بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:31:13 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1108 0


    السابقون - الحلقة 17 - الذين يُكرمون المنكسرة قلوبهم

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    يُكرمون المنكسرة قلوبهم
    الحلقة 17: الذين يكرمون المنكسرة قلوبهم
    مِنَ الذين يحبهم الله عز وجل هم الذين يُكرِمون المنكسرة قلوبهم. إن من عباد الله من تكون قلوبهم منكسرة، المرأة المريض، الخادم، المسكين، الأرملة، الأسير، الفقير ذي العيال، إن الله مع هؤلاء "أنا مع المنكسرة قلوبهم" فما أعظم أن تكون رفيقاً رحيماً بهؤلاء المنكسرة قلوبهم فتكون جليس الله عز وجل ما قال تعالى المنكسرة قلوبهم معي وإنما قال أنا مع المنكسرة قلوبهم. اختبر نفسك هل عندك خادم؟ هل في عائلتك أرملة أو مسكين فقير؟ هل عندك يتيم من أهلك أو من غير أهلك؟ سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله له من المكارم ما لا يحصى علم وشجاعة وجهاد وفتح ويكفي أنه رأس آل بيت رسول الله وأنتم تعلمون قيمة ومقام آل بيت النبي r أُمرنا أن نصلي عليهم ونحن في الصلاة ولكن الله عز وجل عندما امتدحه فعل كما فعل مع النبي r فعندما أراد الله تعالى أن يمتدح الرسول r وأنتم تعلمون أن مزايا المصطفى r لا تعد ولا تحصى امتدحه بقول " وإنك لعلى خلق عظيم" ومن خلقه الرأفة والرحمة والعطاء والسخاء وحب المساكين وإكرام الضعفاء وتعلمون من شمائله ما هو مما لا يحصى وهكذا عندما الله تعالى علياً رضي الله عنه قال " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا" هكذا هو كان مع المساكين وكان الله مع المساكين فجلس عليٌ في هذه الآية في المجلس الذي يجلس فيه الله عز وجل مع المنكسرة قلوبهم. إمرأتك منكسرة في بيتك فأنت صاحب الشأن أنت الذي تأمر وتنهى وتعطي وتمنع ما هي معاملتك لها؟ بالإنفاق أو بالتعامل اليومي، عندك خادم كيف تعامله بالضرب والتخويف والتجويع أو بالتكريم والاحترام؟، بل في بيتك كلب وهو حيوان كيف تعامله؟ والحيوان من الضعفاء كيف تعامله؟ والرفق بالحيوان في هذا الدين عجب، رأى النبي r جملاً قد وُسِم وجهه فقال لعن الله من فعل هذا. إذن من العبادات التي تجعلك محبوباً لله لتكون بعد ذلك من السابقين أن تكون مع المنكسرة قلوبهم تتعامل مع كل من لك سلطة عليه وهو لا يملك سلطة عليك جينئذ بهذا تكون من السابقين السابقين. ولهذا من تفقد سجيناً، زار السجن فوجد من هو بحاجة إلى مال أو إيصال رسائلهم وكثير من السجون في العالم الإسلامي فيه من الذة ما تنخلع له القلوب إلا ما رحم ربي كما في هذه الدولة المباركة فالسجون فيها لا تقل عن فنادق خمس نجوم. إذا كنت في مدينة يعاني المسجونون ما يعانون فتوصلت لأن تؤدي خدمة لواحد منهم وكان هذا ديدنك وإذا كنت ممن يكفلون الأيتام وكان هذا شأنك، إذا كنت ممن تعامل امرأتك مع أخطائها معاملة كريمة، إذا كان في مكتبك خدم أو مستشارين أو سكريتاريين كل من هو يأتمر بأمرك وحريص على إرضاك لأن رزقه بين يديك، إذا كنت لا ترد سائلاً، وعدِّد من الضعفاء من تعدد، كل ضعيف يحتاج إلى معونتك ويحتاجها احتياجاً أساسياً ما هو موقفك من الضعفاء؟ إعلم أن لكل عبد من عباد الله صيتاً في الآخرة كما له صيت في الدنيا، في الدنيا هناك صيت هذا عالم وهذا شيخ، حاتم الطائي، عنترة الشجاع وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وأبو بكر الصديق كل له صيت في الدنيا وفي الآخرة لا يتداول بالأسماء وإنما بالصيت كافل الفقراء، مقيم الليل، غاض البصر، حافظ القرآن، كل واحد ينادى عليه بأبرز أعماله التي تجعله من السابقين السابقين والعكس القاتل الفلاني، فلان الظالم، فلان القاتل، فإذا كان صيتك في الملأ الأعلى أنك ناصر الضعفاء، الرحيم بالمنكسرة قلوبهم فقد نجوت نجاة لا نجاة بعدها من حيث أن نجاتك أوصلتك أن تكون من السابقين السابقين لأن الله أحبك كما أحب علياً عندما وصفه من بين شمائله العظيمة أنه (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) وقد بقي هو السيدة فاطمة رضي الله عنها جائعين لأنهم تبرعوا بطعامهم لمسكين ويتتم وأسير لثلاثة أيام وكانوا صائمين. فإذا كان هذا ديدنك حيثما وجدت ضعيفاً نصرته وأكرمته وتجاوزت عن أخطائه فأنت من السابقين السابقين المقربين الذين هم قلة يوم القيامة وأنت من القليل فأسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم من القليل وأن نصل إلى حد أن نكون مع المنكسرة قلوبهم نكون واحداً منهم لا نتعالى عليهم ولا نظلمهم وإنما نعاملهم بما يستحقون من إحترام من حيث أنهم ملوك الجنة يوم القيمة " إتخذوا عند المساكين يداً فإنهم دولة يوم القيامة".
    كلمات مفتاحية  :
    يُكرمون المنكسرة قلوبهم

    تعليقات الزوار ()