كل إنسان يقيم في بلد يلزمه الصوم والإفطار مع أهلها
من عبد العزيز بن بعد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم ع . ع . ع . وفقه الله لكل خير آمين [1] .
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد وصل إلي كتابكم الكريم المؤرخ في 2/9/1390هـ وصلكم الله بهداه ، وما تضمنه من التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك كان معلوماً . هنأكم الله بكل خير ، وتقبل من الجميع ، وأعاده علينا وعليكم وعلى سائر المسلمين أعواماً كثيرة على حال خير واستقامة إنه جواد كريم .
أما ما أشرتم إليه من أن بعض الموظفين في السفارة السعودية في باكستان صام مع المملكة ، والبعض منهم صام مع أهل البلد بالباكستان بعد المملكة بثلاثة أيام ، وسؤالكم عن الحكم في ذلك فقد فهمته والجواب : الظاهر من الأدلة الشرعية هو أن كل إنسان يقيم في بلد يلزمه الصوم مع أهلها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( الصوم يوم تصومون ، والإفطار يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون ))[2] ولما علم من الشريعة من الأمر بالاجتماع والتحذير من الفرقة والاختلاف ؛ ولأن المطالع تختلف باتفاق أهل المعرفة كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وبناء على ذلك فالذي صام من موظفي السفارة في الباكستان مع الباكستانيين أقرب إلى إصابة الحق ممن صامه مع السعودية ؛ لتباعد ما بين البلدين ولاختلاف المطالع فيها ، ولا شك أن صوم المسلمين جميعاً برؤية الهلال أو إكمال العدة في أي بلد من بلادهم هو الموافق لظاهر الأدلة الشرعية ، ولكن إذا لم يتيسر ذلك فالأقرب هو ما ذكرنا آنفاً ، والله سبحانه ولي التوفيق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
[1] خطاب صدر من مكتب سماحته عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية برقم 2020/ خ في 20/10/1390هـ
رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون برقم 697