بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:47:28 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 333 0


    السابقون - الحلقة 2 - الصابرون

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    الصابرون
    الحلقة الثانية: الصابرون
    الحب أجمل ما في هذه الدنيا. أجمل أنواع الحب في الدنيا أن يحبك ملك من الملوك العظام فتأمل نتائج حبه لك من وجاهة واحترام وتقدير فأي حُب هذا إذا أحبك ملك الملوك نفسه العظيم الكريم الجبار المتكبر؟!. التاريخ مليء بمن أحبهم الملوك فرفعوهم إلى أعلى الدرجات فماذا يفعل حب ملك الملوك لك؟ فبادر ما دمت على قيد الحياة حتى لو بقي بينك وبين الموت يوم واحد إلى أن تكون من محبوبي الله عز وجل الذين ذكر أنه يحبهم. من الذين يحبهم الله تعالى الصابرون (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فحاول أن تكون من الصابرين فالله تعالى من سعة رحمته وكرمه أنه يقبل منك ما لم تغرغر. الصبر احتمال ما تكرهه النفس من المصائب (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس) وهذا الصبر له أسماء كثيرة فالصبر إن كان في الحرب فهو شجاعة وإن كان عند الغضب فهو حلم وإن كان عند الشهوة فهو عفّة وهكذا كل الشمائل الأخلاقية هي صبر وكل واحد فينا له صبر نسبي والله تعالى يقبل منا على قدر صبرنا كما هو الحال في كل عباداتنا وعباداتنا تتراوح في جدوتها والله تعالى من كرمه يقبل. لكن نتحدث عن السابقين الذن أعمالهم مرتفعة ولهذا صبر السابقين صبر عظيم وهذا الصبر العظيم هو الذي يجعلك محبوباً لله عز وجل كما فعل الله تعالى مع عروة بن الورد الذي صب الله تعالى عله البلاء صبّاً حتى قال لو قطعتني إرباً ما شكوت منك وسمي عروة الصابر ابتلاه الله بماله فذهب وبأمواله وهو يقول الحمد لله وذهبت رجله وعينه وهو يقول الحمد لله وهو صابر. هذا الصبر التام يشمل ثلاثة أنواع من الصبر: أولاً الصبر على المصائب (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) كم منا يموت ولده أو يخسر تجارته أ, يهدم بيته أ, يهجر من أرضه أو يجد ابنه فقئت عيناه من قومه أو قطعت أوصاله من قومه أو حرق عليه مسجده كما يحدث الآن في هذه الأمة البائسة كم واحد يقول عندما حدث له مثل هذا قال إنا لله وإنا إليه راجعون وربما قالها واحد أو اثنان (وقليل من عبادنا الشكور) والله تعالى امتدح أيوب قائلاً (نعم العبد إنه أواب). هذا الصبر على البلاء اختص الله تعالى هذه العبارة (إنا لله وإنا إلي راجعون) وهي من خصائص هذه الأمة يعقوب ما قال هذه الكلمة وإنما (واأسفى على يوسف) هنيئاً لمن أصابته مصيبة فقال (إنا لله وإنا إليه راجعون) بهذه الجملة يدخل في زمرة المحبوبين لله عز وجل ولا يعذبه أبداً ويقول تعالى ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد. وهذا اصبر على الطاعات كلنا يصلي ويصوم لكن قد تكون العبادة صعبة وبعض الناس تتثاقل عن الصلاة في المسجد في الحر أو في البرد فيصلون في البيت وقد يأتي يوم حار فلا تصوم، هذا الذي نتحدث عنه الصابر على البلاء صابر على الطاعات أيضاً (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) يصلي في الحر ويصوم يوماً حاراً جداً، يكابد الليل. وهناك صبر على النعم والشهوات وهذا أخطرها جميعاً كما قال عمر ابتلينا بالبلاء فصبرنا وابتلينا بالنعمة والسراء فلم نصبر. رجل دعته امرأة ذات مال وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين. أقصى أنواع الصبر فإذا صبرت على مثل هذا فأنت من أحباب الله عز وجل. ملك أو حاكم أو أمير بيده سلطة ولا يُسأل عما يفعل أغضبه أحد رعيته ظلمه بوشاية ويمكن للملك أن يعاقب هذا الرجل وكم ملك سجنوا أو قطعوا أوصال من قال نكتة عليه فإذا وجدت حاكماً برغم قوته وسلطته يعفو عن مثل هؤلاء فهو من أحباب الله (وقليل من عبادي الشكور) فالصبر من أعظم أنواع العبادة ولهذا جاء ذكره في كتاب الله أكثر من أي عبادة أكثر من الصلاة والصوم، فكم فيك من الصبر؟ (وبشر الصابرين) (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فاعلم أنه بينك وبين أن تكون واحداً من أحباب الله وأن تكون من هذا النوع من الصابرين وإنه لعسير إلا من يسره الله لك حتى تكون من الصابرين.
    كلمات مفتاحية  :
    الصابرون

    تعليقات الزوار ()