الكتابة، أي أن لا يذكر وجدت أو عملت، بل يستخدم عبارة وجد الباحث أو عمل الباحث، وهكذا بالنسبة للعبارات المشابهة الأخرى.
    التركيز وقوة الملاحظة: يجب أن يكون الباحث الجيد يقظاً عند تحليل معلوماته وتفسيرها وأن يتجنب الاجتهادات الخاطئة في شرحه المعلومات التي يستخدمها ومعانيها. لذا فإنه يحتاج إلى التركيز وصفاء الذهن عند الكتابة والبحث، وأن يهيئ لنفسه مثل هذه المواصفات مهما كانت مشاغله الوظيفية أو اليومية وطبيعة عمله.
    قدرة الباحث على إنجاز البحث: يجب أن يكون الباحث قادراً على البحث والتحليل والعرض بالشكل المناسب لأن تطوير قابليات الباحث ومنهجيته أمر مهم بحيث يتمكن من التعمق في تفسير وتحليل المعلومات الكافية المجمعة لديه.
    الباحث المنظم: يجب أن يكون الباحث منظماً من خلال عمله من حيث تنظيم ساعاته وأوقاته وتنظيم وترتيب معلوماته المجمعة بشكل منطقي وعملي بحيث يسهل مراجعتها ومتابعتها وربطها مع بعض بشكل منطقي. والتنظيم له مردود كبير على إنجاح عمل الباحث واختصار واستثمار الوقت المتاح.
    تجرد الباحث علمياً: يجب أن يكون الباحث الناجح موضوعياً في كتابته وبحثه، وهذا يتطلب الابتعاد عن العاطفة المجردة من أجل الوصول إلى الحقائق، أي يجب أن يبتعد عن إعطاء آراء شخصية أو معلومات غير معززة بالآراء المعتمدة والشواهد المقبولة والمقنعة.
    الأمانة العلمية

    يعتمد الباحث في كتابة بحثه العلمي على الدراسات السابقة والآراء الأصلية المسندة، وينبغي له أن يكون دقيقاً في سرد النصوص وإرجاعها لكاتبها الأصلي، والإطلاع على الآراء والأفكار المتوفرة في مجال البحث. فالأمانة العلمية بالاقتباس ونقلها أمر في غاية الأهمية في كتابة البحوث، وترتكز الأمانة العلمية في البحث على جانبين أساسين، وهما:
    الإشارة إلى المصدر أو المصادر التي استقى الباحث منها معلوماته وأفكاره، مع ذكر البيانات الأساسية الكاملة للمصدر كعنوان المصدر، والسنة التي نشر فيها، والمؤلف أو المؤلفون، والناشر، والمكان، ورقم المجلد، وعدد الصفحات.
    التأكد من عدم تشويه الأفكار والآراء المنقولة من المصادر، فعلى الباحث أن يذكر الفكرة أو المعلومة التي استفاد منها بذات المعنى الذي وردت فيه.


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()