بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:21:17 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 728 0


    السابقون - الحلقة 24 - أهل البلاء

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    أهل البلاء
    الحلقة 24: أهل البلاء
    إن لله أحباباً كثيرين وأحباب الله من عباده أكثر مما يتصورهم عقل ولذلك كما جاء في الحديث " لا يدخل النار إلا شقي"  وأصناف أحبابه كثيرة بحيث لن تجد عبداً من عباد الله وهو من أهل القبلة إلا وهو من أحباب الله بشكل ما، في الغالب له عبادة يحبها الله عز وجل. حبيب الله في هذه الحلقة هم أهل البلاء. يقول r: إذا أحب الله قوماً ابتلاهم. بالحروب بالظلم بالاقتتال الطائفي بالسجن وأنت مظلوم بالتعب بالنصب ما من عبد من عباد الله إلا وفيه بلاء ما فما عليك إلا أن تكون موحداً لله عز وجل وأنت من أهل القبلة. يتمنى أهل البلاء يوم القيامة لو ضاعف الله عليهم البلاء لما يرون من جزيل الثواب. "ليأتين على أهل البلاء ساعة يتمنى أهل العافية لو أن جلودهم قرضت بالمقاريض". نعدد أنواع البلاء لنعرف بعض أنواع البلاء إذا عرفت بعضها لأدركت أنه ما من عبد إلا ويكون مبتلى في يوم من الأيام: أن تبتلى في نفسك، صداع، الحمى فوح جهنم وذاك نصيب المؤمن من النار، صداع ليلة تذر العبد يمشي وما عليه خطيئة، حتى لو شاكتك شوكة، تأمل كم فيك من الأمراض والأوجاع في حياتك؟ أنت مبتلى فأنت من أحباب الله عز وجل إذا صبرت. البلاء إما أن يكون خسارة أو فقر، بلاء في أولادك يقول تعالى للملائكة بعدما قبضوا ولد العبد فصبر واسترجع (ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة سموه بيت الحمد)، بلاء في أعضائك، ماذا لو ابتلاك في أعضائك؟ لو أصابك في عينيك؟ فأنت من ملوك الجنة. لو قطع لك عضو سبقك إلى الجنة وقس على هذا ما لا حصر له. الهمّ، الحزن، يقول r "إن العبد لتسبق به المنزلة عند الله فيسلط عليه الهمّ، تهم لبيتك ورزقك ودراستك وهموم المسلمين الهم يفعل بك كل هذا وقس على هذا من أنواع البلاء التي لا تنتهي في كل جوانب الحياة ما من شيء يكدر صفوك أو يحزنك أو يؤلمك إلا ودخلت في أنواع البلاء لقوله r إذا أحب الله قوماً وأكثركم بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى العبد على قدر إيمانه، قال أحدهم لرسول الله r إني لا أمرض قال أوأملك أن الله لا يحبك؟. كم من الأمراض التي نمر بنا من عمر الخامسة عشر إلى أن نموت؟ عشرات بل مئات. هكذا رحمة الله عز وجل لأن الله يكره مساءة عبده المؤمن لكن لا بد من البلاء لأن البلاء قانون من قوانين هذه الدنيا (لقد خلقنا الإنسان في كبد) أي من المكابدة. إن من الذنوب ذنوباً لا يغفرها إلا الهم للمعيشة وكم فينا من همّ للمعيشة؟!، إن من الذنوب ذنوباً لا يغفرها إلا الهم للعيال وكم فينا من همّ للعيال؟!، كم أنت مظلوم؟ كم اغتابك من الناس؟ كل هذا من اللبلاء. كم حزنت؟ كم جعت؟، كم تمنيت شيئاً لم تحصل عليه؟ "ذاك الذي يموت وحاجته في صدره" أراد بيتاً لم يحصل عليه، أراد ولداً لم يحصل عليه. إذن فالبلاء في الجسم والبدن والمال والأولاد والوطن والأمة وكل هذا من مكفرات الذنوب ومطهرات الأنفس وتزيد الدرجة وتجعلك حبيباً لله تعالى بشرط أن تصبر (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)). هذا هو البلاء والبلاء قدر وقانون في هذه الأرض فطوبى لمن استغل هذا القانون فقابل الله عز وجل بالرضى وقابله بالتسليم وقال إنا لله وإنا إليه راجعون وإذا أصيب العبد مصيبة فاسترجع لها أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكلما ذكرها في حياته فأحدث لها استرجاعاً جديداً أعطاه الله من الأجر بقدر ما أعطاه أول يوم. هكذا هم أهل البلاء وأهل البلاء يوم القيامة من ملوك الجنة حتى أن أهل العافية الذين لم يصبهم الله عز وجل بالبلاء يحسدونهم يوم القيامة وهم قلة من الناس. هذه هي الحلقة الثرية الواسعة من رحمة الله الواسعة التي تصيب كل من حزن على أمر وكل من همّ بأمر وكل من اهتم لأجل أمر وما أكثر الهموم في حياتنا فنسأله العفو والعافية فإذا ابتلانا نسأله الصبر ونسأله الرضى ونسأله أن نكون ممن يسترجعون ويصبرون ونرضى عن ربنا عز وجل وندخل الجنة ونحن أحبابه.
    كلمات مفتاحية  :
    أهل البلاء

    تعليقات الزوار ()