بتـــــاريخ : 3/16/2009 11:33:19 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2715 0


    الجزء السابع عشر من القرآن الكريم

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.idaleel.tv

    كلمات مفتاحية  :

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
     الحمد لله رب العالمين ، والصلاة  والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    مرحبا بكم أيها الإخوة المشاهدون في هذا اللقاء القرآني المتجدد يوميا معكم طيلة شهر رمضان .. الذي يأتيكم على الهواء مباشرة من (قناة دليل الفضائية) بمدينة (الرياض) .

    اليوم هو اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك من عام 1429 ..
     واليوم حديثنا - بإذن الله تعالى - حول الجزء السابع عشر من القرآن الكريم ..
    وكما تعودنا في اللقاءات الماضية أننا نعرض لكم في بداية اللقاء أبرز موضوعات الجزء الذي سنتحدث عنه .

    الجزء الذي معنا في هذا اللقاء يبدأ من أول (سورة الأنبياء) وينتهي إلى آخر (سورة الحج) ؛ فاشتمل الجزء على سورتين : سورة الأنبياء وسورة الحج .

    أبرز الموضوعات التي اشتمل عليها هذا الجزء ابتدأت (سورة
     الأنبياء) - وهى سورة مكية - بالحديث عن موقف الناس عند الحساب يوم القيامة ، ثم تحدثت عن قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وما نزل عليهم من الكتب وما  في ذلك من عبر ، ثم عالجت السورة موضوعات الرسالة والوحدانية والبعث والجزاء وعن الساعة وشدائدها ويوم القيامة وأهواله .
    أما (سورة الحج) - وهي سورة مدنية - فتتناول جوانب التشريع ، كما تناولت قضايا الإيمان والتوحيد والإنذار والتخويف ، وموضوع البعث والجزاء ، ومشاهد القيامة وأهوالها ..
    وهذه هي أبرز الموضوعات التي اشتملت  عليها هاتين السوريتين .

    وقبل أن نبدأ الحوار حول هاتين السورتين أذكركم أيها الإخوة المشاهدون بأرقام التواصل مع البرنامج .. سواء هاتفية أو رسائل الجوال الهاتفية :
    من داخل السعودية : 012085444، أو 014459666
    أما الهاتف الجوال فهو : 0532277111
    وباسمكم جميعًا أيها الإخوة المشاهدون أرحب بأخى ضيف هذه الحلقة والمجيب على الأسئلة في هذا اللقاء .. وهو فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الله القحطاني .. الأستاذ المساعد بـ (جامعة الملك خالد) .. المتخصص في الدراسات القرآنية والمشرف على (ملتقى أهل التفسير) على شبكة الإنترنت ، وهو زميل وصديق قديم ، حياك الله يا أبا عبد الله .

    الضيف : حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون

    المقدم : طبعاً ننبه  على الإخوة المشاهدين والإخوة الذين  يعرفونك  أبا مجاهد أنك تكتب في (ملتقى أهل التفسير) باسم أبا مجاهد العبيدى ، وهذا الاسم أصبح علمًا معروفًا عليك .. أسأل الله أن يوفقك وأن يكتب أجرك على الاستجابة في هذا اللقاء .

    في بداية الحلقة أبا مجاهد نريد أن نتحدث عن ( سورة الأنبياء) و(سورة الحج) حديثًا عامًّا يشمل موضوعات (سورة الأنبياء) وموضوعات (سورة الحج) ؛ يعني الموضوع الأساسي الذي تتحدث عنه هاتين السورتين .

    الضيف : الحمد لله رب العالمين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ..
    أما بعد ، فأسأل الله - عز وجل - أن يرزقنا التوفيق والسداد ..
    وبداية أشكر الأخ عبد الرحمن وأشكر القائمين على هذه القناة .. التي أسأل الله - عز وجل - أن يجعلها منارة علمٍ وخيرٍ وهدى للناس ، وأن ينفع بها ، وأن يوفق القائمين عليها لكل خير .

    المقدم : اللهم آمين .

    الضيف : من نعم الله - عز وجل - علينا في هذا الشهر المبارك أن نوفق للاهتمام بالقرآن الكريم ومدارسة آياته ، وهذا من السنن التي كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يحرص عليها .
    ولا شك أن سور القرآن العظيم متنوعة في موضوعاتها وفيما تحدثت عنه ، وإن كانت كلها تشترك في أنها هداية ٌللناس وبيانٌ لهم.

    (سورة الأنبياء) من السور المكية التي عنيت بالموضوعات العقيدة وعالجتها بأساليب متنوعة ، ومعلوم أن القضايا الكبيرة التي تعنى بها السور المكية تعود إلى ثلاث قضايا :
    - قضية الألوهية والوحدانية .
    - وقضية الرسالة .
    - وقضيه اليوم الآخر ..
    لأن هذه القضايا كان الخيار فيها وكان إنكار الكفار لها كان بيِّنًا ظاهرا ..
     وعنيت هذه السورة بهذه الثلاث موضوعات الرئيسية من خلال وسائل وطرق متنوعة .

    وابتدأت هذه السورة بهزة قوية وآيه فيها عظة وعبرة ، وهي قول الله - تعالى - : { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون } ..

    ثم ذكرت السورة بعض المواقف التي كان عليها أهل الشرك التي  تدل على تناقضهم وترددهم وعدم استجابتهم للحق ، وهذا شأن كل من لم يستجب للحق أنه في تردد وحيرة .. فمرة هم يقولون : هو قول بشر ومرة يقولون : أضغاث أحلام ومرة يقولون : بل افتراه من عنده ، وهكذا تتنوع أقوالهم التي تدل على حيرتهم ، وهذا نتيجة التكذيب .. فإن من كذب .......
    المقدم : فهم في ريبهم يترددون
    الضيف : فهم في أمر مريج مختلط ، وهذا شأن أهل الكفر .

    ثم ذكر الله - عز وجل - شيئًا فيه عبرة للمكذبين .. وهو إهلاك الأمم ، وأن الله - عز وجل - أهلك أممًا كثيرة : { وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا من بعدها قوما آخرين } ..
    وذكر بعض الأشياء التي تدل على أن الباطل مضمحلٌّ زائل وأن الله - عز وجل - يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق .

    ثم انتقل الحديث إلى ذكر بعض الأدلة الكونية التي تدل على قدرة الله - عز وجل - وعلى وحدانيته ..
    وهذه معالجة موضوع الوحدانية دلائل وقدرة دلائل التوحيد .. التي من تأمل فيها ونظر فيها بصدق وإنصاف فإنه لابد أن يؤمن بهذا الخالق القدير - عز وجل - فذكر عدة آيات .

    ثم انتقلت السورة إلى ذكر قصص الأنبياء ، وهذا هو الموضوع الرئيسي تقريبًا في هذه السورة ؛ ولذلك سميت بـ (سورة الأنبياء) ؛ فذكر الله - عز وجل - في هذه السورة قصة عدد من الأنبياء : موسى وهارون وإبراهيم - عليهم السلام - وأطال في قصة إبراهيم ، ثم ذكر قصة هود ونوح - عليهم السلام - وداود وسليمان ، وبعد ذلك ذكر قصة أيوب - عليه السلام - وكذلك إسماعيل وذو الكفل ، وبعده يونس (ذو النون) ، ثم ذكر زكريا ، ثم ختم بذكر مريم وما ذكر الله عنها من المدح والثناء .

     ثم آخر السورة عاد وذكر مصير المكذبين ومصير أهل الإيمان ؛ فذكر أمور الآخرة .. وكرر هذا الأمر في بيان فيه عظة وفيه قوة تقشعر لها الأبدان حقيقةً .

     ثم ختمت هذه السورة ببعض الأمور التي تتعلق بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } .
    وهذه باختصار مجمل ما اشتملت عليه هذه السورة من موضوعات.

    المقدم : جميل جداً .

    الضيف : طبعا تأتي (سورة الحج) .. ذكر بعض العلماء أنها من أعاجيب السور .

    المقدم : هل تأذن لي أبا مجاهد حتى لا نطيل على المتصلين علينا أن نأخذ هذا الاتصال من الإخوان ..
    الأخ زياد السلام عليكم
    المتصل : وعليكم السلام ورحمة الله .. مساء الخير
    المقدم : ياأهلا وسهلا .
    المتصل : كيف حال الشيخ ؟
    المقدم : بخير الحمد لله .
    المتصل يا أخي الصوت من عندكم بعيد

    المقدم : طيب نرفع أصواتنا يالا .
    الضيف : جزاكم الله خيرًا على هذا البرنامج ..

    أنا عندي سؤال وملاحظة :
    الآية 71 من (سورة الأنبياء) : { ونجيناه ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } .. طيب الأرض المقصود (القدس) ولا جميع محيط الشام ؟ هل المقصود بها القدس ولا مصر ؟
    المقدم : طيب أبشر .

    المتصل : وصل السؤال ؟
    المقدم : نعم وصل ، والملاحظة يا زياد ؟

    المتصل : الملاحظة بالنسبة للحلقة الماضية أمس : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك } .. ما هي العلاقة بين الرزق والصلاة ؟ لأني ما يتبين أن الصلاة من أسباب الرزق ؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - لما شرعها لقضاء الحوائج  ، وقصة الصحابي الجليل الذي لا يوجد عند أهله طعام أمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي ركعتين فصلى ركعتين ، فدارت الرحى ؛ فذهب إلى النبي وقص له القصة ، فقال : لو تركتها لدارت إلى قيام الساعة ..
    هل هذه القصة صحيحة ولا لها علاقة بآية ؟ فنحن نرى - حسب كلام الشيخ - أن الصلاة من أكبر وأوسع أبواب الرزق بحيث تصلى ركعتين تقضى حاجتك من الله - سبحانه وتعالى - .
    المقدم : بارك الله فيك يا زياد

    المقدم : الأخ عبد الله من السعودية .. تفضل حياكم الله
    المتصل : السلام عليكم
    المقدم : عليكم السلام ورحمة الله
    المتصل : كل عام وأنتم بخير
    المقدم : وأنت كذلك .. الله  يحييك

    المتصل : عندي سؤال للشيخ
    المقدم : تفضل .
    المتصل : ما هي السورة التي تأتي شفيعًا لصاحبها يوم القيامة ؟
    المقدم : طيب جيد .. هل لك سؤال آخر ياعبد الله ؟

    المقدم : طيب الأخت زرقاء من الجزائر تفضلي .. السلام عليكم .
    المتصلة : السلام عليكم يا شيخ .
    المقدم : عليكم السلام .. حياكم الله .. تفضلي السؤال .
    المتصلة : في (سورة الأنبياء) : { وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين } ..
    زكريا دعا ربه بالولد أم بماذا ؟ لأنه في (سورة مريم) قال : { ربي أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً ) .
    المقدم : واضح السؤال .. شكرا .. بارك الله فيك .

    المقدم : نعود دكتور محمد إلى الحديث عن (سورة الحج) وموضوعها ثم نبدأ في أسئلة الحوار .

    الضيف :  قلت : (سورة الحج) من السور العجيبة ، وذكر بعضهم أن فيها المكي والمدني والليلي والنهاري والصيفي والشتائي ، والعلماء مختلفون في مدنيتها ومكيتها لأن موضوعاتها إن قلت أنها موضوعات عقيدة فهي كذلك .. وإن  قلت أنها موضوعات تشريع وأحكام فهي كذلك ، ولعل الأقرب - والله أعلم - أنها مكية ومدنية .. منها ما هو مكي ومنها ما هو مدني : { هذان خصمان اختصموا ...........} في بدر ، { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ........ } في المدينة ، فيها آيات تتعلق بالعقيدة وأهوال القيامة تشبه الآيات المكية ؛ فالذي يظهر - والله أعلم - أنها مكية ومدنية ، وهذا من الأمور التي تميزت بها هذه السورة .

     مما ميز هذه السورة أنها سميت بـ (الحج) ، وهو الركن الوحيد الذي سميت باسمه سورة .. الصلاة والصيام والزكاة ما في سورة سميت باسم ركن من أركان الإسلام إلا هذه السورة ، وقد يكون هذا - والله أعلم - لأن الحج لا يفعل في العمر إلا مرة واحدة ولقوة علاقته بالتوحيد ؛ ولذلك أفرد بتسمية السورة باسمه .
    المقدم : ولكن (سورة الفتح) يا دكتور محمد تسمى (سورة الصلاة) .
    الضيف : لكن ليست متداولة .
    المقدم : أحسنت .

    الضيف : هذه السورة أيضا اشتملت على موضوعات متنوعة ، وهي تعنى أيضًا بقضايا في العقيدة والبعث وإثبات البعث بطرائق متعددة .

    ومما تميزت به كثرة تقسيماتها للناس .. الناس تقسم عدة تقسيمات ، وقد ألف بعض الباحثين كتابًا في هذا (أقسام الناس في سورة الحج) ، وذكر تقسيمات هذه السورة للناس في عدة مواضع .

     مما يميز هذه السورة أيضا أن فيها سجدتان ، وهذا ليس في سورة أخرى .. فيها سجدة في أولها وسجدة في آخرها .

     وكذلك يميز هذه السورة أن فيها آية جامعة لكل خير .. لم تترك خيرا ألا وأمرت به ، وهى قوله - تعالى - : { ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } ..
    هذه الآية جامعة لم تترك خيرًا إلا أمرت به في باب الخير ..
    هناك آية جامعة في المنهيات وهي قوله - تعالى - : { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } ؛ فتلك جامعة في المنهيات وهذه جامعة فيما أمر الله به : { إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون } ..
    المقدم : في (سورة الأنعام) .
    الضيف  : نعم .

    الضيف : (سورة الحج) بدأت بداية قوية جدًّا : { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } ..
    وياأيها الناس في الغالب خطاب لأهل مكة في - طبعا - هذه السورة في الغالب ، طبعاً هذه السورة جاء فيها ياأيها الناس وياأيها المؤمنون ..

    المقدم : طبعا أنت تشير يادكتور محمد إلى ضوابط المكي والمدني التي يذكرها العلماء ..
    يقولون : إن السور التي جاء فيها (ياأيها الناس) في الغالب مكي ، والتي يجيء (ياأيها الذين آمنوا) في الغالب مدني ..
    أيضا من العلماء من يقول : إن السورة التي يكون فيها سجدة مكية .. فهذه من الضوابط التي فيها سجدتان ؟
    الضيف : نعم ..
    المقدم : تفضل .

    الضيف : { ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } .. طبعا هذا فيه وقفة :
    ما علاقة اسم السورة بهذه البداية ؟ لأن من أعظم دروس الحج التذكير باليوم الآخر ، وأن الناس يجتمعون في مواقف صعبة على هيئةٍ واحدة ، وكثير من الأمور التي تكون بالحج تذكر باليوم الآخر ؛ ولذلك بدأت هذه السورة : { ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت ....}، وهذا في بعض صوره يوجد في الحج عندما يذهل الحاج بسبب الزحام والشدة عن بعض الأشياء عند السعي عند رمي الجمار : { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى ...... " : كالسكارى في الدهشة والحيرة وعدم استجماع العقل { وما هم بسكارى } في الحقيقة { ولكن عذاب الله شديد } .

    ثم ذكرت دلائل البعث .. هذه من أهم الأشياء التي تركز عليها السور المكية : { إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم ... } .
     ثم انتقلت إلى الحديث عن أهل ألإيمان وأهل الكفر : { هذان خصمان اختصموا في ربهم ... } .
    وذكر بعد ذلك فرضية الحج منذ أن بوأ الله - عز وجل - مكان البيت : { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بى شيئا... } إلى آخر الآيات التي جاءت في بيان بعض أمور الحج المهمة ..
    ولعله يأتي - إن شاء الله - شيء من التعليق عليها في ثنايا هذا اللقاء - إن شاء الله - .

    المقدم : فتح الله عليك ياأبا مجاهد وشكر الله لك ، والحقيقة - كما تفضلت – (سورة الأنبياء) مليئة بالعبر ، ولو أردنا أن نقف مع كل قصة من هذه القصص لاستغرقت الوقت الطويل .

    معنا الأخ عبد الله من السعودية .. تفضل الأخ عبد الله
    المتصل : سلام عليكم . حياكم الله .
    المقدم : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    المتصل : شكر الله لكم هذا البرنامج الناجح
    المقدم : الله يحييك ياأخ عبد الله .

    المتصل : فضيلة الشيخ .. أود أن أسأل في (سورة الأنبياء) .. الله - عز وجل - ذكر قصص الأنبياء ثم أردفها في الأخير بذكر علامة من علامات الساعة وهي ذكر يأجوج ومأجوج .. مع أن القصة كانت أغلبها في قصص الأنبياء ، فما الذي جعل ذلك يكون ضمن السورة ؟
    ثم بعد ذلك في (سورة الحج) ورود السجدتين في أول السورة وفي آخر السورة .. هل يعني ذلك شيء بالنسبة لهذه السورة العظيمة  هل يعطينا إيحاء في هذه السورة العظيمة ؟
    المقدم :  شكرًا جزيلًا لك .

    المقدم : هنا يادكتور محمد أسئلة وردتنا من الهاتف الجوال وأسئلة من طريق الاتصالات .. نريد أن نأخذها بالترتيب .
    معنا في (سورة الأنبياء) ، وإن شئت وإن أذنت لي يادكتور محمد تفسير بعض الآيات التي في آخر (سورة طه) و(الكهف) و(مريم) من الحلقة السابقة ..

    سائل يسأل : هل ورد فضلًا للآيتين الأخيرتين من (سورة الكهف) .. بعضهم يقول : إنها تورث الإخلاص ؟ هل مر عليك شيء من هذا ؟

    الضيف : هو الذي أعلمه بالنسبة للآيتين الأخيرتين لم يرد فيها شيء يتعلق بها إلا من حيث أول (سورة الكهف) وآخر (سورة الكهف) : أنه يحفظ من الدجال ، لكن بالنسبة للآيتين الأخيرتين لا أعلم في هذا شيئا .
    المقدم : جميل .

    المقدم : في قوله - تعالى - : { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا } .. يسأل سائل : ما معنى هذه الآية ؟

    الضيف : ذكر العلماء أن المراد بهذه الآية الصراط : { وإن منكم إلا واردها } يعني : إن كل الناس سيردون النار على الصراط ، وبعد ذلك ذكر : { ثم ننجي الله الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا } ؛ فأهل التقوى ينجيهم الله - عز وجل - وهذا معلوم في مسائل الصراط وأنه يمر على النار ؛ فالله - عز وجل - ينجي المتقين .. نسأل الله أن ينجينا وإياكم .
    المقدم : نسأل الله - عز وجل - ذلك .
    المقدم : طيب يا دكتور في (سورة الكهف) في آخرها يقول الله - سبحانه وتعالى -: { فما اسطاعوا } .. { فما استطاعوا } ، فما تأويل ذلك ؟ ثم { ما لم تستطع } ثم بعد ذلك : { تأويل ما لم تسطع } .
    يقول : ما هي الحكمة من التعبير بهذا العبارة ؟

    الضيف : هذا الأمر يعود إلى مسالة لغوية ؛ وهي أن القاعدة في هذا أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ؛ { فسأنبؤك بتأويل ما لم تستطع } هو لم ينبئه بعد ؛ فلذلك أتى بـ (تستطع) بزيادة التاء لأنه لا يعرف التأويل بعد
    المقدم : فهو ثقيل على نفسه .
    الضيف : نعم ، فلما عرف ذلك التأويل قال : { هذا تأويل ما لم تسطع عليه صبرا } ..
    نعم لأنه عرف خفف بالتاء ؛ فزيادة تستطع هي زيادة لأنه لم يعرف تأويل هذه الأخبار بعد .

    المقدم : وهذا نفس العلة .
    الضيف : نفس العلة { فما اسطاعوا } { وما استطاعوا } : { ما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا } ؛ يعني الظهور أسهل من النقب ؛ ولذلك عبر في الظهور بـ (اسطاعوا) بدون تاء ، أما في النقب فلصعوبة النقب قال { استطاعوا له نقبا } .

    المقدم : جميل .. جميل ، وأظن هذه قاعدة كل زيادة المبنى .
    الضيف : تكاد  تكون مضطردة لأن أي لفظ يأتي فيه زيادة حروف ففيه زيادة معنى ، وهناك قاعدة تقول : إن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى .

    المقدم : فتح الله عليك .
    هنا سؤال يادكتور محمد عن الآية رقم (71) من (سورة الأنبياء) : { ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } ..
    يقول : ما المقصود بالأرض التي باركنا فيها للعالمين ؟

    الضيف : الأرض ذكر المفسرون أنها أرض الشام ، وبارك الله فيها للعالمين من حيث كثرة الأنبياء فيها .. فأكثر الأنبياء كانوا في هذه الأرض ؛ فهي أرض مباركه من حيث كثرة الأنبياء فيها ، وأيضا لأن فيها أرض المقدس : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله } ، والمراد بحوله هو أرض الشام ؛ فالمراد بـ (حوله) هنا هو أرض الشام بعمومها .

    المقدم : وأين كان إبراهيم عندما هاجر ؟
    الضيف : كان في العراق .. هاجر في العراق كذلك وابن أخيه لوط ، وفى الآية قال : { ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي ...} ونجيناه إلى وليس معناه ونجيناه من ؛ لأن فيه معنى الخروج أي بمعنى أخرجناه إذن هذا هو المقصود بالأرض التي باركنا فيها .

    المقدم : طيب هنا أيضا سؤال يادكتور في : { وأمر أهلك بالصلاة} ، وأيضا الأخ زياد كان ينبه بالأمس سئلنا سؤالًا : ما هي العلة أو المناسبة بين قوله : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى " ؟
    فسأل سائل : ما هي العلاقة بين الرزق وبين الأمر بالصلاة ؟
    فقلنا له : لعل هذا إشارة إلى أن الصلاة كثير من الناس يشغله طلب الرزق عن الصلاة فجاء الأمر بالصلاة في هذا الأمر ، وتأويله : أن الرزق على الله - سبحانه وتعالى - تكفل به .
    والأخ زياد ينبه إلى أن الصلاة هي أيضاً من أبواب الرزق ؛ فجاء الأمر بها والإشارة أن المحافظة عليها باب من أبواب الرزق ، وهذا كلام صحيح .

     طبعاً يا دكتور محمد أحيانًا عندما تجد مثل هذه الأسئلة هي أسئلة غير قطعية .. أليس كذلك ؟
    الضيف : نعم .. إنما هي احتمالات واجتهادات .
    المقدم : ولذلك ليس فيها .
    الضيف : فيها فرص لتلمس الفائدة والحكمة .
    المقدم : بالضبط ؛ ولذلك هذه إضافة جديدة .

    الضيف : الآية هذه فيها الجانبان طبعا أكثر ما يشغل الناس عن الصلاة هو الرزق فالله - عز وجل - يأمر بها : { لا نسألك رزقا } يعني لا يشغلك طلب الرزق عن الصلاة لأن الصلاة هي الأهم ، ثم في المقابل بعد ذلك الصلاة والاشتغال بها سبب للرزق ؛ لأن المحافظة على الصلاة من تقوى الله { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب }.

    المقدم : جزاك الله خيراً .

    المقدم : الأخ عبد الله يقول : ما هي السورة التي تأتي شفيعاً لصاحبها يوم القيامة ؟

    الضيف : طبعا القرآن كله يأتي شفيعاً لصاحبه يوم القيامة .. هذا القرآن كاملاً ..
     لكن بعض السور خصت بمزيد فضل ، والمعروف أن (سورة الملك - تبارك ) سورة من ثلاثين آية شفعت لصاحبها ، أو هي (المنجية) .. تنجيه من عذاب القبر ؛ فلعل هي (سورة الملك - تبارك)
    المقدم : نعم وأيضاً يادكتور تأتى (البقرة وآل عمران ) يوم القيامة تحاجّان عن صاحبهما ، والمحاججة هي الشفاعة .

    المقدم : طيب معنا الأخت نورة من السعودية .. السلام عليكم
    المتصلة : وعليكم السلام ورحمة الله ..عندي تساؤل عن سورة الحج
     المقدم : تفضلي

    المتصلة : قوله - تعالى – : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته } ..
     فما المقصود بما { ينسخ الله } ؟ هل المقصود بها الآيات التي نسخها الله - سبحانه وتعالى - أم ما المقصود بها في هذا الموضع ؟ وأيضاً في قوله - تعالى - في سورة (يوسف) : { وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك } ..
    ما المقصود ؟ هل هو يوسف أم أحد الرجلين ؟
    وأيضا في قوله في قصة سليمان - عليه السلام - لما قال عندما أمر جنوده أن يأتوا بالعرش : { قال الذي عنده علم من الكتاب } .. من هذا ؟ هل هو سليمان نفسه أم ماذا ؟
    المقدم : ما شاء الله .. القران كله جيد ، شكرًا لك نورا .. بارك الله فيك

    المقدم : معنا الأخ منير من ليبيا .. تفضل .
    المتصل : بارك الله فيك .
    المتصل : السلام عليكم .
    المقدم : عليكم السلام ورحمة الله .
    المتصل : نسأل الشيخ عن حكم سماع المرأة الحائض للقرآن ؟ السؤال الثاني : بدنا نسأل الشيخ عن حكم الأناشيد الدينية  في الفضائيات التي أصبحت هي وسيلة من وسائل الدعوة .. الأناشيد أصبحت غاية  بعض القراء .. قراءُ قرآن معروفين ومشهورين تركوا القرآن الآن وأصبحوا يتسابقون على ما يسمى بالأناشيد الدينية والكليبات ؛ فنحن لا ندري .. مع العلم أن فيهم من الناس من هو بحاجة للدعوة إلى الله ؛ فهل هذه فعلاً دعوة إلى الله ولا طلب شهرة ؟ والله أعلم ..
    فنطلب من الشيخ أن يوضح هذه الأمور وينصح .
    المقدم : وضحت الصورة .. بارك الله فيك شكرًا .. شكراً الأخ منير

    المقدم : الأخ صالح من السعودية .. إتفضل أخ صالح .
    المتصل : السلام عليكم ورحمة الله .
    المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    المتصل : يا شيخ بالنسبة لقول الله - عز وجل - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { وإلى مدين أخاهم شعيباً } .. هل المقصود (مدين) هي المدينة التي تقع شمال غرب (تبوك) المعروف انها اسمها الآن (البدع) ؟ هل هي المدينة المقصود بها بلد شعيب - عليه السلام - لأنها موجود فيها مغائر لقوم شعيب على حسب الروايات ؟ ما نعلم هل هي ولا لا ؟ كانوا ينحتون الجبال .. موجود البيوت حقتهم .. موجود منحوت في الجبال .
    المقدم : هل أنت تعرفهم أخ صالح ؟ هل أنت شفتهم .. ذهبت إليهم ؟
    المتصل : ذهبت لأني أسكن هناك .
    المقدم : جيد جزاك الله خيراً .. الله يحييك .

    المقدم : نعود أبا مجاهد إلى حديثنا في الحقيقة في آيات سورة (الأنبياء) وسورة (الحج) .. هنا سؤال أخى العزيز ؛ وهو عن قوله - تعالى - : { وزكريا إذ نادي ربه ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين } ..
    الأخت ورقاء تسأل عن معنى الآية .. هل يقصد بها أنه يطلب الولد كما في (مريم ) و(آل عمران ) ؟

    الضيف : لا شك .. لا شك إن الآية صريحة في ذلك ، والدليل { فاستجبنا له ووهبنا له يحيي } الإجابة بينت المقصود بالسؤال .

    المقدم : بعض الأحيان يا أبا مجاهد يغفل عن الآية يعني يسأل عن الآية ولا ينتبه للآية التي بعدها التي فيها إجابة السؤال ، وهو ما يسمى ( تفسير القرآن بالقرآن ) ؛. وخاصة هذا النوع منه .. وهو الذي يكون البيان منه متصلا، بيان القرآن بيانا متصلا يكون ظاهر الإجابة عنه .

    الأخ عبد الله سأل عن : يأجوج ومأجوج في آخر سورة (الأنبياء) يقول : جاء الحديث عن الأنبياء ثم جاء في آخرها حتى إذا قال : { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } .. يقول : هل هناك حكمة من ختم هذه القصص بذكر قصة يأجوج ومأجوج؟

    الضيف : لا يظهر لي مناسبة واضحة .. ذكر قصص الأنبياء لها فوائد وعبر ، وانتقل الحديث بعدها إلى : { وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون فتقطعوا بينهم أمرهم زبراً } ، ثم انتقل الحديث إلى سياق الذي تكلم عن ما يحصل في آخر الزمان وعلامات الساعة ..
    فلا يظهر لي - والله أعلم - شيء بيِّن يمكن أن يقال في العلاقة بين الأنبياء وذكر هذا الأمر في آخر السورة .

    المقدم : جميل جدا .. يبدو - والله أعلم - يا دكتور محمد أنها إشارة إلى أنها أولًا يمكن أن يستنبط منها أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون بعد أن ذكر هذه الأمة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم إنه ليس بعدها إلا قيام الساعة ، وليست يأجوج ومأجوج إلا من علامات الساعة الكبرى .. وإن خروجهم علامة من هذه العلامات نعم .

    أيضا سأل سؤالًا عبد الله وقال : إن (سورة الحج) فيها سجدتان .. هل يا ترى هناك حكمة تلتمسها من وجود هاتين السجدتين في هذه السورة ؟ وهل هناك بينها علاقة وبين الحج فريضة الحج نفسها ؟

    الضيف : الله أعلم لا يظهر لي مناسبة . 

    المقدم : جميل .. طيب الأخ سأل سؤالاً من الجوال يقول : إن الإخبات ذكر في (سورة الحج) مرتين نعم .. فيقول هل هذا له علاقة بفريضة الحج ؟

    الضيف : لا شك .. الآية هذه جاءت بعد آيات الحج : { وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } ، والإخبات هو مثل ما يقول العلماء هو : تقوى الله - عز وجل - والتواضع لعباده ، وهذا يظهر كثيراً في الحج .. مظاهر التقوى مع أهمية التواضع لعباد الله لأنهم يستوون وكل منهم بحاجة إلى الآخر ؛ فلابد فيه من هذه المظاهر ، ثم بين الله صفات المخبتين الصفات الأربع التي ذكرت في الآيات التي تليها .

    المقدم : جزاك الله خيراً .

    الضيف : وطبعاً معنى الإخبات أيضا من النزول .. معنى خبت يعنى نزل ، والحج و كل العبادات من مقاصدها إكساب التقوى والتواضع والعبودية لله - عز وجل - والتواضع للعباد .
    المقدم : وأيضا : { كلما خبت زدناهم سعيراً } .. أي كلما ضعف نارها .

    المقدم : الأخت نورا تسأل ثلاثة أسئلة ..
    السؤال الأول في موضوع هذا اليوم .. تقول : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته } .. تسأل ما المقصود أولا بالنسخ في هذه الآية ؟

    الضيف : هو النسخ في السؤال السابق يعنى يفسرها الآية التي بعدها ، والنسخ في القرآن له معان من معاني النسخ ؛ يأتي حكم بدل حكم - وهذا لا يواجهنا - والمراد هنا الإبطال والإزالة تماما ، فمن معاني النسخ نسخت الشمس الظل ؛أى أزالته فهذا المعنى من معاني النسخ لغة ومعنى ، فمعنى { فينسخ الله ما يلقى الشيطان } أن  يبطل الله ما يلقى الشيطان ؛ أى من الشبهات والوساوس الفاسدة ، ثم يحكم الله آياته هذا معنى النسخ هنا ، وطبعا معنى النسخ بمعرفة معنى الآية على وجه العموم ..

     وهذه الآية تعد من الآيات التي فيها إشكال ؛ فالله - عز وجل - يبين للنبي - عليه الصلاة والسلام - لما ذكر بـ { ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين} بين أنه ما أرسل من قبله من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ، وشبه إجماع من المفسرين - وإن خالف بعض  المتأخرين - أن المراد بالتمني هنا : التلاوة والحديث ..
    يتمنى يعني : حدث أو قرأ أو تلا .. إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته .. يعنى إذا حدث النبي بالوحي الذي أوحى إليه وبمضمونه للناس ودعاهم إلى الهداية والاستجابة ، يأتي الشيطان فيلقى للناس الوساوس والشبهات التي تصدهم عن مضمون هذا الوحي .

     { فينسخ الله ما يلقى الشيطان } ؛ أى يبطل الله ما يلقى الشيطان لأنه باطل وزاهق .
     { ثم يحكم الله آياته } .. فوساوس الشيطان وشبهاته دائماً إلى زوال ، وأما آيات الله فهي محكمة ثابتة .. هذا يعني مضمون الآية ، والأقرب إلى الصواب - والله أعلم - بعيد عن القصص التي يذكرونها في تفسير هذه الآية .

    المقدم : جميل جداً .. سألت سؤالاً آخر - وإن كان خارج موضوعنا - وهو : { وقال للذي ظن أنه ناج منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون } .. من هو الشخص الذي نسي ؟

    الضيف : طبعا هو يوسف - عليه السلام - وإن كان لإخواننا أن يقتصروا على الجزء الذي معنا يوسف - عليه السلام - لما نبأ من معه من السجناء بتأويل واحد بتأويل الرؤيا أنه سيقتل والآخر سيخرج ، فقال يوسف للذي ظن أنه ناج منهما - وهو الذي سيخرج - : { اذكرني عند ربك } : عند سيدك الملك ، { فأنساه الشيطان ذكر ربه } فنسي { فلبث في السجن بضع سنين } ؛ فالمراد بالرب هنا هو سيد الغلام الذي خرج .

    المقدم :  جميل جدًّا .. طيب قصة الذي عنده علم من الكتاب : { قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن تقوم ..... } ؟

    الضيف : بعضهم قال هذا فيه خلاف بين أهل العلم ، ولعله يأتي في الجزء المتعلق بها ..
     لكن الذي يظهر الآن - والله أعلم - أنه رجل عنده علم - وهذا يدل على فضل العلم – { عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده ..... } .

    المقدم : جميل جداً .. فتح عليك يا أبا مجاهد .
    أستأذنك أبا مجاهد وأستأذن الإخوة المشاهدين في عرض كتاب لهم يستفيدون منه - إن شاء الله - ثم نعود إليكم .

    المقدم : مرحبا بكم مرة أخرى أيها الأخوة المشاهدون في هذا اللقاء من برنامجكم ( التفسير المباشر) ، وأجدد الترحيب بضيفنا العزيز الذي قدم إلينا هذا اليوم من مدينة (أبها) الحبيبة ؛ وهو فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الله القحطانى - الأستاذ المساعد بـ (جامعة الملك خالد) والمشرف العلمي في (ملتقى أهل التفسير) - .. حياكم الله يا أبا مجاهد مرة أخرى ..

    الضيف : الله يحيكم .

    سألنا سائل يا دكتور محمد قبل الفاصل عن قوله - تعالى - في (سورة الأنبياء) : { يوم نطوى السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ولقد كتبنا في الزبور ......... } الآية ..
    السؤال : ما معنى : { نطوى السماء كطي السجل للكتب } الآية ؟

    الضيف : من القواعد المهمة التي لابد من الاهتمام بها - وأنا أنصح نفسي والإخوة المستمعين والمشاهدين بأن يهتموا بها - أن يحاول  القارئ أن يتأمل الآيات في سياقها وموضوعها ؛ هذا يكشف الكثير من الخفاء ..

     فالآيات تتعلق بمصير أهل الإيمان يوم القيامة ، وأن الله - عز وجل - ينجيهم : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } : يعنى عن النار { لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر } ، وهو الموت أو العذاب والهول يوم القيامة { وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون } .. هذا يوم القيامة وما يحصل لهم من الجزاء هذا اليوم { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } .. الطي ضد النشر : يطوي الكتاب كما تطوى الورقة .. { يوم نطوي السماء } : تطوى السماء كما يطوى السجل ، وهو الكتاب المكتوب فيه .. { يوم نطوى السماء } في ذلك اليوم كطي السجل للكتب ، { كما بدأنا أول خلق نعيده } وقد بين لنا النبي - عليه الصلاة والسلام - بأن الخلائق يبعثون يوم القيامة حفاة عراة غرلا أي مختونين ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) .

    ثم تأتي هذه الآية وسياقها يبين معناها التي بعدها ، ولو أنها جزء من السؤال : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد  الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } ..
    هذه الآية من المفسرين من  ذكر بأنها في الدنيا .. هذا قول له حق من النظر ؛ لأن الأرض الله - عز وجل - كتب في الزبور ( المراد بالزبور هنا : المزبور ؛ أي الكتب المكتوبة ؛ فهو جنس يشمل : التوراة والإنجيل والزبور والقرآن ) { من بعد الذكر } ؛ أي اللوح المحفوظ .. لقد كتبنا كتابة قدرية كتبها الله - عز وجل - كتب ذلك في الزبور من بعد الذكر : { أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} .. وهذا يوم القيامة .
     والمراد بالأرض هنا : الجنة - على القول الأرجح والقول الذي يقول به جمهور المفسرين .
    ومنهم من قال بأن المراد بالأرض في الدنيا ، وأن على المؤمنين أن يسعوا إلى استخلاصها من أهل الكفر بالجهاد والقتال لأنها لهم . ويذكر بعضهم معنى لطيف : أن أهل الكفر يدفعون الجزية لأنهم يسكنون أرضاً لا يستحقونها .. فكأنهم مستأجرون لهذه الأرض ، فيدفعون مقابل بقائهم على أرض لا يستحقونها ؛ لأنه معلوم أن الله - عز وجل - خلق الخلق لعبادته وجعل الأرض لهم ؛ فهم أولى الناس بها .

    المقدم : لا شك أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .

    المقدم : معنا الأخ أحمد من السعودية .. تفضل أخ أحمد .
    المقدم : حياك الله يا أستاذ أحمد .. طيب .
    الأخ نايف : حياك الله إتفضل ياأخ نايف .
    المتصل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    المقدم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    المتصل : تحية طيبة لك دكتور عبد الرحمن ولضيفك الكريم .
    المقدم : أهلا وسهلا بك .. حياك الله .
    المتصل : أخى الكريم عندي ثلاثة أسئلة .
    المقدم : تفضل .. حياك الله .

    المتصل : السؤال الأول : { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه } .. الباء هنا في قوله - عز وجل – {بالحق}هل هي للمصاحبة أو للملابسة ؟
    وجه السؤال لأن القذف في القرآن الكريم دال على الشدة إلا هذه الآية .. هل هنا الباء للملابسة لأن الحق نفسه شديد ، أو للمصاحبة لأن الحق يصحبه شدة بقذفه على الباطل ؟
    ويترتب على هذا : هل العلم نور يقذفه الله - عز وجل - في القلب أو لا ؟ إذا كان الحق شديداً فالعلم نور يقذفه الله في القلب وإلا بالمصاحبة ، فالعلم شيء لطيف نوراني ليس شديداً يملئ بها القلب ؟
    السؤال الثاني في قوله - عز وجل - لنبي من الأنبياء : { لهم فيها زفير } ..
    ليش اختصاص الزفير دون الشهيق في ذكر عذاب  النار ؛ لأنه في موطن أخر في (سورة هود) يتقدم ذكر الزفير على الشهيق مع أن الزفير يسبقه شهيق .. فهل هناك نكتة بلاغية في ذكر الزفير في عذاب أهل النار ؟
    السؤال الثالث لا علاقة له بالجزء .. إنما هو أن الدكتوراة لفضيلة الشيخ محمد دكتوراة في اختيارات وترجيحات الشيخ ابن القيم ..
    سؤالي : هل هناك فرق بين الاختيار للمفسر والترجيح ؟ وجزاكم الله خيرا .

    المقدم : حياكم الله،  وشكرا جزيلا ..
    الأخ نايف في الحقيقة أسئلته تثرينا دائما وأسئلة علمية ، ومتابع ما شاء الله ، وهذا الأخ يكتب معنا في ملتقى التفسير .

    نعود يا دكتور إلى أسئلة الإخوان لأنه لا يبقى معنا إلا عشرة دقائق تقريبا ..
    سألنا الأخ صالح وقال : { وإلى مدين أخاهم شعيب } .. هل هذه (مدين) هي المدينة التي على الساحل الآن في جهة تبوك ؟

    الضيف : هو بعض الإخوة - وفقهم الله - يسألون ويجيبون فيثرون البرنامج .. فهو أدرى بالجواب طالما هو من نفس المنطقة ، وهذا الذي يظهر أنها (مدين) شمال الجزيرة ، وبدلالة أن خرج إلى مدين موسي - عليه السلام - فهي هناك ، وشعيب أرسل إلى مدين وإلى أصحاب الأيكة .. وهي قريبة منها تبوك والمنطقة .
    المقدم : أظن البعض يسميها (مديان) عند أهل الكتاب ، وهي التي يسمونها (البدائع) .

    المقدم : سؤال آخر عن الآية (15) من (سورة الحج) عن تفسيرها ، وهو قوله - تعالى - : { من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } .

     الضيف : طبعا من مزايا (سورة الحج) بأن الحديث فيها عن النصر حديث جميل وفيه لطائف .
    النصر في (سورة الحج) : { ولينصرن الله من ينصره إن الله قوى عزيز } ، وإن الله - عز وجل - لابد أن ينصر أولياءه ، وهذا شيء كتبه الله - عز وجل - : { ولقد صدقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون ..... } ..
    هذا لابد منه ؛ فلابد من المؤمن أن يوقن بهذا ، فهناك من يشك ويخالف ويكذب فتأتي هذه الآيه لتبين أن هذا الأولى به أن يهلك نفسه ويموت غيظا إذا كان لا يريد أن يصدق بهذا : { من كان يظن أن لن ينصره الله } : أى لن ينصر الله نبيه : { من كان يظن } : إما بالظن المعروف أو الظن اليقين ..
    من كان يظن أو يوقن أن لن ينصر الله نبيه في الدنيا بظهوره على أعدائه وفى الآخرة بإدخاله الجنة ورفعه في درجاتها وإهلاك أعدائه لأن النصر يكون في الدنيا ويكون في الآخرة { فليمدد بسبب إلى السماء } : فليمدد بحبل إلى السماء إلى سقف بيته

    المقدم : يعنى السبب هنا هو الحبل ؟
    الضيف : نعم فليمدد بحبل إلى السماء - التي هي سقف بيته - ثم يربط نفسه به { ثم ليقطع } : أى يهلك نفسه .. يقطع الحبل ليهلك نفسه { فينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } : يعنى هل يذهب هذا ما يغيظه ؟
    لا ؛ فنصر الله متحقق وهو يموت بغيظه ولا يتأسف عليه .. هذا معناها .
    ومعناها العام : أن نصر الله لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - لابد منه في الدنيا والآخرة .

    المقدم : أما بالنسبة لأسئلة الأخ منيب يا دكتور محمد : حكم سماع الحائض للقرآن وحكم الأناشيد أنا أحيلها لبرنامج (فتوى) .. هناك برنامج خاص بهذا .
    المقدم : هنا سؤال قبل أن ننتقل للأخ نايف .. سؤال عن الآية 40 في (سورة الحج) يا دكتور محمد ، وهى قوله - تعالى – { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } ، ثم قال : { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا } ..
    يسأل : لماذا قدمت الصوامع على البيع والصلوات ؟ وأنا أسأل : لماذا قال : وصلوات ومساجد ؟

    الضيف : أولًا معنى الآية :
    { الذين أخرجوا من ديارهم } يعني : { أذن للذين يقاتلون أنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم } هم أهل الإيمان من المهاجرين ..
    { بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله } .. طبعا { إلا أن يقولوا }إما أن يكون الاستثناء منقطعًا فيقول : ليس لهم ذنب .. لكنهم قالوا ربنا الله فأخرجوا بهذا السبب ، وإما أن يكون الاستثناء متصلا فيكون المعنى : إلا أن يقولوا ربنا الله .. يعني هذا ذنب للذين أخرجوهم .. الذين أخرجوهم يرون أن هذا ذنب ، ويؤيد هذا : { وما نقموا منهم ألا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } .
    { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض } أي : ولولا دفع أهل الشرك بأهل الإيمان بالجهاد والقتال لتسلط أهل الشرك وأهل الباطل على أهل الأديان فهدموا الصوامع والبيع والصلوات والمساجد ؛ فالصوامع جمع صومعة .. وهى مكان عبادة الراهب لوحده .. راهب من النصارى له صومعة .
    أما البيع : فهي الكنائس عامة ، والصلوات يعني معابد اليهود

    ومساجد : التقديم هنا - والله أعلم - لا يقال بأنه زمني لأن اليهود قبل النصارى ، لكن - والله أعلم - قد يكون الظاهر حسب السياق ؛ لأن السياق للتهديم .. والتهديم أكثر ما يقع على الصوامع والبيع ثم الصلوات ثم يقل في المساجد ؛ بمعنى أنهم يتسلطون ..

     وهذا ما يظهر لي والله أعلم .. دائما لما نتكلم عن التقديم فنتكلم عن تقديم يراعى فيه معنى الآية والغرض الذي  جاءت من أجله .

    المقدم : فتح الله عليك يا دكتور .
    الأخ نايف يسأل يقول : في قوله تعالى : { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون } ، يقول الباء هنا هل هي للمصاحبة أم هي للملابسة ؟

    الضيف : الموضوع جائز - وفقه الله-  بأنه يحتمل أن تكون كذا ومحتمل أن تكون كذا .
    لا شك أن الحق مصحوب بقوة ؛ فالحق قوة ولذلك { بل نقذف بالحق } القذف هو الإلقاء القوي ، نقذف به كأنه قنبلة تقذف على الباطل فيزهق الباطل ويذهب ويضمحل ؛ فالحق الذي يؤثر هذا التأثير لاشك أنه مصحوب بقوة .

    المقدم : تسمح لي أن أتداخل معك يا دكتور ؟
    الضيف : تفضل .. المسائل اللغوية أنت أدرى بها
    المقدم : أنا في بالي فكرة تؤيد ما ذكرت : أن الحق فيه قوة بدليل قوله - تعالى – { جاء الحق وزهق الباطل } ، ولم يذكر هنا باء لا للملابسة ولا للمصاحبة .. وإنما مجيء الحق فقط دل على الإزهاق ؛ فدليل على أن القوة كامنة في الحق وليست فقط مصاحبة له .. وإنما هي معه دائما .
    السؤال هو  طبعا يقول : ما هي الثمرة ؟ قال : إن العلم نورٌ يقذفه الله في قلب العبد .. فلو قلنا الحق قوي وصلب كيف يقذفه وهو أمر معنوي ؟ 

    الضيف : فيه فرق بين قذف الحق في قلب المؤمن وقذف الحق على الباطل ؛ يعنى في قذف الحق على الباطل الغرض منه إزهاق وإذهاب الباطل ، وقذفه في قلب المؤمن هذا قذف – والله أعلم - بشيء من التوفيق والهداية .
    المقدم : وأيضا قد يكون من معانيه أن يقذفه في قلبه حتى يدفع به الشبهات ..
    الضيف : حتى يتمكن .

    المقدم : الآية 100من (سورة الأنبياء) أشار فيها إلى قوله : { لهم فيها زفير } ..
    فيقول : لماذا اقتصر هنا على الزفير فقط .. فقال : { لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون } ، في حين (سورة هود) قال : { لهم فيها زفير وشهيق } ؟

    الضيف :  في بعض الألفاظ تذكر وتدل على المحذوف .. سواء يلتقي الحر والبرد لهم فيها زفير طبعا لابد من شهيق ، وقد يكون ذكر الزفير هنا لأن شدة العناء طبعا فيها أكثر

     المقدم : جميل .. هذا السؤال نختم به .
    يسألك عن : الفرق بين الاختيار والترجيح . وهذا سؤال علمي .

    الضيف : والله المسألة على كل حال الأخ نايف - وفقه الله - والإخوة المشاهدين خاصة بالمتخصصين .. مسائل إصطلاحية لا مشاحة .
    أنا رأيت في البحث أن الترجيح يكون فيه قوةٌ للقول الراجح وتضعيفٌ للقول الآخر وردٌّ له ، أما الاختيار فالأقوال قوية صحيحة لكن بعضها أقوى من بعض .. مثل الاختيار في القراءات .. كلها صحيحة لكن بعض الأئمة يختار قراءة من حيث إنها أقوى في الدلالة على المعنى هذا الذي  ذكرته .. وإن كان بعضهم لا يفرق بينهم في كل حال .

    وإن كان فيه وقت تأذن لي بخاتمة حتى نلطف الحديث ..
    طبعا كان بودنا أن نتعرض لبعض الدروس التربوية من قصص الأنبياء وبعض المعاني ، لكن أحيانًا الأسئلة تغلب على جانبٍ معين ، وأكثر الأسئلة دائما تكون من الخفية والدقيقة .

     لكن على كل حال أيها الإخوة .. من أعظم المزايا أو الموضوعات التي ينبغي أن نأخذها من (سورة الأنبياء) هي ما تميز به الأنبياء في هذه السورة من قوة في الحق ومن اهتمام بالعبادات ؛ فجانب العبادة وكثرة الدعاء سمة بارزة للقصص في (سورة الأنبياء) .. كلهم كان له نصيبٌ من الدعوة وذكر من جانب العبادة ..
    ونحن في شهر العبادة عابدين عابدين ، وهذا هو الرصيد السابق لهم .. رصيد سابق من الدعوة : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا } ؛ فلذلك لما دعوا استجاب الله لهم .

     فأحث نفسي والإخوة ونحن في شهر العبادة أن نتقوى بالعبادة وأن نجتهد حتى إذا تعرفنا على الله في الرخاء وكان لنا رصيد من العبادة والتقوى والإيمان فإن الله - عز وجل - يجيب دعاءنا ؛ وخاصة عندما نحتاج إلى الإجابة في مواضع الضر والبأساء فإننا أحوج ما نكون أن يستجيب الله دعاءنا ..

     هذه وقفة ، وإذا فيه وقت باقي فيه وقفة أخرى ..
    قصة لطيفة فقط حتى أنصح نفسي والإخوة الكرام بأن نهتم بالقرآن من حيث أن نبحث عن أنفسنا في القرآن وكيف نحن في القرآن .
    وقفة على قصة ذكرها محمد بن نصر في كتابه (قيام الليل) عن الأحنف بن قيس في قوله - تعالى - : { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم } ..
    لما قرأ هذه الآية انتبه وقال : أين ذكري في القرآن ، فأخذ يبحث عن نفسه فمر بآيات أهل الإيمان : { وكانوا قليلا من الليل ما يهجعون } { وكانوا قبل ذلك محسنين } ، { يبيتون لربهم سجدا وقياما } ... إلى آخرهذه الآيات ، قال : اللهم لست من هؤلاء ..
     ثم في المقابل قرأ آيات الكفار وما أفعالهم وجرائمهم .. قال : اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء ..
    حتى مر على قوله - تعالى - : { وآخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئاً عسي الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم } قال : اللهم هؤلاء .

    فالشاهد من هذه القصة : أن القرآن العظيم يبين لنا من نحن : هل أنت من المؤمنين ؟ هل أنت فيك نفاق ؟ هل أنت فعلا تتأثر بالقرآن أو لا ؟
    فأنصح نفسي والمشاهدين بأن يقرؤوا القرآن بهذه الروح حتى يحصل الانتفاع والبركة ..

    نسأل الله - عز وجل - أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ، وأشكر الأخ عبد الرحمن على إتاحة هذه الفرصة ، وأشكر القائمين على هذه القناة ، وأسال الله - عز وجل - أن يوفق الجميع لما يحب ويرضي

    المقدم : ونحن كذلك نشكرك يا دكتور محمد ، ونشكر هذا الإفاضة والإفادة والإجابة ، وأسأل الله - عز وجل - أن يسددك ويوفقك ..
    وفي نهاية هذا اللقاء أيها الإخوة وفي ختامه أشكر الله - عز وجل - الذي يسره ، وأسأله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وهذا الكلام .. الذي أسأل الله أن يكون خالصا لوجه ، وأشكر أخي العزيز فضيلة الشيخ / محمد بن عبد الله العبيدى القحطاني .. الأستاذ المساعد بـ (جامعة الملك خالد) بأبها ، والمتخصص في الدراسات القرآنية ، والمشرف العلمي بـ (ملتقى أهل التفسير) .

    لمزيد من الأسئلة والتواصل أيها الإخوة ندعوكم لموقع البرنامج على شبكة الإنترنت ، وها هو عنوانه يظهر أمامكم على الشاشة . حتى ألقاكم غداً - إن شاء الله - أستودعكم الله ، والسلام عليكم الله وبركاته

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()