بتـــــاريخ : 3/29/2009 9:20:13 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 426 0

    موضوعات متعلقة

    الصبر وكظم الغيظ

    السابقون - الحلقة 25 - الكاظمين الغيظ

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد الكبيسي | المصدر : www.islamiyyat.com

    كلمات مفتاحية  :
    الكاظمين الغيظ
    الحلقة 25: الكاظمين الغيظ
    السابقون من هذه الأمة أصحاب الفردوس الأعلى الذين يجالسون الله عز وجل في مقصورته يوم القيامة. هؤلاء السابقون هم الذين يحبهم الله عز وجل فإذا أحبهم بأن فعلوا فعلاً يحبه الله عز وجل فقد جعلهم من السابقين وإذا أحبهم نظر إليهم وإذا نظر إليهم رفع مقامهم ودرجاتهم ولا يعذبهم أبداً. من العبادات التي يحبها الله عز وجل عبدة لا يتصف بها إلا قلة من الناس عادة، في كل قرية أو مجتمع أو مدينة هناك رجل وجيه وقور يحبه الناس جميعاً دائم الابتسام، جبل يمشي على رجلين، لا تهزه الشدائد، إذا ذممته ابتسم وإذا أغضبته لا يغضب وإذا غضب لا يبدو عليه من غضبه شيء ذاك الذي قال تعالى فيه (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران). الغيظ أقوى من الغضب وهو أعلى أنواع الغضب (ليغيظ بهم الكفار) (ونذهب غيظ قلوبهم) الغيظ آسِر يتمكن من صاحبه حتى يخرجه عن طوره وقد يطلّق زوجته وقد يفعل الأفاعيل حتى إذا أفاق من هذا الغيظ بعد ساعة أو يوم أدرك أنه فعل أفعالاً قبيحة جداً وهذا شأن الناس جميعاً. وربما كل واحد مرّ في حياته ساعة أخرجته عن طوره وبقي يخجل من تلك الساعة التي تصرف فيها بحمق ويندم عليها طيلة حياته. قلة من عباد الله واحد في كل قبيلة أو مجتمع أو عائلة وجيه وقور مبتسم سمح لكنه يملك زمام نفسه كما قال r: ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. قال تعالى في حق هذا (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) من يفعلها غير واحد أو اثنان لقوة أعصابه واحترامه لنفسه وجاهته؟ هذا واحد من الذين يستحي الله منهم إن لله عباداً يستحي الله منهم لوجاهتهم وحلمهم وكرمهم وسخائهم يستحي أن يعذبهم ويرفعهم يوم القيامة إلى مصاف ملوك الجنة. ولهذا يقول الله تعالى في الحديث القدسي: من كظم غيظه من أجلي وهو قادر على إنفاذه خيّرته من أي أبواب الجنة شاء، وقال r من كظم غيظه لأجلي وهو قادر على إنفاذه دعاه الله على رؤوس الأشهاد حتى يخيّره بين الحور الحين. عمل عظيم شاق، أن تحضر صلاة جماعة ليس شاقاً، أن تصلي الليل ليس شاقاً، أن تقرأ القرآن ليس شاقاً، معظم العبادات التي تجعلك من السابقين ممكنة وسهلة وجميلة وليست شاقة لكن أن يأتيك شخص يغيظك غيظاً عظيماً لو أغاظ غيرك لقتله - والذي يقتلون هم الذين استبد بهم الغيظ- وإذا به رغم هذا الغيظ يبتسم لهذا الذي يغيظه. والنبي r يقول "ثلاث من كن فيه أدخله الله في كنفه وستر عليه وجعله من أهل محبته منهم من إذا أُعطي شكر وإذا ابتُلي ستر وإذا أُغضَب فتر" يعني لا يبدو عليه بهدوء يبتسم لا يبدو عليه وإن كان يغلي من الداخل لكن عنده من القدرة بحيث يداري هذا الغضب بحيث لا يبدو عليه شيء منه وجهه وابتسامته وحلمه فوق طاقة الآخرين. هذا واحد من أهل محبة الله عز وجل وبهذا العمل العظيم جعله الله من السابقين. هذه قضية لها عدة حلقات: الحلقة الأولى أن لا تغضب فإذا استطعت أن لا تغضب فالحلقة الثانية أن تحسن لمن أساء إليك وهذه قمة القمم في هذا الباب ولهذا يقول تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) أحياناً قد تكظم غيظك لكنك تنتقم منه في وقت آخر لكن هذا عفا عنه تماماً والحلقة الثالثة أن تعفو عنه تماماً. تأمل رجلاً بهذا المقام الرفيع وهذا الخلق العالي وهذا من أخلاق الله عز وجل كظم الغيظ من أخلاق الله عز وجل (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ) (فقولا له قولا ليناً) عبدٌ كهذا استطاع أن يكون من الكاظمين الغيظ وعُرِف بذلك بين أهله وقومه ونظر إليه نظرة إكبار وإعجاب لوجاهته وسماحته ووقاره وشخصيته المهيبة هكذا هو في الملأ الأعلى لأن لكل عبد من عباد الله صيت بين الملأ الأعلى كصيته في الدنيا. الملأ الأعلى هم الملائكة حول العرش يعرفون أن فلاناً في هذا المقام فيقضون عمرهم كله بالدعاء له والاستغفار له والله عز وجل يبوئه مكاناً عظيماً يوم القيامة لأنه جاء بعبادة لا يستطيعها إلا خاصة الخاصة من الناس سوءا كانوا ملوكاً أو امراء أو وجهاء وهم على ندرتهم موجودن في كل مجتمع، يذكرهم الناس بخير ويتندرون بمآثرهم ويذكرون سيرتهم هؤلاء الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين وما من عبادة أكثر هيبة وتقديراً من الله عز وجل من أن تكون واحداً من هؤلاء (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) اللهم اجعلنا من أصحاب هذا الحظ العظيم ولو مرة واحدة في العمر
    كلمات مفتاحية  :
    الكاظمين الغيظ

    تعليقات الزوار ()