بتـــــاريخ : 3/17/2009 1:09:39 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1277 0


    حديث خامة الزرع (خطبة مقترحة)

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : سعيد محمود | المصدر : www.salafvoice.com

    كلمات مفتاحية  :
    حديث خامة الزرع خطبة مقترحة
    كيف يفعل من أصابه هم أو حزن (خطبة مقترحة)

    كتبه/ سعيد محمود

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    1- الآلام سنة كونية في الإنسان:

    - الآلام والأحزان سنة كونية: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)(الكهف:7).

    - ألوان المصائب والآلام تمحيصا وامتحانا: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(البقرة:155).

    - قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ -الْغَضَّة اللينة- مِنَ الزَّرْعِ تُفَيِّئُهَا الرِّيحُ مَرَّةً، وَتَعْدِلُهَا مَرَّةً، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالأَرْزَةِ لاَ تـَزَالُ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً) متفق عليه.

    - وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) متفق عليه.

    2- الفرق بين الحزن، والهم، والغم -كلها أمراض تصيب القلب وتؤثر على الجوارح-:

    - الحزن: ألم يصيب القلب بما يتعلق بأمور ماضية، ومنه: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)(يوسف:84)، (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)(يوسف:86)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) متفق عليه.

    - الهم: ألم يصيب القلب بما يتعلق بأمور مستقبلة، ومنه: (مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهَ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ) رواه الترمذي، وصححه الألباني، ومنه:
    (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ الْمَعَادِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَي أَوْدِيَتِهِا هَلَكَ) رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.

    الغم: ألم يصيب القلب بما يتعلق بأمور حاضرة، ومنه: (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ)(آل عمران:153).

    - ولقد اجتمعت الأمور الثلاثة في موضع واحد في القرآن وهو قوله -تعالى-: (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)(آل عمران:153-154).

    - (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ): جزاكم غما على غمكم؛ غم خبر مقتل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم غم الهزيمة.

    - (لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ): ما فاتكم من الغنيمة، وما أصابكم من الجراح.

    - (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ): لم يغشهم النعاس والأمنة من كثرة القلق والفزع، وهم المنافقون بسبب ظنهم هزيمة المسلمين.

    كيف يفعل من أصابه هم أو حزن؟

    عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاَءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي. إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحاً. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: أَجَلْ يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ) رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني.

    أصول أربعة لا يتحقق موعود الحديث بغيرها:

    الأصل الأول (تحقيق معنى العبودية وتماما الانكسار لله):

    - العبودية وصف أصيل: (اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ)، والعبادة هي التذلل والخضوع لله -عز وجل-، وشرعا: امتثال أمره -سبحانه وتعالى- بما شرع على ألسنة رسله.

    - العبودية طوعا وقهرا: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)(مريم:93).

    من معاني العبودية:

    1- التزام عبوديته: من الذل، والامتثال، والافتقار، واللجوء، والتوكل، وتعلق القلب خوفا ورجاء، ومحبته -عز وجل-، و...

    2- عبد من جميع الوجوه: صغيرا وكبيرا، حيا وميتا، معافى ومبتلى.

    3- مالي ونفسي ملك لك: فإن العبد ملك لسيده.

    4- لا أتصرف في نفسي ومالي إلا بأمرك.

    الأصل الثاني (الإيمان بالقدر):

    - (نَاصِيَتِي بِيَدِكَ) ولهذا قال هود -عليه السلام-: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(هود:56).

    لا يقع شيء إلا بتقدير الله: (مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ).

    - (مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ) بنوعيه الكوني والشرعي، أما الكوني: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا)(الحديد:22)، والشرعي: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)(البقرة:285).

    - (عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ): (وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ)(فصلت:46).

    - أمر المؤمن كله خير:

    قال -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم.

    الأصل الثالث (الإيمان بالأسماء الحسنى):

    - التوسل بالأسماء والصفات من أعظم أبواب العبادة (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأعراف:180).

    - زيادة المعرفة بالأسماء والصفات تزيد العبد خشية، قالوا: "من كان بالله أعرف كان منه أخوف".

    - مناسبة المقال للحال في التعبد بالأسماء؛ فمع التوبة يكون "الرحيم - الغفور - التواب - الغفار"، ومع طلب النصرة "القوي - العزيز"، ولذا لما كان الحزن، والهم، والغم مشتمل على أنواع من الأحوال قال: (أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ...).

    الأصل الرابع (العناية بالقرآن الكريم):

    (أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاَءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي).

    - الربيع هو المطر الذي يحيي الأرض، فالقرآن حياة القلوب (أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي).

    - (وَنُورَ صَدْرِي): لأن الصدر أوسع من القلب، فيسير النور منه إلى القلب بالقرآن.

    - ولما كانت الجوارح كلها بما فيها الصدر لا تقوم إلا بحياة القلب، طلب له سبب حياته وهو الربيع ليحيا الكل.

    - القرآن يذهب الهم، والحزن، والغم ولا يعود، بخلاف المـُذهبات الأخرى من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فإنها تعود بذهاب هذه الأشياء.


    كلمات مفتاحية  :
    حديث خامة الزرع خطبة مقترحة

    تعليقات الزوار ()