هل يمكن أن يشيد الإنسان صدقة جارية ويهبها لأحد الأصدقاء أو الأقرباء غير الأب والأم وهل يمكن أن يصل أجرها إليه؟
قول السائل أن يشيد صدقة جارية معنى التشييد لم أفهمه, فإن كان المراد بالتشييد التسبيل والتوقيف بأن يسبل ويوقف ويحبس قرضاً تكون صدقة جارية, أو عمارة تكون صدقة جارية, أو دكان يعني حانوت يكون صدقة جارية هذا لا بأس يسبله ويجعل غلته لأبيه, أو أمه, أو أقاربه تنفعهم، الصدقة تنفع الميت والحي جميعاً, أو يجعل غلته في إصلاح المساجد, أو في مواساة الفقراء والمحاويج, أو في قضاء دين المدينين, أو في بناء أرفقة للفقراء وما أشبه ذلك هذه يقال لها صدقة جارية، ويقال لها وقف،ويقال لها إسبال, ويقال لها حبس، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو لد صالح يدعو له)، أما إن كان المراد بالتشييد الإخراج يعني البلوغ إجمالاً المال يعني يخرج نقود, أو طعام, أو ملابس من ماله يتصدق به على بعض أصدقائه, أو على بعض أقربائه, أو على بعض جيرانه المحتاجين, أو على غيرهم فكذلك لا بأس بهذا، والأجر يلحق، الأجر يلحق الميت والحي، إذا أخلصها لله ونوى التقرب إلى الله بذلك فإنه ينفعه ما أخرجه من نقود, أو ملابس, أو أطعمة, أو لحوم إذا أعطاها بعض الفقراء, أو بعض الأصدقاء للتقرب إلى الله, أو لأنه فقير, أو ما أشبه ذلك من الأسباب الشرعية كل هذا ينفع الميت والحي.