يوجد لي ابن عم يذبح لأبيه وجده بعد مضي كل حول، ونصحته أكثر من مرة، ويقول لي: إني سألت وقالوا: ليس في ذلك إثم، أفيدونا هل هذا الكلام صحيح أم حرام؟
إذا ذبح قصده الضحية في أيام العيد عيد النحر، يضحي عن أبيه وجده فلا بأس، أو ذبح قصده الصدقة عنهما يعطيها الفقراء في أي وقت فلا بأس، الصدقة تنفع الميت باللحوم وغير اللحوم، والنقود والطعام كل ذلك ينفع الميت، وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن سئل عن الرجل يتصدق لأمه بعد وفاتها أفله أجر؟ قال: (نعم)، لهها أجر وله أجر، للمتصدق أجر وللمرأة أجر. المقصود أن صدقة الميت نافعة له بإجماع المسلمين، وهكذا الدعاء له، فإذا أراد بهذه الذبيحة الصدقة بها عن أبيه أو عن جده أو ذبحها أيام عيد ضحية عنه فكل هذا لا بأس به. أما إذا أراد التقرب إليه يذبحه يتقرب إليه كما يتقرب الذين يذبحون لأصحاب القبور أو للشمس أو للقمر أو للجن هذا شرك أكبر، لا يتقرب إلى أحد بذبيحة، يقول الله -جل وعلا-: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي-أي ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام: 162]، ويقول -سبحانه-: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[الكوثر: 1-2]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (لعن الله من ذبح لغير الله) رواه مسلم في الصحيح. فالذبح للجن أو لأصحاب القبور يرجوا شفاعتهم أو يرجوا أنهم ينفعونه أو يشفون مريضة منكر وشرك أكبر، وهكذا من ذبح لجده أو أبيه يعتقد فيه أنه ينفعه، وأنه يشفي مريضة، وأنه يقربه إلى الله بهذا الذبح، يتقرب إليه به، هذا من جنس الذي يذبح للشمس والقمر والنجوم كله شرك نسأل الله السلامة. المذيع/ مدار ذلك على النية؟ نعم مداره على النية. المذيع/ والأضحية سنة؟ نعم.