الحلقة 21: الصبر على الجار السيء
اللهم أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين. وخير الغافرين عز وجل لشدة حبه للمغفرة جعل أسباب المغفرة حولنا حيثما كنت في أيّ ساعة من ليل أو نهار في عملك أو بيتك أو في الشارع أو في أي مكان آخر حولك العديد من أسباب المغفرة فما عليك إلا أن تمد يدك. في هذه الحلقة نتحدث عن أثر الجار في المغفرة. جيرانك وكلنا لنا جيران سواء كان خيّراً طيباً صالحاً أو جاراً سيئاً كلاهما سبب من أسباب المغفرة. فالجار الصالح من أسباب السعادة كما قال r: "أربعٌ من السعادة الجار المجب والزوجة المطيعة والمركب الفاره" وهكذا تجد أن الجار الطيب المحب من السعادة، هذا الجار إذا شهد لك يوم القيامة بخير فقد غفر الله لك كل ذنوبك. يقول r: "من شهد له سبعة من جيرانه بخير شفّعهم الله فيه على ما كان منه" مهما كان سيئاً ما دام سبعة من جيرانه الطيبين المحبين شهدوا له بخير فقد غفر الله له ذنوبه. هذا الجار الطيب، أما الجار السيء فإذا صبرت عليه فقد غفر الله لك كل ذنوبك. يقول r: "ثلاثة يحبهم الله أحدهم الرجل يكون له الجار يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يفرِّق بينهما موت أو ظعن" واحد عنده جار يؤذيه جداً في صراخه في بنائه، في أهله يضايقه دائماً ولكن هذا الإنسان صبر على هذا الجار السيء حتى يموت أحدهما أو ينتقل من هذا البيت. حينئذ صبرك على هذا الجار يجعلك من محبوبي الله وإذا أحب الله عبداً نظر إليه وإذا نظر إليه لا يعذبه أبداً. لماذا يحبك الله عز وجل؟ لأن من يصبر على جار سيء هذا بلغ ناصية الخلق الحسن من حيث أنه حليم وكريم وذو مروءة يعرف الأصول ويقدر الجار على سوئه هذا إنسان كريم من ذوي الأخلاق وقلنا سابقاً أن الرسول r قال: "أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً" أصحاب المروءات الذي فيه حلم وأناة وحب الجار ومعرفة الواجب. لذلك إذا كان لك جار طيب يحبك وتحبه فاعلم أن كل واحد منكما سيشفع لصاحبه إذا شهد له بخير يقول والله كان رجلاً طيباً وكان يكرمنا، بهذه الشهادة تدخل الجنة بلا حساب وإذا كان لك جار سيء وصبرت عليه على لأوائه على سفاهته وعلى تعديه وتجاوزه على بيتك وأبنائك فصبرت عليه فلم تعاتبه ولم تشكو إلى أحد فبصبرك عليه تكون من محبوبي الله عز وجل وإذا أحبك الله سبحانه وتعالى وإذا أحبك نظر إليك وإذا نظر إليك لم يعذبك أبداً