بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:37:03 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1029 0


    السابقون - الحلقة 11 - المصلحون بين المتخاصمين

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    المصلحون المتخاصمين
    الحلقة 11: المصلحون بين المتخاصمين
    كلنا نعلم ونعرف مدى جرم التهاجر والتصارم في هذا الدين وفي الحديث: إثنان لا ترتفع صلاتهما فوق رأسيهما شبراً أخوان متصارمان وعاقٌ لوالديه" فالتخاصم والتهاجر أن يكون بينك وبين رجل خصومة فهجر أحدكما الآخر بحيث لو التقيتما لا يسلم أحدكما على الآخر، هذان المتصارمان المتقاطعان لا يغفر لهما في كل مواسم المغفرة لا في رمضان ولا في عرفة ولا في أي موطن من مواطن المغفرة يقول الله تعالى دعوهما حتى يصطلحا. فإذا كان الأمر هكذا فكم هذ عبادة عظيمة وجليلة الإصلاح بين المتخاصمين. أنت تعرف أن فلان وفلان متخاصمان ولا يكلم أحدهما الآخر وها نحن في رمضان ولاومضان لا ينفع معه صيام المتخاصمين هذا الصيام ليس له قدرة على أن يغفر الذنب فهو إسقاط فرض فقط وهذه خسارة عظيمة لأن كل واحد منا ينبغي أن يفترض أن هذا آخر رمضان في حياته ولكن الشيطان ركب هذين فلا يصطلحان فكم هو عظيم ذلك الرجل الذي ينبري ويتطوع للإصلاح بينهما بجهده وماله، يعمل لهما وليمة أو يدفع عن أحدهما ما اختلفا عليه أو يفك بأي شكل أسباب الهجر بينهما. هكذا هو إصلاح ذات البين (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) ويقول r "ألا أدلكم على خير من الحج والزكاة والجهاد والصوم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين". الإسلام أجاز الكذب في هذه الحالة كما في الحديث "من نما بين أخويه فلا شيء عليه أن يقول فلان يمدحك دائماً ويذكرك بخير وهو لم يحدث فهذا جائز فالاصلاح بين المتخاصمين وإصلاح ذات البين من العبادات الجليلة التي يحبها الله عز وجل ويجعل صاحبها من السابقين. إذا كنت كلما وجدت اثنين بادرت للإصلاح بينهما وهذا موجود في كل حي من الأحياء  كل قبيلة من القبائل هناك رجل سخي ما إن يجد خلافاً بين اثنين إلا ويبادر في لم الشمل وإزالة القطيعة ويصل ما انقطع بين أهله أو أقرابه أو من يعلم. ولذلك ترى كثيراً من الصالحين في كل العصور يتصيدون هذه الغنائم العظيمة وهذه الكنوز الجديدة من كنوز العبادات حيثما وجدوا خصومة أو إشكالاً أو خلافاً فتحوا بيتهم وجيوبهم لاصلاح ذات البين بين المتخاصمين. لهذا من أراد أن يكون من السابقين عليه أن يكون مصلحاً بين المسلمين المختلفين كما قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم). يقول r ألا أدلكم على شراركم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الذين لا يقيلون عثرة ولا يقبلون عذراً. هذا الحديث يشير إلى حالة موجودة أنك أنت تقوم بالإصلاح بين اثنين أحدهما يوافق والآخر لا يوافق فهذا الذي لا يوافق من شرار الناس، لا ينبغي أن يستبد بك الشيطان فإذا رفع عليك أخوك سماعة التلفون متنصلاً من ذنبه معتذراً إليك طالباً الصلح لكنك لم تلبي ذلك فالله عز وجل يعطيه سبعين رحمة ولا يعطيك شيئاً فإذا كان هو السابق في طلب الصلح وأجبته أنت قسم الله بينكما السبعين رحمة واحدة لك و69 له لأنه هو المبادِر. فمن القبائح التي يبغضها الله ورسوله أن يأتيك أخوك متنصلاً وأنت لا تقبل عذره حكم عليك رسول الله r أنك من شرار الناس. نقول لكل متخاصمين أنكما إذا لم تتصالحا وتزيلا هذا الجفاء الآن فلا صوم لكما رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له ضيعت على نفسك فرصة جليلة وما من باب أوسع من أن تدخل الجنة من باب الصائمين واحتسب أن رمضان هذا آخر رمضان في حياتك فأي خسارة عظيمة أنك فوّت هذه الفرصة. هكذا هو الأمر بالنسبة لرمضان وعلى كل متخاصمين أن يعلما أن الخصام هذا مُبطل لآثار رمضان كلها من حيث المغفرة "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول حالقة الشعر إنما حالقة الدين". من أجل هذا فلا دين للمتهاجرين فيما عدا ثلاثة أيام، الله تعالى أعطانا ثلاثة أيام ننفس فيها عن خواطرنا، اعتديت عليك شتمتك، أعطاك رب العالمين ثلاثة أيام تهجرني وتقطعني فتشفي غيظك في هذه الأيام الثلاثة بعدها لا حق لك في ذلك، "لا يهجر المرء أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام". فنسأله تعالى أن نصلح ذات البين بين المسلمين وكلما سمعنا بخلاف بين اثنين قمنا بذلك وعندما نقول تكون من السابقين لا نعني أنك تفعل هذا مرة واحدى هذا فيه أجر عظيم ولكن لكي تكون من السابقين يجب أن يكون هذا ديدنك تعرف أنك رجل سباق تصلح بين المتخاصمين حيثما سمعت أن هناك خلاف أو صرام أو هجر بين اثنين بادرت بإصلاحه، هذا الذي يعرف به ويصبح هذا العمل ديدنه وهذه العبادة عادته فهذا يكون من السابقين الذين يحبهم الله عز وجل ويبوئهم من الجنة غرفا
    كلمات مفتاحية  :
    المصلحون المتخاصمين

    تعليقات الزوار ()