بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:41:44 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 557 0


    السابقون - الحلقة 7 - الأسخياء

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    الأسخياء
    الحلقة السابعة: الأسخياء
    من أسباب الحب بين اثنين أن يتشابها إما بمهنة أو صفة أو سجيّة أو هواية أو ما شاكل ذلك فالفنانون مع بعضهم التجار مع بعضهم والعلماء مع بعضهم والحكام مع بعضهم والرياضيون مع بعضهم هذه أصناف تتآلف بما بينها من قاسم مشترك وهكذا شأن الصفات: الحقود مع الحقود، الحزين مع الحزين (وحزينٌ يتأسى بحزين) والكريم مع الكريم. لا يعرف فضل الكريم إلا الكريم والكريم لا يأنس إلا بكريم مثله. من أجل هذا إن الله تعالى يحب الأسخياء لأنه سخي والسخاء خُلُق الله الأعظم من أجل هذا فإن الله عز وجل جعل من السابقين الذين يحبهم الأسخياء. قال r تجاوزوا عن ذنب السخيّ فإن الله يستره له في الدنيا ويغفره له في الآخرة. رجل كريم يساعد الفقراء يكرم الأصدقاء، يتبرع ،يبني، خيره على الناس، ما قصده أحد وردّه، يتفقد الفقراء والمحتاجين إن عبداً كهذا يقول فيه r تجاوزوا عن ذنب السخي فإن الله يستره له في الدنيا ويغفره له في الآخرة. هذا لأن الله يحب هذا السخي فإذا أذنب ذنوباً مع الله سترها له في الدنيا ولم يفضحها في الآخرة بل غفرها له وأدخله الجنة. السامريّ أخذ لبني إسرائيل عجلاً جسداً له خوار، هذا السامري بعد أن رجع موسى ووجد السامري ارتد عن الدين وكان عليه أن يقتل لأن عقوبة المرتد القتل لكن الله تعالى قال يا موسى لا تقتل السامري لأنه سخي فرب العالمين تجاوز عن السخي هذا السامري الذي جعل عجلاً له خوار ثم لما رجع موسى عاد إلى دينه وبقيت عليه عقوبة الردة وأسقطها الله تعالى عنه لأنه سخي. تجاوزوا عن ذنب السخيّ فإن الله يأخذ بيده كلما عثر. السخاء خٌلُق الله الأعظم والسخي يحب السخي والسخي يختلف عن المنفق كلنا منفق نعطي شيئاً من الصدقات والهابت أما السخي هو الذي يعطي عطاءات كبيرة تنقلك من كونك فقيراً إلى كونك غنياً هذا الفرق بن الصدقة من كريم والهبة من سخيّ السخي يعطيك عطاء ينقلك من حال إلى حال أفضل. وهذا السخي يعط وهو يتلذذ لا ينتظر منك مقابل (لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً) وقد يعطي كل ما عنده إذا اقتضى الحال لا يبخل بشيء (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) من كبار المحسنين هذا السخيّ، ما وجد مناسبة إلا تدخل ما وجد مشكلة عند صديق أو حاجة عند قريب لا يتخلّف وهؤلاء تجد في كل حي واحداً وفي كل قبيلة تجد واحداً وربما أكثر وهؤلاء من أجِلّة السابقين السابقين الذين هم قلة في الدنيا والآخرة. من أجل ذلك رب العالمين جعل الإنفاق ملازماً لكل العبادات ولا يُقبل السابق أن يكون سابقاً سواء كان من أهل الليل أو المستغفرين أو المجاهدين أو العلماء أو الحكام إلا وقال (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) الذاريات) (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) فالانفاق والسخاء والعطاء شرط من شروط كل صفة من صفات السابقين سواء سابق من أهل القرآن أو من الذاكرين أو من الحكام العادلين ولا يكون البخيل سابقاً أبداً كما قال تعالى للفردوس وقصبتها عدن" وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ولا قاطع رحم". وخير دليل على السخاء أن تعطي من يبغضونك على الرحم الكاشح ورب العالمين امتدح الأنصار لأنهم أعطوا عطاء عظيماً (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر) رب العالمين قال ذهب الأنصار بكل خير، وقال r لقد أدًى الأنصار ما عليهم، رضي الله عن المهاجرين والأنصار لعطائهم. من أجل هذا إذا كنت تريد أن تكون سابقاً بأي وسيلة من الوسائل لا بد أن تكون سخياً والسخاء ليس كمّاً ولكن كيفاً أن تعطي درهماً بطيب نفس ومحبة وتلذذ وبغير منة فإذا كنت سخياً فأنت من أحباب الله وإذا جعلك من أحباب الله فأنت من السابقين وإذا كنت من السابقين فأنت من الملأ الأعلى يوم القيامة وأنت من أحباب الله وجلاسه في الفردوس. هكذا هو العطاء في هذه الدنيا وهذه سماحة اليد ولهذا امتدح تعالى أبو بكر الصديق عندما أعطى كل ما عنده. والله تعالى يسخر هؤلاء الأسخياء لسد ثغرات في كل مجتمع من المجتمعات فتراهم محبوبين وجهاء حيثما ذهبت رأيت لهم آثاراً ما إن تحتاج إليهم إلا فتحوا لكم بيوتهم وقلوبهم وجيوبهم. هؤلاء هم الأسخياء وهم درة من درر السابقين وغرة من غرر الذين يحبهم الله عز وجل فعوّد نفسك على أن تكون سخياً فإن البخل ذميم وإن البخيل كريه عند الله عز وجل كما أن السخيّ حبيب وقال r إن الله اصطفى هذا الدين لنفسه ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما
    كلمات مفتاحية  :
    الأسخياء

    تعليقات الزوار ()