بتـــــاريخ : 3/16/2009 10:49:12 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1762 0


    تفسير الجزء الخامس عشر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور: عبد الرحمن الشهري | المصدر : www.idaleel.tv

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الجزء الخامس عشر

    بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, سيدنا ونبينا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
     اللهم إنا نحمدك ونشكرك ونثني عليك الخير كله, على ما وفقتنا وبلغتنا هذا اليوم الخامس عشر من شهر رمضان من عام 1429هـ من الهجرة ,هذا هو منتصف الشهر أيها الإخوة المشاهدون, وقد انتهينا ولله الحمد من الحديث عن أربعة عشر جزءًا, وإن كان حديثنا يأتي مختصرا جدًا بل وموجزا إلى درجة الإقلال في بعض الحلقات لضيق الوقت .
    اليوم بإذن الله تعالى, سيكون حديثنا عن الجزء الخامس عشر من أجزاء القرآن الكريم, وهو يبدأ من أول سورة الإسراء, وينتهي عند الآية 74 من سورة الكهف.
    وقبل أن ندخل في الحديث عن الجزء الخامس عشر, أشير إلى أبرز الموضوعات التي اشتمل عليها هذا الجزء, تناولت سورة الإسراء موضوع وحدانية الله تعالى, وإرساله للرسل, وأمر البعث والجزاء, وتناولت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ,وعن شخصيته وما أيده الله به من المعجزات الباهرة والحجج القاطعة الدالة على صدقه عليه الصلاة والسلام, ثم ذكر الله سبحانه وتعالى بعض الأوامر التي يقوم عليها بنيان المجتمع الفاضل.
     وأما في سورة الكهف: فقد تحدثت عن تفسيخ العقيدة الإسلامية, والإيمان بالله تعالى, وكيفية النجاة والاعتصام من الفتن طيلة السورة .
     هذه  هي أبرز الموضوعات التي تناولها الجزء الخامس عشر من أجزاء القرآن الكريم.
    في بداية هذا اللقاء, باسمكم جميعا أيها الإخوة المشاهدون, أرحب بأخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور/عيسى بن على الدريبي, الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود ,والمتخصص في الدراسات القرآنية ,ومدير مكتب الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرياض ، فحياكم الله يا أبي عبد المحسن .
    حياكم الله وحيا الإخوة المشاهدين والمشاهدات .
    حياك الله وشكر الله لك استجابتك  معنا مرة أخرى في هذا البرنامج ,الذي يسعد بك وبأمثالك من الزملاء المتخصصين في الدراسات القرآنية .
     حديثنا يا أبي عبد المحسن اليوم عن سورة الإسراء و سورة الكهف.
     قبل أن نبدأ الحديث واستقبال الأسئلة نريد أن نسلط الضوء, على أبرز أو ما هو موضوع سورة الإسراء وسورة الكهف ؟
    بسم الله الرحمن الرحيم ,الحمد لله الذي أنزل الفرقان  على عبده ليكون للعالمين نذيرا, والصلاة والسلام على خير خلق الله, محمد بن عبد الله ,صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
     وبعد .. بداية: نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم والإخوة الصائمين جميعا في أنحاء الأرض صيامنا فيما مضى وأن يوفقنا فيما بقي .
    شيخ عبد الرحمن, والإخوة المشاهدين والمشاهدات ,موضوع الجزء الخامس عشر هو: أغلبه في سورة الإسراء, وجزء منه في سورة الكهف .
     وهذه السورة المباركة سورة الإسراء: من أهم المحاور الرئيسية - كما تفضلت- الحديث عنها هو محور الحديث ,حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم, عن رسالته ,وعن تأكيد رسالته وعن الوحي والمعجزات التي أيده الله - سبحانه وتعالى- بها ,وأبرز هذه المعجزات: القرآن الكريم ,وهو الذي دار الحديث عنه أيضا في هذه السورة.
     حديث عن الوحي, وحديث عن التحدي للقرآن الكريم, وحديث عن ما جعله الله سبحانه وتعالى في هذا الكتاب, من أمثال ومن آيات ومعجزات, تحدى الله بها قوم محمد – صلى الله عليه وسلم - أن يأتوا بمثلها.
     فالعنصر البارز في سورة الإسراء هو: شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم والمعجزات التي أيد بها, وأبرزها: القرآن الكريم.
     ثم في أثناء هذا الحديث. هناك حديث عن بني إسرائيل والاستشهاد ببعض وقائعهم, ولهذا سميت السورة باسمهم. في بعض أسماء السورة, تسمى سورة بني إسرائيل, وتسمى أيضا سورة سبحان لذكر أول كلمة فيها.
     وفي أحاديث أيضا عن الرسول صلى الله عليه وسلم, عن قصة الإسراء التي افتتحت بها أول هذه السورة, وسميت بها هذه السورة سورة الإسراء.
    وحتى يكون الإخوة المشاهدون في الصورة يا أبو عبد المحسن, إنها سورة مكية . بل هي من أوائل السور المكية, وقد جاء في حديث ابن مسعود: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " عن سورة طه وبني إسرائيل ومريم والكهف وبعض الروايات طه أنهن: من عتاق الأول وأنهن من كلابي .
    مرتبة على عدد الترتيب .
    والمقصود بالعتاق: العتيق عند العرب: هو الشيء الثمين.
     ومن كلابي المقصود بها أيضا: من الأشياء القديمة .
    هو الشيء القديم من السور التي أنزلت قديما على النبي صلى الله عليه وسلم,ولهذا فيها تثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلم, وفيها تأكيد لتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم, أمام طلبات المشركين المتكاثرة التي ذكرت في هذه السورة ,وأمام الطلبات المتعنتة. -مثل ما تفضلت- أن هذه السورة من أوائل السور المكية, فيها تثبيت لقلب الرسول صلى اله  علية وسلم ,فيها حديث عن رسالته ,وحديث عن المعجزة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم .
    وكذلك سورة الكهف: سورة يبرز فيها بشكل قوي جدا, موضوع العصم العواصم من الفتن.
     وهي سورة أغلبها القصص, قصة أصحاب الكهف, وقصة أصحاب الجنتين, وقصة موسى والخضر وقصة ذو القرنين.
     والبارز في كل هذا القصص :هو العصمة من الفتن .أن الله جعل لكل هؤلاء أمرا يعتصم به من الفتن, في تلك القصص الأربعة .
    وحتى عنوان سورة الكهف- يا دكتور عيسى- يدل على هذا الموضوع الذي أشرتم إليه وهو الكهف , وهذا مناسبة لطيفة , فهو كما أن الكهف عصمة من الفتن الحسية أو من العدو, فكذلك الموضوعات في هذا المعنى .
     هناك  الحقيقة  أسئلة لدينا من الحلقات  السابقة يا دكتور عيسى.
     في الحلقة الماضية بالذات  ضاق الوقت للإجابة عليها, وبعدين كرهنا أن نأخذها على عجل .
     فالأخ أبو أحمد بأمس ,سألنا سؤال عن الوقف على قوله تعالى في آخر سورة النحل ,الوقف على " شاكرا لأنعمه " في الآية 121 في سورة النحل "إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين ، شاكرًا لأنعمه ، اجتباه ........." فهو يسأل عن الوقف, هل الوقف على كلمة شاكر لأنعمه ثم تقف, ثم تقول اجتباه وهداه, أم تقف شاكر لأنعمه اجتباه, ثم تقف وهداه ؟
    علم الوقف من العلوم المهمة جدا التي لها أثر كبير جدا في فهم التفسير, والله أعلم أن الوقف الحسن هنا ,يقول سبحانه وتعالى:( شاكرا لأنعمه) ثم يبدأ جملة جديدة (اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) .
    الأخت محبة القرآن من ليبيا اتصلت بالأمس وهي تسأل :عن قوله تعالى " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " في سورة الحجر تسأل: ما معنى هذه الآية ؟
    طبعا جاء في نص الحديث, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن  سورة الفاتحة:  ( أنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) فتفسيرها جاء بنص الحديث النبوي .
    إن بعض الإخوان يا دكتور عيسى, يجد في كتب التفسير اختلافا, فالبعض يقول: إن السبع المثاني هي السبع الطوال, البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأعراف إلى آخره ,وبعضهم يجد هذا القول, وهو أن المقصود بالسبع المثاني هي: الفاتحة وأيضا المقصود بالقرآن العظيم هي: الفاتحة أيضا, وجوابك هو الجواب الذي ينبغي أن يصار إليه, لأن الحديث نصا فيه .
    إذا ورد النص في تفسير آية, فإنه لا يصار إلى غيره, والقول الثاني وحتى تفسير المثاني كما يقول العلماء, سميت بذلك لأنها تثنى أي تكرر في الصلوات, وأتوقع يا دكتور عيسى أنه لا يمنع وصف الفاتحة بأنها: المثاني أنه لا يمنع  أن يوصف غيرها من القرآن به, لأنه قد وصفها الله في سورة الزمر فقال:( مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ).
    الأخ عيسى من ليبيا- وهذه مناسبة ظريفة بسمك- يا دكتور عيسى سألنا الأخ عيسى يسأل من ليبيا فقال: في سورة يونس قال الله " ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون " من هم أولياء الله ؟
     أصدق وأفضل شيء في تفسير  كتاب الله ,هو تفسير القرآن بالقرآن, وهو على أنواع, منها هذا النوع الذي جاء  في هذا السؤال, وهو أن تفسر الآية مباشرة بعدها " اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ... "
     وكذلك هنا في سورة يونس " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فسرها الله من هم الأولياء ؟
    "الذين آمنوا وكانوا يتقون"
     ليست الولاية أمر ادعاء بل هي صفات محدودة, وليست كما يقال أو يشاع أحيانا :أنها محصورة على أناس معينين ,أصحاب طرق أو أصحاب زوايا أو أصحاب كرامات .
    الولاية في شرع الله ,أمر ملك الجميع "الذين آمنوا وكانوا يتقون" .
     وهذه فعلا مثال بيان جميل البيان المتصل بيان القرآن بالقرآن .
    سؤال ورد لنا من هاتف الجوال يقول: أريد أن توصوني بكتاب مناسب عن أسباب النزول ؟
     يعنى أسماء كتب أسباب النزول متعددة, من أبرزها وأشهرها كتاب( أسباب النزول للواحدي) وهو متبوع بتحقيق الدكتور/ عصام اللحيدان. وكتاب( لباب النقول ) للسيوطي. وكتاب (العُجب) لابن حجروإن كان لم يتم. وهناك كتب أخرى لكن هذه أبرز الكتب.
    لدينا الأخ أبو عبد العزيز من الرياض تفضل: السلام عليكم:  الحقيقة أشكركم على هذا البرنامج: وعندي سؤال سريع في سورة الصافات: ذكر الله عز وجل " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين " السؤال في اختلاف اللفظين؟
     هذه سورة الذاريات, طبعا سؤاله في سورة الذاريات , يعني كما أشرتم أن الأسئلة مبدئيا تكون في نفس الجزء, والله نحن نشترط ولكن لا نريد أن نرد سائل.  . سؤال يا دكتور عيسى عن قوله تعالى: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " في سورة الحجر يسأل أحدهم يقول: ما معنى الآية  ؟ ما معنى لعمرك ؟
     هذا قسم من الله عز وجل,  وحتى لا يشكل على بعض الإخوة أنه في قسم بحياته صلى الله عليه وسلم,  أنه من المقرر عند العلماء أن الله عز وجل يقسم بما شاء, أقسم بالضحى وأقسم بالشمس وأقسم بالليل , فالله عز وجل يقسم هنا بحياة النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم . وبعضهم قد يستشكل هذا يا دكتور عيسى ويقول: كيف يقسم بحياة النبي صلى اله  عليه وسلم وقد نهي؟
     لكن لله أن يقسم بما شاء, أما المخلوقين فليس لهم أن يقسموا إلا بالله عز وجل . هنا سؤال ورد لنا عن طريق الهاتف أيضا يقول: ما الفرق بين نعمة  بكسر النون ونعمة بفتحها , وبين هون بسكون الواو,  وهون بضمها ؟
     هذه أسئلة فروق لغوية, يعني يسأل كأنه يقول: " في قوله تعالى " يتوارى عن القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب " وقد وردت في آية أخرى في  قوله " الذين يمشون على الأرض هونًا " هذه حقيقة من المسائل الدقيقة في القرآن الكريم ,تجد مثل قوله سبحانه وتعالى  " وما بكم من نعمة " وهذه وردت كثيرا في القرآن الكريم, ووردت نعمة بالفتح في مثل قوله سبحانه وتعالى " ونعمة كانوا فيها فاكهيين " في سورة الدخان, وفي قوله سبحانه وتعالى في سورة المزمل " أولو النعمة ومهلهم قليلا" فيقال: أن النعمة بالكسر مفرد نعم, وهو ما ينعم به الله على الإنسان.
     أما النعمة بالفتح فالمقصود بها الترف فقوله " ونعمة كانوا فيها فاكهين "معناه: وحياة مترفة كانوا فيها يعيشون وينعمون بها .
     وأما الهَون فهو: السكينة والسير برفق. يقال على هونك يعنى على رسلك.
     وأما الهُون فهو الهوان و الذلة و المسكنة ,كما في قوله تعالى "أيمسكه على هون" أي على ذلة وعلى مهانة .
     وسائل يسأل في سورة النحل أمس في قوله: " و إن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه " فيقول: لماذا قال هنا في بطونه؟ وقال في المؤمنون "نسقيكم مما في بطونها "؟
     فيقال له في الجواب أنه: اسم الجمع وهو الأنعام قد يراعى فيه المفرد أو اللفظ, ويراعى فيه المعنى ,فإذا روعي فيه اللفظ خوطب بالمفرد, كما في قوله هنا " في بطونه " وقد يراعى المعنى باعتبار أن الأنعام جنس ,لأنها اسم جمع الأنعام فيراعى المعنى فيجمعها ويقول " في بطونها " .
    سؤال هنا يا دكتور في سورة الإسراء, ورد لنا عن طريق الهاتف الجوال, يقول: في الآية 64 من سورة الإسراء يقول الله سبحانه وتعالى "واستفزز من استطعت منهم بصوتك و أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال و الأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " يسأل عن معنى قوله "صوتك" ما معنى أولا "واستفزز من استطعت منهم بصوتك"؟ والخطاب هنا للشيطان ، وما معنى قوله "و شاركهم في الأموال والأولاد" ؟
    بسم الله الرحمن الرحيم , و (استفزز من استطعت منهم بصوتك) في تفسير لبعض السلف كابن مسعود وغيره:  المقصود به هنا الغناء ,ولهذا يستشهد به بعض العلماء على أن الغناء محرم بهذه الآية ، وقد ورد في تفسيرابن مسعود وغيره أن المقصود( من استطعت) المقصود: بمن استطعت الغناء.
     وإن كان هذا – وإن صح التعبير - عند المتخصصين في الدارسات القرآنية قد يسمى التفسير بالمثال, أمثلة الاستفزاز بالصوت هو: استفزازه لبني آدم بالغناء وهذا يدل على تحريمه, وأن الله عز وجل جعله من صوت الشيطان( وشاركهم في الأموال والأولاد) قال بعض العلماء في تفسيرها: بها رأيان: رأي يخصصها بأن المقصود بها: أن الشيطان يشارك الإنسان في أهله وفي ماله إذا أكل أو شرب ولم يسم . وقد ورد فيها أحاديث صريحة " إن أحدكم إذا أتى أهله وقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا لم يضره ذلك شيء "  لم يضر الولد- إن قدر بينهما ولد- وهناك ما ورد في الآية عامة – وهو الأولى – فيدخل في أحد التفسير دخولاً أوليا – والله أعلم – وشاركهم في الأموال والأولاد بالمعصية :أن تكون هذه سبب من أسباب وقوع الإنسان في المعصية.
     نسأل الله أن يجنبنا وإياكم الوقوع جميعا في سبل الشيطان .
    الحديث في أول السورة يا دكتور عيسى عن الإسراء  "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام" يعني كون هذه السورة العظيمة نزلت في تلك الحادثة المهيبة .
    في الحقيقة يعني باعتبار أن سورة الإسراء نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم - بعد تلك الحادثة, وتلك الحادثة هي التي فرضت فيها الصلاة ,وكانت هذه الحادثة من أظهر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم, ثم أنه قد أسري به إلى بيت المقدس, وأمر بالتوجه في الصلاة التي فرضت عليه في ذلك اليوم إلى ذلك المكان ودا إيضاح حول هذا المعنى .
     هذه الآيات في مطلع هذه السورة, مما يدل على أهمية المسجد الأقصى, وأن الله عز وجل امتن على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحادثة, حادثة الإسراء والمعراج ,والعلماء طبعا  مختلفون في هذه الآية  حتى السلف مختلفون, هل الإسراء كان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو بروحه فقط ؟وابن كثير والقرطبي وغيرهم استظهروا  كثير من الأحاديث  التي وردت, وأيدوا ورجحوا أن الإسراء كان: بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وبروحه صلى الله عليه وسلم, وهذه معجزة من المعجزات, يعني في غمرة أي: في جزء من الليل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من مكة, وفي بعض الآثار يقول من دار أم هانئ, وهذه الآية يستشهد بها من يرى أن مكة كلها حرم .
    لكن برأيك يا دكتور عيسى: أليس القول بأنه أسري به بجسده وبروحه معا أدل على الإعجاز وعلى الآية العظيمة؟ يعني لو قلنا أنه بروحه فقط كان الأمر فيه أقل دلالة ؟
    يعني هو, لكن هذا الشيء ولهذا يرى يعني هذا في – كما تفضلت - هذا الأمر يدل على المعجزة, التي أسري به من مكة إلى بيت المقدس, في جزء من الليل - ولذلك قال: ليلا - وكلمة أسري في لغة العرب في الليل, هي أصلا إذا أطلقت يقصد بها – يعني لو قال "سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الأقصى" لعرفنا أنها في الليل, يعني الإسراء لا يتم إلا في الليل, لكنه قال أسرى بعبده ليلا, ليدل على أنه في جزء من الليل – تم هذا - .
    لو سمحت لي :هي قضية أيضا, في الحقيقة قضية المسجد الأقصى- نسأل الله عز وجل أن يرده إلى حوض المسلمين- آمين عاجل غير آجل وينصر هذه الأمة, وأن يدحر أمة القردة والخنازير, التي الآن تحيط بهذا المسجد.
     العلماء يقولون: إن هذه الآيات تدل على فضيلة المسجد الأقصى, وسبب تسميته بالأقصى: أنه الأقصى من مكة يعني مكان بعيد, يعني أبعد مسجد - وهو ثاني مسجد بني بعد المسجد الحرام, وقد ورد في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل: كم بينهما؟ قال 40 سنة بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
     هذا مسجد مبارك بارك الله حوله ,وهو مسرى الأنبياء, وهو قبلة الملتين السابقتين, وجزء من هذه الملة ولهذا نسأل الله عز وجل :أن يرد هذا المسجد إلى ملك المسلمين .
    لدينا اتصال يا دكتور عيسى من السعودية من الأخت أم ليان, تفضلي الأخت أم ليان :
    في الحديث يا دكتور عيسى عن المسجد الأقصى, الحقيقة قرأت لبعض المفسرين يقول فيها: إن هذه الآية فيها إشارة إلى الثلاثة مساجد, فسبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام, هذا فيه إشارة للمسجد الحرام , إلى المسجد الأقصى هذا فيه إشارة للمسجد الأقصى, واضح لكن لماذا قال الأقصى والأقصى وهي على وزن أفعل؟ بدليل على أنه أبعد مسجد هل هذا فيه إشارة إلى أن هناك مسجد أقرب من هذا المسجد إلى المسجد الحرام ؟
    قالوا هذا فيه إشارة إلى المسجد النبوي, أنه سيبنى مسجد ويكون أقرب من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام, فقالوا فيه إشارة إلى المساجد الثلاثة .
     الناس يسألون يا دكتور عيسى: هل سليمان – عليه السلام - هو الذي بنى المسجد الأقصى؟ أم هو إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟ وأنت ذكرت حديثك الذي سئل فيه النبي صلى الله عليه وسلم, كان يؤكد أن إبراهيم هو الذي بنى هو الذي بناه – نعم - وإنما كان دور سليمان فيما بعد بناء قبة الصخرة, الحديث أيضا.
     إذا سمحت لي قضية بني إسرائيل وإفسادهم في الأرض  في هذه السورة حديث ما نشر إليه - وهي مكية - " وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا  فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد " الفساد هنا يبين الله عز وجل في هذه الآية, أنه مهلك بإزراء الأمم بسبب المعاصي.
     لما طغت بني إسرائيل سلط الله عز وجل عليهم عبادا أولو بأس شديد, فجاسوا خلال الديار, دخلوا حتى في الطرقات, وهذه لفظة دقيقة جدا (جاسوا ) (نعم ) في تمكنهم من بني إسرائيل وذلتهم وأهانتهم " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " بعد تلك المهانة, الله عز وجل يكتب لهم أن يظهروا " فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم"  والمقصود بالوعد: أن هناك وعد آخر سيكون لبني إسرائيل أيضا.
     فهذه الآية فيها كلام للعلماء هل تم هذا الأمر أو لم يتم؟ وهو إهلاك بني إسرائيل مرة ثانية - وفي نهاية السورة الله عز وجل يقول " فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " بعض العلماء يرى أن المقصود بالآخرة هو يوم القيامة, ولكن حديثا وقفت على بُعد آخر لطيف لشيخنا الدكتور مصطفى مسلم, في كتابه(معالم قرآنية في الصراع مع اليهود) يقول: إن الوعد الثاني الذي يتحقق الآن .
    أستأذنك يا دكتور عيسى نأخذ اتصال من الجزائر لحظة وسنعود, الأخ أو الأخت تفضلي السلام عليكم ..وعليكم السلام كيف الحال يا شيخ ؟ حياكم الله, بخير يا شيخ  .. الحمد لله تفضلي .. ممكن أسأل عن تفسير آية ذكرت في القرآن؟ آية "وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" ؟..طيب ..هل هي ذكرت مباشرة بعد آية الصيام ؟ ثم هل هناك أهمية الدعاء في الصيام ؟
    ..نعم نعم  لأن الدعاء في أيام رمضان ليس كغيره في الأيام الأخرى, غير أن الدعاء في رمضان حري بالإجابة.
     ونريدك أن تبين لنا أهمية الدعاء في رمضان, وتبين أن من دعا الله في الاستخارة ولجأ إليه أن الله لا يخيبه ..جميل .. حسنًا حسنًا ..شكرًا لسؤالك .
    نعود لهذه النقطة يا دكتور عيسى للقضية التي كنا نتحدث عنها: في قضية "وجئنا بكم لفيفا " والحديث عن بني إسرائيل في سورة الإسراء حديث ذو شجون, وكما تفضلت: الدكتور مصطفى مسلم في كتاب (معاني قرآنية في الصراع مع اليهود) وأذكر أيضا يا دكتور, في كلام الدكتور عبد الستار فتح الله السيد له كلام رائع في كتاب (معركة الوجود بين القرآن و التلمود) أيضا تحدث عن هذا الموضوع حديث جيد .
    يرى الدكتور مصطفى مسلم أن هذه الآية بدأ تطبيقها, أو العود الثاني الذي الآن بدأ يتجمعون له وسيهلكون بإذن الله عز وجل, أنه بدأ من مؤتمر بال في سويسرا وتجمع أو  تأكد هذا التجمع في إعلان الدولة الصهيونية البغيضة في عام 1948 ,قبل هذا التاريخ بدأ التجمع, فهم الآن يعرفون في بعض حاخاماتهم الرهبان الكبار عندهم أو الحاخامات اليهودية, يدركون أنهم يتجمعون لتنفيذ وعد الله عز وجل (لا إله إلا الله ).
     فإذا جاء وعد الآخرة يعني الوعد الآخر, جئنا بكم لفيفا .
    هؤلاء الآن ما لهم  من كل أقطار الأرض يأتون لفيفا إلى  المسجد الأقصى؟ لينفذ بإذن الله عز وجل فيهم قدر الله, وأنهم سيأتيهم اليوم الذي يمحقون فيه, وحتى التعبير لفيفا فيه هذا المعنى: أنهم كانوا مشتتين, وهم مشتتون يعني الدولة ليس فيها أي رابط من روابط القوة في هذه الأرض- إلا  ضعف المسلمين- يتكلمون أكثر من خمسين لغة, في إسرائيل شعب يتكلم أكثر من 50 لغة, ما في أي مقوم من مقومات التوحد, متفرقون كما قال الله عز وجل " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى " أحزاب متناحرة لكن ضعف المسلمين وهو الذي استطاعوا به أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه .
    في الحقيقة: إن التدبر في هذه الآية يا دكتور عيسى , خاصة في صراعنا مع الأعداء وهو صراع قائم- سبحان الله العظيم-  ومستمر ونعاني منه يوميا, وينعكس على حياتنا اليومية, يحتاج إلى تدبر الحقيقة , هذه الآية وللعلماء فيها كلام كثير جدًا .
     لكن نأخذ الأخ وليد من الأردن: نستمع إلى سؤاله تفضل يا وليد , السلام عليكم الله يكرمك يا شيخ ، يا شيخ بعد إذنك تفسير الآية رقم 25 من سورة الإسراء الله يكرمك؟
     (25 طيب) الله يجزاكم الخير ..السلام عليكم.
     شكرا" شكرا" يا أخ وليد.
    وهنا ننبه الإخوة المشاهدين ,أن يستمعوا بالاتصالات من خلال الهاتف ويتركوا التلفاز .
     هنا يا دكتور عيسى سؤال لأحد الإخوان من الهاتف الجوال, يقول يسأل عن قوله تعالى: في سورة الكهف في أولها " فلعلك  باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا " فيقول: ما معنى باخع ما معنى الآية ؟
    معناها والله أعلم ,أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - كان الله عز وجل يعاتبه في أنه سيهلك نفسه ,باخع نفسك يعني: مهلك نفسك على آثار إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا, فهذا من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قومه, فيهلك نفسه لأن قومه لم يستجيبوا  له .
     إذا أذنت لنا إنما في أسئلة ،لدينا سؤال سنأخذه ثم نعود .
     في سؤال الأخ عبد الله من السعودية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تفضل .. حقيقة أنا مسافر  وأسمعكم من خلال الجوال, فإذا كان في الإمكان أن آخذ الإجابة بعد السؤال إذا تكرمتم؟
     تفضل :
    في سورة الكهف: في قصة عندما قال الله عز وجل حديثًا عن الخضر,  قال (فأردت أن أعيبها) الضمير هنا في الأول قال: فأردت, بينما هنا قال: فخشينا, وفي الحادثة الثالثة قال:( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) فالضمير في الأول و الثاني, ثم بالنسبة للفعل أو الإرادة الأخيرة لله سبحانه وتعالى, مع أن الإرادة في الأول والآخر: لله .نعم نعم  وجزاكم الله خير .
     هل يمكن يا دكتور عيسى أن نجيب الأخ عبد الله على الهواء مباشرة مادام  يسمعنا من الجوال ؟
     نعم فأردت أن أعيبها: هذا حديث عن صاحب الخضر مباشرة,  يتحدث عن نفسه (جميل ).
     أما خشينا: فلا أدري !
     يبدو أنه( أردت أن أعيبها) أسند الضمير إلى نفسه :حتى لا يسند إلى الله أنه يعيب السفينة بأمر الله, فأسند عيب السفينة إلى نفسه لينسب لنفسه النقص.
     والله عز وجل لا ينسب إليه شر.
     (بالضبط ) وأفردها أيضا وقال:( فأردت أن أعيبها )حتى لا يظن به الذين معه في السفينة,أن معه قوم وأنه ليس وحده في هذه السفينة يفسد - لأنه يعرف القصة أو خلفيات القصة إن صح التعبير.
     واضح هذا يا أخ عبد الله؟
     واضح واضح .
     الأمر الثاني أنه قال عندما جاء  الحديث عن الغلام: قال( فخشينا أن يرهقهما طغيانا و كفرا) ليشير أنه لا يستطيع  أن ينفرد بهذا الأمر, وهو أن يقتل الرجل النفس الذكية بغير نفس  إلا بأمر من الله ,لكنه أبهم  فقال: فخشينا فالضمير يعود عليه وعلى من أمره . واضح هذا ؟
    من أمره ؟ هو الله سبحانه وتعالى . هو الله سبحانه وتعالى نعم,  ولكن هنا يا دكتور عبد الرحمن لو تكرمت: النون هنا للجمع "خشينا " نعم هذه النون الدالة على الفاعلين, قد يكون أحيانا المقصود بها: التعظيم للنفس, كما هي في قوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له ......" وقد يكون الجمع, كما هو هنا فخشينا فهو يقصد نفسه ومن أمره ,  وأما السؤال الثالث وهو بناء الجدار: فهو بأمر الله سبحانه وتعالى "فقال ربك "لأنه هذا فعل خير واضح ظاهر, ففيه بر وفيه معروف, فقال "فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما " وهذه الحقيقة فيها أدب, تأدب الخضر عليه الصلاة والسلام مع الله سبحانه وتعالى ومع خطابه .
     وهذه فيها فوائد تربوية كثيرة ,نكتفي بهذا يا عبد الله ما مادمت على الهاتف الجوال .
    أثابك الله . "و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا" من الأدب. جميل جميل جدًا .
     نأخذ الأخ نايف من السعودية, ثم نكمل حوارنا يا دكتور عيسى .
     نايف تفضل يا نايف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     وعليكم السلام ورحمة الله
     تحيه طيبة للشيخ عبد الرحمن وضيفك الكريم .
    حياك الله و بياك
     أنا لي ثلاث أسئلة
    تفضل :
     السؤال الأول في قوله عز وجل: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة " من في هذه الآية؟ هي للتبعيض أو للجنس ؟
    السؤال الثاني  في الآية 67 في قوله عز وجل ( كلما خبت زدناهم سعيرا) هذه الآية أشكلت علي ,لأن الله عز وجل يقول "إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم " فقوله كلما خبت أريد توضيح الإشكال؟ ........ ( نلاحظ قطع في الكلام )
    الناس وفي الآيات في سورة الكهف ليذكر كلمة الناس  (ولقد صرفنا في هذا القرآن) قال العلماء :إن هنا في تحدي والتحدي موجه للناس مباشرة ,ما  سبب أن يأتي بهذا النفي ليؤكد التحدي في القرآن الكريم . والله أعلم .
     فتح الله عليك يا دكتور عيسى .
    وفي نهاية هذا اللقاء, أيها الإخوة المشاهدون أشكر الله عز وجل الذي هيأ ويسر. وأشكر باسمكم ضيفنا في هذا اللقاء :فضيلة الدكتور / عيسى بن على الدريبي الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود ,والمتخصص في الدراسات القرآنية,  ومدير مكتب الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرياض, شكر الله لكم يا دكتور عيسى .
    وشكر لكم وأن يوفقنا وإياكم والإخوة المشاهدين.
     تقبل الله منا ومنكم .آمين
     نشكركم أنتم أيضا ,وأستودعكم الله على أمل اللقاء بكم غدًا إن شاء الله
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    كلمات مفتاحية  :
    تفسير الجزء الخامس عشر

    تعليقات الزوار ()