الحلقة 23:
زمرة الأيامى الحوابس
(وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) النور) الأيامى هن النساء اللواتي ترمّلن، إمرأة مات زوجها فصارت أرملة فهي أيّم. فإذا أرادت أن تتزوجها فلا بأس كما قال تعالى وهذا هو الوضع الطبيعي. الزمرة التي نتحدث عنها هي مجموعة نساء تأيّمن أي مات أزواجهن ولا زلن يُخطبن، إمرأة تأيمت وخُطبت بالفعل ولكن لها ولد أشفقت عليه من هذا الزوج القادم رغم حاجتها إلى الزواج - وكل امرأة بحاجة إلى الزواج كما أن كل رجل بحاجة إلى الزواج – ولكن قارنت بين مصلحتها ومصلحة ولدها فرأت أن من مصلحة ولدها أن لا تتزوج وأن تتفرغ لتربية ولدها. هذه المرأة تأتي مع زميلاتها يأتين زمرة عظيمة والطريف أنهن يدخلن الجنة قبل أن يدخلها النبي r كما جاء في الحديث: أنا أول من يقعقع باب الجنة وأول ما يُفتح لي فأرى نسوة يبتدرنني فأقول ما شأنكن؟ من أنتن؟ فيقلن: نحن نساء تأيمن وجلسن على أولادنا. هذه زمرة عظيمة إلى هذا الحد ضحّين بسعادتهن في الدنيا وانقطعن عن الزواج ليتفرغن لتربية أولادهن. يا لها من زمرة عظيمة!. حينئذ هذه المجموعة من النساء وما أكثرهن في هذه الأمة اللواتي تلأيمن ولم يتزوجن مع أنهن خُطِبن، لا لشيء إلا تضحية لأجل أولادهن سيأتي يوم القيامة زمرة عظيمة تُحسد على موقعها من حيث أنها تدخل الجنة وتبتدر الرسول r ساعة دخوله إلى الجنة، يمرقن قبله بالدخول.
ولعل مع هذه الزمرة كل امرأة أصابت زوجاً سيئاً وعاشت من عشرته معاناة عظيمة فصبرت عليه لا لشيء إلا أنه لها أولاد منه فما أرادت لأولادها أن يفترقن عنها ولا عن أبيهم. إذن إذا ضحت الزوجة التي ابتليت بزوج سيء بكل معنى السوء، زوج لا يطاق لسوء عشرته وتصرفه جعلت الحياة معه قبيحة وكان بإمكانها أن تفترق عنه ولكنها صبرت من أجل أولادها، هذه إن شاء الله تلحق بالزمرة وتتجحفل معها والنساء كثيراً ما يُظلمن. فمن صبرت فلها الصبر يوم القيامة