بتـــــاريخ : 10/22/2008 7:07:33 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1294 0


    شجرة الأغاني القديمة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    أظلمَ الليلُ بعد المغيبِ

    وطالَ غيابُ النديمْ .

    أظلمَ الليلُ وانغلقَ الباب ُ

    مثل كتابٍ قديمْ .

    زمّليني بثوبِ صلاتكِ يا أَمَةََ الحزنِ

    إني ضريرُ السوادِ

    و أعمى الليالي .

    لا أرى غير غيبوبةِ الموتِ ،

    غير غديرِ المدامعِ في الليل ،

    غير مذلّةِ نفسي

    وخسرانِ حالي .

    زمّليني إلى مطلع الفجر

    كي أتكوّرَ في رحمِ الليل ..

    بين الضلوعِ الحنونةِ مرتعشاً

    كاليتيمْ !

    فأنا المتألّمُ في عزلتي

    والمعذّبُ نفسي

    أصيرُ إلى شبحٍ زائلٍ كالأغاني العتيقة

    واحسرتاه !

    وأنا صاحب ُالموتِ مأوى عذاباته ِ

    وصديقُ آساهْ !

    لست أسمعُ في الحجراتِ

    سوى حسرات ِنفوسٍ تجوس

    ظلاميّةَ الليل ..

    ريحِ الخريف على شجر

    شاهقِ اليأس ِعالي .

    لستُ أسمعُ في الريح غير أناشيد ِ وحشتهِ

    وأنينِ صداهْ !

    فاقرئي من مراثيك ِما يملأُ الروحَ

    بالوجد

    كي تتساقطَ منّي الدموعُ

    وتغسلني غصّة غصةً

    من خطيئة حزني الزنيمْ !

    رتِّليها بنبرةِ راثٍ

    لتسبح َنفسيَ في سكراتِ المنيّة

    من أوّلِ الليل حتى بياضِ السديمْ !

    وحشةً وحشةً يتسلّلُ عبر الشبابيك

    صوتُ غناءٍ قديمْ !

    صوتُ ناءٍ غريبٍ على الأرض

    يدفنُ بين قفار الليالي العميقة

    عزلتَهُ الخالده ..

    صوتُ عميانَ أربعةٍ

    يعبرونَ طريق السكوت

    وصولا ًالى سكتاتِ الظُّلَم ْ ..

    صوتُ حادٍ يغنّي على مسمعِ الأبجدية

    ما يجعلُ الريح َترفع ُأذرعها

    لتمزّق صدرَ السكون الأصمّْ ..

    صوتُ محتضرٍ تتوجّع ُمن موتهِ الأرضُ

    في حشرجاتِ الصدى الراعده ..

    صوتُ باكٍ ترعرع ُنبرتَهُ الريحُ

    في رجع ناي ٍحطيمْ ..

    وحشةً وحشةً

    يتسلّلُ عبر الشبابيك صوت غناء قديمْ !

    متعباً وجريحاً

    يقطّعُ أشجانه وترًا وترًا في المواويل

    عندَ احتدامِ الألمْ !

    حاملاً حزنَ أغربةِ الأرضِ

    والشهقاتِ التي تتألّمُ في غصصِ الروحِ

    دمعاً ودمْ !

    فتشيعُ مع الريحِ رائحةُ الحزنِ

    ينذرفُ الدمع ُمن كلّ عينْ !

    وتجيءُ العذاباتُ رجعَ صدى

    نائحاً وحزينْ !

    هل يطيبُ مع الليل غيرُ الحنين إلى لحنِ نَمْ ؟

    : لأهزَّ سريركَ فوق كرومِ الينابيعِ ،

    بين الحمائم والياسمينْ !

    نَمْ في حرير الطفولة ِ

    تحت سماء الأنوثةِ

    بين ضفاف البحيرات طائرَ تمْ !

    تتغنى به كالرسولة ِراضيةَ الروحِ

    أمْ .

    لحنُ نَمْ

    صيَّرتهُ المهودُ الصغيرة هدهدة ًعذبةَ الهمسات

    لأطفالها النائمينْ ..

    صيّرتهُ الدوالي

    عناقيدَ مسكرةً تتدلى على كلّ فمْ .

    لكأنَّ الأغاني العتيقةَ شجرةُ حزنٍ

    تهزُّ غدائرها السودَ فوق نعاس

    اليتيم ْ .

    لحنُ نمْ

    ذائب ُالحزن في صوتِ أمْ .

    لحنُ نمْ

    أحرفُ الأبجديّةِ وهي تزقزق ُمثل العصافير

    بين عرائشِ غيمْ ..

    لحنُ نمْ

    طائرٌ تتساقطُ آهاتُهُ ريشةً ريشة ً

    في احتراق هواءِ الندمْ ..

    لحنُ نمْ قطراتُ حليب ٍمعطّرةٍ

    تتلألأُ فوق شقائقِ فمْ ..

    لحن نمْ

    قمرٌ صامتٌ

    يذرفُ الدمعَ في كأسِ دمْ ...

    لحنُ نم ْ

    نجمةٌ في سماءِ السكينةِ سهرانةً

    كفؤادٍ كريمْ .

    كفّنيني بأعشاب ِشعركِ

    كي أتأمّلَ هذا السواد الحميمْ !

    كفنيني..

    فقد أظلمَ الليلُ وانغلقَ البابُ مثل كتابٍ قديمْ

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()