بتـــــاريخ : 3/20/2009 11:56:43 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1536 0


    صفحة مشرقة من حياة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله

    الناقل : elmasry | العمر :42 | المصدر : www.alsalafway.com

    كلمات مفتاحية  :

    صفحة مشرقة من حياة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى
    بلدة العيينة، الوقت ليلًا، يظهر الشيخ محمد داخل حجرته المتواضعة، يقرأ بنهم ويدون في بعض الكتب أمامه، يدخل عليه ابن غنَّام –أحد طلابه-.

    ابن غنَّام: السلام عليك أيها الشيخ الجليل.

    الإمام: وعليكم السلام أيها الطالب النبيل. هل أوصلت جميع رسائلي؟!

    ابن غنَّام: لقد تحركت قافلة اليمن قبل قليل.

    الإمام: وبلاد الحجاز والشام؟!

    ابن غنَّام: ستصلها رسائلك إن شاء الله.

    الإمام: أرجو ذلك.

    ابن غنَّام: ولكن ما كل هذه الرسائل يا سيدي؟

    الإمام: إنها مكاتبات للعلماء هناك.

    ابن غنَّام: ولم؟!

    الإمام: رجاء أن يقوموا معنا بنصرة دين الله ومجاهدة هذه الخرافات.

    ابن غنَّام: وهل يستجيبون يا ترى؟

    الإمام: إننا نأخذ بالأسباب.. يا ابن غنَّام.

    ابن غنَّام: أنت ترهق نفسك كثيرًا يا إمام.

    الإمام: (في امتعاض) يبدو أننا وجدنا ضالتنا في هذه البلدة المباركة.

    ابن غنَّام: نعم.. فقد أحسن إلينا أميرها بعد أن كاد السفهاء في حريملاء يفتكوا بنا.

    الإمام: الحمد لله الذي نجّانا من شرهم.

    ابن غنَّام: لقد تسوروا علينا الجدار لولا ستر الله.

    الإمام: إن طريقنا طويلة وشاقة يا بني.

    ابن غنَّام: هل سنجد مصاعب أخرى.. يا إمام؟

    الإمام: ربما.. كن مستعدًا.

    ابن غنَّام: أما في العيينة فلا.. فالأمير عثمان بن محمد رجل صالح.

    الإمام: نحسبه كذلك.

    ابن غنَّام: لقد خرج برجاله معنا فهدم قبة زيد بن الخطاب وأقام معالم التوحيد.

    الإمام: جزاه الله خيرًا.. وثبّته على ذلك.

    الأمير عثمان: (من الخارج) يا شيخ محمد.. يا شيخ محمد.. أأنت هنا؟

    ابن غنَّام: هذا صوت الأمير عثمان.

    الإمام: قم إليه نستقبله.

    ابن غنَّام: ترى ما الذي جاء به الساعة؟

    (يدخل الأمير عثمان فيسرع ابن غنَّام بالخروج)

    الأمير عثمان: السلام عليك.. أيها الشيخ..

    الإمام: وعليكم السلام.. أهلًا ومرحبًا بالأمير عثمان..

    الأمير عثمان: أعتذر إليك فقد جئت في ساعة متأخرة.

    الإمام: لا تثريب عليك فأنت صاحب الفضل والدار.

    الأمير: وكم كنت –والله– أتمنى أن تطول إقامتك بيننا !!

    الإمام: تتمنى !! ماذا هناك أيها الأمير؟!

    الأمير عثمان: قاتل الله الشيطان وأعوان الشيطان.

    الإمام: هل جاءكم مني ما تكرهون؟

    الأمير عثمان: معاذ الله.. بل رأينا الخير كل الخير على يديك.

    الإمام: قل بربك ما الذي حدث؟

    الأمير عثمان: أمير الأحساء أرسل بطردك من البلدة.

    الإمام: طردي أنا !!

    الأمير عثمان: أو قتلك.

    الإمام: هذا الرجل تعظم عليه إقامة الحدود.

    الأمير عثمان: ونحن لا يحسن أن نقتلك ونخاف من هذا الأمير.. فانظر ماذا ترى؟

    الإمام: إن الذي أدعو إليه هو دين الله؛ فإن صبرت واستقمت فسوف ينصرك الله عليه.

    الأمير عثمان: ولكن لا طاقة لنا به.

    الإمام: ثق بالله يا رجل.

    الأمير عثمان: (محتدًا) أيها الشيخ.. ارحل من أرضنا قبل طلوع الشمس.

    الإمام: نعم.. ولكن..

    الأمير عثمان: (مقاطعًا) لقد قضي الأمر (يخرج).

    الإمام: حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل (يخرج).


    ( 2 )
    (داخل منزل محمد بن سويلم العريني في بلدة الدرعية، يظهر ابن سويلم قلقًا جالسًا بين يدي الشيخ)

    ابن سويلم: أهلًا.. ومرحبًا بك أيها الشيخ.

    الإمام: أحسن الله إليك يا ابن سويلم.

    ابن سويلم: أهلًا.. أهلًا بك في دارنا يا إمام.

    الإمام: أكرمك الله الذي أكرمتنا من أجله.. ولكنك تبدو قلقًا يا ابن سويلم.

    ابن سويلم: أبدًا.. أبدًا إنما خوفًا من عدم القيام بواجبك علينا.

    الإمام: أم تخشى من نقمة ابن سعود.. إذ استقبلتني دون علمه؟!

    ابن سويلم: بل والله أخشى عليك أنت أيها الإمام.

    الإمام: لا تخشَ شيئًا إن الله معنا.

    ابن سويلم: يقال إن زوجته امرأة صالحة وسوف تحرضه على قبول دعوتك.

    الإمام: يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.

    (يدخل ابن غنَّام عليهما مسرعًا فزعًا)

    ابن غنَّام: ابن سعود.. ابن سعود قادم إليكم في وفد من رجاله.

    ابن سويلم: لعله جاء مبايعًا.

    ابن غنَّام: أو لعله جاء منتقمًا.

    ابن سويلم: منتقمًا !! أرى أن تختبئ أيها الإمام.

    الإمام: إنما ندعو إليه هو الحق فلماذا الاختباء؟!

    (يدخل ابن سعود وسط كوكبة من رجاله وهم شاكوا السلاح)

    ابن سعود: (مشيرًا للإمام) هذا هو ضيفك يا ابن سويلم؟

    ابن سويلم: هو ضيف الدرعية كلها أيها الأمير.

    ابن سعود: (للإمام) أأنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟!

    الإمام: أنا الفقير إلى الله تعالى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي.

    ابن سعود: وما الذي تدعو إليه يا ابن عبد الوهاب؟

    الإمام: إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

    ابن سعود: سأبايعك على دين الله ورسوله ولكن أخشى..

    الإمام: ومم يخشى الأمير؟!

    ابن سعود: أخشى إذا أيدناك وأظهرك الله على أعدائه أن تبتغي أرضًا غير أرضنا.

    الإمام: أبايعك على أن الدم بالدم والهدم الهدم ولا أخرج من بلادك.

    ابن سعود: إذًا أبشر.. أبشر يا إمام بالنصرة والمساعدة.

    الإمام: وأنت أبشر بالعزة والتمكين والعاقبة الحميدة.

    (يبسط الإمام يده ويبايعه الأمير ورجاله وترتفع الأصوات بالتهليل والتكبير)

    إظلام تدريجي – ستارة

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()