من مداخل الشيطان على الإنسان (خطبة مقترحة)
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
مقدمة تشتمل على بيان ما يلي:
ـ عداوة الشيطان للإنسان: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً)(الإسراء:62).
ـ تحذير الرحمن من الشيطان: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ)(الأعراف:27)، وقال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)(فاطر:6).
1ـ الحسد:
ـ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا) متفق عليه.
ـ ذكر بعض الأمثلة في الحسد وعاقبته: "حسد إبليس لآدم ـ حسد ابن آدم لأخيه ـ حسد أخوة يوسف لأخيهم".
ـ قال -تعالى-: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ)(النساء:54).
ـ وقال -تعالى-: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً)(الزخرف:32).
2ـ الغضب:
ـ وصية النبي لمن طلب وصية تنفعه في الآخرة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب فردد ذلك مرارا قال لا تغضب) رواه البخاري.
ـ وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه.
ـ ذكر بعض المفاسد التي تنجم عن الغضب: "الغيبة ـ النميمة ـ الاستهزاء ـ السب ـ الطلاق ـ وغيرها من المعاصي".
3ـ العجلة وحب المال:
ـ حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من العجلة وترك التثبت فقال: (العجلة من الشيطان والتأني من الله) روه البيهقي، وحسنه الألباني.
ـ مثال: سبب نزول قوله -تعالى-: (إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(الحجرات:6).
ـ حب المال يفسد القلب، ويفسد السلوك بما يتسبب فيه من حمل الإنسان على طلب المال في غير وجهه (الغش - السرقة ـ الرشوة.. ).
وكل ذلك ناتج عن إغواء الشيطان، قال -تعالى-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة:268).
4ـ العجب والغرور:
ـ العجب والغرور من أخلاق الشياطين: قال -تعالى-: (وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)(الحديد:14).
أمثلة لذلك:
ـ إعجاب إبليس -لعنة الله عليه- بحاله، واغتراره بنفسه وأصله فقال: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)(ص:76).
ـ إعجاب عاد بقوتها واغترارها بسلطانها: (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً)(فصلت:15).
ـ إعجاب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من مسلمة الفتح يوم حنين، حيث قالوا: لن نغلب اليوم من قلة، قال -تعالى-: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً)(التوبة:25).
5ـ من أسلحة المؤمن في حربه مع الشيطان:
(1) الالتزام بالكتاب والسنة:
ـ قال -تعالى-: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(الأنعام:153).
ـ روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكى يقول يا ويله، وفى رواية أبى كريب: يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار) رواه مسلم.
(2) الالتجاء إلى الله والاحتماء به:
ـ قال -تعالى-: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ . وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(الأعراف:199ـ200).
ـ وقال -تعالى-: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ . وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ)(المؤمنون:97ـ98).
(3) الاشتغال بذكر الله:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها.... ومنها: وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
(4) لزوم جماعة المسلمين:
ـ فعن أبى الدرداء -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) رواه أبو داود، وصححه الألباني.
(5) التوبة والاستغفار:
قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)(الأعراف:201).